×

تفليسة "الحاج صلاح": كن مع المقاومة وافعل ما شئت

التصنيف: إقتصاد

2009-09-07  05:15 ص  2117

 

علي الأمين
alialamine@albaladonline.com

 

لم يصدر حتى الآن اي بيان رسمي عن حزب الله ينفي فيه وجود اي علاقة له بنشاطات رجل الاعمال صلاح عز الدين التجارية والمالية، فبعد اعلان الاخير افلاسه بدأت تداعيات هذا الاعلان داخل الطائفة الشيعية، ولم تقتصر على الذين خسروا كل ما اودعوه في محفظة عزالدين، بل تعدتها الى دوائر اوسع نظرت الى ما جرى باعتباره ازمة تتجاوز البعد المالي او التجاري الى البعد السياسي والاخلاقي، اي مسؤولية النخبة الشيعية الحاكمة دينيا وسياسيا عن هذه التفليسة، علما انها شجعت على الاستثمار مع عزالدين، وروج بعضها ان هذا استثمار في دعم المقاومة، او ان الفوائد العالية، هي "شكل من اشكال تسريب الاموال بشكل غير مباشر لدعم هذه الفئة الشيعية"، ويترافق ذلك مع كلام يستخدم مفردات العصب المذهبي والمقاومة والانتصار لاضفاﺀ الثقة والشرعية المذهبية، لاستقطاب المزيد من المودعين، علما ان الفائدة العالية التي قدمت الى المودعين هي الاهم بين كل المحفزات الاخرى.
في بلدة يارون الحدودية التي يعتقد ان ابناﺀها من اكثر المتضررين بين القرى الجنوبية من تفليسة عزالدين، يحاذر جزﺀ كبير من الذين نكبوا من تقديم دعاوى قضائية، او التصريح عن اسمائهم للاعلام، لاسباب ترتبط بعملهم في دول غربية وهم يحوزون جنسيات اخرى، ولهم نشاطات تجارية لدى هذه الدول، وهم قلقون من ان يكونوا محل اتهام من قبل بعض اجهزة هذه الدول حول اصل هذه الاموال فضلا عن استثمارها لدى عزالدين. وفي موازاة هذا الواقع الصادم لابنائها تجري محاولات لجم كل ما يمكن ان يبرز من محاولة تحميل المسؤولية الى حزب الله في هذه الكارثة. فالماكينة الحزبية تعمل بشكل ناشط من اجل تفادي حصول اي ردود فعل تتجاوز اتهام شخص عزالدين الى الحزب او مسؤولين فيه
ومن الوسائل المعتمدة هي تسريب معلومات عن تعويض بعض المتضررين لا سيما صغار المودعين. علما ان مصادر في حركة امل واخرى قريبة من السيد محمد حسين فضل الله اكدت انها ليست معنية بما جرى ونفت حصول اي اجتماع مع قيادة حزب الله للبحث في هذه القضية، فيما تقدم بعض المتضررين من العاملين في مؤسسات تابعة للسيد فضل الله بدعاوى قضائية على عزالدين بايعاز من السيد فضل الله، فيما تردد ان حزب الله طلب من المتضررين الحزبيين تقديم ملفاتهم في هذه القضية الى الحزب للبت بها قبل اتخاذ اي اجراﺀ على الصعيد القضائي.
مدير احد فروع البنوك التجارية في بنت جبيل اشار الى ان البنوك في تلك المنطقة كانت تلاحظ ان جزﺀا من المودعين كانوا يسحبون ودائعهم وينقلونها الى حسابات عز الدين، والسبب هو الفوائد العالية غير الطبيعية التي كانت تقدم لهم، ويشير هذا المصدر الى ان البنوك التجارية كانت تحذر عملاﺀها من ان هذه الفوائد غير طبيعية وستودي بودائعهم في وقت لاحق. واشار المصدر ان ما ظهر من هذه الازمة المالية هو ما ظهر من جبل الجليد وان الايام والاسابيع المقبلة ستكشف ان زلزالا ماليا طال فئة واسعة من الناس ستنعكس بالضرورة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لدى دائرة واسعة من الاشخاص والمؤسسات، ودعا المصدر نفسه الى اتخاذ اجراﺀات رسمية للحد من التعسف في استغلال القوانين او تجاوزها على صعيد المعاملات المالية والاستثمارية لحماية حقوق الناس من اصحاب الاموال.
على ان هذه الظاهرة التي تعكس حجم الفلتان المالي الذي ادى الى خسائر بما يقارب الملياري دولار، تلقي ضوﺀا في المقابل على غياب ادبيات الانتماﺀ الى الدولة ومؤسساتها فضلا عن ضرورة وجودها كناظم لحياة المجتمع والناس. الى جانب ان احترام القوانين والالتزام بها هما حاجة وضرورة اجتماعية وحياتية وليسا خيارا. وان تجاوز القانون العام والقوانين عموما والتعدي على الاملاك العامة هو ليس رسالة قوة موجهة الى الرئيس فؤاد السنيورة. وبالتالي ان الفوضى لا يمكن ان تشكل مكسبا للمقاومة او لمجتمعها. وان يدرك حزب الله ان مقولة "كن مع المقاومة وافعل ما شئت" ابرز اسباب تفليسة عز الدين واستمرارها كفيل بان يستكمل تدمير المجتمع والدولة فضلاً عن روحية النقد والمحاسبة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا