×

من رثاء الشيخ صهيب عثمان حبلي لوالده المرحوم الشيخ عثمان حبلي

التصنيف: وفيات

2018-02-14  09:23 م  710

 

 من رثاء الشيخ صهيب عثمان حبلي لوالده المرحوم الشيخ عثمان حبلي 

⬛ أبي الحبيب :

هنيئا لك بما قدمت ، فلقد عرفك كل من عرفك جاسراً للهوات مقربا بين المسافات حاضراً في الملمّات صابراً على البليّات ..

⬛ ابي الحبيب :

نم قرير العين ساكن الفؤاد مفتخراً بالامجاد فقد وقفت كل عمرك لله تعالى فانتج ذلك جنة الفردوس وذكراً حسناً يجري على كل لسان ويُشار اليه بالبنان ...

⬛ ابي الحبييب :

لقد عايشتك واستأنست بملاصقتك واخذت منك الكثير إلا انني أعترف بانني اكشتفت بأن ما أعرفه عنك جزء يسير من علوّ ذاتك وشموخ شخصيتك وتعملق جنابك ...فأكثريّة أهل صيدا من عوام وعلماء يقولون بإفتخار ،،((كان أستاذنا)) إمّا بالمدارس او المساجد...خذا يقول علمني القرآن وهذا يقول علمني الفقه.. ووووالخ

⬛ ابي الحبيب :

لطالما كان محضر بيتنا محضر ملائكة ، ومجالسنا مجالس لا تخلو من قصة معبّرة أو آية قرانيّة او حديث وموعظة ، وكل تقلباتنا المكانيّة والزمانيّة مشحونة بالفكر والذكر وكل هذا بعد فضل الله تعالى بسببك انت ، فانت كنت المؤسس لمجالس الذكر والفكر والاخلاق الحسنة والقرآن الذي لا يفارقك .

⬛ ابي الحبيب :

هنيئا لك ولنا ، هنيئا لك جوارك للانبياء والصالحين والشهداء والصديقين، وهنيئا لنا بأننا ابناء لك وانت فخر الوالد المعطاء المشتاق الى ربه .

⬛ ابي الحبيب :

كنت ولا زلت ولم تزل ومن صبح الازل من اهل الله ومن احباب رسول الله ونحن على نهجك مستمرون وانا على فراقك لمحزونون والعزاء كل العزاء بانك من اهل رضوان الله

⬛ ابي الحبيب :

إن عشقك للقران الكريم لم يسبقه عشق ، فقد عرفناك والهاً لسوره متيماً بآياته متشوقاً لمعانيه سباقاً لمعاليه ، تلثمه بوجهك وتقربه من عينيك بالرغم مما تشكو منهما غير آبه بالعواقب الطبية والاثار الجانبية ، فإكحال عينيك بالفاظ المصحف الشريف بالنسبة اليك اغلى من عينيك ...

⬛ ابي الحبيب :

لقد صدقت حينما قلت انك لن تعيش اكثر من سنتين ، وها نحن قد راينا ذلك بالعيان والوجدان ، ولعل شوقك للقاء محبوبك وعشقك للارتحال الى مقصودك الهمك النطق بذلك ، وكانك تقول لنا بلسان الحال : اعملوا حساباتكم انكم بعد سنتين ستكونون بلا اب لانني مهاجر الى ربي !!

⬛ ابي الحبيب :

ولقد صدقت مرة اخرى حينما قلت بان كل الخصماء سيتصافحون في جنازتي ، وكيف لا تكون ذلك وقد كنت في حياتك جاسرا للهوات مؤلفا للقلوب ، جامعا للافئدة ؟؟!! وانت بعد موتك لا زلت واصلا لكل انقطاع وراتقا لكل انفتاق ، وجنازتك المهيبة التي جمعت كل الفئات والاطراف خير شاهد على ذلك ، فلعمري لقد كان يوم تشييعك الى مثواك الاخير يوما مشهودا حاملا معه كل شهادات الثناء من كل من شهدها واطلع عليها !!

⬛ أبي الحبيب :

فعلاً لا تُعرف النعمة إلاّ بفقدها ، ومع غيابك فقدنا نعمتين : نعمة وجودك العام ، ونعمة وجودك الخاص بيننا كعائلة ، ونحن امام هذين الفقدين لهاتين النعمتين نصبر على البلاء ولا نقول الا ما يرضي الرب .

⬛ ابي الحبيب :

البعض قال لي مواسيا عندما رأى دموعي أنت تعلمنا الصبر ياشيخ : فكان جوابي النابع من صميم حرقة فراقك :
نعم الموت حق ولكن المُحزن هو الشوق والفراق وسد باب من ابواب البر وخسران ترضيك عنا . فالحزن ليس عليك وانت الواصل الى حيث وعد الله من كان من اهله ، فكلي يقين بانك مشمول بحديث رسول الله : [ خيركم من طال عمره وحسن عمله ،وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته] ، وانت يا ابي لست فقط من المشمولين بل من رواد هؤلاء .

⬛ ابي الحبيب :

لن ننسى انك لصيق القران ، ودائم الذكر ، ورائد الفكر ، والناصح الشفيق ، ولن ننسى ان اخر كلامك كان تلاوة اية الكرسي.

⬛ ابي الحبيب :

لن ينسى الناس ولن ننسى انك المؤسس لكل المشاريع التي هي لله تعالى ، فما من مشروع الا وكان لك فيه يد او إسهام من دون اهتمام بذكر اسمك ، بل كنت تسهم في التاسيس وتمضي لعلمك بان هذا عند الله باق بينما قد ينساه الناس .

⬛ ابي الحبيب :
لن ننسى انك قبل ايام طلبت الماء لتشرب وبعد إحضاره لك بكيت وانت تقول : لقد مات الإمام الحسين عطشانا. فواسيت بذلك الامام الحسين قبل رحيلك ، وواسيته ايضا بحظرهم الماء عنك مراعاة لوضعك الصحي

⬛ ابي الحبيب :

هنيئا لك جنة الفردوس التي اعددت لها كل زادها من الدنيا التي افنيت عمرك فيها عالما ذاكرا تاليا لكتابه خادما لعباده وواقفا وقفات حق وعز مع قضايا الامة الكبرى بالرغم من كل الضغوطات التي مورست عليك .. وهنيئا لنا بك راحلا ترك لنا ارثا تربويا وعلميا وروحيا يكفيننا كل اعمارنا .

⬛ ابي الحبيب :

رحمك الله يا مدرسة متحركة كان لنا الشرف العظيم ان نكون اول تلامذتها وعذرا على قصورنا وتقصيرنا امام حضرتك ...

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا