×

هل هي بداية لحل الخلافات مع الجماعة الإسلامية حول إسم قوات الفجر؟

التصنيف: سياسة

2009-09-23  05:45 ص  1523

 

 

طرح الإعلان عن ولادة "تيار الفجر" برئاسة الأمين العام الحاج عبد الله الترياقي في صيدا، عدة تساؤلات في الأوساط السياسية، وأبرزها: هل هذا الإعلان هو بداية جدية لإنهاء الخلاف مع "الجماعة الإسلامية" حول إسم "قوات الفجر"، التي تعتبر الجناح العسكري للجماعة التي كان اطلاقها في أعقاب الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حيث خاضت معارك، ونفذت عمليات عسكرية ضد قوات الإحتلال في مدينة صيدا ومنطقتها، وأبرزها عملية أولى شهدائها: جمال حبال، محمد علي الشريف ومحمود زهرة في منطقة القياعة ? البستان الكبير في كانن الأول من العام 1983، حيث كبدوا العدو الصهيوني خسائر بشرية جسيمة· وكادت المدينة أن تدخل في عصيان مدني، وخصوصاً أن جنود الإحتلال اقتحموا منزل مفتي صيدا والجنوب (الراحل) الشيخ محمد سليم جلال الدين، بعد اعلان تبني المدينة للشهداء وتشييعهم··

ومنذ عدة سنوات أعلن الحاج الترياقي، الذي كان يتولى مسؤولية "قوات الفجر" في "الجماعة الإسلامية"، عن تشكيل اطار جديد حمل اسم " المقاومة الإسلامية " - "قوات الفجر"، مما أثار خلافات بينه وبين "الجماعة" حول التسمية، وصلت إلى حد الفتور في العلاقة حيناً والقطيعة أحياناً··

ووفق ما يتداول في الأوساط السياسية ذاتها، فإن الإعلان عن ولادة "تيار الفجر" جاء ليقطع الشك باليقين، حول إستمرار نضال "قوات الفجر" بعد رحيل الأمين العام السابق للجماعة ورئيس "جبهة العمل الإسلامي" الداعية الشيخ الدكتور فتحي يكن، بعدما بدأ همس أن "قوات الفجر" و"جبهة العمل الإسلامي" قد انتهيا مع رحيل الداعية يكن··

بيد أن المصادر المقربة من "تيار الفجر" أكدت لـ "اللـواء"، أن الحسابات لا تتعلق بحل الإشكالية مع "الجماعة" - رغم أهميتها إذا حصلت، فإعلان ولادة "تيار الفجر" يهدف إلى "قوننة" العمل التنظيمي بعد الحصول على علم وخبر - أي ترخيص للعمل كأي حزب أو تنظيم سياسي على الساحة اللبنانية، وكنصير قوي للمقاومة الإسلامية لتجاوز حالة الإصطفاف الطائفي والمذهبي··

<لـواء صيدا والجنوب> كان له لقاء مع الحاج الترياقي، للإطلاع منه على تفاصيل إعلان ولادة "تيار الفجر" وظروف توقيته وأهدافه··

 

أسباب إعلان <الفجر>

وكشف الترياقي عن الأهداف التي تقف خلف الإعلان عن إطلاق التيار وبهذا الوقت بالذات، بالقول: "إعتدنا في السنوات الأخيرة على إقامة إفطار رمضاني مركزي في مدينة صيدا، برعاية وحضور الراحل الكبير الدكتور فتحي يكن، وهذا ما شكل لدينا مناسبة طبيعية للإعلان عن إنطلاق "تيار الفجر"، وذلك بعد الإستحصال على الترخيص القانوني لتيارنا من الجهات المعينة الرسمية اللبنانية، علماً أن إنطلاقتنا العملية قائمة منذ أمد بعيد··· وبالتالي فإن وجود إعتبارات سياسية خاصة تقف خلف هذا التوقيت غير صحيح، وقد اخترنا هذه المناسبة الرمضانية التي إلتقينا فيها مع ذوي شهدائنا ومع الإعلاميين الكرام وبحضور ممثلي القوى السياسية والسادة العلماء، وتجنبنا من خلال ذلك عقد مؤتمر صحفي أو نشاط خاص بالإعلان عن ولادة التيار"·

إختلاف لا تنازع

وتطرق الحاج الترياقي إلى ما يقال عن أن الإعلان عن قيام "تيار الفجر" يمثل مخرجاً لعدم التصادم مع <الجماعة الإسلامية> وفتح صفحة جديدة، وصولاً إلى عدم إستخدام إسم المقاومة الإسلامية - "قوات الفجر"، مؤكداً "أننا لسنا مع التصادم مع أي من إخواننا الكرام في الجماعة، أو في غيرها من القوى والجهات الإسلامية والوطنية، ونحن لسنا في وارد إثارة أي تناقض مع أي من مكونات بنيتنا الإجتماعية والسياسية، نحن مع إخراج التناقضات من داخل الأمة العربية والإسلامية إلى خارجها، ونحن نعتبر أن لا وجود لأي مبرر يسوغ حتى إثارة الحساسيات الحزبية الضيقة، ولأن ذلك يتنافى مع إنتمائنا الإسلامي والجهاد، ويمثل خروجاً على كل ما هو عقلاني وموضوعي في تفكيرنا، وها هي ساحات العالم ومجتمعات الدنيا تضج وتعج بالتنوعات القائمة ضمن الإنتماء الواحد، دون أن يؤدي ذلك إلى اثارة أي تناقض، وهذا هو القرآن الكريم يتحدث عن الإختلاف كسنة طبيعية بين البشر، ولكنه يدعو إلى عدم تحويل هذا الإختلاف أياً كان حجمه إلى تنازع··· وهذا ما ينبغي أن يحكم خلافات الأمة السياسية والمذهبية والطائفية والتنظيمية والعرقية والقومية، ويشكّل عنواناً بارزاً يفرض نفسه على تفكيرنا في كافة المجالات التي نخوض فيها معارك وتحديات شتى مع أعداء الأمة، وناهبي ثرواتها ومصادري قرارها وإرادتها الفردية والجماعية"·

وأضاف: إننا في الوقت الذي ننظر فيه إلى إخواننا في "الجماعة الإسلامية"، وفي غيرها من الأطر الإسلامية الصغيرة والكبيرة بكل الحب والإحترام والتقدير، ندعو إلى رحابة الصدر وسعة الأفق، والتخلي عن كل ما يثير حساسية أو إنزعاج فردي أو جماعي، وذلك خُلق إسلامي رفيع دعا له سيد الأنبياء محمد (صلى الله عليه وسلم) وكل أنبياء الله تعالى، وإذا جاز لنا أن نتحدث في بعض الأحيان في دوائر ضيقة أو متسعة عن إختلاف ما في الرؤية السياسية، أو في الممارسة الجهادية مع أي من إخواننا الكرام داخل الجماعة أو خارجها، فإن ذلك ليس مدعاة لتحويل هذا الخلاف "الرؤيوي" إلى إختلاف واقعي وعلني أبداً، فالأخوة داخل العائلة الواحدة يختلفون ويتحاورون بهدوء وروية وعقلانية، وهذا ما يجب أن يكون قائماً في علاقاتنا كلها، وفي العلاقات التي تحكم بنيتنا الإجتماعية والسياسية على إتساع إنتماءاتها الأيديولوجية المختلفة·

وأكد الحاج الترياقي "أننا نتطلع على الدوام إلى تمتين كل علاقاتنا الإسلامية والوطنية، وفي مقدمها العلاقة مع إخواننا في "الجماعة الإسلامية"، التي نعتبر أن أي نجاح أو تقدم جهادي أو سياسي تحققه "الجماعة" هو نجاح لكل فرد منّا، وتحقيقاً لآمانينا جميعاً، إننا أمة يجب أن تكون قادرة على إدارة أي من أمورها الخلافية بعقل ورقي وإيمان وتقوى، وضمن ما يُسمى أدب الإختلاف، وستبقى "المقاومة الإسلامية" - "قوات الفجر" هي الدرع الواقي لهذا التيار"·

برنامج "تيار الفجر"

وعدد الحاج الترياقي النقاط الأساسية في برنامج عمل "تيار الفجر"، قائلاً: "نحن نتطلع إلى أن تكون ساحاتنا العربية والإسلامية ساحات مقاومة ضد الإحتلال الصهيوني، وضد الهيمنة الإستكبارية، وضد حملات التطبيع مع العدو الصهيوني على وجه التحديد، والمقاومة يُمكن أن تأخذ أشكالاً عسكرية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية شتى، نورد نموذجاً لحملات الغزو الصهيوني الإقتصادي من خلال وجود نجل ديفيد كيمحي (الأمين العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية) على رأس إحدى أكبر شركات الخلوي في إحدى الدول الخليجية، والساحة اللبنانية في تكوينها وطبيعتها الأساسية مساحة للمقاومة المستمرة، منذ أن كان أجدادنا يقطعون طرق التموين على الصهاينة في جنوب لبنان تضامناً مع ثورة الشيخ عزالدين القسام عام 1935· والذي يريد أن يخرج هذه الساحة عن طبيعتها وعن كيونتها، فإنه سيبوء بالفشل أياً تكن هويته السياسية أو الطائفية أو الأيديولوجية"·

وشدد "أنه ضمن الأهداف التي وضعت لـ "تيار الفجر" أن تكون أولوياتنا هي المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وأن يتم تأمين البيئة الملائمة لنمو هذه المقاومة، وأدائها لدورها الكبير في مواجهة القوة الصهيونية الغاشمة، حيث نتطلع إلى إقامة مجتمع مقاوم قادر على مواجهة كافة التحديات، ونعتبر أن أكبر تحدٍ يواجه عمل المقاومة، هي تلك الدعوات الطائفية والمذهبية الساعية إلى إخضاعنا لكل أشكال التفرقة والإنقسام التي نشطت في السنوات الأخيرة على الساحة اللبنانية، وبعد أن عمل الإحتلال الأميركي، المتحالف مع جهلنا وتخلفنا، على جعل العراق ساحة للإقتتال الدموي الذي يأخذ طابعاً مذهبياً شيطانياً مقيتاً، وقد أكدت الأهداف على رفض أي خروج للحركة الإسلامية اللبنانية عن مواقفها التاريخية الجهادية، من خلال ما أسميناه "إنزلاقاً" نحو حيادية ممقوتة في المواجهة القائمة منذ خمس سنوات حول المقاومة الإسلامية في لبنان وسلاحها، ويمكن الرجوع إلى نص النقاط الثمانية في الأهداف المعلنة لـ "تيار الفجر"، وهي:

- العمل على التمسك بالمقاومة الإسلامية اللبنانية في مواجهة الإحتلال الصهيوني، والسعي إلى تدعيم هذه المقاومة بكافة أشكال الإلتفاف الشعبي·

- العمل على تنقية الموقف الرسمي اللبناني من كل شوائب التناقض مع المقاومة اللبنانية البطلة، والسعي إلى التكامل معها في سعيها لإحباط المؤمرات الصهيونية الدائمة·

- العمل الدؤوب على إقامة مجتمع لبناني مقاوم، يكون قادراً على مواجهة كافة التحديات الصهيونية الإحتلالية المفترضة، ويحصن البيئة اللبنانية من كل نقاط الضعف الإجتماعية والإقتصادية والأمنية، التي يفرضها الوجود الصهيوني·

- العمل على وقف كافة أجواء التوتير الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين، والتصدي لعمليات خطف بعض الطوائف اللبنانية، وإخضاعها لمنطق فريق السابع عشر من أيار، وذلك من خلال ملء الفراغ السياسي والقيادي في بعض أجزاء الساحة الإسلامية اللبنانية·

- التأكيد على أن أصالة الساحة الإسلامية اللبنانية بكافة إنتماءاتها المذهبية، تفرض تقديم هموم الصراع مع العدو الصهيوني على كل ما عداها من هموم طائفية أو مذهبية ضيقة، وإذا كان البعض قد أخذ على بعض الفئات العراقية تقديمها لمسألة حقوقها الطائفية على هم مواجهة الإحتلال الأميركي (وهو محق في ذلك)، فإن الأولى بالساحة الإسلامية اللبنانية ألا تحذو حذو هذه الفئات العراقية الكريمة·

- التأكيد على وجوب إستمرار دعم المقاومة الفلسطينية، وتدعيم نهج الجهاد المسلح الذي تلتزمه، وتأمين الحد الأقصى من الإسهام اللبناني في هذا المجال، علماً أن مجرد إستمرار وجود المقاومة الإسلامية اللبنانية على الجبهة الشمالية للكيان الغاصب، هو دعم أكيد ثابت للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة·

- الرفض المطلق لخروج الحركة الإسلامية اللبنانية عن موقفها التاريخي الجهادي، من خلال الإنزلاق نحو الحيادية المقيتة في المواجهة القائمة منذ خمس سنوات حول وجود المقاومة اللبنانية وتمسكها بسلاحها المقدس·

- دعوة كافة القوى السياسية اللبنانية إلى الإقلاع عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نشوء صراعات هامشية تشغل الوطن والمقاومة عن مواجهة المخاطر الصهيونية المتكاثرة·

ثريا حسن زعيتر

th@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا