ثلاثة عشر عاماً مرت على جريمة 14 شباط ورفيق الحريري لا يفارق صيدا.. مقيماً في قلوب الناس مرافقاً لمدينته في كل خطوة، ملهماً في كل انجاز.

الرابع عشر من شباط بالنسبة لصيدا تاريخ فاصل بين شهادة وولادة.. غاب فيه رفيق الحريري جسداً وولد شهيداً أقوى من الغياب نفسه. لم يغادر طيف رفيق الحريري صيدا بل بات أكثر حضوراً.

.. يتذكره رفاق الطفولة والدراسة، يفتقده فقراء صيدا قلباً نقيا محباً للناس ويداً مبسوطة للخير مبلسمة للجراح.

.. يتذكره مزارعوها بستانياً عاشقاً للأرض والطبيعة ومثابراً عصامياً من اجل الحياة الكريمة له ولأسرته.


.. يتذكره صيادوها مرافقاً لهم في رحلات صيدهم ومساندا لقضاياهم.

.. يتذكره تجارها وصناعيوها وحرفيوها وعمالها.. ويفتقدونه سنداً للبلد والاقتصاد والعدالة الاجتماعية.

.. يتذكره تربويوها وشبابها معلماً للأجيال، ومؤسساً لصروح العلم وداعماً للفنون والثقافة والرياضة.

.. يتذكره أهلها كما كل اللبنانيين ويستعيدون معه زمناً ذهبياً عاشته المدينة والوطن سلماً اهلياً وانماءاً وتحريراً .. وتكتشفه أجيالها الجديدة سيرة ومسيرة ومواقف وإنجازات.

وما لم تستحضره ذاكرة الأفراد حفر في ذاكرة أمكنة عاش فيها ومعالم وصروح أسسها أو ترك بصمة مضيئة فيها.

في أربعة أجزاء توثق جانباً من حياة الرئيس الشهيد في مدينته صيدا، يبث موقع جريدة "المستقبل" تقارير مصّورة تباعاً تتضمن شهادات حية ومعلومات تاريخية تحاكي "البيت الأول وزمن الطفولة"، "المدرسة الأولى – فيصل الأول"، "الرفيق في ذاكرة البحر والصيادين" و"كفرفالوس الحلم المخطوف".


وفي ما يلي الجزء الثاني: "مدرسة رفيق الأولى - فيصل الأول (المقاصد)"، وفيه شهادة من زميل الدراسة الأستاذ سمير البساط: