×

ما الذي يخيف الرجل من الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة؟

التصنيف: أمن

2009-10-18  05:49 ص  1489

 

 

للإلتزام بأي شيء قواعد وأصول يتوجب مرعاتها واحترامها، فكيف اذا كان الالتزام يتعلق ‏بالعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة.
وأكثر من ذلك فان الالتزام يعني المسؤولية التي منهم ‏من يستطيع تحملها ومنهم من يتهرب منها، وكل ذلك يعتمد على المواقف الشخصية وطبيعة ‏الفرد وقوة ارادته في قيادة الأمور الى بر الأمان.
وعند الحديث عن العلاقات الجدية بين ‏الرجل والمرأة فان هناك أمورا تخيف الرجل وأخرى تخيف المرأة.‏
في دراسة حديثة لمعهد الدراسات الاجتماعية العليا في مدينة ساو باولو البرازيلية ‏‏/اينسينو آوتو/ قال باحثون اجتماعيون برازيليون ان للرجل بشكل عام علاقات صداقة أكثر ‏من المرأة، وهو يعتاد عليها ويصبح تواجد الأصدقاء في حياته مهما جدا للاستمرارية.
وعلى ‏عكس المرأة التي عادة ما يكون لها صديقة واحدة مقربة أو صديقتان على الأكثر في البرازيل ‏ودول غربية أخرى، فان للرجل دائرة أوسع من الصداقات.

وقالت الدراسة ان تأخر سن الزواج عند الرجل يساهم بشكل كبير في الدخول في شبكة واسعة ‏من الصداقات.
فالرجل الذي يتزوج وهو في الخامسة والثلاثين أو في الأربعين يملك عادة حلقة ‏واسعة من علاقات الصداقة التي تصبح جزءا هاما من حياته لايستطيع التخلي عنها بسهولة من ‏أجل انسانة واحدة يمكن أن تبعده عن هذه الدائرة.
واضافت الدراسة بأن خشية الرجل من ‏فقدان الأصدقاء تحول بالفعل الى حاجز يبعد الرجل عن العلاقات الجدية مع النساء وبالتالي ‏يجعله يعزف عن فكرة الزواج من أصلها للحفاظ على الحياة التي اعتاد عليها مع الأصدقاء ‏خلال عشرات السنين.

قالت الدراسة ان ظاهرة أخرى تساهم في ابعاد الرجل عن الارتباط الجدي بامرأة وبالتالي ‏تتحول خسارته الى خساريتن، فقدان المرأة التي هجرته وفقدان دائرة الصداقات.
ومما هو ممكن ‏الحدوث هو أن العودة للأصدقاء بعد انقطاع طويل عنهم ليست سهلة في البرازيل بسبب الثقافة ‏التي تقول ان من يتخلى عني أتخلى عنه ومن يبيع صداقتي أبيع صداقته.
هذا الموقف قد يبدو ‏متطرفا بعض الشيء لكنه الواقع.

وأضافت الدراسة بأن الاستقلالية الكاملة للمرأة يمكن أن تشجعها على هجران زوجها حال ‏شعورها بأن العلاقة ليست ضمن الاطار الجدي الصحيح.
الرجل عادة لايدرك ذلك بسهولة لأن ‏آلية حياته وتفكيره لاتنصب في اعطاء العواطف حقها ، وعدم امتلاكه للحاسة السادسة التي ‏تعتبر أقوى عند المرأة منها عند الرجل تعتبر من الأمور المحيرة للرجل.

فالكثير من الرجال الذين لاتصل شجاعتهم الى الحدود المقبولة يتصورون أحيانا حتى من دون ‏أسباب واضحة بأن الالتزام بامرأة في علاقة زواج جدية قد تفشل وقد يفوته الأوان للدخول في ‏علاقة أخرى بسبب التقدم في العمر فتتشكل عنده عقدة الخوف من الفشل فيعدل عن فكرة ‏الالتزام مجددا.
ولهذا أيضا علاقة بدائرة الصداقات، فمن يخاف من الفشل في الزواج سيخاف من ‏احتمال فقدان الأصدقاء.
وبشكل عام فان الخوف من الفشل عامل مشترك بين الرجل والمرأة، لكن ‏الفارق هو أن المرأة تملك شجاعة اكبر للدخول في مغامرة عاطفية جادة اذا شعرت بأنها قد ‏عثرت على الرجل المناسب.

النمو ان كان عند الرجل أو المرأة لايقتصر على النواحي الجسدية ، بل أن النمو الحقيقي ‏مرتبط أيضا وبشكل اساسي بالنمو الذهني والعاطفي.
وقالت الدراسة في هذا الصدد صحيح بأن ‏لكل بالغ جانبه الطفولي لكن هناك أناس لاينمون ذهنيا وفكريا وعاطفيا مهما تقدمت بهم ‏السنين.
ومثل هؤلاء بعيدون تماما عن فكرة الالتزام الجاد بعلاقة زواج مع امرأة ذلك لأن ‏الجانب الطفولي يجعل الانسان غير مستقر تماما في قراراته فيصبح الجانب البالغ من الشخصية ‏أسيرا مكبلا بالسلاسل للجانب الطفولي.
وهنا، كما توضح الدراسة، يمكن الافتقار لاتخاذ ‏المبادرات والتهرب من المسؤليات الموجودة منها والمحتملة.

أكدت الدراسة بأن هناك رجال، وبخاصة الناجحون منهم مهنيا، يفضلون حياتهم المهنية ‏وتكريس كل الوقت لها.
وبحدوث ذلك تخف أو تنعدم الرغبة في الالتزام بعلاقة زواج جدية مع ‏امرأة خوفا من الفشل المستقبلي في الحياة المهنية أو تأثير مثل هذا الالتزام على مكانته ‏المهنية.
اذن، فالحرص على النجاح المهني أهم بكثير من الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة.
الخوف ‏هنا يمكن أن يكون مبررا ولكنه لايمكن أن يكون عائقا أمام التفكير في الاستقرار العاطفي.

وقالت الدراسة انه بالنسبة لمثل هؤلاء الرجال الحريصين على حياتهم المهنية فان الخوف مبرر ‏ويقف عائقا أمام التفكير في الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة.
هذه الناحية، بحسب الدراسة، ‏تتضمن الأنانية الشخصية لأن المصالح الشخصية بالنسبة لهذا الصنف من الرجال تأتي في المقام ‏الأول وليس هناك مجال لديهم لأي تضحية أو تنازل.

الديار

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا