×

عين الحلوة .. روايتان .. وحقيقة واحدة لما جرى مساء الجمعة!

التصنيف: أقلام

2018-02-09  11:34 م  347

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

رأفت نعيم جريدة المستقبل
لم يكن الاشتباك الذي شهده مخيم عين الحلوة الجمعة هو الاول وبطبيعة الحال لن يكون الاخير ...لكن بغض النظر عن خلفياته وتوقيته وللحديث عنهما صلة.. الا ان ثمة حقيقة واحدة تتكرر وتتأكد بعد كل اشتباك في المخيم وهي ان من يدفع ثمنه هم اهل المخيم ، والذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحصل سوى انهم قدر لهم ان يعيشوا فيه.

وكلما مرت فترة هدوء نسبية على المخيم استبشر اهله خيرا بأنه بدا يطوي تلك الصفحات الأليمة التي راكمتها أحداث واشتباكات شهدها المخيم خلال فترات سابقة وكان اعنفها واقساها اشتباكات الربيع ثم الصيف الماضي التي لا يزال اهله حتى اليوم يلملمون اضرارها وينتظرون تعويضاتها.. لكن الوقائع والمعطيات المستجدة كافية للقول بأن الوضع في المخيم لا زال قابلاً للتفجير ، وما جرى مساء الجمعة ابلغ دليل على ذلك.

فماذا جرى في مخيم عين الحلوة مساء الجمعة ؟

ثمة روايتان لخلفية اندلاع الاشتباك ، القاسم المشترك بينهما واحد هو الفلسطيني محمد جمال حمد : الرواية الأولى تقول ان حمد كان يستقل دراجة نارية وبرفقته شخص ملثم وانه كان في طريقه لتنفيذ عملية اغتيال لأحد مسؤولي او كوادر فتح ، ولحظة مروره قرب في معقل فتح في بستان القدس حصل تلاسن بينه وبين عدد من عناصرها تطور الى اطلاق نار متبادل اصيب بنتيجته حمد واحد عناصر فتح الفلسطيني محمد المبدى ومن ثم توسع الأمر الى اشتباك بين عناصر اسلامية متشددة الى جانب حمد وبين فتح والأمن الوطني الفلسطيني .

الرواية الثانية –تقول بان حمد ورفيقه الملثم كانا مارين بالمكان المذكور فاستوقفهما عناصر من فتح وحاولوا توقيفهما وصوب احدهم مسدسا نحو حمد الذي سارع لإطلاق النار وردت فتح بالمثل واندلع الاشتباك.

والى جانب هاتين الروايتين ، سبق مرور حمد بالمكان وصول قائد القوة المشتركة العقيد بسام السعد الى المنطقة نفسها ، فساد الاعتقاد ان حمد كان يرصد الأخير بهدف محاولة اغتياله ، وهو ما عاد ونفاه السعد نفسه حين قال في تصريح صحفي لإعلام فتح أن " الاشتباك بدأ في الشارع التحتاني أمام مقر قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي"، وأنه - أي السعد - كان في حي الطيرة مُتوجِّهًا نحو الشارع التحتاني وبرفقته عددٌ من عناصره، وإثر وصوله إلى النقطة التي اندلع فيها الاشتباك تمَّ إطلاق النار على كادر في الأمن الوطني كان برفقته من قِبَل محمد جمال حمد التابع لـ"الشباب المسلم" ، مبديا اعتقاده انه لم يكن هو المستهدَف لأنَّ إطلاق النار لم يتم عليه بشكل مباشر. وكان السعد وفي بيان له نهارا اعقب القاء قنبلة في سوق الخضار توعد من وصفهم بـ" العابثين بأمن المخيم بالضرب على يدهم بيد من حديد ".

الاشتباكات التي اندلعت قرابة الخامسة مساءً، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية اسفرت عن مقت احد كوادر الحركة الاسلامية المجاهدة عبد الرحيم بسام المقدح عن طريق الخطأ بشظية قذيفة صاروخية اثناء تواجده على شرفة منزله . كما ادت الى اصابة كل من حمد والفلسطيني ايمن خلف (ايمن العراقي ) وهو من حركة فتح بجروح . فيما تكشفت الاشتباكات عن اضرار جسيمة في الممتلكات من بيوت ومحال وسيارات ، الى جانب احتراق مولدات كهربائيا وخزانات وقود عائدة لها ارتفعت سحب دخانها الأسود في اجواء المنطقة ، فضلا عن حركة النزوح الجزئية التي شهدها المخيم من حي الى حي لعائلات فرت من جحيم الاشتباكات طلبا للسلامة .

في هذا الوقت كانت الاتصالات تتكثف على صعيد القيادات الفلسطينية ولا سيما قيادتي فتح والقوى الاسلامية من اجل وقف اطلاق النار ولجم فتيل التدهور ، ودخل عدد من فاعليات صيدا على خط التهدئة ، حيث اثمرت المساعي قرابة السادسة مساءً وقفا لإطلاق النار بينما استمرت حال الحذر والترقب مسيطرة على الوضع في المخيم.

فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير امنية احترازية على مداخل المخيم بالتزامن مع الاشتباكات واغلق لبعض الوقت المنافذ والبوابات الالكترونية المؤدية من والى المخيم ورفع من جهوزية وحداته المنتشرة في المنطقة تحسبا لأي تطور امني .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا