×

حرب شقق الطلاب... الكل خاسر!

التصنيف: المرأة

2009-09-23  06:16 ص  3773

 

في مطلع كل عام دراسي يفتش طلاب جامعة بيروت العربية وبعض طلاب الجامعة اللبنانية عن شقق في منطقة الجامعة العربية. لكنهم يُفاجأون بحرب إعلانية غريبة تقف عائقاً أمام إيجادهم مسكناً

أيمن القادري
«شقة مفروشة للطلاب تطل على منطقة واسعة قرب كلية الهندسة، شقة مفروشة لستة طلاب أو ست طالبات، شقة واسعة فيها صالون ومطبخ كامل وتلفزيون ومكيفات هوائية وحمامان تطل على الملعب البلدي...». إعلانات تجتاح المنطقة المحيطة بجامعة بيروت العربية، تنتشر على الجدران والأعمدة الكهربائية وحتى على أغصان الأشجار وجذوعها. هكذا، تحوّل تأجير الشقق للطلاب إلى حرب إعلانية ومهنة تنافسية وحربية بامتياز، وجولة في المنطقة هي خير دليل. تحمل الإعلانات كلاماً مغرياً لإقناع الطالب بأنّ هذه الشقق هي ما يبحثون عنه. لكن ليس المهم أن يقتنع الطالب بل الأهم أن يصل إلى الشقة المعروضة للإيجار! فأين هو رقم الهاتف الذي يسمح للطالب بأن يستفسر على مكان هذه الشقق؟ بالطبع لا ينسى صاحب الإعلان وضع رقم هاتفه، لكن أصحاب الشقق افتعلوا حرباً سلاحها الأول والأخير هو تمزيق أرقام الهواتف عن الإعلانات التي تنافس إعلانهم!
فما بالك لو رأيت في الليل رجلاً يمزق الإعلانات عن الأعمدة الكهربائية فيما تقف زوجته إلى جانبه، تحمل في يدها رزمة من الإعلانات وتناوله ورقة تلو الأخرى؟
تجد بين أصحاب الشقق من يمزق الإعلان بكامله، ومنهم من يكتفي بإخفاء رقم واحد من أرقام الهاتف، ومنهم من يلصق إعلانه مباشرة على الرقم، ولا يعلم هذا المسكين بأنّ رقم هاتفه هو أيضاً سيُمزق. في المقابل، هناك بين المتنافسين من علّمته التجارب التي يعيشها في مطلع كل عام دراسي أنّ رقم هاتفه سيُخفى عن الإعلان، لذلك يطبعه مرة في الأسفل بوضوح وبخط عريض، ومرة أخرى في الزاوية العليا بخط صغير كي لا يلاحظه ذاك المستعجل الذي يمزق الإعلانات المنافسة بسرعة خوفاً من أن يراه صاحبها.
أعادت صاحبة أحد الإعلانات المعروضة في المنطقة، سارة ياسين، كتابة رقم هاتفها بخط يدها على الإعلانات بعدما مُزّق. تقول ياسين إنّ الهدف من إخفاء أرقام الهواتف عدم السماح لعارض الإعلان بحصد أكثر نسبة طلاب، فيما ممزق الإعلان يبقى أيضاً بدون مستأجرين، لأنّ التمزيق سيطاله أيضاً.
هذه الحرب دفعت الطلاب الذين لا يستطيعون البحث بين المباني كلها عن مسكن باللجوء إلى نواطير الأبنية المجاورة للجامعة الذين قد يفيدونهم في موضوع الشقق المتوافرة. وإذا لم يحالفهم الحظ يدخلون إلى كلّ المحال والدكاكين في المنطقة لسؤال أصحابها، الذين يعملون عمل السماسرة، عن الشقق الفارغة... مقابل ثلاثين ألف ليرة بدل سمسرة. يقول أبو بسام، الذي يملك محل عطورات في المنطقة إنّه لا يتعدى على مهنة السمسار، بل إنّ «أصحاب الشقق الذين أعرفهم يطلبون مني عرض شققهم على الطلاب مقابل مبلغ بسيط من المال، وطلاب كثر يقصدونني ليسألوا عن الشقق».
أما السمسار محي الدين الحلاق فيشير إلى أنّ الشقق المطلوبة أكثر من المعروضة، فيومياً يقصده نحو سبعة طلاب يبحثون عن مسكن ولا يجد طلبهم.
إذاً حرب الإعلانات لا تزال مستعرة بين أصحاب الشقق الذين خسروا جميعهم المعركة وجروا الطلاب معهم في الخسارة.



أمضى الطالب أحمد يحيى (الصورة) 3 أيام يفتش عن شقة في المنطقة. يقول إنّه اضطر إلى أن يسأل المارة في الشارع عن شقة بعدما تفاجأ بالإعلانات المعروضة. وجد أحمد مسكناً بمساعدة خياط لديه معارف من أصحاب الشقق

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا