×

عون لـ السفير مسؤولية الحريري العثور على المخرج

التصنيف: سياسة

2009-09-23  05:53 ص  1078

 

عماد مرمل

تتهيأ القوى السياسية للجولة المقبلة من استشارات التأليف التي سيباشر فيها الرئيس المكلف، للمرة الثانية، سعد الحريري مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين، بدءا من يوم غد الخميس، البحث عن «إبرة» الحكومة الضائعة في «قش» العقد الداخلية والخارجية.
ولئن كان برنامج الاستشارات الذي أعده الحريري ويمتد حتى يوم الثلاثاء المقبل قد أوحى لانصاره بانه يريدها جدية لا شكلية، ولخصومه بانه ما زال يعتمد سياسة المماطلة وتضييع الوقت في انتظار شيء ما، إلا ان الاكيد ان الاطراف المعنية بتركيب «البازل» الحكومي قد أعادت مراجعة تكتيكاتها التفاوضية بناء على دروس التجربة السابقة، من دون ان تكون قد تخلت عن أهدافها الاستراتيجية الثابتة، بحيث لا يؤدي تبديل الدروب ـ من باب المرونة او التمويه ـ الى تعديل وجهة السير الاصلية.
ومن «علامات» المراجعة ان الحريري يتفادى منذ اللحظة الاولى لاعتذاره إلزام نفسه بأي معادلة علنية تاركا امامه هامشا واسعا للمناورة، كما ان رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون يسعى بدوره الى تجنب استدراجه نحو زوايا ضيقة قد يصعب عليه الخروج منها عند بدء المفاوضات، وهو بالتالي يقاوم هذه الايام أي محاولة لحشره في موقف مبكر او لدفعه الى الكشف عن اوراقه قبل ان يجلس الى طاولة الحوار مع الرئيس المكلف، من دون ان يمنعه ذلك من التمسك بمجموعة من الثوابت التي لا تحتمل في حساباته المساومة او المقايضة.
ماذا يقول عون عشية استشارات الرئيس المكلف في المجلس النيابي؟
يؤكد عون في حوار مع «السفير» ان من مسؤولية سعد الحريري بالدرجة الاولى ان يعثر على مخرج من الازمة وان يقدم تصورا لكيفية الخروج من النفق، «فهو الرئيس المكلف وليس أنا»، موضحا انه سينتظر الى حين الاطلاع على نمط مقاربته للامور في أعقاب التكليف الثاني، «وبعد ذلك أدلي بدلوي».
وعما إذا كان يتوقع ان تنجح عملية تأليف الحكومة هذه المرة، يشير الى انه لا يستطيع ان يعرف ما هي النوايا الحقيقية للحريري وكيف سيتعامل مع ملف تشكيل الحكومة، لافتا الانتباه الى ان هناك آراء كثيرة نسمعها حول سقوط صيغة 15ـ 10ـ 5 والتخلي عن مبدأ حكومة الوحدة الوطنية وغيرها، بحيث بات كل واحد يغني على ليلاه، ولذلك المطلوب من صاحب العلاقة أي سعد الحريري ان يتكلم ويحدد كيف سيتصرف، لنحدد بدورنا كيف سنتعاطى معه.
وهل ما زلت مؤيدا لمعادلة 15ـ 10ـ 5؟
يجيب الجنرال متسلحا بـ«الحيطة والحذر»: لا أريد ان أرهن نفسي منذ الآن بموقف مسبق او بتقديرات معينة. علينا ان نرى اولا ماذا سيحمل الحريري في جعبته ثم يكون لنا الموقف المناسب.
وهل ستصر مجددا على حقيبتي الاتصالات والداخلية وتوزير جبران باسيل؟
يتفادى الجنرال التورط باي موقف سابق لاوانه قد ينعكس سلبا على استراتيجيته التفاوضية، مكتفيا بالقول: في المرة السابقة أدخلونا في سجالات لا طائل منها حول الوزارات والاسماء، ونحن لن نكرر التجربة. ما أستطيع ان أؤكده اننا سنتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب.
وعما إذا كان يعتقد ان الظروف الاقليمية والدولية أصبحت مؤاتية لتأليف الحكومة، يلفت عون الانتباه الى ان كل المعطيات تشير الى تأزم إقليمي في اتجاهات متعددة، وهذا يجب ان يكون حافزا إضافيا لتأليف حكومة الوحدة، وليس عائقا امامها. ويضيف: صحيح ان الخارج يؤثر على البعض في لبنان، ولكنني من جهتي لا أعترف بتأثيره علي وإن كنت آخذه بعين الاعتبار. وبرأيي انه كلما تأزم الوضع الإقليمي تصبح الحاجة مضاعفة الى حكومة وحدة وطنية، تكون بمثابة صمام امان لتحصين الجبهة الداخلية، وبهذا المعنى ارى ان حكومة الوحدة باتت ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى.
وماذا عن حكومة التكنوقراط... ألا يمكن ان تشكل «مخرج طوارئ» من الازمة؟
يعتبر الجنرال ان حكومة التكنوقراط لا تملك المقومات الكافية لمواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية بالجهوزية والفعالية المطلوبتين. ويتابع شارحا وجهة نظره: عندما وقعت حرب تموز كانت هناك حكومة سياسية، ومع ذلك، فانها لو كانت تتسم بتمثيل اوسع لأمكنها ان تواجه بشكل افضل تحديات الحرب. القاعدة الذهبية التي ينبغي الانطلاق منها هي ان حكومة الوحدة، الواسعة التمثيل، تؤمن تغطية أكبر للقضايا الوطنية وتتيح لأي قرار ان يتمتع بمزيد من الفعالية والقوة، حتى لو استغرق اتخاذه بعض الوقت، سواء كان القرار مقاوما اومسالما، في حين ان أي حكومة أخرى لن تحظى بالرشاقة الضرورية والعمق الحيوي اللازم للتعاطي مع الازمات والاحداث الكبرى.
وما هو رايك في حكومة الاقطاب التي قيل ان الرئيس المكلف سعد الحريري طرحها عليك خلال اللقاء الشهير في قصر بعبدا؟
يجيب عون: نعم... طًُرح علي مثل هذا الاقتراح، ولكن ليس من قبل الحريري وإنما من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفي نهاية المطاف الموقف من أي صيغة، سلبا أم إيجابا، يرتبط بمعايير التأليف وقواعده، والثابت لدي انني أدعم كل ما يوصل الى حل وليس الى ازمة إضافية.
وما هي النصيحة التي تسديها الى «الحريري الثاني» عشية بدء مشاورات التأليف؟ يبتسم الجنرال، ويقول: إذا طلبها مني أعطيه إياها في الاجتماع المغلق معه

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا