×

افطار مؤسسات الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا

التصنيف: سياسة

2009-09-04  03:37 م  1971

 

 

برعاية وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، اقامت مؤسسات الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا حفل افطارها السنوي في مطعم السلاملك في المدينة، بمشاركة حشد من الشخصيات والفاعليات السياسية والروحية والاقتصادية والتربوية والأهلية تقدمهم: وزير الدولة خالد قباني، ممثل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ حسين حبلي، ممثل محافظ الجنوب مالك عبد الخالق أمين سر المحافظة نقولا بو ضاهر، رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور علي الشيخ عمار ومسؤول الشورى الشيخ محمد عمار والمسؤول السياسي للجماعة في الجنوب بسام حمود والمسؤول التنظيمي حسن ابو زيد وأعضاء قيادة الجماعة في الجنوب، الشيخ خليل الصيفي، الشيخ صلاح الدين أرقدان، قنصل ايطاليا رفلة دبانة، قاضيا الشرع الشيخ عصام العاكوم والشيخ محمد أبو زيد، ممثل منسق قطاع الشباب في تيار المستقبل أحمد الحريري محمود بعاصيري، رئيس الرابطة الاسلامية السنية الشيخ أحمد نصار، آمر مفرزة الجنوب القضائية العقيد يوسف ابو خليل، رئيس رابطة مخاتير صيدا محمد النعماني، وجمع من الشخصيات والمدعوين .
 
 
 
وكان في استقبالهم رئيس مجلس أمناء الهيئة الاسلامية للرعاية الدكتور عبد الحليم زيدان ونائبه عبد الكريم كزبر وأعضاء المجلس والمدير التنفيذي للهيئة مطاع مجذوب ومدراء مؤسسات الهيئة التربوية والاجتماعية .
استهل الحفل بتلاوة قرآنية من الفتى هشام قدورة، ثم كانت كلمة ترحيب من الشيخ جمال شبيب في شهر الخيربإسم أربعٍة وعشرين عاماً من العمل الخيري للهيئة الاسلامية للرعاية في حقلي الرعاية والتنمية لمجتمع صيدا والجوار .. عارضا لمراحل تاسيس وتطور واتساع وانتشار مؤسسات الهيئة وبرامجها .
د. عبد الحليم زيدان
وبعد عرض فيلم وثائقي عن برنامج الاشراف التربوي في الهيئة وما يقدمه لمكفوليها من رعاية واشراف، ألقى رئيس مجلس أمناء الهيئة الاسلامية للرعاية الدكتور عبد الحليم زيدان كلمة قال فيها: نلتقي اليوم بكم على عهدنا الرمضاني السنوي وهو يحقق قاعدة من قواعد الحياة الدنيا الأساسية.. التي تقول أن الثابت الوحيد فيها هو التغيير.. فلقاؤنا ثابت والحمد لله، ثابت بنا وبكم وبروحه وعبقه وتفاعله وببركة شهرنا الكريم..وهو أيضاً متغير بتغير المعطيات والمستجدات، وتطور الأعمال والأنشطة، وتنامي برامجنا ومشاريعنا التي تتحرك بعد فضل الله بنَفَسِكُم ودعمكم..واننا نفخر في الهيئة الاسلامية للرعاية، بأننا المؤسسة الأولى صيداوياً، بحجم كفالة الأيتام في مجتمعنا الصيداوي أولاً، من أسر وعائلات صيدا، وبكفالة من أسر وعائلات صيدا، ومازال هذا البرنامج يتنامى ويتطور والحمد لله..ثم ينسحب هذا التميز على كفالة أيتام المجتمع الفلسطيني المجاور.. وغيرها من المجتمعات اقليما وجنوبا..ولكن الجديد في الموضوع، أننا نقوم الآن برصد كافة التجارب المماثلة، في العالم العربي والاسلامي، لتكون شريكة ورشة عمل تخصصية، عنوانها، "كفالة أيتامنا في الألفية الثالثة، استحقاقات واستعدادات" بغرض تطوير التجربة وتعزيزها وضبط معاييرها العملية والمهنية.
واضاف: منذ انطلاقتها، حرصت الهيئة على إحياء مفهوم الزكاة والعمل على تقريب المسافة العملية بين المفهوم وبين المسلمين، عبر البرامج والمشاريع المباشرة في تحويل المتبرع الى مزكي، وتدريبه على اعتناق الدور الصحيح المطلوب منه ... واننا وبعد أن تميزنا في إستقطاب الطالب المتسرب من المدارس وإعادة بناءه مهنياً وبناء شخصيتهم عبر مركز التدريب المهني المتقدم والرحمة لخدمة المجتمع، وفاز أحد خريجينا بالمرتبة الأولى على مستوى لبنان في الشهادة المهنية الحكومية.. وأني أحب أن أعلن عن العمل على بناء المدرسة المهنية النهارية لإستقطاب حاجات سوق العمل والطلاب. وكذلك البدء في مؤسسة تمكين (تمليك وسائل الإنتاج) التابعة للهيئة الإسلامية للرعاية لتقديم قروض ميسرة بنظام المراجعة. وأخيراً أحب من هذا اللقاء أن أعلن عن البدء ببناء المدرسة التي تستوعب 1000 تلميذ تستقطب أيتامنا وتربيهم التربية السليمة..
وقال: ان لبناننا الذي اعيد تشكيله في العصر الحديث ثلاث مرات، من المتصرفية الى لبنان الكبير، ثم الى لبنان في شكله الأخير، لم تأته الطوائف ولا الطائفية طارئة أو مفاجئة.. بل هي ثابتة من ثوابته.. ولم تعتمد الطوائف أسلوباً واحداً لتطوير وتثبيت وجودها، أو استلابها لهذا البلد الكبير إلا في مساحة أرضه، فمنها من اختارت التعاون مع الخارج للمطالبة باعتماده بلدا قوميا لطائفة بعنها، ومنها من حاول ويحاول استرجاع مشاريع الحلم الطائفي، الاقليمي أو المحلي.. سواء بالارادة أو بالفعل.. ولكن ارادة عقلائه ومنهم اهل الساحل بمدنه الكبرى، والبقاع العزيز، وعبر مؤتمري الساحل، وبالاصرار على الصيغة الوحدوية، التي تعتمد التساوي في الحقوق والواجبات، والتوحد بالتكامل التام بين الجبل والبقاع والساحل.. فكان الخيار الامثل لتثبيت الوجود لأي طائفة، ضمن معطيات مجتمع السلم الأهلي، هو خيار المشاركة الايجابية البناءة، والرهان على مأسسة الوجود، عبر مؤسسات خدمة ورعاية واستدامة الوجود تحت سقف مؤسسات المجتمع المدني..وكل اخلال بهذه المعطيات الاساسية، أخرج البلد عن جادة السلم الاهلي ودفع بنا الى منزلقات حادة، لا تحمد هي ولا عواقبها..
تكريم متفوقي الهيئة
ثم جرى تكريم أحد طلاب الهيئة الطالب محمود عصفور من مركز التدريب المهني المتقدم الذي فاز بالمركز الأول في لبنان في شهادة التكميلية المهنية الرسمية BP في اختصاص "ميكانيك المحركات" بتقدير ممتاز. وسلمه الرئيس السنيورة بمشاركة زيدان شهادة تقديرية ومنحة من قبل الهيئة الاسلامية للرعاية لثلاث سنوات دراسية لمرحلة BT  . كما جرى تكريم عدد من المتفوقين من أبناء الهيئة في التعليم المهني بتسليمهم جائزة مالية تساعدهم على الانطلاق في حياتهم المهنية والدراسية. ثم جرى توزيع جائزة المحسن نزيه حسن العزي للمتفوقين من طلاب مؤسسات الهيئة التربوية والمهنيات في صيدا حيث قام العزي بتقديمها  للمتفوقين بمشاركة نائب رئيس مجلس الأمناء عبد الكريم كزبر ..
الرئيس فؤاد السنيورة
ثم تحدث راعي الحفل الرئيس فؤاد السنيورة فقال: انّ عمل الخير أو العملَ الرِعائيَّ والتنمويَّ له في مدننا خصائصُ ومُميِّزات. وأُولى خصائصِه وميزاتِه في المُدُن أنه يقومُ في جزء هام منه على المبادرة الخاصة، وأنه يتحول بسرعةٍ إلى مؤسّسةٍ تتخذ طابَع الوقف أو الجمعية، والغَرَضُ من ذلك أن يُصبح ذلك المسعى دائماً، وان ينتظمَ العملُ وينضبطَ، وأن يستطيعَ أكبرُ عددٍ من أهل المدينة المُشاركةَ فيه. ولذلك يُقَسِّمُ كُلٌّ من ابن خلدون والماوردي تاريخَ إنشاء المُدُنِ إلى مرحلتين اثنتين: اختيار السلطان للمكان والموقع، وبناءُ المباني الرسمية، والمرافقِ العامة- ودَوْرِ ومصيرِ التجار وأهل الصَنْعة إلى إقامة محلاّتهم ودُورِ معاشهم من جهة- ومن جهةٍ أُخرى إنشاء الأوقاف وِجْهات الخير التي تحفظُ اجتماعَهم وتُنمّيه، وتصِلُ غنيَّهم بفقيرهم، وضعيفَهم بقويِّهِم برباطٍ وثيقٍ قائمٍ على الوُدّ والتفاهُمِ والتكافُل. وعلى هذا الأَمْر، أَمْرُ المبادرات الأهلية لرعاية الشؤون العامة للجماعة، قامت مُدُنُنا واستمرَّت وما تزال. لقد اختلفت التسميات، بين وقفٍ وجمعيةٍ ومؤسَّسةٍ، وبين تنمويةٍ أو خيرية، لكنّ المعنى واحدٌ، وكذلك الجوهر، وإن اختلفت الصِيَغُ والأشكال. وفي هذا التقليدِ الحميد الذي يختلطُ فيه الديني بالأخلاقي بالإنساني، تتوافرُ وتتضافرُ معانٍ كثيرةٌ ومتشعِّبة، بيد أنّ أهمَّها ثلاثة أمور: المبادرةُ، والمشاركة، وتَقَصُّد التواصُلِ والتضامُنِ والتآسي والصلاح العامّ. وعن هذه الأمور التي تَجمعُ مفهومَ الخير العامّ في الإسلام يقول رسول الله صلواتُ الله وسلامُهُ عليه: الخيرُ بي وبأمتي إلى يوم القيامة. هذه هي الروحُ العامةُ للمدن، والروحُ العامةُ للجماعة والأمة. وفي ذلك جاء قولُ رسول الله صلواتُ الله وسلامُهُ عليه أيضاً: يدُ الله مع الجماعة، وَمَنْ شذَّ شذّ في النار.
واضاف: لقد عانينا في العقود الأخيرة من مسألتين أساسيتين: الغُلُوُّ والتطرف، ومن جهةٍ أُخرى ضعفُ المبادرات للتصحيح والتجديد والاجتهاد، وقِلَّتُها. ففي المجال الصَحَوي الإسلامي الذي تعاظَمَ واتّسع والحمدُ لله، كانت هناك بعض الشوائب تطورت إلى سلبياتٍ، ودفعت بالبعض من شبابنا للإساءة إلى أنفُسِهِمْ وذويهم ومُجاوريهم، وإلى تشويه صورة الإسلام في العالَم. ولستُ أُبَرّئُ الظروفَ والسياقات من التأثيرات السلبية الكبيرة على مسار التطورات في المنطقة العربية. إذ إنّ لكلِّ فعلٍ رَدَّ فعل. وفي الكثير مما وقع علينا أو على أمتنا ما يدعو للسُخْط والاستنكار بالفعل. إنّما الخطأُ هنا في الفهم وفي التصرف. ذلك أنّ بعضاً من شبابنا يتصرفون على أساس أنّ الدينَ في خَطَر. وعندما يشعرُ المرءُ أن دينه مهدَّدٌ فإنه لا يتورعُ عن القيام بأيّ عمل. والحقيقةُ أن الصراعاتِ الجارية عندنا ومن حولِنا هي ذاتُ طبيعةٍ سياسيةٍ واقتصادية، وإن تلبّست أحياناً بلَبوسٍ ديني. ولمواجهتِها هناك ترتيباتٌ وآليّاتٌ تختلف عن مواجهة الصراعات الدينية أو ذات الطابع الديني. ومن جهةٍ ثانية، فإنّ اللجوءَ للعنف باسم الدين ضدَّ الدولةَ أو المجتمع أو العالَم، ما خَدَمَ الدينَ ولا خدم المجتمع، ولا أَوصل إلى حقٍ، كما أنه ما نجَّى من باطل. ونحن نعرفُ بعد تجربةٍ متماديةٍ مع كلّ أشكال العنف بلبنان وبلدانٍ عربيةٍ أُخرى أنّ استخدامَ السلاح بالداخل ضدّ أفرادٍ أو جماعاتٍ أَضَرَّ ضرراً بالغاً، وأبلغُ أنواع الضرر ذلك الذي ينزل بنا إنْ كان العنفُ يتمُّ باسم الدين. وهذا فضلاً عن الآثار والتداعيات الجانبية، مثل استخدام ذلك التطرف من جانب جهاتٍ متعدِّدة ولأهدافٍ متعاكسةٍ منها الابتزازُ ومنها الشرذمةُ ومنها التخويفُ ومنها بَسْطُ السيطرة. وإذا كان هذا مُشاهَداً لدينا في لبنان في السنوات الأخيرة، فإنّ الظاهرةَ أثّرت علينا بشكلٍ عامٍ في سائر أنحاء العالم العربي وتُجاه العالم ولنتأمَّلْ ما يحصل في الصومال والسودان والعراق واليمن. ثم لننظر في تأثيرات التطرف على صورتنا في العالم. وقد دفعني ذلك للقول مراراً: أننا لا نُريدُ أن نخافَ من العالَم، ومن جهة أخرى لا نُريدُ أن نُخيفَه! فالعالم يتغير وينفتح، والمطلوبُ السعْي، للمشاركة الإيجابية وبفعالية في حركة العالم من حولنا، وليس إثارة السُخْط أو الهواجس. ثم إننا لا نُريد وليس من مصلحتنا في شيءٍ أن يظلَّ الآخَرُ شاهراً سيفَه في وجوهنا تحت حُجّة مكافحة الإرهاب، أو أيّ تسميةٍ أُخرى.إنّ هذا كُلَّه يُلقي على عاتق علمائنا وذوي الاهتمام بالشأن الثقافي والعامّ، مسؤوليةً كبرى. وقد عمل البعضُ على ذلك منذ عقدين تحت اسم "ترشيد الصحوة". وهذه مسؤوليةٌ تتعلق بنا جميعاً. لكنّ الأمر لا يقتصرُ على ذلك، بل لا بُدَّ إلى جانب الترشيد والتهدئة، من انطلاق حركةٍ واسعةٍ للنهوض الفكري والثقافي والديني. وهو نهوضٌ نرجو أن يُسهم في طرح الأسئلة الصحيحة، والتماس الإجابات الصحيحة عليها. وأنتم تعلمون أنّ الاجتهادَ في العصور الإسلامية الوسطى، كان فردياً. أمّا في الأزمنة الحديثة فيتطلبُ التجديدُ أعمالاً جمَاعيةً، وفِرَقاً بحثية، وقبل ذلك: روحاً عامّاًَ ينظر إلى أُفُقٍ منفتحٍ ومَعْنيٍ بآمال الناس وتطلُعاتِهِمْ. والواقعُ أنّ الظروفَ التي نعيشُها في لبنانَ والعالَم العربي تُتيحُ الإمكانيتين، إمكانية الترشيد والإصلاح وفتح الآفاق الجديدة، وإمكانية الانشقاق والتشرذُم والاستنصار في ذلك بالوسائل الإعلامية والدعاوى العريضة أو بالسلاح. ولا شكَّ أنّ أولَ ما يفكِّر به الواحدُ منا بشأن الاحتكام إلى مقاييس وضوابط تُسَدِّدُ الخُطى، وتقي من الشذوذ، هو "روح الجماعة"، والتي تتجلَّى من خلال المؤسسات والجمعيات ولجان الأوقاف وهيئات العمل العامّ الديني والخيري والاجتماعي والإنمائي والثقافي. لقد اختارت مُدُنُنا، واختارت جماعتُنا، هذا الأُسلوبَ التسْوويَّ أو السُواسيَّ لإدارة شؤونِها، وهو أُسلوبٌ وإن يكن بطيئاً أو لا يؤتي ثماره سريعاً، فإنه من جهةٍ أُخرى مفتوحٌ على الحوار والنقاش المُوصلِ بسبب انفتاحه إلى الإجماع الحافظ والباقي. وفي هذا الصدد هناك دورٌ كبيرٌ وأساسيٌّ للشباب الذين سيقودون المدينة والمجتمع في الأعوام القادمة. فالواجبُ أن يكونَ التواصُلُ بين الأجيال، مبعثَ الأمل. والواجبُ أن تظلَّ تقاليدُ صُنع الخير وعملِه رائدَ سائر أجيال المدينة، ولبنان.
وفي الشأن السياسي الداخلي قال الرئيس السنيورة: إنّ الشِقَّ الآخَر من شأننا العامّ، هو المتعلقُ بالشأن الوطني. وقد كانت صيدا رائدةً دائماً في مجالات صَون أمن الوطن والمُواطن، والأمانة لقضايا الأمة الكبرى، والولاء للدولة ومؤسَّساتها الدستورية. وأكبرُ الشواهد على ذلك ما جرى خلال السنوات القليلة الماضية، ومنذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله. فقد خاض الصيداويون واللبنانيون نضالاً طويلاً وشاقاً، قدّموا فيه الشهداء، وتحملوا فيه العدوان والتحديات، من أجل حفظ الوطن، وصَون الدولة ومؤسساتِها. ولذا فمن الطبيعي، وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة، التي تمت بمنتهى الدقة والنزاهة، وأنتجت أكثريةً معتبرة، أن يتطلع اللبنانيون إلى حكومةٍ ائتلافيةٍ منسجمة ومستقرةٍ وقويةٍ، تؤكّدُ على مسار السلم الأهلي والعيش المشترك، والسلطة المتفرّدة للدولة ومؤسَّساتها. واستناداً إلى كلّ ما جرى خلال أكثر من شهرين، من تعويقٍ وتعطيلٍ وتضييعٍ للوقت والثقة، ليس من الغريب أن يشعر المواطنون وفي طليعتهم أهلُ صيدا بالانزعاج والاستغراب. كأنما المقصود أن يصدّق مَنْ لم يُصدّقْ بَعْدُ أنّ اللبنانيين عاجزون عن رعاية شؤونهم العامة، وإدارة مؤسساتهم الدستورية، وأنهم محتاجون في ذلك للخارج القريب أو البعيد. والواقعُ أنه في الحياة السياسية لا بد من البحث عن التسويات. بيد أنّ تلك التسويات ينبغي أن يتوافَرَ فيها شرطان: أنْ لا تخرجَ على الدستور والأعراف المستقِرّة وان لا تخرج على القواعد الديمقراطية. أما التصلُّب فلا يفيد غير التعطيل أو الابتزاز ولا ينتج عنه إلا الضرر للوطن ولأبنائه. ولذلك بقدْر ما يُهِمُّنا التأكيد على الطائف والدستور، يُهمُّنا أن نؤكّد أننا مع الرئيس المكلَّف سعد الحريري في مساعيه لتشكيل حكومة وحدةٍ وطنيةٍ، حكومةِ كلّ لبنان.. ونحن في هذه العشية، في مؤسساتٍ للخير والرعاية بمدينة صيدا. وهي مؤسَّساتٌ تحدوها إرادةُ المبادرة والمشاركة ومواجهة المُشكلات. والروحُ التعاوُنية والتضامُنية التي تسودُها، ينبغي أن تدفَعَنا جميعاً للتفكير في كيفيات الإسهام في عمل تلك المؤسسات ومساعيها الرعائية والخيرية في مُدُننا، والتي لا يمكنُ تصوُّرُ مجتمعاتِنا وأهلِنا بدونها.
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا