×

حي «الطوارئ» يعود الى «عين الحلوة».. أمنياً!

التصنيف: مخيمات

2015-05-20  03:17 ص  842

 

رأفت نعيم
بهدوء، مر نشر 30 عنصرا من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة عند مدخل حي الطوارئ، هذا الحي الذي كان يصور حتى الأمس القريب على انه مشكلة المشاكل بالنسبة للمخيم وانه يشكل معقلا ومنطلقا لبعض المجموعات والأفراد الخارجة على الاجماع الفلسطيني على امن واستقرار عين الحلوة. بدا هذا الحي بالتزامن مع انتشار عناصر القوة الأمنية عند مدخله وتسيير دوريات لها بداخله، حياً هادئا مسالما ومسلما بهذا الاجماع ملتزما به.

لا ظهور مسلحاً معلن ولا مقنع، على الأقل خلال تنفيذ عملية الانتشار وتسيير الدوريات، كما لا حركة مواطنين باستثناء تلامذة مدارس عابرين وبعض الأفراد من لجنة الحي الذين خرجوا مع اطفالهم لملاقاة وفد اللجنة الأمنية العليا المشرف على عملية الانتشار.

دوريات القوة الأمنية وصلت للمرة الأولى منذ تشكيلها في تموز العام الماضي الى عمق حي الطوارئ وسط ارتياح وترحيب من ابناء المنطقة، شاركهم اياه ابناء التعمير التحتاني ومدخل المخيم المقابل حيث اتخذت نقطة سابقة للكفاح المسلح (الاتحادات) حاجزا للقوة الأمنية المشتركة فعززت بأربعين عنصرا منها.

مصادر مطلعة اعتبرت ان القوى الفلسطينية في المخيم نجحت بهذه الخطوة في ازالة الهالة الأمنية التي كانت تحيط بحي الطوارئ وكسر الحاجز النفسي الذي ارتفع على مدى سنوات طويلة بينه وبين المخيم.

ولكن هل يمكن القول ان الخطوة التي تمت، اعادت هذا الحي الى كنف المخيم أمنياً، وما هي كلمة السر التي جعلت هذا الحي يفتح ابوابه للقوة الأمنية المشتركة وجعل «الشباب المسلم» موافقا على هذه الخطوة؟!.

تؤكد أوساط فلسطينية متابعة لموضوع نشر وتعزيز القوة الأمنية عند مدخل الطوارئ والشارع التحتاني والذي طرح منذ اكثر من شهر، ان هذه الخطوة اصطدمت حينها برفض الشباب المسلم لهذه الخطوة بسبب ما سبق ورافق الإعلان عنها من تعبئة سياسية واعلامية ضد حي الطوارئ ما عزز المخاوف آنذاك من تطور الأمور ميدانيا الى مواجهة بين القوة المنتشرة والشباب المسلم، ومن جهة ثانية اصطدم بعدم جهوزية القوة المشتركة نفسها او بعض مكوناتها لهذه الخطوة.

لكن هذه الأوساط ترى انه ليس فقط السبب الوحيد الذي أخر خطوة الانتشار، بل ان اللجنة العليا كانت امام أحد خيارين اما الدخول فعلا بعمل امني مباشر او غير مباشر لبسط سلطتها على حي الطورائ ومدخل الشارع التحتاني، واما الدخول في حوار هادئ مع الشباب المسلم لتجنيب المخيم واهله والجوار تجرع كأس الأمن المرة. فاختارت الخيار الثاني وتولت القوى الاسلامية وتحديدا عصبة الأنصار عملية التفاوض غير المباشر عبر لجنة حي الطوارئ والمباشر لاحقا بمشاركة ممثلين للشباب المسلم، وعلم ان هناك ضمانات متبادلة اعطيت من الجانبين لإنجاح هذه الخطوة، من الشباب المسلم بأنه لن يعترض او يمنع تنفيذها، ومن القوى الاسلامية بأن القوة التي ستنتشر لن تقوم بملاحقة وتوقيف احد من الشباب المسلم الا اذا كان هناك قرار واجماع فلسطيني بذلك من خلال اللجنة الأمنية العليا، ولكن في الوقت نفسه لن تسمح بعد اليوم بأي اخلال بالأمن من اي جهة او فرد كان. وبالتالي ترك موضوع المتهمين بعمليات الاغتيال الأخيرة للجان التحقيق التي شكلت. وبناء على ما ترفعه من تقارير يتم اتخاذ القرارات المناسبة بالتوافق بين القوى الممثلة في اللجنة العليا.

الا ان أوساطا داخل المخيم ذهبت الى ابعد من ذلك في تفسير انجاح هذه الخطوة رغم استحالتها في السابق، وهي ان البعض ربما كان ينتظر نتائج معركة القلمون وانعكاسها على الوضع الأمني في لبنان ككل ليضع المخيم تحديدا على خارطة التوتير الأمني انطلاقا من حي الطوارئ الذي تم تسليط الضوء عليه سياسيا واعلاميا وامنيا طوال الفترة السابقة. وعندما تبين ان القوى الفلسطينية ليست بوارد الدخول بمعركة مع الشباب المسلم لما لذلك من تداعيات امنية كبرى على المخيم والجوار اللبناني، وان لبنان بدأ يتجاوز قطوع معركة القلمون تم اعطاء الضوء الأخضر بتشغيل محركات ضبط الأمن في عين الحلوة لأن الظروف باتت مؤاتية!.

«الشباب المسلم»

وفي تعليق على نشر القوة الامنية اصدر تجمع الشباب المسلم في المخيم بيانا جاء فيه: انطلاقا من شعورنا بالمسؤولية في دفع ضرر وفساد المفسدين الحاقدين، وجلب المصلحة وتحقيقها للمسلمين، قمنا بتبليغ المعنيين بأنه لا مانع لدينا من تثبيت حاجز (للقوة الأمنية) عند محطة جلول. وذلك عندما تمت استشارتنا بذلك. لم ولن نتأخر عن أي أمر فيه مصلحة للمسلمين في مخيم عين الحلوة ولو كان ذلك على حساب أرواحنا وأنفسنا

عقل

الناطق الاعلامي باسم عصبة الانصار الشيخ ابو الشريف عقل الذي قام بدور اساسي في عملية «التحاور» مع لجنة الحي والشباب المسلم قال: كان لنا لقاء مع لجنة الطوارئ وحضر ممثلون لتجمع الشباب المسلم الذين ابدوا اعلى درجات الحرص على امن المخيم. وهي حلقة في سلسلة ستتم خلال الاشهر القادمة بنشر القوة المشتركة في كافة ارجاء مخيم لنؤكد للجميع ان لا مربعات امنية فيه، وان الطوارئ هو حي من احياء المخيم.

ابو عرب

رئيس اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اعتبر ان ما تحقق انجاز لجميع القوى والفصائل الوطنية والاسلامية وان الخطوات القادمة ستظهر تباعا سواء في المخيم او في باقي مخيمات لبنان.

اليوسف

عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف قال: بعد الخطوة التي تمت اليوم اصبح المخيم اكثر امنا وامانا نتيجة التوافق بين جميع الأطراف على ضمان امن المخيم والجوار وهو مطلب شعبي وسيعمم على احياء اخرى في المخيم مثل حي حطين والنبعة وعندما تستكمل القوة الأمنية الانتشار في جميع انحاء المخيم ستعمم هذه التجربة على باقي المخيمات .

المقدح

قائد القوة الأمنية المشتركة اللواء منير المقدح قال: نجحت القوى الفلسطينية في المخيم في تفكيك ما يرمى امامها من الغام دون ان تنفجر، مؤكدا ان ما تم سيعزز بمزيد من الاجراءات في كافة احياء المخيم الذي سيبقى صمام امان وعاملا ايجابيا لصيدا وللبنان وستبقى وجهته فقط هي العودة الى فلسطين.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا