×

القوات اللبنانية من ميليشيا الى حزب رسمي

التصنيف: سياسة

2009-09-03  11:59 م  2527

 

 

ايلي بدران

 

يستعد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى ترؤس حزب القوات اللبنانية، "فالحكيم" قاد القوات كقائد لها في فترة الحروب الداخلية، وما ان تم تطبيق اتفاق الطائف حتى سلّم السلاح وسعى لتحويل الجناح العسكري للجبهة اللبنانية الى حزب لكن ثمن تسليمه سلاحه دون ضمانات او بمجرد تسليمه سلاحه مكتفيا بضمانات الدولة وقع ضحية هذا الفخّ فقضى 11 عاما في سجن وزارة الدفاع.
انطلق اسم القوات اللبنانية بعد معركة تلّ الزعتر حيث تنافس حزبا الكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الاحــرار على اولية حسم المعركة، فأتت النتيجة ان القوات اللبنانية حسمتها فأضحت الــقــوات اسماً لشيﺀ غير موجود من آب 1976.
ومــع اشــتــداد الاعــمــال العسكرية وتطور الواقع الميداني بين الحزبين المذكورين قــرر الرئيس الراحل بشير الجميل التحرك فشن حملة تحت شــعــار "تــوحــيــد البندقية" على معاقل حزب الوطنيين الاحرار مجردا الاعضاﺀ من اسلحتهم وذلك في 7 تموز 1980 واضعا سلطة العسكر تحت قيادته المباشرة بينما ابقى الغطاﺀ السياسي للقوات اللبنانية بيد الجبهة اللبنانية التي ضمّت النخبة المسيحية امثال بيار الجميل، كميل شمعون، ادوار حنين، ....
بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان وانتفاﺀ مبرر وجود جعجع في سجن وزارة الدفاع وقّع الرئيس اميل لحود عفوا خاصا اطلق بموجبه سراح جعجع، الذي نجح في اعادة الــتــمــوضــع الــســيــاســي الــحــاصــل في البلد مستغلا فترات الهدوﺀ السياسي فــي مــحــاولــة لتنظيم الامــتــداد القواتي، فبدأت جهود تحويل القوات الى حزب سياسي، لكن التطورات الامنية والسياسية سيما الاغــتــيــالات دفعتهم الى تأجيل المؤتمر العام التأسيسي الـــذي كــان مــقــررا فــي آذار 2007 الى حزيران 2008 الذي ارجئ بعد احداث 7 ايار.
اروقة معراب اليوم اشبه بخلية نــحــل، ا لجميع منهمك بتنظيم المؤتمر الــذي سيعقد في شباط 2010 والـــذي يرتكز اســاســا على مبدأ الديمقراطية بحيث تنتخب الـــوحـــدات الــحــزبــيــة مسؤوليها وممثليها فــي الــمــؤتــمــر الــذيــن بدورهم ينتخبون قيادة القوات.
الاجواﺀ المحلية والاقليمية التي تشهد حالة من الهدوﺀ السياسي فــي الاســابــيــع الــمــاضــيــة سمحت لجعجع بقراﺀة مسودة النظام العام التي اقرتها نــدوة المحامين في الــقــوات والــتــي كــان هدفها اقــرار هيكلية ونــظــام داخــلــي، ودفعت باللجنة التنفيذية الــى تحديد موعد المؤتمر التأسيسي وانطلاق التحضيرات.
لا ينكر احد ذكاﺀ جعجع وقدراته التنظيمية منذ بداياته العسكرية حتى اليوم فقد اعتاد على استقبال وفــود اللجان الشعبية في معراب اسبوعيا وخصص كل اسبوع لقضاﺀ فتهافتت الحشود "للتعرّف" الى القائد، علما ان غالبيتهم لم تراه ابـــدا لانــهــم مــن الجيل الشبابي، الملفت في هذه الاجتماعات انها ضمت مجموعة لا يستهان بها من مناصري الشخصيات المستقلة في قوى 14 آذار وبعض الاحزاب ايضا، لكن الذكاﺀ الذي اشتهر به جعجع، والكاريزما التي يتمتع بها اديا الى جــذب العديد منهم من دون أن يطلب منهم التنازل عن التزامهم الحزبي او المناطقي بشكل مباشر.
والملفت في القوات اللبنانية اليوم انها تعتمد بصورة رئيسية على عنصر الشباب، مصدر مسؤول في معراب يؤكد ان "المقاتلين والعسكر القديم لهم احترامهم وموقعهم الــدائــم، انما المرحلة الراهنة مرحلة تنافس فكري وعلمي ونعتبر ان الاعتماد على الشباب في السنوات الاربع الماضية تجربة ناجحة، لا بل ناجحة جدا".
صحيح ان مؤتمر القوّات يدفع الى إبعاد الصورة الميليشياويّة عن القوّات، خصوصاً بعد ادعاﺀات البعض وعودتهم في الآونة الاخيرة الى هذه النغمة، كما تطرح الايام والسنوات المقبلة اسئلة كثيرة عن مصير القواتيين القدامى سواﺀ الذين انتسبوا الى احزاب وتيارات مستجدة على الساحة المحلية او اولئك الذين يعتبرون ان انتفاضات سمير جعجع دفعتهم خارج الاطار الذي اسسوه ودافعوا عنه في فترة من الفترات بالدم والنار.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا