×

ش حمود عندما ينطق عملاء اميركا

التصنيف: سياسة

2018-02-16  06:26 م  139

 

 

يروي الكاتب المصري المشهور واقرب الصحافيين الى الرئيس السادات ورفيقه في رحلته المشؤومة الى القدس (انيس منصور)، يروي في كتابه معنى الكلام ان شاه ايران وجه للسادات نصيحة حارة قال له: اياك ان تثق بالاميركان، لقد خدمتهم كما لم يخدمهم احد ثم تخلوا عني، ان قبلوك اليوم قتلوك غدا...

سواء اخذ السادات بهذه النصيحة ام لم يأخذ بها، فإنها نصيحة لصاحب تجربة مميزة في خدمة السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، ولا شك ان هذه النصيحة كانت بكل جِمال الارض وليست بجمل واحد فقط، ولكن هل هنالك من يستفيد من تجارب الآخرين؟.

نقول هذا في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران على الشاه، كما نقوله ونحن نرى لبنانيين كثر لم يستفيدوا من مثل هذه النصيحة وآخرين استفادوا منها بل هم يستطيعون ان يوجهوا مثل هذه النصيحة لأنهم عاشوا الخداع الاميركي بأنفسهم.

نعيد اليوم الى الذاكرة كلام الرئيس سليمان فرنجية الى وزير الخارجية الاميركي الشهير كيسنجر عندما قال له عام 1975: ان البواخر  تنتظركم ان شئتم لتغادروا لبنان للعيش في اميركا، وكان جوابه بطوليا في ذلك الوقت، ولن ننسىى موقف الرئيس لحود في مواجهته لوزيرة الخارجية الاميركية، حيث اغلق الهاتف في وجهها وهي تقول له: انك لا تدري مع من تتكلم...؟.

واليوم نحيي الرئيس عون على الرسائل البرتوكولية التي وجهها الى  الوزير الاميركي ليؤكد له بهذا الاسلوب ان لبنان  ليس موافقا على الطريقة الاميركية الوقحة في التعامل مع حقوق لبنان النفطية والجغرافية وعلى سياسة اميركا اميركا المنحازة الى اسرائيل بشكل كامل.

وليس بعيدا عن ذلك التعامل بالمثل الذي قام به الوزير باسيل، هذا الموقف الذي نتمنى ان يثبت عليه وألا يكرر الاخطاء الفادحة التي ارتكبها تباعا في المرحلة السابقة.

ويأتي هذا الموقف اللبناني المميز بعد اقل من اسبوع على سقوط الطائرة الاميركية الاسرائيلية (F16) بصاروخ روسي الصنع، لن يكون الاميركيون مخلصين لأحد من عملائهم، وهذه رسالة يجب ان يعيها كل الغارقين بالأوهام الأميركية، وهذه رسالة يعرفها السعوديون كغيرهم ولا يزالون يعيشون في هذه الاوهام.

نقول للجميع: الشعوب هي التي ستنتصر بالنهاية، وأميركا لن تفلح في تغيير مسار الشعوب، كما اننا على ما يبدو لن نفلح في اقناع العملاء بتغيير وجهة سيرهم قبل سقوطهم المحتوم.

حزب الله الذي يراكم قوته ويخيف العدو الصيهوني، كما يعترف هو بذلك، كما انه يكتسب ثقة الناخب اللبناني من كافة الطوائف، ليس بحاجة بالتأكيد الى اصوات الغوغائيين الذين صفقوا بحرارة للشعار: لن نتحالف مع حزب الله، ولو علم هؤلاء المساكين ان هذه الرسالة ليست للداخل بل للخارج، للذين قدموا التقارير الكاذبة والمبالغ فيها عن الرئيس الحريري، ولو كان القرار حرا عند الرئيس الحريري لقال كلاما آخر، فهو يعلم من يخدم هذا الوطن ومن لا يخدمه، ولكن شبح السبهان وأمثاله لا زال موجودا ولو بشكل آخر.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا