×

حريق هائل يأتي على مصنع GPI في المتن

التصنيف: صور جوية

2011-07-12  09:36 ص  1604

 

شب حريق هائل في معمل البلاستيك GPI في مزرعة يشوع في المتنّ، امتد دخانه الكثيف من مناطق وسط كسروان مع رائحة كريهة جدا ناتجة عن احتراق مادة البلاستيك، وصولاً إلى أعالي المنطقة المذكورة، مرورا بوادي بوميزان التي تؤدي إلى بكفيا، مما اثارالخوف لدى سكان المناطق المحيطة من حالات تسمّم قد ترافق الأبخرة المتصاعدة بشكل كثيف من معمل GPI، ومن حجم الحريق حيث تم استدعاء عناصر الدفاع المدني من كافة المراكز وصولا الى البترون للمساعدة في اخماده.
اشارة الى ان الحريق استمر ولم يتم اخماده حتى فترة المساء، على اعتبار انه اضافة إلى المواد البلاستيكية فإن المصنع كان يحتوي على كميات كبيرة من مادة المازوت التي تقدر بحوالى 20 الف ليتر بعضها داخل المصنع وبعضها في خزانات خارجية.
وقد عزا صاحب المصنع وزير السياحة فادي عبود، في اتصال مع «السفير» اسباب الحريق الهائل الذي شبّ في ساعة متأخرة من ليل الاحد، في معمل GPI لصناعة الصحون وأكواب البلاستيك، إلى «استعار حريق في غرفة الـUPS»، سرعان ما امتدّ إلى أجزاء كبيرة من المصنع، من دون تسجيل إصابات بالأرواح، مشيرا الى ان عدد العاملين قي المصنع يبلغ 160 عاملا.
وشكر عبود عناصر الدفاع المدني الذين عرّضوا حياتهم للموت بكل شجاعة من أجل إخماد الحريق، «لكن لسوء الحظ تنقصهم المعدات الحديثة اللازمة أولاً، والتدريب ثانياً، ثم التنظيم». وقال: كذلك يفتقد هؤلاء العناصر الى غرفة قيادة توزع المهام ضمن أفرقاء عمل، حتى أنه لم تأتِ شاحنة تحمل على متنها «بروجكتورات» للإضاءة على مكان الحريق. استغرق وصولهم يا للأسف، نحو ساعة ونصف الساعة، ويفصل عن وصول كل شاحنة ثلاثة أرباع الساعة، كما أنه من غير الجائز إطفاء حريق البلاستيك بالمياه إنما بواسطة بودرة خاصة.
ولم يشأ عبود الحديث عن أسباب الحريق مؤكداً لـ«السفير» قوله: لا اريد الدخول فيها إنما تبيّن من خلال الكاميرات الموجودة في المصنع، أن حريقاً استعر في غرفة الـUPS التي تعمل لتأمين التيار الكهربائي عند انقطاعه إلى حين تشغيل المولدات. ولدى فتح باب غرفة الـUPS لإطفاء الحريق، امتدت ألسنة النيران إلى الخارج، ولم يستطع المتواجدون في المعمل إخمادها بواسطة المطافئ الداخلية مما دفعهم إلى الاستعانة بالدفاع المدني.
كما لم يشأ عبود ان يحدد قيمة الخسائر كاملة، بل اشار الى «ان ثمن الآلات في المصنع يبلغ حوالى 12 مليون دولار، وحتى الان لا نستطيع تقدير كامل الخسائر، اذ ان الحريق لم يطفأ بالكامل» حيث اتت النيران على كامل الطوابق الثلاثة للمبنى، ولم يسلم سوى المستودعات البعيدة عن مكان الحريق.. وتقدّم عبود بالاعتذار من زبائن المصنع، واعداً إياهم وجميع المحبّين، بأن يعود GPI أقوى من السابق.
افرام يتفقد
تفقد رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام ميدانياً مكان المصنع، وأسف باسم الجمعية وباسمه الشخصي لهذا الحادث، وقال: إن احتراق مصنع هو خسارة كبيرة وموجعة لصاحبه. لكننا نعلم أن الوزير عبود هو صناعي بالدمّ لا ينكسر، لا يفقد الأمل، ولديه ما يكفي من العزم والقوة لإكمال مسيرته الصناعية، لذلك على رغم أن المصنع لا يزال يحترق إلى الآن، نرى الوزير عبود يعمل على كيفية لملمة الوضع واستعادة القوة للإقلاع من جديد، وتكبير حجم الأعمال ونموّها والحفاظ على سوق منتجاته.
وتابع: نحن كصناعيين نقف إلى جانب بعضنا البعض، وعندما يُصاب أحد من الأسرة الصناعية الكبيرة في لبنان، يُصاب الجسم الصناعي بكامله ويشعر بالوجع ذاته. فالجسم الصناعي مجروح اليوم، وسنتعاون جميعنا لاستيعاب الصدمة.
ولفت افرام إلى أن «أمام هذا الحادث الأليم، نتحسس الحاجة أكثر وأكثر إلى مدن صناعية تتمتع بالبنى التحتية المطلوبة، وتضمّ أجهزة المياه وخزاناتها، وسائل الإطفاء، الطرقات... إلخ، نتفادى فيها إنشاء طوابق صــناعية، إذ أن مشكلة الصــناعة اللبنانية الكبرى تكمن في شحّ الأراضي الصناعية التي تدفع بالصــناعي إلى تشــييد الطوابق التي تمنعه من مواجهة أي حريق بطريقة سهلة والتمكن من عزل المناطق عن بعضها.
وزير البيئة يتابع الموضوع
ومن جهته تابع وزير البيئة ناظم الخوري صباح امس موضوع الحريق وأجرى اتصالا هاتفيا بوزير السياحة فادي عبود واطلع منه على اسباب الحريق الذي ضرب معمل «جي بي اي» والنتائج التي اسفر عنها. وقرر الخوري ارسال وفد متخصص من وزارة البيئة الى مكان المصنع لمعاينة الحريق ورفع تقرير حول كيفية معالجة الاضرار البيئية الناجمة عنه.
واكدت مصادر الخبراء في وزارة البيئة لـ «السفير» ان التقرير الاولي يشير الى ان المواد المشتعلة هي مواد بلاستيكية عادية، واستبعدت ان تكون فيها مادة الديوكسين الخطرة، وهي نوع من الكربون «مونوكسيد» يتسبب بحساسية في الجهاز التنفسي.
ودعا وزير البيئة كل المصانع والمعامل الى ضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية والتزود بالتجهيزات اللازمة للحفاظ على السلامة العامة وتفادي وقوع حوادث في المستقبل تؤثر على البيئة.
وزير الصناعة يتفقد المصنع
وتفقّد وزير الصناعة فريج صابونجيان المصنع والتقى صاحبه وزير السياحة فادي عبود، وأعرب له عن أسفه لوقوع هذا الحادث. وأوضح صابونجيان أن تفقده للمعمل يأتي إنطلاقاً من حرصه على القطاع الصناعي ككل، مشيرا الى عدم وقوع ضحايا بشرية. وقال: «ان أي خسارة كبيرة أو صغيرة تلحق بصناعي، إنما هي تلحق الضرر على الاقتــصاد الوطني وعلى مجمل الدورة الانتاجية من خسارة للاستثمارات ولفرص العمل والمساهمة في التصدير والانتاج».
وتمنى الوزير صابونجيان على الجهات المختصة أن تأخذ التدابير الاحترازية وأن تكون في المستقبل محتاطة لوقوع حوادث مماثلة في مناطق صناعية، لا سيما لجهة استحداث مراكز للإطفاء في هذه المناطق أو تعزيز مراكز الدفاع المدني القريبة بسيارات أكثر وبفرق إطفاء تكون مدربة تدريباً خاصاًَ على التعامل مع الحرائق في مصانع تحتوي على مواد قابلة للاحتراق بسهولة ويمكن ان تشكل خطورة على السلامة العامة. كما اقترح صابونجيان أن يتم تجهيز المناطق الصناعية بخزانات كبرى لتزويد سيارات الاطفاء بالمياه وبالمواد المستخدمة للاطفاء للاستعانة بها عند الحاجة.
واذ شكر صابونجيان كل فرق الانقاذ والاطفاء والاجهزة العسكرية والامنية على بذلهم أقصى الجهود لتلافي امتداد هذه الكارثة الى مصانع مجاورة، أكد انه سيعمل مع المختصين على تبني هذه التدابير كي يصار الى حماية ممتلكات الناس والحد من خسائرهم قدر المستطاع. داعيا جميع المعنيين لا سيما الصناعيين منهم الى البحث في الاجراءات الكفيلة بمنع أو التخفيف من حوادث مماثلة.
كنعان: دعم الدفاع المدني
وأثنى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب إبراهيم كنعان على عمل عناصر الدفاع المدني على رغم الإمكانات المتواضعة لهذه المديرية، مطالباً بتأمين الدعم المطلوب لما يقدمه عناصرها من عطاء ويبذلونه من جهود، في اطار عمليات الإنقاذ البري والبحري وإخماد الحرائق التي تشب في اكثر من منطقة.
وبعدما تفقد موقع حريق مبنى الشركة GPI، شدد كنعان على ضرورة أن تأخذ الحكومة الجديدة هذه النقاط في الاعتبار من خلال فتح اعتماد استثتائي فوراً في موازنة عام 2011 قبل تصديقها وفقا لأحــكام المادة 12 من قانون المحاسبة العـمومية، وان تتدرج هذه الاحتياجات على جدول اعمالها، للقــيام بما يلــزم في سياق تأمين العتــاد وتثبيت العتيد، وهو مطلب محق يتكرر منذ سنوات.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا