×

الحريري من البيت الأبيض: شركاء في محاربة الإرهاب وملتزمون بقرارات الأمم المتحدة

التصنيف: سياسة

2017-07-26  10:43 ص  1681

 
أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تناولت الأوضاع في لبنان، وسبل مساعدته لمواجهة أزمة النزوح السوري، والنهوض بالوضع الاقتصادي، ودعم الجيش اللبناني، وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية. وخاطب الرئيس الحريري الرئيس ترامب قائلاً: «إننا مسرورون للتأكيد على أن شراكتنا مع الولايات المتحدة الأميركية، في محاربة داعش وكل أنواع الإرهاب مستمرة»، موضحاً أننا «بحثنا الوضع في منطقتنا، والجهود المبذولة لحماية استقرارنا السياسي والاقتصادي»، مجدّداً «التأكيد أن دولتنا مُلتزمة بقرارات الأمم المتحدة، بما فيها القرار 1701». من جهته، أكد الرئيس ترامب «استمرار دعم بلاده للجيش اللبناني»، مشدّداً على «ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للبنان، في تحمّل أعباء النازحين السوريين»،

وكان الرئيس الحريري وصل الى العاصمة الأميركية عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم (أمس) بتوقيت واشنطن، التاسعة ليلاً بتوقيت بيروت الى البيت الأبيض، حيث استقبله الرئيس ترامب عند المدخل الرئيسي، وتوجّه الرئيسان الى المكتب البيضاوي، وخلال التقاط الصور رحّب الرئيس ترامب بالرئيس الحريري، وقال: «إنه لشرف عظيم أن نستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم، وقد شاهدنا التقدم الكبير في لبنان، وهذا أمر ليس سهلاً، في الوقت التي يُحارب فيه على جبهات عدة، وقد طوّر العلاقات بشكل حقيقي، العلاقات مع ممثلينا ومعي، سيّدي الرئيس، إنه لشرف استضافتك في المكتب البيضاوي».

وردّ الرئيس الحريري قائلاً: «إنه لشرف أن نكون هنا معك سيّدي الرئيس، ومسرورون للتأكيد على أن شراكتنا في محاربة داعش وكل أنواع الإرهاب مستمرة، ونأمل أن تستمر هذه الشراكة، لما فيه خير المنطقة، وآمل أن نتحدّث بشكل أوسع عن هذه الأمور».

وعقد اجتماع موسّع حضره الرئيسان ترامب والحريري، شارك فيه عن الجانب اللبناني الوزير جبران باسيل، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، السيد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، وعن الجانب الأميركي وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين، مدير مكتب الرئيس ترامب راينس برياباس، مستشار الأمن القومي الجنرال ماك ماستر، مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، مدير مجلس الاقتصاد الوطني غاري كوهن، السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد وعدد من كبار مساعدي الرئيس ترامب.

وتم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في لبنان، وآخر المستجدات في المنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

موتمر صحفي مشترك

بعد ذلك، عقد الرئيسان ترامب والحريري مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله الرئيس الأميركي بالقول: «يشرّفني أن أرحّب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض، وقد انتهينا للتوّ من حديث بنّاء ومكثّف عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه، فلبنان على الخطّ الأمامي في محاربة داعش والقاعدة وحزب الله، والشعب اللبناني من جميع الطوائف يعمل سوياً، وأنتم تعلمون ذلك، وقد بحثنا مطولاً المحافظة على أمان وازدهار الشعب اللبناني، الذي يُحب بلده ويودّ المحافظة على ازدهاره وأمنه».

وتابع: «دولة الرئيس، أود أن أهنئكم وأشجعكم على صمودكم في هذا المكان، إن الروابط التي تجمع بين لبنان وأميركا تعود إلى أكثر من قرن، فهي علاقات طويلة الأمد، تعود الى العام 1860، حين أسّس الأميركيون الجامعة الأميركية في بيروت، والآن وبعد أكثر من مائة وخمسين عاماً، ومع استمرار الدعم الأميركي، تستمر الجامعة بتثقيف وتعليم أجيال من القادة في المنطقة»، مضيفاً «كما تسعى أميركا ولبنان اليوم أيضاً، إلى تعزيز العلاقات في ما بينهما بطرق عديدة، من ضمنها استمرار العمل على السلام المتبادل، والجيش اللبناني قد حقّق في السنوات الأخيرة إنجازات عظيمة أيضاً، وعندما حاول داعش اقتحام شمال لبنان انتصر الجيش اللبناني عليه، ومنذ ذلك الوقت، استمر الجيش بالمحاربة لحماية حدوده، ومنع داعش وإرهابيين آخرين عديدين من الدخول إلى لبنان».

ولفت الى أن «الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك، وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني، سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان، وهو قوة محاربة قوية وفعالة جداً، وإن صمود الشعب اللبناني يأتي من الداخل»، مؤكداً أن «حزب الله يمثّل تهديداً للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها، وأن هذه المجموعة تستمر في زيادة عتادها العسكري، مما يعزّز خطر النزاع مع إسرائيل، وبدعم من إيران، تستمر هذه المجموعة بتعزيز وتقوية المأساة الإنسانية في سوريا، وحزب الله يُظهر نفسه على أنه مدافع عن مصالح اللبنانيين، لكن من الواضح أنه ينفذ مصلحته الشخصية ومصلحة داعمه إيران».

وأشار الى «أنني قد كرّرت مرات عدة، أنه على الشرق الأوسط أن يتحمل مسؤوليته في مساعدة النازحين السوريين، حتى عودتهم إلى ديارهم، وإعادة بناء بلدهم، وأن الشعب اللبناني قد قاد هذه الحملة، من خلال استضافته أكبر عدد من النازحين من أقرب دولة في المنطقة، وأود أن أوجه الشكر الى رئيس الوزراء اللبناني وللشعب اللبناني لاستضافته كل هذا العدد من النازحين، من داعش ومن نظام الأسد ومن داعميه أيضاً، وأود أن أتعهّد وأؤكد دعمنا المستمر للبنان».

وذكر أنه «منذ بدء الأزمة السورية، ساعدت أميركا لبنان في دعم واستضافة النازحين السوريين، بالمياه والطعام والمأوى والضمان والمساعدة الطبية، وإنني أتعهّد أن أدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقاءهم قرب دولتهم، والولايات المتحدة مسرورة وفخورة للوقوف مع من لديهم الشجاعة لمواجهة الإرهاب، ويتحمّلون المسؤولية في منطقتهم، إن صمود الشعب اللبناني في وجه الإرهاب والحرب عظيم، وإنني أحيّي المواطنين في لبنان، الذين يعملون لضمان مستقبل وأمان وازدهار وسلام لأولادهم».

وختم: «حضرة رئيس الوزراء، أنا ممتنّ لوجودك هنا اليوم، إنه يوم كبير بالنسبة للولايات المتحدة، لأنك أيضاً سمعت بالتصويت الذي حصل اليوم في الكونغرس، حين وقفنا سوياً، وشاهدنا التصويت عبر التلفزيون قبل خروجنا لهذا المؤتمر، ونحن نتطلع الى العمل معكم، لتعزيز شراكتنا وصداقتنا، المستمرة بين الشعبين الأميركي واللبناني».

الرئيس الحريري

من جهته، قال الرئيس الحريري: «تشرفت وسررت بعقد لقاء جيّد جداً مع الرئيس ترامب، وإنني أقدّر أيضاً قيادة أميركا للعالم اليوم، لقد بحثنا الوضع في منطقتنا، والجهود التي نبذلها في لبنان، من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي، بالتزامن مع محاربة الإرهاب»، مضيفاً «قد شكرت الرئيس ترامب على دعمه للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، إضافة إلى دعمه لليونيفيل، للمحافظة على السلام والاستقرار على حدودنا الجنوبية، حيث تلتزم حكومتنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إضافة إلى جميع قرارات المجلس».

وتابع: «لقد بحثنا أيضاً الضغوط التي يتعرض لها لبنان، نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، وقد أطلعت الرئيس ترامب على رؤية حكومتي في التعامل مع هذه الأزمة، بدعم من المجتمع الدولي، كما بحثنا أيضاً الآفاق الاقتصادية في لبنان، وجهود حكومتنا لدفع النمو اقتصادي الشامل، مع التركيز على خلق فرص عمل».

أضاف: «هنا، أود أن أشكر الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأميركية، على دعمهم للشعب اللبناني، الذي يسعى للحفاظ على بلدنا كمثال للاعتدال والحوار والعيش المشترك، والحكم الديموقراطي في منطقتنا».

وسئل الرئيس الحريري عن رأيه بما يحصل بين المملكة العربية السعودية وقطر؟ وهل لقطر أثر في موضوع الإرهاب؟ وهل تتمنى أن يزيد الرئيس ترامب الضغط على هذا التحالف؟ أجاب الرئيس الحريري: «أعتقد أن هناك جهداً يقوده الكويتيّون، وهم أنجزوا بعض التقدم، ونحن نرى أن الحوار هو أفضل طريقة لتحسين وتطوير العلاقة بين السعودية وقطر، كما أنني أعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع المساعدة، في حلّ هذه المسألة في الخليج».

وعن موقف الرئيس ترامب من العقوبات الشديدة التي أقرها الكونغرس أخيراً على حزب الله؟ ورأيه بشأن دور الحزب في سوريا؟ قال ترامب: «سأعلن موقفي خلال الساعات الأربع والعشرين التالية، وسنرى ما سيحصل بالتحديد، وسأعقد اجتماعات مع خبرائي ومع ممثلين عسكريين، لنأخذ هذا القرار في وقت قريب جداً، كذلك سأتحدث بشأن دور حزب الله في سوريا».

وعمّا تَردّ الحكومة اللبنانية على الكونغرس الأميركي بشأن العقوبات بحق حزب الله؟ قال الرئيس الحريري: «نحن لطالما تعاونا في أي موضوع حين تُفرض علينا عقوبات، ونحن نقوم باتصالات عدة، وستكون لديّ جولات عدة في الكونغرس، لكي نتمكن من التوصّل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات».

وعن كيفية تمكّن الولايات المتحدة من مساعدة لبنان في التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين؟ وهل هناك من طريقة لتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم؟ أجاب الرئيس ترامب: «نعم نحن نساعد، وأحد أوجه هذه المساعدة هو محاربة داعش والتخلص منه، نعرف أن الجنرالات لا يحبّون الكلام، ولكن التقينا وتحدثنا البارحة معهم عن النجاحات العظيمة التي أنجزوها ضد داعش، وقد حققنا تقدماً كبيراً في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة، بالمقارنة مع ما سبق، وقامت به الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات، لذلك علينا أن نرى ما سيحصل»، مؤكداً «أننا أنجزنا تقدماً كبيراً في محاربة داعش في سوريا، وفي العراق، وفي أماكن عديدة أخرى، وجيشنا هو قوة كبيرة. وكما تعلمون، تركت للقادة على الأرض حريّة القيام بما يجب، في السابق كان عليهم التواصل دوماً مع البيت الأبيض، والتحدّث مع أشخاص لا يتمتعون بالخبرة، وربما هؤلاء لم يكونوا يعرفون أي شيء عن البلاد التي يعمل فيها هذا الجيش، أما أنا، فقد سمحت للقادة العسكريين اتخاذ ما عليهم القيام به، وقد أنجزنا خططاً عظيمة، وحققنا إنجازات كبيرة بحق داعش في سوريا والعراق».

وعن رأي الرئيس الأميركي ببقاء بشار الأسد في سوريا؟ قال ترامب: «لست من المعجبين بالأسد، وأنا أؤكد ذلك لكم، ويمكنكم أن تعرفوا أنني لست من المعجبين به، حين قرّرت إطلاق صواريخ التوماهوك، وأنا متأكد من أن ما قام به بالنسبة إلى سوريا والإنسانية، أمر فظيع ومخيف، وأنا كرّرت ذلك منذ وقت طويل، وأنا لست شخصاً سيقف ويترك الأسد ينفذ بما قام به، لقد نفذ بذلك مرات عدة خلال عهد الرئيس أوباما، وأنا أرى أنه كان يجب على أوباما أن يتخطّى الخطوط الحمر، لأن أموراً فظيعة حصلت ضد الإنسانية، من ضمنها استخدام الغاز والقتل، وهذا كان يوماً سيئاً لأميركا ولسوريا، بل إنني أقول أكثر من ذلك، لو كان الرئيس أوباما قد تخطّى الخط الأحمر، وقام بما يجب في عهده، لما كانت روسيا أو إيران قد وصلتا إلى ما وصلتا إليه اليوم في سوريا».

وسئل الرئيس الحريري عن الكلام عن خفض ميزانية الدعم الأميركي للبنان، وعن اطمئنانه لاستمرار هذا الدعم وخصوصاً للجيش بعد اللقاءات التي أجراها مع الرئيس ترامب، أجاب الرئيس الحريري: «نحن مطمئنون إن شاء الله، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر، كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي، للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها».

كلمة في السجل الذهبي

ودوّن الرئيس الحريري الكلمة التالية في السجل الذهبي للبيت الأبيض: «اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب كان شرفاً عظيماً لتقدير قيادته، وقيادة الولايات المتحدة في العالم».
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا