×

«الفصائل» مُحرجة لبنانياً واجتماع السفارة لنشر القوة المشتركة «عين الحلوة»: «فتح» تتوغّل في الطيري ولا تتمركز

التصنيف: أقلام

2017-08-22  11:00 ص  263

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

«رأفت نعيم»



هل بلغت اشتباكات عين الحلوة مداها في الجولة الرابعة والأعنف منذ اندلاعها مساء الخميس بل ومنذ احداث نيسان الماضي، أم أن هناك رسالة أراد البعض توجيهها عبر «صندوق بريد عين الحلوة» بالتزامن مع معركة الجرود؟

أسئلة تتوالى وتراكم تساؤلات وقلقاً متنامياً من تطورات الوضع المتفجر في اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان، دون ان يمتلك أحد جواباً شافياً او مطمئناً يمكن ان يحدد وجهة الأمور في المخيم اذا استمرت الاشتباكات على هذا النحو، ولا وجهتها ايضا اذا توقفت دون ضمان عدم تجددها او تكرارها خاصة مع هذا الحجم الضخم من الدمار في البيوت والممتلكات ومع هذه المعاناة المستمرة التي لا تزال تتكدس منذ احداث نيسان فوق رؤوس وصدور ابناء المخيم مآسٍ وضحايا وجرحى ومهجرين وركاماً ودماراً واضراراً.

كيف لا والتاريخ يعيد نفسه ولا شيء يتبدل. فمسرح الأحداث هو نفسه، والجهة المفتعلة للإشتباكات لا تزال هي نفسها، والتباين الفلسطيني الداخلي حيال الحسم او عدمه لا يزال ايضا على حاله.

وحدها الأرقام هي التي تتغير في عين الحلوة: يوم رابع من الاشتباكات مر ثقيلاً، ووقف اطلاق نار رابع لم يصمد هو الآخر هذه المرة ولو لدقائق معدودة، وقتيل رابع يسقط منذ بدء الاشتباكات وجريح رابع في اقل من يوم رفع عدد الجرحى الى اكثر من 20. وما زالت خاصرة صيدا تنزف من مخيمها وقضية فلسطين تذرف المرارة من عينها «الحلوة».

ثلاثة تطورات ميدانية ميّزت اليوم الرابع من الاشتباكات: سجل ارتفاع في منسوب وحجم النيران وإدخال المزيد من الأسلحة المتوسطة الى ساحة المعركة، فكان نجم اليوم الرابع قذائف الهاون و«اللانشر»، وانضمام محاور جديدة الى جبهة القتال الرئيسية الى محور الشارع الفوقاني الطيري، فاستعانت «فتح» بمرابضها في حي الصحون وجبل الحليب، وتركزت المواجهات على محاور الطيري – الشارع الفوقاني –الصحون- نزلة سوق الخضار – جبل الحليب، فيما طالت بعض القذائف الصاروخية ورصاص الاشتباكات أحياء قريبة من مسرح الاشتباكات مثل الصفصاف واللوبية وبستان القدس وحي صفوري والبركسات. اما التطور الميداني الثالث، فتمثل في توغل مقاتلي فتح في عمق حي الطيري، معقل المجموعات المسلحة التابعة للمطلوبين البارزين، بلال بدر وبلال عرقوب. لكن مقاتلي فتح لم يتمكنوا من البقاء طويلا في النقاط التي توغلوا فيها نظرا لكثافة النيران التي تعرضوا لها بحكم تغلغل عناصر بدر وعرقوب في ازقة وزواريب الحي المذكور، وتسللهم بين البيوت عبر الجدران بعد هدمها. فبقيت المواجهات تراوح بين كرّ وفرّ وهجوم وهجوم مضاد وما يشبه حرب شوارع. وأفيد عن اشتعال النيران في منزلين في حي الطيري جراء الاشتباكات. وتردد ان بلال بدر اصيب اصابة طفيفة.

واسفرت الجولة الرابعة من الاشتباكات عن سقوط اربعة جرحى من بينهم احد مساعدي بدر البارزين «عز الدين ابو داوود» والملقب «ضبايا» والذي اصيب اصابة بالغة وتم نقله الى مستشفى الراعي في صيدا. وألحقت الاشتباكات دمارا وأضرارا جسيمة في العديد من البيوت والمحال التجارية والممتلكات وفي شبكتي المياه والكهرباء في الأحياء التي تتركز فيها، كما تسببت في نزوح المزيد من العائلات من المخيم الى مدينة صيدا.

وكانت الاشتباكات تجددت صباح الاثنين، بعد سقوط ثلاث اتفاقات متتالية لوقف النار، وعلم ان حركة فتح طلبت اعطاءها مهلة 24 ساعة لحسم المعركة، بعدما اصطدمت مساعي التهدئة بشروط وشروط مضادة بين فتح و«البلالين».

إستمرار تأزم الوضع في عين الحلوة قابلته القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في منطقة صيدا باجتماع طارئ ودعوة لجميع الأطراف لوقف فوري لإطلاق النار، لم يتم الالتزام بها وكان لها مصير سابقاتها، الامر الذي استدعى اجتماعا عاجلا عصراً للجنة السياسية المركزية المصغرة لفصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت. وتقرر بنتيجته تثبيت وقف اطلاق النار في المخيم وسحب المسلحين بدءا من مساء الاثنين. وعلمت «المستقبل» ان بندا غير معلن في مقررات اجتماع السفارة شكل منطلقا للإجماع الفلسطيني الوطني والاسلامي على ضرورة تثبيت وقف النار وهو الاحراج الذي شعرت به «الفصائل» أمام الدولة اللبنانية لتزامن احداث المخيم مع معركة فجر الجرود التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الارهاب، فتقاطعت آراء المجتمعين على اعتبار ان افضل دعم يمكن ان يقدم للدولة اللبنانية والجيش في معركة الجرود هي وقف النزف المستمر في عين الحلوة.

إجراءات أمنية ولـ«الأونروا»

أغلقت قوى الامن الداخلي، طريق الدوار العربي والحسبة صيدا، بسبب تصاعد حدة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، وطلبت من المواطنين توخي الحذر اثناء تنقلهم وسلوك الطريق البحرية.

كما أصدرت الاونروا تعميما الى موظفيها العاملين في مكاتبها داخل عين الحلوة طلبت فيه منهم «عدم التجول في المخيم بسبب الاشتباكات العنيفة الدائرة والابتعاد عن الشرفات والنوافذ».

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا