×

محمد السعودي العلماء هم خط الدفاع المنيع والأول في هذه الأمة

التصنيف: بلديه صيدا

2015-03-27  08:54 م  788

 

إعلام بلدية صيدا

رعى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الحفل التكريمي الذي أقامته اللجنة الاهلية الفلسطينية لتكريم الشهداء،  " للشهداء  الذين جمعتهم فلسطين وحدة وفكرا وعملاً : مفتي الجمهورية الشهيد حسن خالد والعالمين الراحلين المرجع العلامة محمد حسين فضل الله وفضيلة القاضي الشيخ محمود الجشي"،  شارك فيه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ممثلا مفتي الجمهورية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان ، سماحة السيد جعفر فضل الله ، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود على راس وفد من العلماء، رئيس البلدية المهندس السعودي، ورئيس اللجنة الاهلية الفلسطينية لتكريم الشهداء الشيخ جمال محمد .

حضر الحفل الذي اقيم في قاعة الحاج مصباح البزري الكبرى في القصرالبلدي : ممثل النائب بهية الحريري رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها  السيدعلي الشريف، ممثل المطرن ايلي حداد امين سر المطرانية الأب سليمان وهبي ، الأرشمندريت نقولا صغبيني، ممثل امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد عضو قيادة التنظيم محمد ضاهر، ممثل قيادة الجماعة الاسلامية  في الجنوب السيد محمد زعتري، مسؤول حزب الله في صيدا الشيخ زيد ضاهر، السيدة نجلاء مصطفى سعد، وشخصيات علمائية لبنانية وفلسطينية، وممثلون عن احزاب وقوى لبنانية وفلسطينية وطنية واسلامية وهيئات اهلية واجتماعية وعائلات العلماء المكرمين.

الشيخ حمود

بداية ترحيب من عريف الحفل السيد خالد زيدان، فكلمة  رئيس اللجنة الاهلية الفلسطينية لتكريم الشهداء الشيخ جمال محمد، الذي شكر لرئيس بلدية صيدا المهندس السعودي رعايته واستضافة البلدية للحفل .

واستعرض الشيخ محمد مسيرة المحتفى بهم الايمانية والوطنية ودفاعهم عن القضية الفلسطينية ومقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي، بالموقف والكلمة والفتوى والدعم اللامحدود لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير ارضه .

ثم تحدث الشيخ ماهر حمود متوقفا عند عنوان فلسطين، القضية والأرض والشعب والمقاومة والجهاد ، وما كانت تعنيه قضية فلسطين بالنسبة للعلماء المكرمين ، وكم نحن بحاجة الى هذه القامات الاسلامية  الكبيرة في هذا الزمن الذي تتعرض فيه القضية الفلسطنية والاسلام لأخطار وتحديات كبيرة .

وقال: فلسطين هي التي تعطي القيمة للعلماء والزعماء والقادة والمثقفين والمفكرين والدعاة، ولكل من يريد أن يضيء نورا في هذه الأمة.

 نعم فلسطين التي تعطي، البعض إتخذها تجارة ،والبعض أضاع البوصلة فأصبح الجهاد في الفتنة في سوريا ، أصبح الجهاد في كل مكان إلا في فلسطين, أضاعوا البوصلة وضيعوا التاريخ والقرآن والإسلام...

الحق في فلسطين وعلى طريق فلسطين ، والحق ينبت من فلسطين ، فمن أضاع هذه البوصلة وهذه الطريق فإنما أضاع الإسلام وكل الشعارات المحترمة, فليراجع نفسه إن كان يظن أنه على الطريق السليم..

 

 

المفتي سوسان

وتحدث ممثل المفتي دريان المفتي سوسان قال: لا معنى لهذا الشرق من دون فلسطين ولا معنى لفلسطين من دون القدس ولا معنى للقدس بدون الاقصى. تحية الى فلسطين الى كل حبة من ترابها الى تلالها وهضابها، الى زيتونها الى قدسها وساحاتها والى الاقصى ومآذنها، الى الشهداء الى المعتقلين الى امهات الشهداء، الى كل قطرة من دم فلسطيني مقاوم سقطت على ارض فلسطين لتنبت في ترابها حرية وكرامة وعزة وعودة .

فلسطين هي القضية المركزية الجامعة للامة العربية والاسلامية وهي عنوان وحدتنا ومسارنا فلسطين عاصمتها القدس اولى القبلتين وارض الرسالات والجهاد والتضحية.  ستبقى اعيننا شاخصة نحوها سعيا لتحريرها وعودة اهلها وازالة هذا الكيان الغاصب الذي يقسم جسم الامة بين مشرق عربي ومغرب عر بي .

ولطالما كانت دار الفتوى في لبنان الى جانب اخوانها من المؤسسات الوطنية والدينية والعلماء المخلصين والقادة الوطنيين والمقاومين الشرفاء، وما تزال رائدة وحدة وامل لكل المسلمين والعرب في لبنان ومنطقتنا العربية لتوحيد صفوفهم وشد عزمهم وابقاء مشعل القضية الفلسطينية مضيئا وعلمها مرفوعا .

هذا هو ما كان درب ومسار المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله منذ استلامه زمام دار  الفتوى وحتى استشهاده على يد قتلة ومجرمين، وهذه هي خلاصة سيرته التي نجتمع اليوم عليها لتكريمه، كما نكرم ثلة من العلماء الذين كان همهم وحدة الامة وخلاصها من كل طاغوت وظلم وقهر واستبداد، كما كان دورهم كبيرا وعظيما في رفض الفتن ودرء المخاطر والعمل على توحيد الامة وشد ازرها وشحذ عزيمتها في مواجهة الاخطار المحدقة ومشاريع التقسيم واشعال نار الفتنة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

وأكد بأن الوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة هي المدماك الاساسي في مواجهة العدو الصهيوني وعملائه، وهي حجر  زاوية في الحفاظ على وحدة لبنان في ارضه وشعبه ومؤسساته وعلى هذا العالم العربي والاسلامي بمواجهة الاخطار التي تواجهه نتيجة لتنامي وانتشار الفتن المذهبية والطائفية، والتدخلات الخارجية لهذه المنطقة بهدف ضمها وتقسيمها وتفتيتها لدويلات طائفية او مذهبية متناحرة متصارعة متقاتلة لا تثمر سوى الخراب والدمار وهدر الدم وتعميق الخلاف بين ابناء الوطن الواحد والامة الواحدة .

ان مدرسة المفتي الشهيد حسن خالد وسماحة المفتي عبد اللطيف دريان ومسار ومسيرة دار الفتوى في كل لبنان بكافة مؤسساتها، لا يمكن ان تكون الا مسيرة اعتدال بوجه كل تطرف وغلو ، ومسيرة تفاهم وتعاون لحماية الوطن والامة، ولا يمكن الا ان تكون في مواجهة الظلم والظالم ورعاية المظلوم وحماية المضطهد في فلسطين كما في باقي ارجاء الوطن العربي والاسلامي .

هذه مدرسة جمعت علماء افاضل يكرموننا اليوم بعلمهم وفضلهم وحضورهم وثقافتهم من خلال ما تركوه من علم وتوجيه. هذه مدرسة ضمت الى جانب الشيخ حسن خالد سماحة الشيخ العلامة محمد حسين فضل الله رحمه الله، الذي علمنا كيف ننبذ الفتن ونؤكد على وحدة المسلمين واللبنانيين، وعلمنا غيرها كثيرا من القيم ، وأيضا سماحة الشيخ محمود الجشي العالم المجاهد الصامد، عملوا جميعا من اجل فلسطين وحدة وفكر ا وعملا رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته .

السيد فضل الله

والقى السيد جعفر فضل الله كلمة قال فيها : ان تتحدث في محضر تكريم ابيك كواحد من الاعلام في هذا العصر ،مهمة شاقة وصعبة وممتعة في ان معا.. انها مهمة شاقة وصعبة لان القريب في النسل دائم متهم في عاطفته فاذا تحدث ربما قد يجده البعض مغاليا ولكنك ترتاح عندما تعرف بان الرساليين ليسوا اباء لابنائهم ..ما كان محمد ابا احد من رجاله .. ولكن الرساليين يعيشون مسؤولية الرسالة. ولذلك هم اباء لكل الامة وانما يكتسب ابناؤهم عندهم موقعا اذا كانوا يمثلون شيئا من رسالتهم ..

السيد فضل الله، وانا عرفته كما عرفه المؤمنون تحت المنبر وفي غمرة التحديات وفي المواقف الحساسة وفي كل القضايا التي في الاسلام وللانسان فيها موقف وموقع، كان ينطلق دائما في خط الوحدة لانه كان يدرك بانك عندما تعيش الاسلام بكله فانه لا يمكن لك الا ان تكون وحدويا، لان معنى ان تعيش الاسلام بكله في عقلك ووجدانك واحاسيسك، معنى ذلك انك تعتبر انتماءك الخاص في الدائرة الاسلامية جزءا من التعبير عن حبك لهذا الاسلام .

ولفت إلى أنه "ليس هناك من قضية في مدى العالم يمكن أن تشكل نقطة وحدة للمسلمين وللمسيحيين وللسنة وللشيعة وللدينيين وغير الدينيين للقوميين ولليساريين ولكل الأحرار في هذا العالم كقضية فلسطين"...

وقال أن فلسطين وقضيتها عاشت في قلب السيد فضل الله وقد نظمها شعرا منذ ريعان شبابه... "وليس هناك على وجه الأرض من قضية أشرف وأطهر وأنقى  وأوضح منها في مدى العالم.  كل قضايا العدل والظلم قد تمثل في وجدان الناس او مواقفهم وجهة  نظر قد يختلف عليها وقد يتفق فيها، ولكن فلسطين وحدها تقض مضاجع ،حتى الذين تآمروا عليها لأنهم يعرفون بأن الحق واضح فيها.."

وتابع: إن  فلسطين هي المقياس الحقيقي للعلماء وللمفكرين وللقيادييين ولكل خط للحرية في العالم...وتبقى فلسطين قلب هذا العالم في الجغرافيا والسياسة والإنتماء والدين والإنسانية ،وفي كل معنى للعدل والخير والحق

السعودي

وفي الختام تحدث راعي الحفل رئيس البلدية المهندس محمد السعودي فقال:ما أحوجنا في هذه الأيام الى علماء ربانيين ، يضعون نصب اعينهم الاصلاح بين الناس، ولا يتقوقعون خلف طوائفهم لا بل ويغذون التعصب الديني كي يبقوا في مواقع السلطة او إرضاء لحاكم ما طمعا في نصيب معين من الحياة الدنيا .

ولطالما كان العلماء هم خط الدفاع المنيع والأول في هذه الأمة ، أما واقع الحال عند الكثير ممن يدعون العلم هذه الأيام فهو كما قال الشاعر :يا علماء الدين ، يا ملح البلد من يصلح الملح ، اذا الملح فسد.. ان اصلاح أمور الامة وقول الحق ليس بالمهمة السهلة ، فكثير من الناس لا يحبون سماع الحق، عرفوه او لم يعرفوه. واول من يدفع الثمن في خط الدعوة والالتزام هم العلماء، وكما قال الامام علي : ما ترك لي الحق من صديق.. لقد دفع المفتي الشيخ حسن خالد رحمه الله حياته ثمنا لمواقف لم يرض عنها الطائفيون والساسة، وجاهر بمعارضته للكثير من السياسات على المستوى المحلي والاقليمي لأنها كانت في غير خط الحق .

 والمرجع السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله أمضى حياته يحارب البدع والخرافة والتعصب الديني والاستكبار العالمي، فغضب عليه الكثيرون دولا وجماعات وافراد ، إلا انه كان دائما يقول : لو غضب الناس كلهم عليك ، ورضى الله عنك فتلك هي السعادة.

 ومن فلسطين المحتلة انطلق الشيخ الجليل المقاوم محمود الجشي رحمه الله، حاملا معه هم المقاومة وهموم الامة من سحماتا الى سوريا الى الخليج والى لبنان صيدا تحديدا، حيث عرفته المنابر في مساجد المدينة داعما اساسيا لقضايا المقاومة .

هؤلاء العلماء لم يجاملوا الحكام، بل كما قال الامام (ع) لم يعرفوا الحق بالرجال، بل عرفوا الحق فعرفوا أهله، لا بل وكانوا أهله. قادوا مسيرة الحق وقالوه ولم يخشوا في قول الحق لومة لائم.

نجح المستكبرون في اغتيال الشيخ حسن خالد بعد أن يئسوا من محاولات اسكاته وثنيه عن مواقفه التي فضحت زيفهم.  وحاولوا في بئر العبد اغتيال السيد فضل الله فنجى بفضل الله وأكمل المسيرة في خط الحق حتى وافته المنية . والشيخ الجشي تنقل بين بلدان العالم الاسلامي حيث حل في كل مكان كان يتطلب وجوده جهده الدعوي والنضالي .

 لم يكن هم هؤلاء العلماء تحقيق الشهرة ونيل نصيب من الحياة الدنيا، بل حملوا هم الأمة في مسيرتهم، فكانت اول وصية للسيد فضل الله بعد وفاته : أكملوا المسيرة.

هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم ، لكن مسيرتهم لم تنته، بل خلف من بعدهم تلامذتهم ينتظرون على نفس النهج ، وما بدلوا تبديلا .

ان هذا التكريم اليوم وان كان على المستوى الشخصي لثلاثة علماء ربانيين على وجه الخصوص من علماء الامة، إلا انه على المستوى العام تكريم لكل عالم أخذ هذا الخط الاسلامي الوحدوي للم شمل المسلمين، ووقف سدا منيعا امام كل محاولات الاستكبار العلمي لتفريق هذه الأمة. أمام الصورة القاتمة التي نعيشها في لبنان والمنطقة، أجواء الكراهية والقتل والتكفير والتكفير المقابل ، لن نقول في تكريم المفتي خالد والسيد فضل الله والشيخ الجشي ما أحوجنا اليكم، بل سنقول لكم شكرا على الافكار التي زرعتموها فينا وافنيتم سنين عمركم لتثميرها، وعلى الثلة من العلماء التي تلتزم بخطكم الاسلامي الوحدوي ، فكانت كلماتكم الطيبة مثال الشجرة الطيبة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء .

باسمي وباسم بلدية صيدا، اشكر للقيمين على هذا التكريم جهودهم وأرحب بكم جميعا لا سيما نجل المرجع فضل الله سماحة السيد جعفر فضل الله واهلا وسهلا بكم جميعا ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقديم الدروع :

ثم جرى تقديم دروع تكريمية بإسم اللجنة الأهلية الفلسطينية لتكريم الشهداء فتسلم المفتي سوسان درع المفتي الشهيد حسن خالد، ودرع العلامة السيد فضل الله تسلمه نجله السيد جعفر فضل الله، ودرع الشيخ الجشي تسلمه شقيقه.

كما قدم المفتي سوسان درعا تكريميا لرئيس البلدية المهندس محمد السعودي  بإسم اللجنة الأهلية الفلسطينية لتركيم الشهداء.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا