×

المحامي حسن شمس الدين يؤكد على أهمية خط الاعتدال

التصنيف: تربية

2015-06-08  06:26 م  5439

 

إحتفلت ثانوية حسام الدين الحريري التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بتخريجها لدفعة العام 2015. حضر التخرج أعضاء جمعية المقاصد والفعاليات السياسية والمجتمع الأهلي حيث ألقى المحامي حسن شمس الدين كلمة الخريجين الذي ذكر فيها أن اليوم لم يعد الاعتدال ميزة يتباهى بها مجتمع أو بلد أو جماعة وحسب، صار ضرورة حيوية وسلاحاً في وجه وثبات التطرف والغلو التي تعصف بعالمنا، وبشكل أكثر ايلاماً بمنطقتنا في هذه المرحلة المضطربة من التاريخ، فتتخذ شكل الإرهاب هنا وهناك.
الإعتدال هو انتصاف بين المتطرفين وعدم وقوع في حبائل الغلو أياً كان وهذا يعني لبنانياً، ان لا تستبد جماعة اهلية بأخرى، وان لا تنكر الواحدة حق الجماعة الاخرى في الوجود الحر والعيش المشترك الكريم والمشاركة السياسية والإسهام في صنع الذاكرة الوطنية المشتركة، وان لا تجنح الواحدة لإنتحال صفة المتكلم بلسان الجماعة الأخرى، وان تهضم حق غيرها في التمايز والمشاركة بحجة أنها أعلم من الفئة الأخرى بمصلحتها،
نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أصحاب المعالي والسيادة والسعادة أصحاب السماحة والفضيلة،
أيها الاخوة أيتها الاخوات
أيها الحضور الكريم،
أيها الخريجون الأعزاء،
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..." صدق الله العظيم.

احتفلنا منذ أيام بتخريج الدفعة السبعين من ثانوية المقاصد، وها نحن نجتمع هذا المساء على مشارف الذكرى العشرين لولادة ثانوية حسام الدين الحريري لنشهد تخريج الدفعة السابعة من طلاب المرحلة الثانوية، وذلك عشية الذكرى المئة وست وثلاثين لتأسيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا.
حفل التخرج،
إنه من أجمل اللحظات على الإطلاق، وللجميع، طلاباً خريجين، أساتذة، إدارة، أهلاً وأقارباً ومدينة.
إنها اللحظات المفعمة بالفرح والعاطفة والسعادة والمهابة،
إنها اللحظات التي تختزن التوثب للأحلام والتحديات، فرحاً مقروناً بالمهام والمسؤوليات الجسام.
ولا يسعني هنا وباسم جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا إلا أن أبارك للهيئة التعليمية فرداً فرداً ولإدارة ثانوية حسام الدين الحريري فرداً فرداً وللأهل الكرام في هذه الأمسية المنتظرة فرحتهم بجنى ثمار ما زرعوه طوال سنوات.
واشاركهم اعتزازهم بمسيرة أبنائهم المدرسية وما يعقدونه من آمال كبار باستكمال تحصيلهم الأكاديمي في مراحل التعليم الأعلى ثم في ميادين الحياة العملية.
أيها الخريجون،
تذكروا انكم خريجون " ثانوية حسام الدين الحريري" أحد أهم المؤسسات التعليمية "لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا".
الجمعية التي راكمت بتاريخها وأهدافها بعداً لتعميم العلم والمعرفة والتضامن الاجتماعي والاستثمار في الإنسان والتطلع نحو الحداثة والمعرفة ومحاربة الجهل والقوقعة والأميّة، وتحصين أبناء المدينة بسلاح العقل والانفتاح وقبول الآخر والتفاعل معه مؤكدة حضورها بكل هموم الوطن ومعضلاته واشكالياته لتكون خزاناً للإجابات على الأسئلة الملحة والصعبة (وما أكثرها) في الوطنية، في القومية، في الحداثة، في التطور في البرامج، ولتشكل حراكاً دائماً ومتجذراً لصيقاً للتنمية البشرية المستدامة وللاعتدال.


أيها الخريجون،
تذكروا،
أن عليكم العمل بلغة المقاصد،
بثقافة المقاصد، برؤية المقاصد، بتطلعات المقاصد.
مما يعني أن عليكم العمل بلغة الاعتدال، برؤية الاعتدال، بتطلعات الاعتدال.
الاعتدال كان دائماً من سمات جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا وفي صلب رؤيتها وثقافتها وبرامجها وأهدافها.
اليوم لم يعد الاعتدال ميزة يتباهى بها مجتمع أو بلد أو جماعة وحسب، صار ضرورة حيوية وسلاحاً في وجه وثبات التطرف والغلو التي تعصف بعالمنا، وبشكل أكثر ايلاماً بمنطقتنا في هذه المرحلة المضطربة من التاريخ، فتتخذ شكل الإرهاب هنا وهناك.
الإعتدال هو انتصاف بين المتطرفين وعدم وقوع في حبائل الغلو أياً كان وهذا يعني لبنانياً، ان لا تستبد جماعة اهلية بأخرى، وان لا تنكر الواحدة حق الجماعة الاخرى في الوجود الحر والعيش المشترك الكريم والمشاركة السياسية والإسهام في صنع الذاكرة الوطنية المشتركة، وان لا تجنح الواحدة لإنتحال صفة المتكلم بلسان الجماعة الأخرى، وان تهضم حق غيرها في التمايز والمشاركة بحجة أنها أعلم من الفئة الأخرى بمصلحتها،

ايها الخريجون
يتشدق البعض بوصف الإعتدال بالضعف،
ان تكون معتدلاً فذلك أنك في قمة القوة / في قمة الوعي / في قمة الشجاعة والبسالة.
رياض الصلح كان الرئيس الفخري لجمعية المقاصد،
معروف سعد كان استاذاً مقاصدياً بامتياز
رفيق الحريري كان رئيساً دائماً لجمعية المقاصد،
الثلاثة من رجالات المقاصد وصيدا ولبنان والعروبة اغتالهم التطرف لما يمتلكه الاعتدال من قوة وصل مع المستقبل ومنطق الحياة.
ايها الخريجون
عليكم بالإحتكام للعقل
كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يردد دائماً المقولة التالية:
" لا تصدق ما تسمعه اذناك، وصدق نصف ما تراه عيناك واترك النصف الباقي للعقل".
في القدم كان العقل .... كما في البدء كان الكلمة...
وكان الله...
وكانت كلمة الله
وكانت الحياة منذ القدم تتوالد سرمدية عقول ولغة ومعاني كلمات..
فالحجر على الحقيقة حجر على العقل...
والحجر على العقل حجر على الحقيقة
وهل كان للشيء ان يكون شيئاً قبل أن يكون له مكان في العقل...
العقل مكون الأشياء ومكتشف الأشياء
العقل غربال كل شيء
وكان ابو العلاء المعري يضع العقل اماماً فوق كل أئمة المذاهب قائلاً
"لا إمام سوى العقل".
فويل لأمة تحجر على عقول ابنائها وتردي بهم في تهلكة الجهل والظلام.
ايها الخريجون
تنبهوا للمبادئ الذهبية التي تحكم اليات تراكم المعرفة وافتراس الوقت فالحياة لم تبدأ بنا ولن تنتهي بنا،
علينا دائماً أن نبدأ من آخر واحدث ما توصل اليه العقل البشري من اكتشافات واختراعات وابداعات،
لنراكم فوق المعرفة معرفة اضافية
فلا يوجد في زحمة الحياة العملية ساعة صفر ننطلق منها لتحديد سنوات الاختبار، بل لا يوجد في الحقيقة ساعة تبدأ عقاربها من الصفر،
هذا هو واقع الزمن الذي نعيشه حتى لو تم فحصه بالساعات السويسرية الاكثر دقة او في اطار مفاهيم النظرية النسبية لاينشتاين.
ايها الخريجون
عليكم بالإبداع
عليكم باستخدام ادوات المعرفة لبناء مداميك الإبداع الذي من دونه لا يمكن إيجاد حلول ناضجة لأي مشكلة صعبة ومعقدة،
والإبداع هنا لا يعني ابداً التخيل الوهمي الذي نراه عن بعد كالسراب في صحراء عطشى نعدو اليه ظناً منا انه ماء،
ان الابداع المترامي الأهداف هو نقيض الخيال الوهمي، لأنه مبني على علوم الرياضيات والفيزياء ومصادر القوة والتراكم المعرفي وكيمياء العلاقات ونسيجها التاريخي والإجتماعي والاقتصادي،
يشبه تجاهل الخيال الإبداعي الى حد الاستهتار بأهمية الخطوط التي يسطرها المهندسون والمتمرسون على الاوراق سواء كانوا مهندس عمارة أو مهندس تكنلوجيا نووية قبل بدء اي مشروع جاد،
لاسيما واننا نعيش في وطأة ايقاع سريع للاحداث وللحياة،
لا يجوز فيها للانسان ان يهدر وقته ووقت الاخرين بغير المفيد،
أيها الخريجون
وفي السياق الابداعي اياه،
لقد استحقت ثانويتكم تصنيف المدرسة المبدعة إذ إنها رسمت خارطتها التربوية الخاصة ولم تتبع الا المفيد والملائم، بتوليفة عصرية وفريدة، وعملت جاهدةً لتغرس فيكم بذور التفكير والتحليل والإبداع يقيناً منها أن ما يشهده العالم اليوم من تحديات وتناقضات وإشكاليات بحاجةٍ إلى فكرٍ مبدعٍ قادر على ابتكار الحلول الخلاّقة.
لقد حاولت الثانوية أن تصنع التغيير في أجواءٍ صعبة في بلدٍ ما زالت فيه المناهجُ وطرق التقييم قاصرةً عن مواكبة التغيرات التكنولوجية والعلمية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية المتسارعة.
فأخذت على عاتقها إعادة كتابة المناهج ضمن خطط تربويّة شمولية غير منفصلةٍ عن الواقع، وتولّت تدريب المعلمين، ونسجت العلاقات مع أرقى المؤسسات التربوية في العالم بهدف تعزيز سياسات التقييم القائمة على المعايير واستحصال التراخيص والاعتمادات للبرامج التعليمية المتطورة. ولعل أحدث ما بادرت إليه في هذا المجال هو طلب اعتماد تعليم برامج الدبلوما في المرحلة الثانوية التابع لمنظمة البكالوريا الدولية، والمتوقع الحصول على ترخيصه مطلع العام 2017، هذا بالإضافة الى الوسائل التي تعتمدها في تحفيز الطلاب عبر استحداث مواقف وفرص تعلمية غير تقليدية بهدف تشكيل شخصية مواطن القرن الحادي والعشرين المتوازن والمؤهل لاستيعاب القضايا الكبيرة بما يرتبط بها من إشكاليات والقادر على تحمل مسؤولية البحث عن حلولٍ لها، ضمن منظور ومبادئ الهوية الثقافية لمجتمعنا العربيّ والاسلاميّ.
إنني أنتهزها مناسبة لأنقل اليكم من المجلس الإداري لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا رسالة تقدير واعتزاز واعجاب بهذا الصرح التربوي الاستثنائي ثانوية حسام الدين الحريري حيث يحاط عملها الشاق والدؤوب والمبدع باهتمام الجميع لتكون الجميعة ايضاً عند حسن ظنكم في تحمل مسؤولياتها وتركيز جهودها القصوى لتحقيق الموارد والاحتياجات والمطالب.
انكم بالفعل تجربة نموذجية رائدة شاء من شاء وابى من ابى
ولعل ما اقدمت عليه الجميعة في تعيين مديرة ثانوية حسام الدين الحريري السيدة هنادي جردلي قطب كنائب رئيس لمجلسها التربوي ومديرة للسياسات التربوية لمؤسسات الجمعية التعليمية كافة أبلغ رسالة لتأكيد التقدير والرغبة في التعميم،
ولعل من اسعد ايامنا يوم تسود تجربة ثانوية حسام الدين الحريري المقاصد كلها.
بموازاة هذا الاداء المتميز، فإنه ما زال ينتظر ثانويتكم استحقاقات عديدة وهو ما تعمل عليه جميعة المقاصد حالياً، أبرزها توسيع منشآت ومرافق المدرسة بحيث تستوعب الإقبال المتزايد عليها. أقول هذا وفي الذهن مشروعان طموحان يكملان رؤية المدرسة ورسالتها:
الأول بناء الملاعب الرياضية الداخلية والمسبح الداخلي،
والثاني بناء قاعة مسرح كبيرة بمواصفات عالمية وذلك تعزيزاً لقدرات هذه المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والثقافية ولتنظيم واستضافة الألعاب الرياضية والمؤتمرات التربوية المحلية والإقليمية.
لقد أنهينا إعداد التصاميم الهندسية لهذين المشروعين، وتأمل المقاصد تنفيذهما قريباً بمبادرة الخيّرين من أصدقاء المقاصد محلياً وعربياً، ليساهما في نهضة تعليمية وتربوية استثنائية لمقاصد صيدا العريقة بخدماتها التربوية المميزة.
ختاماً، أجدّد أمنياتي لكم بالنجاح والإبداع في حياتكم المهنية والشخصية، ونوصيكم بأن تكونوا خير رسولٍ
يحمل شعلة المقاصد
يحمل لغة المقاصد
يحمل ثقافة المقاصد
يحمل رؤية المقاصد
من صيدا الى كل لبنان والى العالم أجمع.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا