×

الجار للجارة.. ولو بالطعن حتى الموت

التصنيف: إصدارات مركز هلال

2011-06-29  10:02 ص  1271

 

أقدم مريض بالأعصاب على قتل جارته العجوز، لأنها كانت توجه اليه الاهانات وتستفزه بالكلام، فقصد منزلها وأشبعها طعناً بالسكين حتى فارقت الحياة.
وكان عثر على جثة امرأة في العقد السابع من العمر مستلقية على ظهرها في مدخل بناء في برج حمود والدماء سائلة على الأرض بكثافة، ولدى التأكد من هويتها تبين أنها تدعى ل.و. وبعد معاينة المنزل، لم يتبين حصول أي سرقة أو آثار كسر أو خلع أو تبعثر بالمحتويات، وكانت والدة الضحية، وهي مسنة جالسة في غرفة مجاورة وتبكي من الحزن والصدمة، وافادت بأن جارهم ك.أ. أقدم على طعن المغدورة بسكين، كما علم من الوالدة والجيران الحاضرين انه مريض عقلياً، وكانت شقيقة م.أ. المقيمة معه في ذات المنزل، قد حضرت الى الشقة ورافقت الدورية لاحضار شقيقها من منزلهما، فلم يعثر عليه، بل عثر على سكين مطبخ توجد عليه آثار دماء ممزوجة بالماء، وموضوع على طاولة داخل غرفة الجلوس، فتم ضبطه، غير ان القاتل كان قد فر خارج البناء فقامت دورية من عناصر قوى الأمن الداخلي بملاحقته الى ان تمكنت من الامساك به". وأفادت انه نحو الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً أثناء وجودها في منزلها، سمعت صوت صراخ قوي في منزل المغدورة ولدى توجهها الى مكان الصراخ شاهدت شقيقها عائداً الى المنزل وبيده سكين مطبخ فقال لها "لقد ارتحنا"، ولم تفهم قصده وتابعت طريقها نزولاً الى منزل الضحية وشاهدتها ممتدة والدماء تسيل منها بغزارة، فرجحت على الفور بأن يكون شقيقها هو الفاعل، واضافت ان شقيقها مريض نفسياً وهو يتلقى العلاج منذ كان عمره سبعة عشر عاماً، وبأن الضحية كانت دائما رسمية معه ولا تهتم به وتصرخ بوجهه بخلاف الجيران الآخرين، وقد اخبرها شقيقها بأنها كانت تكرهه وأنها عدوته، وأوضحت أن الأخير يصاب بنوبات عصبية من حين الى آخر تجعله ينقطع عن الكلام ويتوهم أموراً غريبة من دون ان يتهجم على أحد وأنه يوم حصول الحادث، احست انه أصيب بـ "كريزة" نتيجة تأخرها في العمل ولكنه لم يقم بأي عمل هجومي انما مكث في غرفته.
وبالاستماع الى والدة الضحية، صرحت بأنه ليلة حصول الحادثة، واثناء وجودها مع ابنتها في المنزل، قرع الجرس ففتحت ابنتها باب المنزل وفوجئت بجارهما المتهم يحمل سكين مطبخ، فأوقعها ارضا وراحت تصرخ بأعلى صوتها، فحضرت الأم فوراً الى مدخل المنزل وشاهدت المتهم مرتمياً فوق ابنتها المغدورة والدماء تسيل على الأرض، لكنها لم تشاهده وهو يطعنها بسبب الظلمة، عندها صرخت بوجهه فضربها على كتفها ووقعت أرضاً هي الأخرى وأصيبت برضوض في أنحاء جسمها، ولدى هروبه لاحظت وجود سكين كبير بيده؛ وأوضحت أنهما تعلمان بالمرض النفسي للمتهم ولكن لا يوجد أي تعاطي لهما معه.
واعترف المتهم بقتل المغدورة وأوضح انه أخذ سكين المطبخ من منزله وتوجه الى منزل جارته وفور فتحها الباب له أقدم على ضربها بالسكين وقد طعنها عدة طعنات في صدرها، ثم توجه الى منزله ووضع السكين على مكتبة في غرفة الجلوس، وغسل يديه، وبلل ملابسه، وخرج مسرعاً متوجهاً الى منزل شقيقه في محلة الفنار، لكن القوى الأمنية أمسكت به قبل ان يصل اليه؛ وأوضح ان سبب قيامه بقتل الضحية يعود الى استفزازها له بالكلام وببعض الحركات التي تزعجه وتمنعه من النوم، ونفى وجود خلاف بينه وبينها أو أن يكون أحد حرضه على فعلته هذه، مضيفا انه يعاني من مرض الأعصاب ويتعالج ويتناول أدوية مهدئة للأعصاب؛ وبعد الكشف السريري على المتهم تبين انه مصاب برضوض وخدوش وجروح متفرقة في يديه وصدره جراء ارتطامه بجسم صلب، كما تبين انه يعاني من اضطرابات في السلوك.
وأمام المحكمة، تقرر عرض المتهم على طبيب السجن الدكتور: اسامة دحدوح المتخصص في الأمراض النفسية والعصبية، فقدم الأخير تقريره وافاد فيه بأن المتهم يظهر عليه عوارض تشير الى اصابته بحالة نفسية مزمنة تتميز بأفكار وهلوسات غير منطقية وخارجة عن الواقع المألوف، وهو يتابع العلاج بصورة مستمرة ودائمة. وافاد المتهم بأنه لم يعد يذكر شيئاً بشأن حادثة القتل.
وبالاستماع الى احد الأطباء المعالجين للمتهم أفاد بأنه كان قد عالج المتهم بين العامين 1996 و2002 وكانت حالته مقبولة في تلك الفترة غير ان أهل المتهم اخبروه أن الشعور بالاضطهاد بدأ يتزايد لديه الأمر الذي أدى الى اضافة ادوية للعلاج الذي كان يتناوله سابقاً، واضاف انه عندما يتوقف المتهم عن تناول الأدوية يبدأ شعر بالهذيان وتصبح حالته خطرة تجاه من يعتقد انه يرغب بأذيته وأن عملية تذكر أو نسيان ما اقترفت يداه تخضع للتفاعلات الكيميائية الناتجة عن تناوله الدواء بانتظام او عدمه، مؤكداً على ان حالة الهذيان لدى المتهم قد تصيبه بصورة تدريجية او بصورة فجائية سواء تناول الدواء ام لم يتناوله.
وتبين من تقرير الطبيب الشرعي ان المغدورة قد طعنت 13 طعنة، وأنزلت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، عقوبة الأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات بالمتهم وخففتها مكتفية بمدة توقيفه وأمرت بوضعه في مأوى احترازي لحين ثبوت شفائه التام والا الطلب من ذويه بتعهد الاعتناء به ومعالجته

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا