حلاوة النصف من شعبان: ملكة تتربع على عرش الحلويات
التصنيف: تقارير
2011-07-13 10:54 ص 4619
ثريا زعيتر
تفوح في أحياء صيدا القديمة كما في مختلف أنحاء المدينة رائحة <حلاوة النصف من شعبان> أو <الجزرية> التي تتربع <ملكة> على عرش محال الحلوى كل عام في النصف من شعبان إيذاناً ببدء العد العكس لحلول شهر رمضان المبارك، فيقبل أبناء المدينة ومنطقتها ومخيماتها الفلسطينية على شرائها ليتذوقوا طعمها اللذيذ، ويقدمونها ضيافة لزائريهم أو هدايا للأهل والأقارب والأصدقاء كتقليد صيداوي يهدف الى تعزيز التواصل الإجتماعي الذي ما زالت المدينة تحافظ عليه رغم كل مشاغل الحياة ومشاكلها والهموم الحياتية واليومية والإقتصادية··
<لـــواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على هذه الحلوى، التي لها نكهة خاصة في النصف من شعبان، وقبل أسبوعين ونيف على بدء شهر رمضان المبارك··
تحضيرات الحلوى تصنع هذه الحلوى بشكل دائم على مدار العام خلافاً للسابق، وتتميز في النصف من شعبان ببعدها الروحي والديني، إذ أنها أولى مؤشرات الإستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك بنفحات من الإيمان، بعد إحياء ليلة النصف من شعبان بتلاوة القرآن الكريم وسيرة الرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وصوم نهاره، بينما يقبل أصحاب محال الحلوى عليها لما فيها من ربح مادي، إذ أنها تباع بكثافة لافتة في هذا اليوم من الشهر ولذلك ارتبط إسمها به <حلاوة النصف من شعبان>·· ويستمرون بصناعتها حتى نهاية شهر رمضان لتتحوّل في باقي الأيام الى حلوى عادية من بين عشرات الأصناف التي تشتهر بها المدينة··
و<حلاوة النص> أو <الجزرية> هي عبارة عن <يقطين>، قرعة دائرية الشكل كبيرة يتم قطافها في شهري نيسان وأيار من كل عام، ثم تخزن الى الموعد المحدد وهي قادرة على مواجهة التلف ما لا يقل عن ثمانية أشهر بسبب قشرتها السميكة·
وعند بدء الصناعة يقشّر <اليقطين> بواسطة منشار خاص عبارة عن سكين كبير ذي أسنان حادة ومربوط بخشبة للتحكم به ثم يقطع ويبرش بواسطة آلة كهربائية، وتكون صفوة <ماء الكلس> قد تم تحضيرها وتصفيتها بعد خلطها بالماء لمدة خمسة أيام متتالية، قبل أن ينقع <اليقطين> فيه لمدة تتراوح بين 2 و4 ساعات وفق نوعيته، إذا كان قاسياً فالوقت الأقصر وإذا كانت طرياً يحتاج الى الأطول حتى يشتد ويقسو ويعطي طعماً لذيذاً، ثم يغسل 7 مرات بالمياه الحلوة حتى لا <يسود>·
ازدحام للشراء وتشتهر عائلة السمرة بصناعة هذه الحلوى تاريخياً، حيث يزدحم الزبائن لشرائها الى جانب <الفستقية، السمسمية، اللوزية، جوز الهند، البندقية، قمر الدين وسواها، ناهيك عن عائلات: الشعار، النوام، الأرناؤوط وغيرها الكثير·
ويؤكد أحد محترفي <الحلاوة> من آل السمرة أنه <أثناء طبخ <اليقطين> يوضع بوعاء نحاسي كبير وليس بالالمنيوم، ويحتاج الى نار قوية جداً ويبقى لمدة ساعتين تتدنى فيها النار تدريجياً ريثما يكون قد جف <القطر> وكل هذا يتطلب خبرة وجهداً كبيراً في <تحريكه> بشكل دائم و<قلب الطبخة> بين الحين والآخر، علماً أن الوعاء المتعارف عليه يتسع عادة بين 30 و35 كلغ من <اليقطين> تتحول في نهاية المطاف الى ما يقارب 20 و25 كلغ من <حلاوة النص> أو الجزرية، ومع اقتراب الانتهاء من الطبخ تعطي الجزرية لونها البرتقالي كلون الجزر ولذلك سميت بهذا الأسم، قبل أن يُضاف إليها ماء الزهر ثم تترك كي تبرد وتباع في اليوم التالي بعد أن يضاف عليها نوعاً من المكسرات وغالباً الجوز أو اللوز كي تعطي نكهة خاصة·
أنواع وأسعار وتباع <حلاوة النص> أو <الجزرية> في المحال بثلاثة أنواع: <المفرطة> وهي الجزرية العادية، و<المضغوطة> وهي الجزرية الناشفة وتوضع وتضغط في قالب خاص ويضاف إليها السكر الناعم حتى تقسو أكثر و<السوداء> وهي تطبخ مثل العادية لكن يُضاف إليها لون الكولا والجوز بكثافة، ويباع كيلو الجزرية وفق نوعيته والمكسرات المضافة إليه وهي عادة الجوز واللوز، أما بخصوص الأسعار فتختلف إختلافاً متبايناً بين المحل الشعبي والباتيسري <المودرن>، ففي محل شعبي في صيدا يباع الكلغ بـ 8 آلاف ليرة لبنانية، وقد نشتريه من محل أرقى بـ 10 آلاف ليرة لبنانية، ليصل إلى 12 ألف ليرة في <الباتيسري>، وفي كل الأحوال يتراوح الكلغ بين 10 و12 ألف ليرة لبنانية، فكلغ المفرطة 10 آلاف، بينما المضغوط الناشف والسوداء 12 ألف ليرة لبنانية·
خالد الأرناؤوط ويصف المعلم خالد الأرناؤوط <أبو محمود>، الذي ورث المهنة عن والده محمود الأرناؤوط <أبو مصعب> حيث يزاول صناعتها داخل أحد المحال في المدينة القديمة، بأنها <حلوة لذيذة، تتطلب جهداً وخبرة لإعدادها بشكل جيد، صحيح أنها باتت موجودة الآن طوال الأيام في محال بيع الحلوى ولكن لمناسبتها الأهمية، فيقبل المواطنون على شرائها في النصف من شعبان كل عام كتقليد مستحب، فنرى محلات الحلوى وخصوصاً التي تبيع الجزرية المعروفة بـ <حلاوة النص> تعج بالزبائن لشراء هذه الحلوى مما يعطي لهذا اليوم نفحة خاصة تهيّئنا لاستقبال رمضان المبارك>·
عبد السلام الأسود بينما يتباهي <المعلم> عبد السلام الأسود <أبو محمد> الذي يحترف الصناعة منذ 35 عاماً ويملك محلاً في ساحة <الشهداء> وسط مدينة صيدا بصناعة هذه الحلوى التي تحتاج الى خبرة وإناءة، فيقول: أنها مهنة جيدة، يسيل لعاب الإنسان دون إرادة أمام منظرها الشهي الزهري، والإقبال على شراء هذه الحلوى هو يوم في العام كله أي في النصف من شعبان تمسكاً بالسّنة النبوية والعادات والتقاليد الصيداوية· وأضاف: إن صناعة حلاوة النص أو الجزرية هي تهيئة للبدء بصناعة حلويات رمضان، ففي النصف من شعبان تبدأ محال الحلويات بالعودة إلى الأجواء الرمضانية، فتعد العدة لتقديم أشهى الحلويات: من حلاوة النص، الجزرية والفستقية، مروراً بالمدلوقة وحلاوة الجبن والعثملية، وصولاً إلى القطايف، كل ذلك يتناغم مع المشروبات من: التمر الهندي، والعرق سوس، والجلاب وقمر الدين·
أخبار ذات صلة
لا تنسوا تأخير الساعة
2021-10-29 09:19 ص 229
تفاصيل "هروب" أحد المرضى من مستشفى رفيق الحريري
2020-03-09 02:49 م 468
حزب الله والجيش السوري يبحثان عن مسار جديد لقافلة الدولة الإسلامية
2017-09-02 10:30 م 789
لحظة انهيار ثلج متراكم على سطح أحد المساجد على المارّة في ولاية "ريزا" شمالي البلاد
2016-01-05 05:00 ص 405
روسيا تتهجّم على تركيا...اردوغان: سأستقيل!
2015-12-01 07:59 م 432
بالفيديو... دموع البقرة تنقذها من الذبح
2015-08-07 03:34 م 1586
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية