في اطار جولته على المناطق اللبنانية للإطلاع على واقع القطاع الصناعي واوضاع المؤسسات الصناعية فيها، زار رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت فرام على رأس وفد من المجلس الإداري للجمعية الجنوب وتفقد عددا من المصانع والتقى مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب  .

استهل فرام زيارته الجنوبية بتفقد عدد من المصانع العاملة في منطقتي صيدا والزهراني يرافقه رئيس تجمع صناعيي الجنوب محمد حسن صالح مع وفد صناعي رفيع . فزار على التوالي مصانع ومؤسسات : الشركة الأسبانية اللبنانية للدباغات ، كاما بلاست ، محمود قبلان للسجاد وشركة حسن حسنين للمعدات الكهربائية . ثم انتقل فرام والوفد المرافق برفقة صالح الى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب حيث كان في استقباله رئيس الغرفة محمد الزعتري ونائبه منير البساط ورئيس تجمع صناعيي جبل عامل عبد الرؤوف عز الدين ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف واعضاء مجلس ادارة الغرفة وعدد كبير من الصناعيين والاقتصاديين الجنوبيين .

بداية رحب الزعتري برئيس جمعية الصناعيين والوفد المرافق وقال: هو يوم سعيد بالنسبة لنا ان نستقبل اليوم ونرحب بأخينا نعمت فرام . فآل فرام هم منذ القدم اساس الإمبراطورية الصناعية . وعندما يتبوأ اخانا نعمت رئاسة جمعية الصناعيين فكلنا نرتاح لأنها سلمت الى يد أمينة . والحقيقة آل فرام عائلة متكاتفة متضامنة وعائلة عصامية . ونحن نترحم على الأخ جورج فرام نه كان العمود الفقري لهذه المؤسسة التي نفتخر بها كلبنانيين ولأنها الحقيقة علمت ناس كثيرين كيف يمكن أن يؤسسوا صناعة .. وبوجود الأخ نعمت تكون الصناعة مرتاحة . نقول للأخ نعمت أنه في الجنوب تتوافر فيه كل العناصر التي يمكن أن تنتج صناعة ناجحة ، لأنه في الجنوب تجد الأرض المناسبة والمياه متوافرة وفي نفس الوقت الاتصالات متوافرة والانسان في الجنوب متوافر بشكل يستطيع أن يحقق العجائب . وفي نفس الوقت لسنا بعيدين عن العاصمة ولدينا مرافىء ، ونتمنى أن تكون زيارتكم فرصة لنطلع على امكانية انجاح وتطوير الصناعة في هذه المنطقة .

ثم تحدث رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام فقال: اشكر رئيس الغرفة الأخ محمد الزعتري على هذا الاستقبال واشكركم على حضوركم .. لا شك أنه في الجنوب توجد ارض صناعية وتوجد ارضية صناعية .. وانا من خلال الجولة القصيرة التي قمنا بها اليوم واطلعنا خلالها على اربعة مصانع ، نعتبر أن هناك بالفعل مصانع متطورة في الجنوب ، وكلنا نعرف كصناعيين كم اللبناني الفرد يقاوم كل يوم كل الأعاصير والصعوبات ، والصناعي الباقي اليوم هو صناعي مقاوم للموت ، لا يموت بسهولة والا لكان مات وانقرض منذ زمن بعيد. لذلك نحن واثقون في النمو الصناعي في لبنان . وانا احب ان اقول لكم ان لبنان اصبح بلدا صناعيا ولم نعد بوضع نشك اذا كان لبنان سيكون صناعيا أم لن يكون .. لبنان قرر وبالأرقام أنه بلد صناعي ، ونحن الآن يجب أن نرى كيف سنقوي الصناعة في لبنان اكثر ونكبرها .

اعتبر أن الجنوب سيلعب دورا كبيرا في الصناعة ، فالأرض في لبنان عملة نادرة ولدينا مشكلة كبيرة في الأرض الصناعية وفي المدن الصناعية وكما تعرفون كم مضى علينا ننادي اننا نريد مدنا صناعية نموذجية لأنه لدينا مشكلة كبيرة تضيق الثوب بنا ، الصناعي اللبناني كبر حجمه ولكن الثياب التي يرتديها لم تكبر معه . ومن هنا ندخل في هذه المشاكل وكل يوم لدينا مصيبة ، وكما تعرفون بالأمس حريق كبير لمصنع اخينا الوزير فادي عبود الذي رأينا كيف انهم لم يستطيعوا ان يسيطروا على النار لأنه يفتقد الى البنية التحتية المطلوبة ، ورأينا تأثير الحريق على ما حوله. ورأينا قبل ثمانية اشهر بناية فولدا في الذوق كيف وقعت ايضا لأن المصنع ضيق ، تكدس فيه المواد الأولية والمعدات لأنه غير قادر على التوسع .. ورأينا المشاكل التي تحدث بين الصناعيين وبين بعض البلديات ، فنرى اليوم أن كل صناعي عرضة لإبتزاز من البلدية التي هو فيها . وهذا امر نعيشه يوميا مع كل الصناعيين ونرى ماذا يحدث ، كل ذلك لأنه لا توجد بنى تحتية صحيحة ولا توجد مدن صناعية كما يجب . انا اتصور ان الجنوب مؤات كمنطقة في لبنان لأن تبدأ فيها المدن الصناعية النموذجية ، وانا اعرف أنه بوجود المرفأ هنا وبوجود البيئة من الفرد وابن الجنوب واليد العاملة التي نستطيع أن نحصل عليها وننميها في المنطقة كم ستكون مهمة ، اعرف ايضا الجنوب كم لعب دورا في تاريخ لبنان المقاوم ، واليوم 12 تموز ذكرى اندلاع حرب تموز 2006 ، واعتقد ان الصناعيين لا زالوا يقاومون لأن الصناعة مقاومة .. والصناعي مقاوم مثله مثل المزارع ، يبقى في ارضه ويصمد ويستمر . ونحن نعتبر ان النمو الاقتصادي هو مقاومة وهو واجب علينا جميعا. فالبلد الحر هو البلد الغير مديون ، ولا بلد حرا مائة بالمائة يرزح تحت دين كبير .. ولا نستطيع ان نحارب الدين الا بالنمو الاقتصادي . نحن نريد أن نكمل بالنمو الذي وصلنا اليه .. للأسف سنة 2011 يتوقعون نموا بنسبة 2% و1.5 % ، نحن سنقاوم ونقول لا ، الصناعي يستطيع ان يحدث الفرق .. تعرفون ان الصناعي اللبناني ، السوق المحلي يعود الى الوراء ، ولكنه يعوض بالتصدير .. وانا سألت صناعيين زرتهم اليوم ، وكل المراجع والدراسات تقول ان الصناعي اللبناني رغم الانكماش الموجودج في السوق اللبناني يعوض هذا الأمر بالتصدير ..

نقول: الكتف على الكتف لنحاول اعادة دفع عجلة النمو في لبنان . اشكركم على هذه الزيارة واشكركم على الاستضافة.. واقول ان لدينا فرصة ذهبية اليوم كصناعيين بوجود أولا وزير الصناعة بريج صابونجيان الذي هو صناعي مثلنا ، وصناعي من داخل جمعية الصناعيين يحمل همومنا وسنقوم بجولات معه على المناطق . وهناك ايضا نائب رئيس جمعية الصناعيين الذي هو صناعي عتيد واقتصادي ملفت وهو اليوم وزير اقتصاد .. وهذا امر مهم لنا كقطاع صناعي .. ومهم جدا النفس الصناعي الموجود ، واذا لفت نظركم ماذا كتب في البيان الوزاري في الملف الاقتصادي والصناعي امر ملفت ، وحتى المدن الصناعية كتبت في البيان الوزاري . والبند الذي يتطرق فيه البيان الوزاري للإقتصاد والصناعة امر ملفت وهذه فرصة ذهبية يجب أن نستفيد منها .