×

الانسان والوطن والكنيسة في مسيرة المطران سليم غزال

التصنيف: تقارير

2011-07-17  06:28 م  781

 

 

في المكان الذي احبه وامضى فيه سنواته الأخيرة وادى فيه رسالته الرعوية والانسانية واسس فيه حلقة التنمية والحوار حتى استحق لقب " مطران الحوار والسلام "، حرصت حلقة التنمية والحوار ووفاء منها لمؤسسها المطران الراحل سليم غزال على تكريم مسيرته الحافلة بالمحبة من خلال تدشين قاعة بإسمه في دار العناية – الصالحية ، سبقته شهادات في الراحل من كل من راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاتوليك المطران ايلي حداد والعلامة السيد هاني فحص ومستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ والأب الدكتور ميشال سبع في ندوة بعنوان " الانسان والوطن والكنيسة في مسيرة المطران سليم غزال " نظمتها الحلقة في مركز التنمية والحوار المجاور للدار . وحضرها ممثل النائب بهية الحريري علي الشريف، ممثل النائب علي عسيران عبد الحميد كوثراني ، ممثل النائب ياسين جابر حسان جابر، الوزير السابق ادمون رزق، مطران صور للموارنة نبيل شكر الله الحاج ، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج ولفيف من العلماء والآباء ورؤساء بلديات وفاعليات المنطقة .
استهل رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر الندوة بكلمة عاهد فيها المطران الراحل غزال مواصلة مسيرته الانسانية والوطنية من اجل البنان الذي اراده وطنا للانسان خارج الانتماءات الضيقة القاتلة.. ثم تحدث المطران ايلي حداد فقال :ان مسيرة المطران غزال عابقة بالايمان والمحبة ومساعدة اخيه الانسان فكان رجل المحبة والانفتاح والحوار والتنمية والسلام.. لم نجد احدا حتى الآن لا يحب المطران غزال ، سر الرسالة انها شملت الجميع صار كلا للكل ليربح الكل .. تعاطى مع المريض والصحيح ، مع الفقير والغني ، مع الحاكم والمحكوم ..وكان الإنسان أهم قيمة في قلب المطران الراحل.. متوقفا عند بعض ما ميز شخصية المطران الراحل ، ولا سيما انفتاحه على الاخر في مجتمع لبناني خارج من الحرب حيث الكل منغلق على ذاته، وتقديره عاليا قناعة المسيحي بانجيله والمسلم بقرآنه ..
ثم كانت مقاربة وجدانية انسانية من العلامة السيد هاني فحص لشخصية المطران الراحل ومزاياه وانفتاحه الكبير على اخيه الانسان بمعزل عن لونه ودينه وانتمائه فقال : نحن عرفناه ابا ولم استطع الا ان اراه "الأب سليم" بمعنى الابوة والحنان والتضحية والصبر، خبرت فيه جمال الحوار وجمال العيش المشترك والقيم المشتركة والافكار المشتركة .. وبرأيي حزب سليم غزال هو حزب الدولة المثالية المدنية المحبة للأديان والمحبة للحياة، المطران غزال استطاع ان ينتج لذة الحوار .. هذا الرجل كان يلعب بالزمن ولم يسمح للزمن ان يلعب به ولا مرة صدقت ان عمره 79 سنة كان يضع وراء ظهره 20 سنة ويتحول الى شاب ومن ثم يتحول الى طفل ويشعر ان السيد المسيح يغسل قدميه في اورشليم او في مشغرة ..
وتحدث الأب الدكتور ميشال سبع عن المصاعب الكبيرة التي واجهها المطران غزال خلال مسيرته الرعوية والوطنية وقال : بعض الاشخاص لا تتحملهم مؤسساتهم ،صحيح ان "ما في حدا اكبر من وطنه" بس فيه حدا اكبر من مؤسسته ،وسليم غزال لم تتحمله مؤسسته ولا هو تحملها لسبب بسيط، لأن من بداياته وجد طريقا مختلفة عن طريق الدير وتجاوز كل الاعراف وكنا نلاقيه في كل مكان ولم يلتزم بحدود البروتوكول المتعارف عليه في العمل الرعوي، وسليم كان يزعج كثيرا الذين يحتكرون المسيح ومشكلة سليم انه كان يرى المسيح دون ان يكون لديه تذكرة عمادة.. واصبح لسليم زعامة تهدد المفهوم التقليدي للمؤسسة الكنسية لذلك اصبح على الطاولات خط احمر سليم لا يمكن ان يصل الى الاسقفية.. اكثر من 20 عاما ممنوع ان يصل الى البطركة باي شكل من الاشكال وعندما اصبح صديق العمر للبطريرك ونصب مطرانا وعينوه نائبا عاما منع على سليم ان يكون ناطقا باسم لبنان لذلك لم يقل لماذا استقال.. نعم لهذا السبب استقال سليم..
وتوقف الدكتور داوود الصايغ في كلمته عند الدور الهام الذي لعبه المطران غزال لا سيما ابان احداث منتصف الثمانينات في منطقة شرق صيدا حيث وقف في وجه العنف الأعمى وبقي رصيده كاملا في اوساط المجتمع الصيداوي الذي عمل في وسطه فلقي من فعاليات المدينة في ذلك الوقت واصحاب القرارات التجاوب الصادق مع دعواته لوقف العنف واعادة الحياة الى طبيعتها والناس بعضهم الى بعض مما سهل اعادة بناء الحجر وقال : اليوم ولبنان مرة اخرى في مهب عواصف العبث باستقراره من خلال انقسامات وتدخلات لم تحترم بعد خصوصية هذا البلد التي توجب على الآخرين من اقربين وابعدين صون التجربة وليس تفجيرها، وتوجب الحفاظ عليها كنموذج للمجتمعات المتنوعة والباحثة عن حلول .. في زمن تلاقي الحضارات يطل علينا المطران غزال في هذا المكان الذي جعله على اسم الحوار ليس ليسألنا عن احوال لبنان وهو لم يغادره منذ زمن طويل بل ليقول لنا مرة اخرى وربما مرات لا نهاية لها : مهما كانت الظروف والاحوال مهما كان حجم المشاكل والتباينات ، حتى وان كان لبنان رهينة لصراعات منطقة الشرق الاوسط اياكم وقطع حبل الكلام وصلات التلاقي اليومية فليس الحوار في لبنان مناظرات فكرية ، انه حالة متجددة يوما بعد يوم وهي لا تنتهي .. الحوار في لبنان غاية بحد ذاته .
وفي الختام توجه الجميع الى مبنى دار العناية المجاور للمركز حيث افتتحوا قاعة تحمل اسم المطران الراحل سليم غزال تكريما له وتخليدا لذكراه والقيت كلمات بالمناسبة من الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج ومدير دار العناية الأرشمندريت نقولا صغبيني .والقاعة جهزت بهبة من المطران بيار بورشير .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا