×

دمشق: الحريري يعرف أننا والرياض مع التأليف

التصنيف: سياسة

2009-10-16  09:38 ص  1949

 

على الرغم من المشهد الحكومي المتعثر، وما يصيب مفاصل ما تبقى من الدولة، من شلل واهتراء، سمع اللبنانيون، أمس، خبرا مفرحا، بانتخاب بلدهم عضوا جديدا غير دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي بدءا من مطلع العام 2010 ولمدة عامين، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1953، وسط تأييد عربي وعالمي كبير عكسه عدد الأصوات المئة والثمانين التي حصل عليها لبنان، وهي خطوة لقيت ترحيبا من أهل الدولة اللبنانية، رئاسة جمهورية ورئاسة مجلس نيابي وحكومة تصريف الأعمال ووزارة خارجية.
في موازاة ذلك، خطا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري خطوة جديدة على طريق «التأليف الثاني» تمثلت في عقده خلوة ثنائية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تخللها عشاء عمل في عين التينة، وقالت بعدها أوساط الجانبين إن الأجواء إيجابية وإن الأمور تسير على السكة السليمة، وهناك أمور لا بد من تجاوزها من خلال المشاورات التي سيواصلها الرئيس المكلف.
وبدا أن هناك وجهتي نظر في ما يتعلق بأسباب عدم ولادة الحكومة، أولى، تعتبر أن المسألة تقنية، تختصرها عقدة تولي حقيبة وزارة الاتصالات، حيث يصر العماد ميشال عون على أن تكون من نصيب أحد وزراء «تكتل التغيير والإصلاح»، بينما يتمسك الرئيس المكلف سعد الحريري بها، لا بل أبلغ بعض من استمزجوا رايه أنه يرفض مبدأ إسنادها الى أحد وزراء رئيس الجمهورية إذا كان يمكن أن يشكل ذلك مخرجا للأزمة الحكومية.
ولم يعرف بعد ما إذا كان تنازل عون والحريري يمكن أن يقود الى تسوية معينة تجعل وزارة الاتصالات من حصة رئيس الجمهورية أو أحد وزراء «تكتل التغيير» شرط أن لا يكون من وزراء «التيار الوطني الحر» («الطاشناق» مثلا)، علما أن الحريري لم يعط أية إشارة لا من قريب ولا من بعيد، حتى الآن، حول استعداده للتنازل عن «الاتصالات».
أما وجهة النظر الثانية، فتقول إن «الاتصالات» مجرد عنوان والعقدة الأساسية خارجية وإن القمة السعودية ـ السورية لم تكن كافية لإعطاء ضوء أخضر لتأليف الحكومة، بدليل أن الجميع يدرك في لبنان، وخاصة الرئيس المكلف، «أن سوريا تريد تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن ولا تريد أن تؤول رئاسة الحكومة لشخص آخر غير سـعد الحريري، ولا يرغبون أبدا بأي تصعيد لا في الخطاب السياسي ولا في أي أمر يمكن أن يمـس الاسـتقرار العام في لبنان، كما أن الرئيـس المكلف، يدرك مباشـرة ومن خلال القيادة السـعودية، أن الأميركيين يشـاغبون بوسـائل مختلفة».
وفيما ظل الرئيس المكلف معتصما بالصمت رافضا الرد على ما يوجه إليه من مطالب أو دعوات، فإن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي كان يأمل بالولادة الحكومية قبل توجهه إلى اسبانيا الأحد المقبل، ظل على إلحاحه بوجوب تشكيل الحكومة ومحاولة استثمار نتائج القمة السعودية ـ السورية، محذرا في الوقت نفسه، من ملامح أزمة حكم إذا استمر منطق تصريف الأعمال في ظل الاستحقاقات الداهمة.
ونقل زوار الرئيس بري عنه قوله، مساء أمس، إنه لم يجد بعد ما يحمله على فك «صيامه الحكومي»، وإنه متمسك بموقفه القائل بأنه «آن الأوان لكي تتشكل حكومة الوحدة الوطنية»، وكرر مقولة «الاتصالات ماشية إلا أن الاتصالات مش ماشية».
وأعرب بري عن ارتياحه لنتائج زيارتيه إلى كل من قطر والإمارات، مشيرا إلى موافقة قطر على تمويل وتنفيذ مشاريع مائية بينها بحيرات وسدود، وقال لـ«السفير» إنه لمس من رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كل تعاطف مع لبنان، وخصوصا مع اللبنانيين الموجودين في الإمارات.
وأشار بري إلى أن موضوع الإجراءات في حق بعض اللبنانيين في الإمارات، قد طوي بشكل كامل، وستظهر النتائج الإيجابية تدريجيا وفي مدى ليس بعيدا.
وعلمت «السفير» أنه تم خلال الزيارة التوافق على ثلاث نقاط: وقف الإبعاد الجديد نهائيا، إعادة دراسة ملفات من أبعدوا (حوالى أربعين حالة)، وإذا تقرر عدم إعادة بعض من أبعدوا، يفسح المجال أمامهم لتسوية أوضاعهم القانونية والمالية بشكل كامل.
ترحيب بانتخاب لبنان في «لعبة الأمم»
في سياق آخر، حظي انتخاب لبنان عضوا غير دائم العضوية بترحيب رسمي وقال مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام في كلمة له أمام مجلس الأمن إن انتخاب لبنان يمثل «لحظة استثنائية في علاقة العالم مع لبنان أن تمنحه غالبية الدول ثقتها ليكون ممثلا لها في مجلس الأمن».
وفيما نقلت أوساط رئيس الجمهورية عنه ترحيبه بهذا الانتخاب، قال الرئيس بري لـ«السفـير» إن لبنـان من خلال هذا الموقـع الدولي الهام «لن يكون ليـِّنا حيال قضايا العرب جميعا، ولا سيما حول القضية المركزية الكبرى أي فلسطين، كما لن يتهاون حيال أي أمر له بعد تفتيتي، أو توطيني».
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة إن لبنان يعتبر هذا الاختيار بمثابة تصويت أممي لصالحه كنموذج في العيش المشترك والنظام الديموقراطي، اضاف أن هذا الموقع سيمكن لبنان من عرض قضاياه والدفاع عنها «وهو من دون شك سيكون إلى جانب قضايا أمته وشعبه دفاعا عن الحقوق المشروعة وعن السلام العادل والشامل من اجل تحرير الأرض وكذلك للدفاع عن السلام والتقدم والاستقرار العالمي».
وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ لـ«السفير» إن فوز لبنان «نصر كبير ودليل ثقة وصدقية دولية وعربية وإسلامية، وهذا الكم الكبير من الأصوات يدعونا الى الافتخار، فقد اصبح بلدنا لاعبا فاعلا ضمن لعبة الأمم وسيكون له رأيه وقراره في كل القضايا والأزمات، أخذا في الاعتبار أنه يمثل المجموعة العربية وليس نفسه، وهذا الأمر يقتضي المزيد من التنسيق والتضامن بين كل الدول العربية للاستفادة من موقع لبنان في هذا المنبر الدولي المتميز».
شتروغر لـ«السفير»:
تعاون وثيق مع الجيش
من جهة ثانية، استمرت الرواية الاسرائيلية لحادثة طيرفلسيه موضع أخذ ورد، فيما لم ينجز فريق التحقيق الدولي ـ اللبناني المشترك، تحقيقاته وقال مرجع معني بالتحقيق لـ«السفير» إن التحقيق مستمر والاجتماعات متواصلة بين «اليونيفيل» والجيش لتبادل المعلومات والمعطيات حتى يصدر التقرير في غضون يومين أو ثلاثة ايام.
وقال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» ومسؤول الشؤون السياسية والاعلامية والمدنية ميلوش شتروغر لـ«السفير» إن تحقيق «اليونيفيل» ما يزال مستمرا بتنسيق وثيق مع الجيش اللبناني ونحن حاليا في مرحلة تحليل المعلومات والأدلة المتوافرة للتأكد من ظروف حصول الحادث والأسباب التي أدت إليه وسوف نقدم الاستنتاجات فقط بعد أن نتأكد مما توافر لدينا خلال التحقيق».
أضاف شتروغر ردا على سؤال أن شريط «الفيديو» الذي بثته بعض الأقنية التلفزيونية اللبنانية أظهر التحقيق الذي يقوم به فريق دولي لبناني مشترك في دير قانون النهر في قضاء صور حيث وجدنا حافلة («البيك آب») متوقفة في أحد المواقع وقد وضع الجيش يده عليها كما أن فريق «اليونيفيل» والجيش وجد باب الجرار الحديدي على حافلة ثانية عند أطراف الموقع نفسه وقام الجيش بوضع اليد عليه (الحافلة وباب الكاراج) ونحن نجري حاليا تحليلا دقيقا لهذه الأدلة وإلى أن تصدر نتائج التحقيق سيكون لنا الحكم النهائي في هذا الموضوع

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا