قاطنو مبنى قديم في صيدا يطلقون نداء لعدم اخراجهم من شققهم

التصنيف: Old Archive

2009-11-07 08:33 ص 938

محمد دهشة

تحول مبنى سكني قديم في صيدا يعاني من الإهتراء وصدأ الحديد ورشح المياه الى خلاف بين ورثة مالكيه الذين يرغبون برفع المسؤولية عن كاهلهم وبيعه وبين شاغليه الذين يرفضون إخراجهم من شققهم بهذه الذريعة، على وقع اشعار من بلدية صيدا بضرورة إجراء ما يلزم من صيانة وتأهيل.

فقد وجهت ثمانية عائلات لبنانية وفلسطينية تقطن في شققها السكنية المؤجرة منذ العام 1984 في بناية بإسم ورثة نجاح مرجان الكائنة في شارع نزلة صيدون ـ حي الدكرمان في صيدا نداء لوقف "إخراجهم" منها بحجة التشققات او انها آيلة للسقوط.

روى قاطنو الشقق السكنية في "النداء" أن الورثة يريدون بيع البناية على قاعدة "على ساكينها تدبر أمرهم"، مستفيدين من التشققات فيها ومن إخطار صادر عن بلدية صيدا في 4 اذار 2009، يُطلب فيه من شاغليها وماليكها ترميمها "بسبب وجود تشققات كبيرة في الأسقف بسبب الإهتراء وصدأ الحديد ورشح المياه وخاصة في الشرفات مما يعرض السكان والمارة للضرر نتيجة سقوط أجزاء من الباطون مما يشكل ضررا على السلامة العام".

واكد القاطنون انه "إستجابة منهم لإخطار البلدية قام كل واحد منهم بترميم ما يخصه في شقته وشرفاتها وبقي على مالكي البناية ترميم ما يجب ترميمه، قبل ان يضيفوا "إعتقدنا أننا عالجنا الأمر وإنتهت قضية البيع او فكرتها، ومما يدل على ذلك أن مالكي البناية قبضوا مستحقاتهم من بدلات الإيجار عن سنة كاملة تنتهي بنهاية حزيران 2010 لدى البعض وفي تموز لدى البعض الآخر، ومازالوا يقبضون حقهم في الإيجار كل شهر أو كل ثلاثة أشهر من الباقين، مما يعني أنهم غير قادرين على البيع أو أن فكرة البيع تأجلت أقله لما بعد تموز 2010 ولكن يبدو ان مالكي البناية أي ورثتها جاءهم عرض، فقرروا من جديد بيع البناية لمستثمر آخر ينوي هدمها وتشييد بناء جديد مكانها، ولتحقيق ذلك بدأوا يشيعون أن البناية آيلة للسقوط وأنه على سكانها إخلائها بأسرع وقتوكلفوا محاميا الاتصال بالشاغلين للتفاوض معهم.

حق واختيار

واكد القاطنون في "النداء" نحن ندرك أنه من حق مالك البناية كما من حق كل مالك التصرف بملكه كما يشاء، فله أن يبيع البناء أو يؤجره أو يخرج المستأجرين منه ولكنه لا يتمتع بهذا الحق إلا إذا توفرت لديه شروط معينة حددها قانون الإيجارات الذي ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر في حال أراد المالك إسترداد مأجوره جملة وتفصيلا، وندرك أيضا أن هذا القانون يفرض على المالك إرضاء المستأجرين حتى ولو توفرت لديه الشروط القانونية عند طلب الإسترداد.. وهنا تكمن مشكلتنا أو بالأحرى قضيتنا مع المالك أي الورثة، فهم كي يحرمونا من حقوقنا ومنها حقنا في الإختيار بين أن يشتري المستأجر الشقة التي يسكنها عندما يريد مالكها بيعها فيدفع المستأجر للمالك نسبة معينة من قيمتها الشرائية وبين أن يختار المستأجر أن يقبض من المالك نسبة معينة من قيمتها الشرائية ويخليها، بدلاً من ذلك يريد المالك بيع البنانية جملة واحدة لشخص من غير ساكينها، إضافةً إلى أنه خمن ثمن الشقة بسعر رخيص جداً حتى يفرض علينا القبول بتعويض إخلاء إلزامي زهيد جدا لا يسمن ولا يُسكن في شارع.

توضيح البزري

بينما أوضح رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"صدى البلد"، ان صاحبة المبنى تقدمت بشكوى ان العقار ايل للسقوط ولا تريد ان تتحمل المسؤولية، وامام هكذا شكوى خطية تحركنا واوفدنا الدائرة الهندسية في البلدية وتبين لها وجود عيوب منها تشققات كبيرة في الجدران والاسقف ناتجة عن الاهتراء والصدأ ورشح المياه ووجود لصقات باطون مسلح حول الاعمدة في الطابق الارضي والتي اضيفت بعد اصابة المبنى خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 واحتراقه وظهور الحديد الصدأ في الكثير من المواقع وخاصة الشرفات مما يعرض السكان والمارة للضرر نتيجة سقوط اجزاء من الباطون.

وأضاف لذلك وجهت البلدية اخطارا الى شاغلي ومالكي العقار بضرورة ترميم العقار واجراء ما يلزم للحفاط على السلامة العامة، وبالتالي فإن صلاحية المبنى من عدمه بحاجة الى لجنة خبراء اكثر من الدائرة الهندسية في البلدية، ونحن وجهنا انذارا للحفاظ على السلامة العامة ورفعا للضرر وللمسؤولية ولتنبيه القاطنين والمالكين بضرورة الترميم.

وتابع الدكتور البزري يمكن ان تكون هناك مشكلة بين مالكي المبنى والشاغلين.. والبلدية لا تريد ان تكون جزءا منه، ولكن هي معنية بالسلامة العامة وحتى المستأجر لو كان ايجاره رخيصا لا نريد ان يكون معرضا للخطر والمالك حتى لو كان المبنى متضررا لا نريده ان يستغل هذا الظرف لظلم المستأجر بحقه، نحن نجري وصفا للواقع ونوجه انذارا واذا كان احد عنده الرغبة في الذهاب اكثر، فهناك جهات قضائية، والبلدية مستعدة للتعاون سواء لجهة تعيين خبراء او غيره ولكن ليس هناك اي كتاب صادر عن البلدية مختلف عن الاخطار السابق.