×

حطب الجفت تدفئة شتاء.. هربا من لهيب أسعار المحروقات

التصنيف: إقتصاد

2009-11-06  09:17 ص  1474

 

 

محمد دهشة
يتحول حطب "الجفت" المستخرج من بقايا الزيتون الى مادة أساسية للتدفئة شتاء عند الفقراء وأصحاب الدخل المحدود التي تجد فيه بديلا عن المحروقات التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الاسعار بعدما أنذرت العاصفة القوية والامطار الغزيرة التي هطلت بفصل قارص البرودة، ما يفرض بالمقابل تدفئة شديدة وخاصة في المناطق الجبلية الباردة.
ويحضر حطب "الجفت" المستخرج من بقايا حبات الزيتون بعد عصرها واستخراج الزيت منها.. شتاء في مختلف مناطق الجنوب وتحديدا في منطقة حاصبيا حيث تنشط حركة صناعته لتأمين احتياجات ابنائها إذ تعتمد معظم العائلات الحاصبانية عليها كمادة للتدفئة هربا من إرتفاع أسعار المحروقات وفي ظل التقنين في التيار الكهربائي.
وتعتبر صناعة حطب الجفت في منطقة حاصبيا حديثة العهد ولا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات فقط، اذ انها مقتبسة عن الدول الأوروبية والاوسطية الشهيرة بزراعة الزيتون مثل: إيطاليا، اليونان، تركيا وسوريا وغيرها من الدول الزراعية، وقد اعتمدت كصناعة محلية بعد سلسلة من التجارب العديدة من أصحاب معاصر الزيتون الحديثة الذين توصلوا أخيرا إلى إستخدام آلة أطلقوا عليها لقب "معمل الحطب الصناعي لجفت الزيتون" وهي آلة صغيرة الحجم يجري من خلالها معالجة فضلات الزيتون وتحويلها من معجون لزج إلى قطع حطبية متساوية الأحجام والأوزان واسطوانة الشكل يسهل إستخدامها في "الصوبيات" و"المواقد" خلال فصل الشتاء بدلاً عن الحطب والمازوت أو الغاز.
معمل بيئي
ويؤكد أصحاب المعاصر انه لا ضرر صحيا او بيئيا من صناعة "حطب الجفت"، بل على العكس، فالمعمل صديق البيئة والانسان معا، فهو يعمل على التيار الكهربائي، ويمكن نقله بسهولة بين معصرة وأخرى حسب الحاجة، ولا يتطلب تشغيله أكثر من عاملين الأول يضع "تفل" الزيتون أو فضلاته في "الجرن"، والثاني يقوم بنقله من فوهة المصنع بعد عصره بشكل قطع صغيرة يبلغ طول كل منها نحو 25 سنتم، لتوضع خارجا تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع أو عشرة أيام كحد أقصى ثم توضب بعدها في أكياس أو صناديق بلاستيكية تتسع كل منها 30 قطعة متساوية لتطرح في الأسواف وتكونجاهزة للإستخدام المنزلي.
صحة وتوفير
ويقول أحد اصحاب المعاصر في حاصبيا من ال زويهد، أن المعمل بإستطاعته تحويل 15 طنا من فضلات الزيتون إلى حطب يوميا، وسعره أرخص بكثير من الحطب الطبيعي والمازوت أو الغاز وبإستطاعة العائلة توفير نصف موازنتها المخصصة للتدفئة التي تقدر عادة بنحو ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، مشددا ان هذا النوع من الحطب صحي وخال من الروائح الكريهة عن إشعالها في المواقد ولا تشكل ضررا على صحة الأطفال.
ويشير المواطن حسن سنان "لقد اصبحنا نستخدم "حطب الجفت" للتدفئة بشكل اساسي لانه اقل كلفة، كنا نعتمد سابقا على الحطب الطبيعي وما يتم تشحيله من الاحراج البرية او جذور الأشجار اليابسة، وحتى اشجار البساتين التي بات بعض أنواعها عبئا على أصحابها بسبب انخفاض أسعار ثمارها والمضاربة، فالمازوت يقف عند عتبة الثلاثين ونقلة الحطب من الساحل بـ500 الف والغاز ب17 الف والكهرباء مكلفة وغير منتظمة وطلفتها مرتفعة.
منع القطع
ومنذ فترة إتخذت وزارة الزراعة قرارا بمنع قطع الأشجار حتى في الاملاك الخاصة قبل الحصول إذن مسبق منها بهدف استصلاح الارض فقط، وبرر مصدر مسؤول الهدف بتنظيم عملية قطع الأشجار بشكل لا يؤدي الى القضاء على الثروة الحرجية على إعتبار أن لبنان خسر الكثير منها بسبب الحرائق وليس التضييق على الناس الذين نعرف معاناتهم في سبيل تأمين التدفئة.
ويقول جميل عبد العال "ان هذا القرار ساهم أيضا في الاقبال على حطب الجفت كبديل عن المشتقات النفطية التي تبقى دون المستطاع لدى الكثير من العائلات ذات الدخل المحدود، قبل أن يضيف "ليس بمقدورنا تحمل تكاليف المازوت والكاز والغاز وحتى الكهرباء، لذلك نلجأ الى الحطب او "الجفت".
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا