×

نساء في ظلّ السياسيّين

التصنيف: سياسة

2009-09-03  12:33 ص  6007

 

 

يدين رجال السياسة لزوجاتهم بالكثير. بعضهن أضفن إليهم الكثير على الصعد الإعلامية والاجتماعية. وبعضهن قدّمن لهم الاستقرار النفسي والأسري، وإنجاز أخريات قُدرتهن على تحمّل سياسيين يتعب المشاهد من رؤيتهم على التلفاز لبضع دقائق، فكيف حال من يعيش معهم
غسان سعود
يفترض أن تلتقي ظهر اليوم في أحد مطاعم بيروت زوجة النائب بطرس حرب مارلين ثابت وزوجة النائب روبير غانم فيفيان حداد، بحضور نحو 15 سيدة أخرى، تتقدمهن زوجة النائب عاطف مجدلاني كلاديس عور، لتعلن حرب وغانم لأصدقائهما التصالح بعد خصام استمر نحو 3 سنوات، بسبب رغبة كل واحدة منهما في رؤية زوجها مرتدياً البذلة الرئاسية البيضاء، بحسب إحدى المطلعات على التفاصيل.
هؤلاء الزوجات يُبدين غيرة كبيرة على أزواجهن، وبعضهن تجاوزن الدور الخلفي ـــــ النفسي والأسري في حياة زوجة السياسي لتؤثر كثيراً في أكثر من صعيد.
زوجة بطرس حرب تمثّل نموذجاً مميزاً. يكفي دخول منزلها حتى يشعر الزائر بأنه من أهل البيت، وهي غالباً تعرف كيف تحافظ على علاقاتها مع الناس لتوظفهم بطريقة غير مباشرة في خدمة «الشيخ». والد مارلين كان فاعلاً جداً في حزب الوطنيين الأحرار، ما جعلها تنغمس في السياسة وتتابع بشغف أدقّ التفاصيل. والسيدة حرب، بحسب إحدى الزميلات، مثال في الأناقة ومرجع تستوحي منه الصبايا ما يرتدينه. أصدقاء العائلة يقولون إن غرام النائب حرب بزوجته استثنائي. وهو في السهرات غالباً ما يهيم بعينيها لثوانٍ بين كل جولة نقاش وأخرى. ويشير أحدهم إلى أن كثيرين اعترضوا لدى الشيخ حين صبغ شعره، فأجابهم أخيراً: هذا الموضوع ناقشوه مع مارلين.
فيفيان، زوجة روبير غانم، توازي مارلين في أناقة استقبال الضيوف وفتح المنزل أمام الناس، وتكسر بسرعة الجليد بينها وبين الناس، خلافاً للنائب غانم الذي يأخذ وقته على هذا الصعيد. وتروي إحدى الزميلات أن ديكور منزل غانم رائع، وهو يعكس بوضوح شخصية فيفيان، مع العلم بأن فيفيان واحدة من أجمل زوجات السياسيين، وهي «تشدّ العين» بجمالها ولطفها. وهي ابنة عائلة بورجوازية، وكانت صحافية في جريدة «لوريان لوجور».
ثمّة أفضال كثيرة لزوجات السياسيّين عليهم، لكن غالباً ما لا ينتبه الناس لهذا الأمر
الصحافيون يترقبون غالباً زيارة النائب إبراهيم كنعان للقاء زوجته بضع دقائق قبل اجتماعهم به. تانيا سعادة، زوجة كنعان تؤدي دوراً كبيراً في حياة زوجها، إذ تؤرشف كل ما ينجز «سعادته»، وتمسك بمفكرته لتسجيل المناسبات الاجتماعية، وتلاحقه ليهنئ ويعزي. وعشية الانتخابات فتحت مكتباً للإسهام قدر المستطاع في الحملة الانتخابية لزوجها. ويقول أصدقاء العائلة إن تانيا تعيش في ماراتون مستمر للّحاق بزوجها. وهي، في المقابل، تتجنّب الظهور الإعلامي وتتمسك بالحفاظ على خصوصية حياتها وحياة ابنتيها. وحين تستقبل زائراً لا تعرفه في مكتب زوجها تلبّي حاجاته وتودعه من دون أن يعرف أنها زوجة النائب. وفي هذا السياق، يقول صديق للعائلة إن «تانيا لا تحب الكعب العالي والمظاهر، وتتجنّب الصبحيات، وتجتهد لتكون سنداً لزوجها في حركته السياسية والإعلامية والاجتماعية المستمرة. خدمة لهذه الأهداف، تحرص على أن تختار لكنعان أجمل ربطات العنقمن جهتها، ريما قرقفي أدخلت السعادة إلى حياة زوجها الوزير السابق سليمان فرنجية. وهي تواكب زوجها وتسبقه في معظم النشاطات في زغرتا، وترأس جمعية الميدان التي تنظم مهرجانات إهدنيات. ويروي أحد أصدقاء العائلة أن كثيرين أحبوا فرنجية في السنتين الماضيتين نتيجة إعجابهم بريما، لافتاً إلى أن حضور ريما في حياة فرنجية انعكس على المستويات كلّها، وهو غالباً ما يستشيرها أمام الناس ويسمع رأيها المختصر والواضح بهدوء. وشمالاً أيضاً، تبرز كل من لبنى إميل البستاني، زوجة النائب والوزير السابق جان عبيد، التي تفرض حضورها السياسي والاجتماعي ببراعة في حياة زوجها، وهلا فارس، زوجة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس. وكل من التقى فارس أخيراً يقول إنه فوجئ بغرام «دولته» العجيب بزوجته التي تحافظ على جاذبيتها

 

(شقيقتها صونيا كانت ملكة جمال لبنان). ويصف أحد أصدقاء عائلة فارس شخصية هلا بالأقوى بين زوجات السياسيين، وغالباً ما يحبّها كل من يلتقيها، حتى غير المعجبين بعصام فارس يتكلمون عنها بإيجابية. ويشير أحدهم إلى أن شخصية هلا غريبة جداً، وهي لا تزال حتى اليوم تتمسك بتقاليد ابنة القرية وصفاتها، فيما يشار إلى أن شاديا الخازن زوجة غسان تويني تمثّل نموذجاً لزوجات السياسيين في ما يتعلق بالـsavoir faire وsavoir vivre. والشاعرة ناديا حمادة تويني، زوجة تويني الأولى، لم تكن أقل شأناً على هذا الصعيد، إن من حيث الضيافة أو اللطف والاستعداد الدائم للخدمة العامة.
في السياق نفسه، تؤدّي هدى البساط، زوجة الرئيس فؤاد السنيورة، دوراً اجتماعياً لم يسبقها فيه أي من زوجات رؤساء الحكومة المتعاقبين، مستفيدة من علاقاتها بعدد كبير من جمعيات المجتمع المحلية والأجنبية. ويشير أحد أصدقاء عائلة أبو وائل إلى أن السنيورة يردّد دائماً أن هدى حبه الأول والأخير، وهو يضطرب كثيراً حين يضطران إلى الابتعاد قليلاً كلٌّ عن الآخر، بسبب السفر أو ضغط العمل. ويلفت صديق العائلة إلى أن «دولته» حسّاس جداً ويستصعب رفض طلب لهدى التي لها نشاطها الاجتماعي المستقل منذ سنوات عن عمل زوجها. وإن كانت قد اضطُرت، وفق المصدر نفسه، إلى قطع الكثير من أحلامها في منتصف الطريق لتكمل طريقها الزوجي كما تقتضي التقاليد. ويذكر أحد الناشطين في المجتمع أن كثيرين يفضلون لقاء السيدة السنيورة لإبلاغها بعض المطالب بدلاً من لقاء الرئيس السنيورة، لكونها تفهم عليهم أكثر وتتفهم حاجاتهم أكثر منه. وعلى صعيد الرؤساء، يسجَّل أن السيدة الأولى وفاء سليمان، زوجة الرئيس ميشال سليمان، وقبلها أندريه عمدوني زوجة الرئيس إميل لحود، حاولتا لكنهما لم تصلا إلى ما وصلت إليه السيدة منى الهراوي، زوجة الرئيس إلياس الهراوي، على مستوى العلاقات الإعلامية والسياسية والشعبية. وهناك، طبعاً، رندة بري، زوجة الرئيس نبيه بري، التي ترأس ما يسمّى الهيئة الوطنية لشؤون المرأة العربية، وهي تموّل عدداً كبيراً من الجمعيات، ويُردّد أنها شريكة أساسية للرئيس بري في حياته السياسية، وهو لا يستطيع سماعها تقول «بدّي» إلا يوفّر لها بسرعة قياسية المطالب كلّها.
بدورها، جويس تيان، زوجة الرئيس أمين الجميّل، تؤدي دوراً كبيراً في حياته، وهي غالباً ما تشارك في النقاشات السياسية الخاصة، وفي استقبال الضيوف، وتتحمس من قلبها. ويشير أحد الصحافيين إلى أن الرئيس الجميّل يستشيرها في شأن ثيابه قبل المقابلات، وإذا اعترضت يسارع إلى تغيير ما يرتديه. ووسط النساء «الحاكمات» هناك ميريام جبران طوق، زوجة الوزير إلياس سكاف، التي تشارك زوجها في القرارات كلّها، السياسية والاجتماعية. وضمن السلة نفسها، تبرز نورا جنبلاط، التي أضافت إلى أبو تيمور الكثير من خلال نشاطاتها الثقافية والاجتماعية، وأبرزها مهرجانات بيت الدين. ويذكر أحد أصدقاء العائلة أن نورا غالباً ما تشتري لجنبلاط ثيابه، وهو يراعيها في كل ما يتعلق بالفن والثقافة، لكنه يتجنّب أن تتكلم في السياسة، مع العلم بأنها تقف في السياسة على يمين 14 آذار.
هؤلاء يظهرن في العلن كثيراً، لكن ثمة أخريات لا يظهرن إلا نادراً، ورغم ذلك يؤدّين أدوراً كبيرة في حياة أزواجهن:
آن موراني، زوجة سمير فرنجية، مثلاً، صحافية سابقة، ومن مثقفات الستينيات، وطليعية بالملاحقة. لكنها تفضل البقاء في الظل. حالها في ذلك من حال سولا صليبي، زوجة النائب فريد الخازن، التي كانت صحافية أيضاً، وهي مثقفة جداً وأكاديمية، وتسعى إلى دعم زوجها عبر نشاطات اجتماعية من دون أي صخب إعلامي. أما النائب أحمد فتفت فيحذر من الظهور أمام الكاميرا غير متأنق كي لا تعترض رُلى. وتشير إحدى الزميلات إلى أن رُلى مظلوم فتفت متابعة جداً للأوضاع السياسية، وذكاؤها حادّ واستقبالها لطيف، لكنها تضع حدوداً مع الزائر ولا تسمح بكسر الجليد معها بسهولة.
أما عبلة فستق، زوجة الوزير نسيب لحود، فغالباً ما تستقبل الزوار بلياقة، تضيِّفهم بنفسها ثم تنسحب إلى غرفة مجاورة. ويقول أحد أصدقاء العائلة إن السيدة لحود تحاذر الكلام في السياسة، ونشاطها الاجتماعي متواضع، لكنها توفر الاهتمام المطلوب بزوجها.
بدورها، أم علي، زوجة النائب عباس هاشم، لا تتعاطى الأمور السياسية كثيراً، لكنها تفتح منزلها طوال أيام الأسبوع وتستقبل الناس الذين غالباً ما يزورون منزل «الحاج» لرؤيتها قبل رؤية سعادته. أما ميشال المرّ، فقد صاهر بزواجه سيلفي أبو جودة، ابنة إحدى كبريات العائلات المارونية في لبنان. ورغم كل «مشاغبات» أبو الياس، لم يصدر عن السيدة المرّ التي يقال إنها كانت «آية» في الجمال في شبابها، أي موقف معترض. وهي، بحسب صديق للعائلة، كانت حاضرة بقوة في حياة المرّ، رغم أنها لم تكن ظاهرة. وفي الظل أيضاً، تؤدي ناديا الشامي زوجة العماد ميشال عون، دوراً كبيراً، وهي تملك شخصية قوية، وغالباً ما يأخذ العماد عون برأيها. ويذكر أن السيدة عون تفضّل تعزيز صداقاتها الكثيرة بدل مواكبة النشاطات الاجتماعية والثقافية، وهي تحاول تلبية الدعوات كلّها التي تصلها من الهيئات المتنوّعة للتيار الوطني الحر.
في المقابل، ثمة زوجات اخترن البقاء بعيداً، مثل لارا بشير العظم، زوجة الرئيس المكلف سعد الحريري، التي تعيش في أوروبا مع أبنائها الثلاثة، حسام الدين ولولو وعبد العزيز، وقلة يعرفون عنها شيئاً. كذلك، حال ديما يونان، زوجة النائب أنطوان زهرا التي تعيش مع ابنتها تاتيانا في الخارج أيضاً. بدورها، شانتال حلو، زوجة النائب إدغار معلوف، تعيش في سويسرا. ختاماً، هناك كاترين ميلان، زوجة النائب نبيل نقولا، فرنسية الجنسية تعيش مع ابنها نبيل في فرنسا، لكنها تتردد على لبنان باستمرار.
تطول اللائحة، ليتبيّن أكثر أن ثمة أفضالاً كثيرة لزوجات السياسيين عليهم، لكن غالباً ما لا ينتبه السياسيون والناس لهذا الأمر فتختفي أدوارهن في النسيان.
نسيان يستصعبه بعض السياسيين، فتتغيّر نبرة النائب خالد ضاهر حين يُسأل عن زوجته، ويهدأ ليبدأ الكلام بحماسة: قبل النيابة، حين كنت أنشط في الجماعة الإسلامية وأتعرّض لضغوط وتهديدات ويجري توقيفي، كانت دائماً إلى جانبي، ولا تتردد في تشجيعي على المُضيّ قدماً. وهي تحمل مسؤوليات كثيرة، سواء في الخدمة العامة أو تربية الأولاد. وهي دائماً تقدّم لي الدعم. وطبعاً، أرتدي الثياب وفق ذوقها، وأستشيرها في كل المسائل.
بنبرة مُغرَم مشابهة، يروي النائب ناجي غاريوس: منذ البداية، سبقتني زوجتي صونيا في النضال، وهي احتفظت للجنرال بالنجوم التي أرسلها إلينا مع بذلته العسكرية من السفارة الفرنسية إثر لجوئه إليها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا