×

نساء البوسنة مازلن يشعرن بالعار من آثار الحرب

التصنيف: أمن

2010-11-08  09:40 م  2443

 

 

ساراييفو- كاتارينا سوباسيتش

خمسة عشر عاما مرت على انتهاء حرب البوسنة، وما زال الالم والخجل والشعور بالعار تهيمن على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب ابان ذلك النزاع الذي استمر من العام 1992 الى العام 1995 والذي دمر حياتهن الى الابد.
تتناول انيسة سالسينوفيتش ستة انواع مختلفة من الادوية يوميا، وتمضي ايامها امام شاشة التلفزيون تتابع البرامج الرياضية، من مباريات كرة السلة والروغبي، حتى باتت ملمة بكل الفرق والتشكيلات. فهذه أفضل طريقة تبعد عنها خواطر ما جرى معها في أحد ايام حزيران(يونيو) من العام 1992.
ففي ذلك اليوم، قبض الصرب على زوجها نصرت، ثم اعدموه بعد أيام قلائل.وذات يوم، طرق بابها رجل صربي كان صديقا لزوجها.
تقول "في المرة الاولى، تحرش بي امام اهلي، ثم واظب على اغتصابي في كل مرة كان يأتي".وتضيف تلك السيدة ذات الاعوام الخمسة والخمسين "لقد مات جزء مني، انه عار لا احتمله".
في فوكا، مسقط رأس انيسة جنوب البوسنة، ارتكب الجنود الصربيون ورجال الميليشيات اعمال خطف وتعذيب واغتصاب بحق مئات النساء المسلمات خلال اشهر عدة.
وقد دفعت هذه الانتهاكات في البوسنة، كما مثيلاتها في رواندا وغرب افريقيا في التسعينات، مجلس الامن الدولي لاصدار قرار حمل الرقم 1325، دعا كل اطراف النزاع الى اتخاذ اجراءات لحماية النساء من العنف الجنسي والاغتصاب خلال الحروب.
ترى دوبرافكا ديزداريفيتش الطبيبة النفسية المتخصصة في الامراض العصبية في مستشفى ساراييفو ان "احد اهداف التعذيب هو تشويه صورة الضحية، فمن الطبيعي اذا ان يواجه الضحايا هذا الامر بالصمت".
وتقول ديزداريفيتش ان "عددا من العائلات تفككت جراء اعتراف نسائها بأنهن تعرضهن للاغتصاب، فالرجال لم يتمكنوا من احتمال ذلك"، وتشير الى الصعوبة التي تواجهها المرأة التي تعرضت للاغتصاب في ان ترتاح مع نفسها مجددا.وتضيف "اذا قتلتم الانوثة في امرأة، من الصعب جدا علاج ذلك (...) والهدف من الاغتصاب، المتمثل بتدمير الحياة الجنسية، يتحقق". تتقاطع شهادة انيسة مع شهادات نساء اخريات كن ضحايا للاغتصاب، لا سيما من جيرانهن الذين نشأوا بجانبهن منذ الطفولة، وربما جمعتهم صداقة قبل اندلاع الحرب.
وتحت ضغط منظمات ضحايا الاغتصاب والمنظمات غير الحكومية، اقرت حكومة الاتحاد الكرواتي المسلم في البوسنة قانونا في العام 2008 يمنح المرأة المغتصبة وضع ضحايا الحرب.
ويعني ذلك حصولهن على مساعدة مالية شهرية قيمتها 260 يورو، وتسهيلات للحصول على الخدمات الطبية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا