×

أحفاد الكنعانيين يظهرون في صيدا

التصنيف: سياحة

2017-07-31  11:39 ص  3340

 

رأفت نعيم

أظهرت فحوصات جينية (DNA) أجراها فريق من الخبراء في معهد «Trust Sanger welcome» في كمبريدج في بريطانيا على رفات بشرية مأخوذة من هياكل عظمية تعود لحقبات وعصور تاريخية متعاقبة منذ الألف الثاني قبل الميلاد عثر عليها في حفرية الفرير الأثرية في صيدا القديمة ضمن أعمال التنقيب التي قامت بها بعثة المتحف البريطاني في الموقع المذكور أن تسلسل هذه الجينات طيلة 4000 عام هو من الأفراد الكنعانيين الذين كانوا يسكنون المنطقة خلال العصر البرونزي.

وكشفت النتائج التي نشرت أمس في المجلة الأميركية لعلم الوراثة البشرية أن اللبنانيين الحاليين هم أحفاد مباشرين للكنعانيين القدامى، وأن هناك رابطاً قوياً بين الشعب الكنعاني وبين الناس الذين يعيشون في لبنان اليوم.

واكتشف الفريق أن أكثر من 90 في المائة من الأصول اللبنانية الحالية من المرجح أن تكون من الكنعانيين، مع وجود نسبة صغيرة إضافية من أصل قادم من مختلف سكان أوراسيا. ويقدر الباحثون أن الشعب الأوراسي الجديد مختلط مع السكان الكنعانيين خلال 2000 الى 3000 سنة مضت في وقت كان هناك العديد من الفتوحات في المنطقة من الخارج.

وأظهر تحليل الحمض النووي للعينات القديمة أن الكنعانيين أنفسهم كانوا خليطاً من السكان المحليين الذين استقروا في القرى الزراعية خلال العصر الحجري الحديث والمهاجرين الشرقيين الذين وصلوا إلى المنطقة منذ حوالى 5000 سنة.

ووفقاً لهذه الدراسة، فقد قام الباحثون بإجراء تسلسل للجينومات الكاملة من خمسة أفراد كنعانيين عاشوا قبل 4000 عام في مدينة صيدا وطابقوها مع جينومات من لبنانيين حاليين لتحليل العلاقة الجينية بين الكنعانيين القدامى واللبنانيين المعاصرين. وبحسب مارك هابر (من معهد ويلكوم ترست سانجر) فإن المفاجأة كانت سارّة بالتوصل الى استخراج وتحليل حمض نووي من 4000 سنة من رفات بشرية وجدت في بيئة ساخنة، من خلال أخذ عينات من العظم الصخري في الجمجمة، وهي عظام تحتفظ بكثافة عالية من الحمض النووي القديم.

من جهتها قالت مديرة موقع حفرية الفرير الأثري والمشرفة على أعمال التنقيب في الموقع كلود ضومط سرحال «للمرة الأولى لدينا أدلة جينية متواصلة ومستمرة في المنطقة، من السكان الكنعانيين والعصر البرونزي حتى يومنا هذا. وتعتبر سرحال أن التعاون بين علماء الآثار وعلماء الوراثة يُشكل مصدر إغناء لهذه الأبحاث والدراسات ويمكن أن يجيب على الكثير من الأسئلة حول مسألة ارتباط الأنساب وتواصلها عبر العصور التاريخية».

وكانت منطقة الشرق الأدنى عرفت بأنها أرض الكنعانيين الذين عاشوا في هذه المنطقة في العصر البرونزي، وعرفوا في ما بعد باسم الفينيقيين، وكان لهم تأثير كبير في العديد من جوانب المجتمع التي نعرفها اليوم فقد أنشأوا الأبجدية الأولى، وأنشأوا مستعمرات في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.

وناقش الخبراء منذ فترة طويلة أسئلة طُرحت حول من خلف الكنعانيين وراثياً، وما حدث لهم، ومن هم أسلافهم، وما إذا كان لديهم أي أحفاد اليوم!.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا