×

«عين الحلوة» في مهب الاغتيالات.. والعين على زيارة الأحمد

التصنيف: مخيمات

2015-05-05  07:41 ص  548

 

 رأفت نعيم
لعلّ أبلغ توصيف لما وصلت اليه الأمور في مخيم عين الحلوة مع استمرار مسلسل الاغتيالات الذي كان آخر فصوله ليل اول من امس اغتيال الناشط في «سرايا المقاومة« الفلسطيني مجاهد بلعوس، وهو الخامس من عناصر السرايا الذين تمت تصفيتهم في المخيم منذ مطلع العام الجاري، هو ما أشار به أحد أعضاء اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا على المجتمعين في اجتماع سبق الاغتيال الأخير من أنه يقترح عليهم اعداد بيان مسبق يدين الاغتيال ويلوّح بخطوات ميدانية لكشف الجناة وتسليمهم وترك خانة اسم الشخص المستهدف خالية وكذلك التاريخ حتى الاغتيال المقبل لتعبئة الفراغ بالاسم التالي والتاريخ الذي يصادف.

قابل بعض أعضاء اللجنة هذا الاقتراح بابتسامة هي أقرب الى التسليم بالواقع ولكن ليس بطبيعة الحال استسلاماً له، فالكلام المتكرر في ختام كل اجتماع من دون أي خطوة عملية على الأرض لم يعد يقنع أعضاء اللجنة أنفسهم قبل أبناء المخيم وقبل حتى الدولة اللبنانية التي تراقب بعناية وقلق شديدين الوضع في عين الحلوة، وهي سبق أن «بلّغت« القوى الفلسطينية مجتمعة و»أشهدت الله على ذلك« بلسان رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور بخطورة الوضع، وبأنه لم يعد يجوز أو ينفع السكوت حيال استمرار هذا المسلسل الدموي الهادف الى إيقاع فتنة داخل المخيم وبينه وبين الجوار اللبناني.

«وغداة اغتيال بلعوس ( الذي توفي ليل الأحد في المستشفى متأثرا بجراحه)، بدا تحرك القوى الفلسطينية في مواجهة هذا الاغتيال الجديد فاتراً، فتم تأجيل اجتماع مسائي للجنة السداسية المصغرة المنبثقة عن هذه القوى الى موعد لم يحدد بعد، بانتظار ما سيخرج عنه اجتماع وفد من اللجنة مع العميد شحرور الثلاثاء في ثكنة زغيب في صيدا».

وفي ما يتعلق بملابسات الاغتيال، أشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى أن قتلة بلعوس اختاروه لأنه كان سهل الاستهداف بالنسبة اليهم، كونه لا توجد في المكان كاميرات مراقبة، وكون الهدف يقيم ضمن أحد مربعاتهم وكان يشكل عبئاً عليهم وربما اعتبروا بقاءه على قيد الحياة خطراً يهددهم، ولكن بحسب المصادر نفسها يمكن استنتاج أكثر من رسالة من هذا الاغتيال الى جانب سياقه المتسلسل ضمن استهداف عناصر «سرايا المقاومة«، فهو يشكل رسالة للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي كانت تنوي استحداث نقطة أمنية لها في الحي نفسه (حي النبعة) على خلفية إلقاء قنبلة من تلك المنطقة باتجاه نقطة الجيش قبل أسبوعين. كما أنها قد تكون رسالة لتخفيف الضغط عن بعض المجموعات المسلحة في حي الطوارئ عند الطرف الشمالي الغربي للمخيم، بعد تشديد الطوق والضغط عليهم اثر جريمة اغتيال اللبناني مروان عيسى منذ نحو شهر .

وتحدثت أوساط فلسطينية عن أن قتلة بلعوس ينتمون الى المجموعات المسلحة نفسها التي نفذت الاغتيالات السابقة ولا سيما قتل عيسى، لكن هذه الأوساط رأت أنه اذا كانت خيارات اللجنة الفلسطينية العليا بعد اغتيال عيسى محدودة بالنسبة الى الوصول الى الجناة وتوقيفهم وتسليمهم، فهذ الخيارات اليوم أصبحت شبه معدومة كون اتخاذ أي خطوة من هذا النوع سيعني الدخول في معركة عسكرية مباشرة مع تلك المجموعات لا يمكن التكهن بنتائجها على المخيم أو الجوار .

لكن ثمة بارقة خرقت هذا الجو التشاؤمي حيال الوضع في «عين الحلوة« وهي زيارة عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح« عزام الأحمد لبيروت، والتي بدأت أمس باجتماعات له مع قيادتي الساحة واقليم لبنان في الحركة في حضور السفير الفلسطيني أشرف دبور، وبلقاء مع المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم في منزله في حضور دبور أيضاً، أطلع خلاله الاحمد اللواء ابراهيم على آخر تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتكررة على الاراضي الفلسطينية لفرض أمر واقع وضرب المشروع الوطني. كما تم البحث في أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان وخصوصاً مخيم نهر البارد ووضع النازحين الفلسطينيين من سوريا.

وعلمت «المستقبل« أن الوضع في «عين الحلوة« شغل حيزاً من هذه اللقاءات، وأن زيارة الأحمد المقررة أساساً لترتيب الوضع الفتحاوي الداخلي ورعاية دورة عسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الرشيدية لمدة ثلاثة أشهر، قد تساهم في إعطاء الزخم من جديد والغطاء والدعم اللازم لاتخاذ خطوات فعلية وحازمة لوقف مسلسل التصفيات واعادة الاستقرار الى «عين الحلوة«، خصوصاً أن أساس القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة هي حركة «فتح« كون العدد الأكبر من عناصرها تابع للحركة، والا فان الأمور مرشحة لمزيد من التأزم، والمخاوف هي من أن يتخطى الوضع الراهن حدود المخيم الى جواره اللبناني.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا