×

الصبيان حاضرون في أحاديث البنات والعكس صحيح.. والحياة لا تمارس الفصل

التصنيف: المرأة

2009-09-26  05:57 ص  1909

 

 

زينب حاوي
«الاختلاط ضروري، لا بل أهم من ضروري، وبيكفينا جهل بقى!»، تصرّح إحدى الأمهات، بينما تقول أخرى: «إذا وعيوا الولاد من أول عمرهم ع الصح والغلط، بيفوتوا ع الجامعة بدون ما يكون في اي قلق عليهم».
الاختلاط بين الذكور والاناث في المدارس، أو الفصل بينهما: جدلية قائمة الى يومنا هذا ولم تجد طريقها بعد الى الحل.
فالكثير من الاعتبارات الدينية والاجتماعية والثقافية تقود الاهل الى اختيار احدى هاتين النظريتين. تقول الأولى بأن الاختلاط سلبي، خاصة في عمر المراهقة ومع مرحلة النضج الجنسي، حيث ترتفع وتيرة اهتمام الطالب بالجنس الآخر. أما النظرية الثانية فتوافق على وجود ميول استعراضية للفرد امام الجنس الآخر، فيعمل على إظهار ذاته أمامه، وتتضح الفوارق، ما يعزز الجدوى التعليمية في الاختلاط. فالحياة لن تستمر لاحقاً إلا في الاختلاط.
حقوق دولية..
وطوائف محلية
أدت موافقة الدول على وثيقة حقوق الطفل التي يندرج ضمنها حق عدم التمييز بين الجنسين، إلى اعتماد الأنظمة صيغة المدارس المختلطة، بشكل عام، وترسخت هذه الفكرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
لكن، يقر الدستور اللبناني حق الطوائف بإنشاء مدارس خاصة بها، وقد بدأ تأسيس المدارس الإسلامية في القرن الحادي عشر، وكان الفقيه ـ أي عالم الدين ـ يتنقل بين الصفوف ليتجنب الاختلاط. ومن ثم كرت السبحة: فجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية كانت غير مختلطة في العام 1926، وفي التسعينيات بدأ الاختلاط، لكن، اليوم، تفضل الجمعية الفصل بين التلامذة قبل المرحلة الثانوية.
أما مدارس الطوائف المسيحية، وتحديدا الإرساليات، فمارست الفصل في القرن التاسع عشر وما زالت الى يومنا هذا تعتمده، لكن بوتيرة أخف.
تعتبر تمارا (17 سنة ـ تلميذة مدرسة مختلطة مسيحية) أن الاختلاط يخلق المساواة بين الجنسين، بينما يولد الفصل عقدا وحرمانا، ما يؤدي برأيها إلى الكبت. وتقول أن في مدارس الفصل بين الجنسين، ينتظر الفتــيات انتهاء الدوام ليلتقين بالشباب، «ما يؤدي الى فقدان التركــيز، ويشتــت التحصيل العلمي». وتؤكد أنها لــم تتــأثر سلــباً بالاختلاط، «فهناك قوانين تحــكم العــلاقة بين الشاب والفتاة، وتعطي الحقوق لكل منهما».
اجتماعياً.. و«منعاً للجهل»
يقول الاخصائي التربوي د. حسان قبيسي أن فكرة الاختلاط «جاءت نتيجة رؤية فلسفية تربوية اجتماعية مفادها: بما أن الطلاب غير منفصلين في المجتمع، فالفصل سيكون تعسفياً في المدرسة». ويشدد قبيسي على ضرورة أن يتعرف الطلاب على بعضهم البعض تربوياً، «منعاً للجهل والفهم الخاطئ». فهو لا يرى مبررا للفصل طالما ان البيت والمدرسة يؤديان دوريهما التربويين، ويحذر من الفصل الاعتباطي الذي برأيه «سيدفع بكل من الجنسين إلى التصرف بمعزل عن الكبار»، كما يدعو الى الاختلاط منذ الصغر وحتى المراحل المدرسية المتقدمة.
في المقابل، يفضل أستاذ علم الاجتماع د. طلال عتريسي الفصل المؤقت في المرحلة الثانوية، «لأنها مرحلة حساسة ومليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية». ويقول إن الاختلاط يولد «الكبت تجاه الجنس الآخر.. بيكون حدو ومش قادر يعمل شي». ويعتبر أن حسنات الفصل تكمن في عدم الاهتمام بالجنس الآخر والتركيز فقط على الدرس. ويدعّم فكرته هذه، مستعيناً بأن عددا من الادباء والمفكرين درسوا في مدارس غير مختلطة، ولم يتأثر ابداعهم.
التلامذة يفضّلون المختلط؟
تابع علي (18 سنة) دراسته في إطار يعتمد الفصل، لغاية الصف السابع. يتمنى أن لا يتم الخلط بين الفصل وتوفّر عناصر التركيز، «الاختلاط لا يؤثر على التحصيل العلمي! اللي بدو يلتهي، بيلتهي وين ما كان». تقوم مدرسته بالنسبة إليه بمقام سجن، لأنه لا يستطيع التعبير عن نفسه، «حتى في الملعب»، حسبما يقول.
في المقابل، يقول زميله مالك (18 سنة) انه هو الذي اختار هذه المدرسة وليس أهله، «لأنو المختلط بيلهي».. ويرى أنه من الطبيعي أن تبدأ حريته بعد تخرجه من المدرسة.
أما مدير «ثانوية حوض الولاية» محمد الجمل الذي سمع تلميذيه يبديان الرأي، بينما كان يتجول خارج مكتبه، فعلق بالقول انه يؤيد الاختلاط لأن تجربته السابقة في مدرسة مختلطة جعلته يرى الفرق جلياً: «ففي المختلط، الصف يضبط أكثر، ويخــلق نوعا من المنافســة العــاطفية على فتاة مثلاً، فيتــم نسيان السياسة».. علــى عكس المدارس غير المختــلطة التي، برأيه، «يصــبح فيها كل تلميذ مندوبــا عن زعيمه».
من جهة اخرى، تفضل مريم (15 سنة ـ غير مختلط) المدرسة المختلطة «لأنو أمام الشباب نلتزم». تقول أن المدرسة ليست سجناً: «وعندما تتخرج الفتاة منها، ح تعمل اللي بدها اياه، وسوف تلوم اهلها على وضعها في غير المختلط».
أما زميلتها سلافة (14 سنة) فتحبذ بدورها المختلط لسبب بسيط: «منشان الشاب يدافع عن البنت».
بدورها، تتمنى فدوى (14 سنة) أن تكون في مدرسة مختلطة: «لأنو، بمدرستي، منحكي نحن البنات عن الشباب، ولما يشوفوا شاب برستيج، دغري بيعجبوا فيه، ولما نضهر من المدرسة، منتفركش بالصبيان اللي برا.. شو إلو عازة الفصل؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا