تحت عنوان "حكاية شحاتة المقدس... اشهر زبال في مصر" نشرت مجلة "آخر ساعة" (14 تشرين الأول 2009) تقريرياً منه نقتطف:
يمتلك فيلا انيقة يعيش فيها مع عشرة من اولاده.
ويركب أحدث سيارة مرسيدس.
يستلفت انتباهك بأناقته الشديدة منذ الوهلة الأولى.
رغم انه يرتدي، "جلباب بلدي"، ولكنه مصنوع من قماش فاخر.
يزين اصابعه بخاتمين من الوزن الثقيل من الذهب، يعلنان لمن يراهما ان صاحبهما صاحب مزاج عال.. و"مريش".
في التعليم... حصل على قسط معقول.. شهادة الثانوية العامة من مدرسة مصر الجديدة الثانوية العامة من مدرسة مصر الجديدة الثانوية.. وكان أمله ان يكمل تعليمه ويحصل على شهادة جامعية.
حين يتكلم تشعر بمدى اعتزازه بنفسه.. فهو متحدث لبق، يجيد اختيار كلماته، ويعرف كيف يلحن نبرات صوته ليؤثر في من يسمعه.
قبل ان يتحدث، يعود بكرسيه الى الخلف، ويضع ساقا فوق ساق، ويبدأ الحديث دون تلعثم أوتوقف للبحث عن كلمات تترجم أفكاره.
وهو يجيد عرض أفكاره.. فلديه القدرة على ترتيبها من حيث الأولويات.
إذا لم تكن تعلم وظيفته، تحسبه سياسياً..
نتحدث عن شحاتة ابراهيم شحاتة المقدس.. مهنته "زبال".. ولكن يصحح لك قائلا: نحن رجال أعمال، ولسنا عمالاً.
بعد تفاقم مشكلة الزبالة، حتى استعصت على الحل.. ذهبنا اليه نسأله هل لديه حل؟.. فاعترف بشجاعة قائلاً: الزبالون سبب رئيسي في عدم نظافة القاهرة.
عندما استقبلنا لاحظنا ان تليفونه المحمول لا يتوقف عن الرنين، ويجلس معظم وقته داخل فيلته التي تحولت لقاعة اجتماعات مفتوحة طوال الوقت يستقبل فيها زملاء المهنة من جامعي القمامة لحل أي مشكلة تواجههم.
ويصر طوال الحديث. وهو يرفع سبابته، على ان مجتمع الزبالين هم رجال أعمال وليسوا عمال نظافة.
ورث مهنة جمع القمامة أباً عن جد.
نشأ وسط القمامة، ويرى ان لديه مناعة من الاصابة بالأمراض وأنفه تعودت على رائحتها التي لم يعد ينفر منها لأنها مصدر رزقه.
طموحاته كبيرة في العمل الأهلي والحزبي، حيث انشأ الوحدة الحزبية بحي الزرايب، بعد ان كانت شياخة في منشية ناصر، وأقام مقراً للحزب الوطني بها على نفقته الخاصة، بالاضافة لمشاركته في تأسيس عدد من الجمعيات الأهلية.. منها جمعية "روح الشباب" بحي الزبالين لخدمة المجتمع الذي يعيش فيه.
مجلة "آخر ساعة" ذهبت لتحاوره وتسأله عن علاقته بالمعونة الأميركية التي تلقى منها 5 ملايين دولار، وماذا يربطه برجل الأعمال نجيب ساويرس، وحكاية انتاجه لافلام عن الزبالين، وأولاده الذين يصر على تعليمهم واسرار المفاوضات السرية الحالية بين شركات النظافة الأجنبية والزبالين، وفي النهاية كيف يرى الحل لأزمة نظافة القاهرة؟
في البداية يؤكد شحاتة المقدس ان الرئيس مبارك اعطى للمسيحيين كافة حقوقهم، وأن الزوبعة التي يثيرها بعض مسيحيي المهجر من وقت لآخر هي مجرد كذبة كبيرة تستهدف أمن مصر الذي لا يقدر أحد ان يمسه، وذلك ما دفعه لاختيار شعار: "مصر فوق الجميع" مسلمين ومسيحيين ليضعه فوق مقر الحزب بحي الزرايب في منشية ناصر.
ويقول شحاتة: ان جمعية روح الشباب اخذت الموافقة من هيئة المعونة الاميركية على منحة بخمسة ملايين دولار لتطوير حي الزبالين وتمويل مشروع فصل القمامة من المنبع وسنقوم بتعيين 200 شاب وفتاة للمرور على المنازل والفنادق في عملية توعية كبيرة لعمل عدد 2 كيس قمامة في كل منزل، الأول للمواد العضوية التي تذهب للمدفن الصحي، وهو الوفاء والأمل على طريق القاهرة الجديدة، والثاني للمواد الصلبة التي يقوم بفرزها الزبال للاستفادة من اعادة تدويرها، وقد اشترطت الجهة المانحة ان نقوم بعمل نقابة رسمية لتعزيز دور الجمعية وخدمة الزبالين وقمنا بالفعل باتخاذ الاجراءات القانونية وجار استكمال أوراقها حالياً.
ويحكي شحاتة عن الأفلام التي يقوم بانتاجها عن الزبالين، عن طريق الجمعية التي يرأسها من خلال انتاج فيلم تسجيلي تحت اسم احلام الزبالين ويدور حول حياة 3 اطفال من ابناء الزبالين والعمل الهام الذي يقومون به من جمع وفرز القمامة واعادة تدويرها.. وقد تم عرض الفيلم في اميركا منذ شهرين وكرمتهم جمعية اميركية تحمل اسم سيزاجوس وهي كلمة لاتينية تعني "نعمل معاً" بهدية قيمة تسلمها عزت نعيم مدير الجمعية