×

لأن البرد لا يرحم

التصنيف: المرأة

2016-01-21  04:35 ص  297

 

رأفت نعيم
بعد انحسار كل عاصفة يشكل محيط مصبات الأنهر في البحر مقصدا لجامعي الحطب لزوم التدفئة حيث تحمل مجاريها ما يتساقط من اغصان الأشجار على امتداد ضفافها من منابع تلك الأنهر وحتى على مقربة من مصباتها.

تنهمك اللبنانية «أم محمود« في جمع ما يلفظه بحر صيدا عند مدخل المدينة الشمالي من اغصان وجذوع اشجار حملها نهر الأولي اليه، لتحملها حطبا الى مدفأة بيتها في الشريفة دير الزهراني الذي انتقلت اليه مع عائلتها من بلدتهم الأم «الوزاني» عند الحدود الجنوبية.

تقول ام محمود انها اعتادت جمع ما يجود به البحر من اغصان اشجار واخشاب لإستخدامها وسيلة للتدفئة كونها وعائلتها يعتاشون من تربية الماشية ولا تستطيع تحمل اعباء شراء الحطب ولا الوقود ولا تحمل كلفة التدفئة الكهربائية ..

وتشير الى انها قصدت هذا المكان ( شاطئ صيدا الشمالي) لأن فيه يصب النهر في البحر ويحمل اليه شتاءً كميات كبيرة من اغصان الأشجار تتناثر على الشاطئ بعدما يلفظها البحر بسبب ارتفاع الأنواء.

سمعت ام محمود عن ان العاصفة القادمة ستكون غير مسبوقة بثلوجها وصقيعها.. تقول « الله اعلم « اللي بيجي من الله كلو منيح.. المهم عم نأمن الحطبات .. لأن البرد ما بيرحم..». بالكاد يكفي ما تجمعه ام محمود من حطب في يوم واحد لتأمين دفء بضعة ايام باردة.. هذه هي حالها في فصل الشتاء.. بين انحسار عاصفة .. وهبوب أخرى..

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا