×

إشكال مناصري سعد والحريري يلجمه الجيش... ليستعر في البيانات

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-21  08:12 ص  1521

 

 

محمد صالح

حال تدخل الجيش اللبناني ومخابراته، بقوة، وفي اللحظة المناسبة، دون إسالة الدم في صيدا ووقوع جرحى وحتى سقوط قتلى.. ولعل هذا الحادث هو الأخطر الذي تشهده صيدا منذ زمن، نظراً لدلالاته الأمنية التي كادت تتجاوز الخطوط الحمر، وتعكس مدى التوتر بين أنصار «تيار المستقبل» من جهة، وأنصار «التنظيم الشعبي الناصري» من جهة ثانية.
وقد نجت صيدا، خلال الساعات الماضية، من حادث أمني خطير في وسط صيدا ـ شارع رياض الصلح، خلال تواجد رئيس «التنظيم»، د.أسامة سعد وعدد من أنصاره مع أعضاء «لائحة الإرادة الشعبية»، في أحد المحال التجارية، خلال جولة انتخابية. وفي الوقت نفسه كان مقرر اللجنة الخماسية في «تيار المستقبل»، أحمد الحريري، يقوم بجولة انتخابية على الجهة المقابلة من الشارع. فحصل تلاسن من العيار الثقيل، بين أنصار الطرفين، مع صراخ وارتفاع الصيحات والسباب. وشرع أنصار كل من سعد والحريري بالاقتراب من بعضهم البعض، إلا أن عناصر من مخابرات الجيش كانوا متواجدين في الشارع، فسارعوا إلى طلب معونة الجيش اللبناني، ووصلت سرية من فوج التدخل في الوقت المناسب، مع مسؤول مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب.
ووسط حالة من الذعر والهلع بين المواطنين، انتشر عناصر الجيش في الشارع، وشكلوا حاجزاً للفصل بين الطرفين. ثم لوحظ أن سعد غادر المكان، بإلحاح من أنصاره، باتجاه البوابة الفوقا، بعدما تجمعوا حوله لتشكيل حلقة ضيقة لحمايته وهم يهتفون «بالروح بالدم نفديك أبو معروف» و«صيدا كلها لمعروف». غير أن كل طرف استمر بحشد أنصاره. عندها، أقفل الجيش الشارع، ومنع المرور، كما أقفلت بعض المحال والمؤسسات التجارية أبوابها، وعزل الجيش المنطقة بتطويقها، متمنياً على الجميع تهدئة الأجواء ومغادرة المنطقة، مع التهديد باعتقال من يقوم بأعمال شغب أو تهور.
وقد استمر الوضع على سخونته الشديدة، لأكثر من نصف ساعة، وعندها غادر الحريري المكان، وسط هتاف أنصاره: «حريري حريري، صيدا كلها للحريري». وبعد أكثر من ساعة ونصف الساعة على الحادث، عاد الجيش إلى فتح الطرقات.
بيان «التنظيم»
وأصدر «التنظيم الشعبي الناصري» بياناً أشار فيه إلى أنه «بات واضحاً للجميع أن تيار الحريري يريد من هذه الانتخابات الثأر لهزيمته العام 2004 في صيدا، والهيمنة المطلقة على قرارها، ونحن أردنا التوجه إلى منافسة ديموقراطية حرة، بين نهجين في العمل البلدي، وبين مفهومين للتنمية». وحذر بيان «التنظيم»، فريق الحريري، من مواصلة هذه الممارسات، معتبراً أن هذه الأمور «تجعل الانتخابات البلدية بلا ضوابط قانونية، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن افتعال الأجواء غير المريحة السائدة، وندعو الدولة إلى تحمل مسؤولياتها، كما نطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالإقلاع عن سياسة التطنيش».
وكشف رئيس «التنظيم»، أسامة سعد، «أن موضوع التفاهم (على البلدية) جرى ترتيبه منذ أشهر، بين أحد رؤوس السلطة في لبنان، وبين رأس شركة عابرة للقارات، وبين جهاز مخابرات عربي، وبناء عليه جرى تكليف هذا الرجل (محمد السعودي) بهذه العملية». ولفت الى أن «هذا الفريق يريد أن يعيد اثبات وجوده ويجدد أوراق اعتماده للجهة الراعية، وأن يثبت لرعاته أنه صاحب الكلمة والآمر والناهي في الساحة السنّية».
وأعلن سعد انه «قدم لوزير الداخلية بعض المعطيات حول استقدام ناخبين صيداويين من الخارج، وهناك معلومات عن استقدام حوالي خمسة آلاف ناخب من الخارج على نفقة تيار الحريري»، مضيفاً: «إننا نعتبر ذلك رشوة مالية من قبل هذا الفريق، كما أنهم يستغلون موظفين رسميين ومن أوجيرو لخدمة ماكينتهم الانتخابية، ويمارسون الضغط على الأساتذة والمعلمين». وحمّل سعد فريق الحريري، وعلى رأسه الرئيس فؤاد السنيورة، مسؤولية ما يجري على الساحة الصيداوية.
أحمد الحريري
في المقابل، اعتبر مقرر اللجنة الخماسية في «المستقبل»، أحمد الحريري، «أن الهدف من محاولات التهويل والتخويف التي يقوم بها فريق النائب السابق أسامة سعد في صيدا، هو تأجيل الانتخابات البلدية في المدينة عبر افتعال مشاكل وجر الدولة إلى اتخاذ قرار بالتأجيل. وهناك مصلحة للطرف الآخر في التصعيد، بينما نحن لنا مصلحة بتهدئة الأمور وببث الثقة عند الناس».
أضاف الحريري: «سنفوت هذه الفرصة وهذا المخطط، ولدينا ملء الثقة بوزيري الداخلية والدفاع وقائد الجيش وبمدير عام قوى الأمن الداخلي، وما يطمئننا هو أن الدولة هي التي تضع يدها على هذا الاستحقاق». ودعا جميع مناصري «المستقبل» في صيدا إلى ضبط النفس، منعاً لأي خلل أمني، معتبراً أن مصلحة اليوم الانتخابي ومصلحة المدينة هي بثبات الاستقرار فيها. وأوضح الحريري، خلال مؤتمر صحافي ما حصل، فقال: «هذه الزيارة التي كنا نقوم بها إلى شارع رياض الصلح كانت مقررة سابقاً، وفجأة يأتيني خبر أن الدكتور أسامة سعد يصل فجأة مع مجموعة من الشباب، وجرت محاولة لتعكير الأجواء، فقررت إلغاء الزيارة حفاظاً على أمن ومصالح الناس. سنفوت مخططهم لجرّ الدولة إلى اتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات في صيدا بسبب التوتر الأمني».
السعودي وبهية الحريري و«الجماعة»
وفي حين اعتبرت النائبة بهية الحريري أن الاستحقاق البلدي في صيدا يوم الأحد المقبل هو «فرصة لنقترع لاستقرار المدينة ونهضتها وتنميتها بأيدي أبنائها»، فقد أعلن رئيس «لائحة الوفاق للإنماء»، محمد السعودي، أن «جبل النفايات سيختفي من مدينة صيدا في عهد المجلس البلدي المقبل، والمنطقة التي يربض فوقها هذا الجبل ستتحول الى أجمل بقعة في لبنان».
أما المسؤول السياسي «للجماعة الإسلامية» في الجنوب، بسام حمود، فقال إن جميع أعضاء «لائحة الوفاق للإنماء» في صيدا الـ21 هم مرشحو «الجماعة». وجاء ذلك خلال مهرجانين انتخابيين للائحة نفسها في مدينة العمال في منطقة التعمير ـ الفيلات، والثاني في قاعة السلاملك في صيدا.
إخبار «اللقاء»
من جهة ثانية، أعلن «اللقاء الوطني الديموقراطي» في صيدا بأنه تقدم بإخبار للنيابة العامة بشأن استقدام العاملين في الخارج على نفقة الحريري، وذلك في بيان أصدره أمس، لفت فيه الى «استقدام آلاف المغتربين من أربع رياح الأرض ممن يعرفون المدينة وممن لا يعرفونها إلا في زمن الانتخابات».
وكانت «لائحة الإرادة الشعبية» قد جالت في «الحسبة» والمدينة الصناعية، وأكد رئيسها كاتب العدل عبد الرحمن الأنصاري، إن «أنصارنا لن يسكتوا عن أي استفزاز»، داعياً القوى الأمنية إلى البقاء على الحياد، وإلى أن «تواجه الاستفزازات من قبل الفريق الآخر في المدينة، خوفاً من تفجير الوضع الأمني، ومنع الرشوة».
من ناحيته، رفض «التجمع النسائي الديموقراطي اللبناني» ـ فرع الجنوب، «زج اسمه كطرف في الاستحقاق الانتخابي والسجال الحاصل»، معلناً أن «عضوة التجمع، منى السمره، ليست مرشحة باسم التجمع، وأن قرار ترشحها للانتخابات البلدية في مدينة صيدا يدخل ضمن إطار حريتها وقناعاتها الشخصية».

  

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا