×

أسرار البنات... وأساتذتهن

التصنيف: المرأة

2009-09-22  12:08 م  1670

 

تقدّم المدرسة ميزة إضافية إلى التلاميذ والأساتذة على السواء. إذ يسمح التلاقي اليومي بنشوء علاقات حب بين التلميذات وأساتذتهن. أحياناً يكون الحب من طرف واحد حين تُعجب الفتيات بالأستاذ، وخصوصاً عندما يكون شاباً، لكن تنقلب الأدوار أحياناً، وتكون التلميذة هي محطّ الإعجاب

فرح فواز
“أنتظر اليوم الدراسي بفارغ الصبر ليس لأنّني مجتهدة وأحبّ العلم، لكن لأنّني أحب الأستاذ وأتشوّق إلى رؤيته»، تقول، لينا ابنة الرابعة عشرة، مفصحةً عن أكبر أسرارها. ليست حال لينا فريدة، إذ يقع العديد من التلامذة في حبّ أساتذتهم، الذين يمثّلون ربما أول اتصال لهم بالجنس الآخر.
لكن الأمر لا يقتصر دائماً على حب من طرف واحد، بل تتطور الحالة ليصبح الأستاذ عاشقاً والتلميذة معشوقة. تروي تلميذة الصف الثانوي الأول في إحدى مدارس بيروت، ريم، تفاصيل إحدى هذه العلاقات. إذ تبدأ العلاقة «لما بيعطي الأستاذ رقمو للبنت اللي بيحط عينو عليها». وبالطبع لا ترفض الفتاة هذا الـ«BONUS» فتتطوّر العلاقة بينهما من تبادل لنظرات الحب في الصف إلى لقاءات في أماكن عامة، «ويمكن خاصة كمان». كانت بداية العلاقة بين ريم وأستاذها كلام وحب وقُبَل، ونهايتها محاولة للتحرّش داخل السيارة. «بس الحمد الله مرقت على خير»، تقول الفتاة، التي انتقلت إلى مدرسة أخرى. لناديا رأي آخر، إذ تؤكد أنّ الأستاذ لا يستغل موقعه لابتزاز الفتيات، أو الضغط عليهن، فهو لا يقدم على خطوة كهذه «إذا ما البنت حسّسته إنها قاتلي حالها عليه». «من الطبيعي أن تغرم الفتاة بأستاذها، فالأمر يعود إلى طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشها»، يقول الباحث في علم الاجتماع محمود زهران. ويشرح أنّ الفتاة في هذه المرحلة تشعر بأنّها أصبحت امرأة، وظهرت عليها ملامح الأنوثة والجمال، فتحتاج إلى إشباع رغباتها العاطفية مع رجل تعدّه أنضج من شبّان صفّها. لكن ماذا لو انعكست القاعدة، وأصبح الرجل الملاحق من نظرات الفتيات المتيّمات هو من يستغل موقعه ليلاحقهن ويوقعهن بغرامه؟
هذا ما واجهته كريستين (15 عاماً) التي طلب منها أستاذ الكيمياء الدخول معه إلى مختبر المدرسة لمساعدته على بعض التحضيرات. هناك حاول التحرش بها، فخرجت وهي تبكي. «لحقني وصار يقول للناس إني خفت لأنني أوقعت بعض الزجاجات، فلم أستطع أن أواجهه بالحقيقة أمام الإدارة، وحتى الآن لم أجرؤ على ذلك». منذ ذلك الوقت أصبح «الحكي ممنوعاً، والسؤال ممنوعاً، وكلّ شيء ممنوعاً عليّ في الصف»، تقول.
تشرح اختصاصية علم النفس، جنان جانا، أنّ هذه الحالة تعود إلى عدم الاكتفاء الذاتي لدى الأستاذ في العلاقات مع أشخاص من عمره، وخصوصاً بالنسبة إلى المدرّسين المتقدمين في السن، الذين يعانون نقصاً عاطفياً، وشعوراً بالإهمال والعزلة الاجتماعية.
تبدو المسألة مختلفة في الجامعات. فالفتاة «الحلوة» كما يقول يوسف، وهو طالب صيدلة في جامعة القديس يوسف «ما بتحضر الصفوف، بتتغنّج وبتدلّل عالدكتور وبتنجح متفوقة علينا كمان بلا ما تفتح كتاب، ونحنا كل السنة عم نكدح وندرس». توافق الطالبة في كلية الفنون في الجامعة الللبنانية لارا بري، يوسف في جزء من رأيه، وتضيف إنّ الفتاة في المرحلة الجامعية تكون ناضجة وواعية وتتحمل مسؤولية تصرفاتها كاملة، ولذلك فإنّ أيّ شيء يمكن أن تتعرض له يكون بإرادتها. وأكدت أنّ الفتيات اللواتي يعرضن حبهن على الأستاذ ينتظرن شيئاً ما في المقابل.
في الجامعات نجد حالات عدّة، فتارة تستغل الفتاة جمالها لجذب الأستاذ والحصول على ما تبتغيه من علامات «وطبعاً كل شي إلو مقابل»، كما يدعي يوسف. وتارة أخرى يستغل الأستاذ منصبه المهم في الجامعة، وصحبة الشباب لإغراء الفتيات. «طلّعوا معكن الصبايا عالرحلة لنتعرف عليهن»، قال أحد الأساتذة في جامعة في صيدا لطلابه الذكور كما يؤكد أحدهم!



ضبط التلاميذ لا دفعهم إلى الخطأ

يقول المدير السابق في إحدى الثانويات، ومدرّس مادة الفلسفة والحضارات شادي رحمة، إنّ منصبه أتاح له المجال للاطلاع على «غرايب وعجايب» في المدارس، منها علاقات أساتذة بتلميذات. هو تعامل مع الموضوع بأسلوب لا يعرّض سمعة المدرسة أو الأستاذ أو الفتاة للخطر. «لو ملكت الدلائل الكافية لاتخذت إجراءات قانونية بحق المدرّس، الذي تخطى واجباته»، يقول. ويضيف «نحن في زمن انفتح فيه شبابنا على العالم الخارجي بوسائل متنوّعة ، فلم تعد تصرفاتهم ناتجة من ثقافة وبيئة سليمتين، لذا يكون واجب البيت والمدرسة متابعتهم، إذ يجب على الأستاذ ضبط تصرفات تلاميذه، وإبعادهم عن الخطأ لا دفعهم إليه». وذكّر رحمة بضرورة المحاسبة القانونية للذين «يخرقون حرمة العلم».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا