×

تطوير مرفأ صيدا في مرحلته الأولى

التصنيف: إقتصاد

2011-07-14  09:56 ص  3810

 

تطوير مرفأ صيدا، قصة تشبه قصص إبريق الزيت. منذ العام 1994 أُقرّ المشروع مبدئيا، وهو حتى الآن لم يُنفذ فعليا. غير أن بارقة أمل لاحت في الأفق أخيرا، قد تكون بمثابة إشارة إلى بدء تحقيق الحلم، إذ كشف رئيس مجلس مصلحة الاستثمار في مرفأ صيدا، وليد بعاصيري، أنّ تلزيم المرحلة الأولى من المشروع تم في الثامن من حزيران الماضي.

فهل يعني ذلك انطلاقة الورشة؟ وما الخطط المرسومة لتطوير هذا المرفأ الجنوبي؟

يوضح بعاصيري لـ"الجمهورية" أنّ المرفأ الجديد سيكون في خليج اسكندر على بعد 500 متر تقريبا من المرفأ الحالي. وسيكون مرفأ تجاريا وسياحيا. وبعد بناء حاجز الحماية البحرية لمكبّ النفايات، سيتمّ بناء مرفأ أكبر يمتدّ من نهر سينيق إلى شمال المكبّ".

ويوضح بعاصيري أنّ "الأونيسكو ونوّاب المنطقة لم يحبّذوا تطوير المرفأ الحالي، ذلك للمحافظة على القلعة البحرية التاريخية والواجهة البحرية نظرا إلى أنّ مدينة صيدا القديمة مصنّفة عالميا".

واعتبر أنّ "أسباب توقّف العمل في تطوير المشروع كانت سياسية واقتصادية لها علاقة بالتّمويل والتّخطيط"، مشيرا إلى أنّ "الجنوب يحتاج إلى مرفأ يغطّي الطّلب في المنطقة ويخفّف الضّغط عن مرفأ بيروت ويسهّل مشكلة زحمة السيرعلى الطرقات لإيصال البضائع من مرفأ بيروت إلى الجنوب. ويؤمّن مرفأ صيدا حاليا نحو 250000 إلى 300000 طنّ سنويا بسبب غياب الحماية البحرية لنقص التمويل، في حين أنّ بناء مرفأ حديث محميّ بـ"سنسول" سيؤمّن لمرفأ صيدا أكثر من مليون طنّ سنويا".

عن الخطوط العريضة لهذا المشروع، يقول بعاصيري: "وضعنا دراسة جدول للمرفأ القديم لبناء آخر يستوعب عددا كبيرا من المستوعبات في جنوب صيدا، لكنّها تعارضت مع تطوير مرفأ بيروت بسبب التّمويل الذي لم يكن سهلا، في اعتبار أنّ كلفة تطوير المرفأ قد وصلت في العام 1999 إلى نحو 500 مليون دولار ما أوقف المشروع، لذلك أقمنا مرافئ صغيرة على حجم المنطقة. إلى أن قدّمت السعودية هبة مالية في العام 2009 لإنشاء حاجز حماية بحري لحلّ مشكلة المكبّ وقدّمت الدولة نحو 20 مليون دولار". وأكّد بعاصيري "أنّ أساس المشروع كان يقتصر على بناء "سنسول" يحمي الواجهة البحرية وخصوصا قلعة صيدا الأثرية، ويحسّن الحركة الملاحية في المرفأ، غير أنّه انتقل إلى بناء مرفأ صغير تجاري وسياحي في خليج اسكندر سيبدأ بناؤه بعد نحو شهرين، أي بعد إقرار موازنة الـ2010 وينتهي بعد سنتين أو ثلاث سنوات. ووضع هذا المشروع ضمن موازنة هذا العام لتمويله بنحو 25 مليار ليرة. وتقضي المرحلة الأولى فيه ببناء أرصفة للحركة التجاريّة وسيغطّي كلّ الطلب على الاستيراد والتّصدير لتصل إلى أكثر من مليون طنّ في السنة".

المنطقة الحرّة مؤجلة

وفي ما يتعلّق بالمنطقة الاقتصاديّة الحرّة، رأى أنّ هذه المنطقة غير مطروحة في مرفأ خليج اسكندر ولكنّها خطّة مرسومة للمرفأ الذي سيتمّ بناؤه في ما بعد، وستكون منطقة مغلقة تحت مراقبة الجمارك ولن تكون للتخزين فقط، وإنّما لاستقطاب صناعات تحويلية من دون رسوم جمركيّة لتشجيعها". واعتبر أنّ "إدارة المرفأ يجب أن تتّبع عقلية القطاع الخاص تحت إشراف الدولة اللبنانية".

وعزا أسباب تراجع حركة البواخر إلى الوضع الاقتصادي والملاحي الذي لم يتغير منذ عشرين عاما لغياب "سنسول" حماية بحرية، مؤكّدا تراجع حركة التّرانزيت التي كان يشهدها مرفأ صيدا إلى الأردن وسوريا لأسباب تجارية واقتصادية. ولفت إلى استقطاب مرفأ صيدا لاستيراد السّيارات في السنتين الماضيتين إلى كثرة الطلب عليها، إضافة إلى تصدير صخور الرخام المستوردة من إيطاليا والرّمل من مصر والحديد والأسمدة والبذور والخردة وصخور لبنانية المنشأ، ذلك لتميّز مرفأ صيدا بسرعة الخدمة وتخليص المعاملات والرّسوم المنخفضة وسرعة خروج البضائع من المرفأ".

وفي شأن منافسة مرفأ صيدا في المستقبل لمرافئ المنطقة، ردّ بعاصيري أنّه "ضمن دراسة الجدول، كنّا ندرس تنافسيّة مرفأ صيدا مع مرفأ حيفا في إسرائيل ومرافئ مصر على قناة السويس مثل بور سعيد ودمياط وأبعد من ذلك مع مرافئ اليونان وإيطاليا، ولكنّ الغاية كانت منافسة المرافئ في الشّرق الأوسط. وبالنسبة إلى مرفأ العقبة في الأردن ومرافئ سوريا والعراق، ستقتصر المنافسة بالحصول على حصص أكبر من خلال الترانزيت". ولفت إلى ما تشهده المرافئ اللبنانية من معوّقات مع سوريا، ذلك لتحويل الترانزيت إلى طرطوس واللاذقية. ورأى أنّ الاستيراد والتصدير سيكون مخصصا لتلبية الطلب في منطقة الجنوب.

وطبعا لن يشهد مرفأ خليج اسكندر أيّ عقبة بسبب المكبّ. وإنّما هذه المشكلة ستبرز أكثر مع بناء المرفأ الممتدّ من نهر سينيق إلى شمال المكبّ. وقبل المباشرة ببناء هذا المرفأ، وجد بعاصيري ضرورة لبناء حاجز حماية في البحر على عمق 7.5 أمتار لمنع تلوّث البحر من النفايات.

وأكّد أنّ "هذا المشروع قيد الدراسة في وزارة البيئة، شارحا ردم الأراضي في ثلاثة أجزاء: في الجزء الأوّل ردم المكبّ وفرز النفايات، وفي الجزء الجنوبي لمعالجة المياه المبتذلة، وفي الوسط يخصص لإنشاء المرفأ، حيث سيُبنى "سنسول" على مساحة 500000 متر مربّع. وسيتمتع بكلّ المواصفات التجارية العالمية".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا