تفاصيل زرع عبوات عند مثلث الزهراني

التصنيف: إصدارات مركز هلال

2009-11-07 08:49 ص 1471

ك.ت

نسب محمود رافع الموقوف في خمس دعاوى تتعلق بتعامله مع إسرائيل، الى الفلسطيني الفار حسين خطاب المعلومات التي أدلى بها في معرض التحقيق الاولي معه، حول زرع عبوة ناسفة تحت جسر الناعمة في 22 آب من العام 1999 بطلب من المخابرات الإسرائيلية.
وقال رافع أثناء مثوله أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة التي حاكمته في دعويين من بين الدعاوى الخمس، ان اعترافاته في التحقيق الاولي لجهة استطلاع جسر الناعمة بهدف تفجيره جاءت نتيجة ما أخبره به خطاب الذي كان أحد المنفذين، غير انه تم تفجير العبوة في الهواء بعد وقوع خلاف بين خطاب والضباط الإسرائيليين، حيث كانت المتفجرة تستهدف أبو الجراح من القيادة العامة.
أما في ما خص قضية زرع عبوتين على جسر الزهراني في العام 2005، واكتشافهما من قبل الجيش اللبناني قبل تفجيرهما، أفاد رافع انه لم يكن يعلم ان الضابطين الإسرائيليين اللذين نقلهما الى المكان كانا ينويان التفجير، وانما كان يعتقد انهما حضرا لزرع بريد ميت، قائلاً انه بعد أن علم بمخططات المخابرات الإسرائيلية في زرع متفجرات، قرر مقاطعتهم وعدم الاستمرار في التعامل معهم.
ففي ملف "متفجرة الناعمة" استجوب رافع من قبل المحكمة برئاسة العميد نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر وبحضور وكيله المحامي انطوان نعمة حيث يحاكم غيابياً الى خطاب الفار ابراهيم ياسين، فسئل في البدء عما إذا كان يؤيد افادته الاولية فأجاب بالنفي وقال: ان حسين خطاب هو الذي اخبرني انه وشخص آخر أجهله وضعا المتفجرة على جسر الناعمة.
وسئل:
لماذا اذاً وقعت على الافادة؟ فأجاب: لقد تعرضت للتعذيب الجسدي والمعنوي.
[ هل طلبت معاينة طبية؟
ـ كلا.
[ وأمام قاضي التحقيق كررت اقوالك الاولية؟
ـ اخبرته ما حصل معي، وافادتي امامه صحيحة.
[ هل ما ادليت به حول المتفجرة صحيح؟
ـ لم اعرف تفاصيل ما ورد في الافادة.
[ ذكرت انه عام 1999 نقلك الضابط شوقي وضباط إسرائيليون منهم شوقي وجاك ويعقوب؟
ـ لقد حصل ذلك عدة مرات، انما لم يطلبوا مني استطلاع موقع جسر الناعمة.
[ ولكنك افدت بذلك سابقاً؟
ـ غير صحيح، ان حسين هو الذي اخبرني بما ذكرته.
[ هل انه تم نقل متفجرات الى جسر الناعمة؟
ـ لا اعرف.
[ ذكرت انهم طلبوا منك استئجار فان؟
ـ غير صحيح.
[ تقول سابقاً انه بناء على موعد تلقيته عبر جهاز حددوا لك موقعا للذهاب اليه، وقصدت المكان حيث وضعوا اغراضاً في سيارتك وأوصلتهم الى جسر الناعمة؟
ـ لا علم لي بهذا الموضوع.
[ وتضيف انه بوصولكم لم يستطيعوا وضع العبوة لانه يوجد محل للاطارات يبقى طوال الليل مفتوحاً؟
ـ غير صحيح ان خطاب هو من قال لي ذلك.
[ وتقول ان المكتب الإسرائيلي اتصل بك لاعادة هؤلاء الاشخاص الذين أوصلتهم الى جسر الناعمة؟
ـ كل المعلومات غير صحيحة، ان حسين خطاب اعلمني بما ذكرته.
[ وكيف عرفت بأسماء هاني وميشال؟
ـ لقد طلب مني المحقق التعاون إذا ما ذكرت أسماء أشخاص.
[ تقول انه في اليوم التالي من زرع العبوة تلقيت رسالة بالذهاب الى جدار المطلة؟
ـ ان المعلومات من خطاب وانا تلقيت رسائل ولكن ليس حول هذا الموضوع.
[ قلت ان الضابط شوقي سلمك المتفجرة وهي عبارة عن حجر؟
ـ ان هذه الرواية ذكرتها بناء على طلب مخابرات الجيش وهي غير صحيحة.
[ ولكنك كررتها أمام قاضي التحقيق؟
ـ لقد قالوا لي في المخابرات انهم سيساعدوني.
[يمكن ان يساعدوك انما لماذا سيلبسونك تهمة؟
خطاب أعطاني المعلومات وانا ذكرتها امامهم.
[تقول ان المقصود بالعبوة على جسر الناعمة هو أبو الجراح من القيادة العامة؟
ـ ان خطاب أخبرني بذلك، وهو رفض لاحقاً الاشتراك في العملية وتم تفجير العبوة في الهواء.
[سبق ان عددت عمليات تفجير منها اغتيال جهاد جبريل والاخوين مجذوب وعلي صالح فلماذا ذكرتهم؟
ـ كل المعلومات عندي زودت بها المخابرات لاستثمارها.
[لماذا ذهبت الى إسرائيل عام 99؟
ـ لم أعد اذكر.
[كيف علمت بأسماء ضباط إسرائيليين ذكرتهم في التحقيق؟
ـ كنت أعرفهم عن المعبر.
[عندما طلبوا منك وضع المتفجرة، هل كنت تعرف الهدف من ذلك؟
ـ لم يطلبوا مني ذلك.
[ذا كانت تهمك سلامة البلد وانت عسكري فلماذا لم تفد رؤساءك بالمعلومات؟
ـ ان عائلتي كانت بخطر، وطلبت حمايتي ونقل عائلتي من حاصبيا الى بيروت.
وبسؤاله، قال رافع انه لم يعد يذكر متى ذهب آخر مرة الى إسرائيل، وقد يكون قبل توقيفه بنحو السنة.
وبسؤال ممثل النيابة العامة، افاد رافع ان خطاب اخبره بالتفصيل عن متفجرة الناعمة، وانا تبنيت هذا الأمر بناء لطلب المخابرات.
وأضاف ان ما ذكره في التحقيق الاولي أراد منه تخفيف الضغط عنه.
وسأله رئيس المحكمة: ان ما ورد من تفاصيل ووقائع دقيقة حول متفجرة الناعمة، لا يمكن ان يعرف بها أحد إلا المنفذ، فأجاب، انا وضعت المحققين بتفاصيلها وخطاب كان من المنفذين.
وبسؤال وكيله المحامي نعمة، افاد رافع انه تعرض لضغوطات واطلاق نار من الإسرائيليين وقد اعلم ضباطاً من قوى الأمن بذلك منهم العميدان طلال الحاج وروجيه سالم والمقدم عبدالله سليم.
وبسؤال رئيس المحكمة عن سبب عدم تنظيمه افادة خطية بما تعرض له، قال رافع انه أبلغ المسؤولين شفهياً.
وهنا طلب نعمة استدعاء منظم محضر التحقيق الاولي مع موكله والعميدين الحاج وسالم والمقدم سليم وزوجة خطاب المدعوة ايمان حمود والموجودة في مخيم عين الحلوة، فطلب ممثل النيابة العامة رد طلب استدعاء المذكورين باستثناء حمود لعدم جدوى ذلك، تاركاً أمر استدعاء زوجة خطاب لتقدير المحكمة، غير ان نعمة أكد على أهمية سماع شهادات المذكورين. فقررت المحكمة استدعاءهم باستثناء منظم محضر التحقيق الاولي، على ان يودع المحامي نعمة المحكمة عنوان حمود وذلك الى الجلسة المقبلة في 10 كانون الاول المقبل.
ثم انتقلت المحكمة الى استجواب رافع في قضية اقدامه في مثلث الزهراني عام 2005 بالاشتراك مع آخرين على زرع عبوتين ناسفتين، فأفاد بأنه عمل على نقل شخصين من العديسة الى مفرق النجارية وكانا يحملان حقائب مدرسية سوداء. واضاف: كانا يدعيان علي وفؤاد ولم يسبق ان التقيت بالاول.
[ هل سلموك ظرفاً؟
ـ كلا.
[ ذكرت سابقاً انك تسلمت ظرفاً يحوي أربعة آلاف دولار؟
ـ لم أعد اذكر.
[ بعد ان اوصلتهما الى مفرق النجارية ماذا فعلت؟
ـ قصدت صيدا وبعد نحو ساعة أو ساعة ونصف تلقيت اتصالاً على هاتفي كان قد احضره معهما علي وفؤاد وسلماني إياه، وذلك من الإسرائيليين وطلبوا مني العودة الى مفرق النجارية لإعادة المذكورين الى العديسة.
[ هل كانت الحقائب معهم عندما اعدتهم؟
ـ لم اعد اذكر، ولم أسألهم عما فعلاه لانهما لن يقولا لي، انما بعد تفكيك العبوتين من قبل الجيش ربطت الامور ببعضها، وكنت اعتقد انهما حضرا لزرع بريد ميت كما العادة.
[ كيف استمريت بالعمل معهم وانت تعلم ماذا كانوا يفعلون في لبنان؟
ـ عندما شككت ان في الأمر متفجرات اختلفت معهم.
[ ذكرت انك قبضت من الإسرائيليين مبلغ أربعة آلاف دولار مقابل عملية الزهراني؟
ـ كنت اقبض مبالغ متفاوتة وكل ستة اشهر تقريباً.
[ ذكرت سابقاً انه أواخر العام 2005 تلقيت رسالة عبر الجهاز لاستطلاع جسر الزهراني، لجهة عواميد الكهرباء ولوحات الإعلان وحواجز الباطون وطريق قعقعية الجسر والعديسة، وانك قمت بذلك؟
ـ غير صحيح.
[ لماذا تنفي استطلاع الجسر طالما اعترفت بنقل ضباط إسرائيليين الى المكان؟
ـ لان هذا الامر لم يحصل، ان دوري كان نقلهم انما لم اكن اعرف هدفهم او ماذا يخططون.
وبسؤاله، قال ان الإسرائيليين حققوا معه بعد كشف متفجرتي الزهراني وسألوني عن كيفية اكتشافهما، واتهموني بأني ابلغت جهات أمنية بالأمر، وانا فوجئت بذلك وقلت لهم ان لا علم لي انهم زرعوا متفجرتين.
[ هل اعطوك هوية مزورة؟
ـ نعم اخراج قيد باسم يوسف زيدان واستعملته باستئجار شاليهات.
ورداً على سؤال، قال انه لو كان يعرف ان الإسرائيليين كانوا ينقلون متفجرات لرفضت نقلهم.
[ هل ان العمل الذي طلبوه منك بزرع بريد ميت او متفجرات يساعد الإسرائيليين برأيك؟ فأجاب: لا اعرف.
[ لماذا استمريت بالعمل معهم بعدما علمت انهم زرعوا متفجرات في الناعمة والزهراني؟
ـ لم أعد أعمل معهم وأقفلت الجهاز الى ان تلقى رئيس بلدية حاصبيا المحامي أمين نجيب شمس اتصالاً من شخص يدعى جورج من فرنسا، وأعلمني انه يريد التحدث معي، وعندما خفت ان يكتشف شمس تعاملي مع الإسرائيليين، فتحدثت مع جورج الذي حدثني بلغة تهديد، وعندها اخذوني الى إسرائيل بعد 3 أشهر من متفجرة الزهراني، وشعرت حينها ان شيئاً غير طبيعي يحصل، حيث عرضوا عليّ شريط فيديو يظهر فيه رمزي نهرا وقالوا لي انه قد يحصل لي ما حصل مع نهرا، ثم اعادوني الى لبنان وراحوا يتصلون بي لاحضار سيارة من المطار التي تم تفجيرها بالاخوين مجذوب.
وبسؤاله، قال رافع انه كان يأخذ اموالاً من البريد الميت عندما يحتاج لذلك، وفعل ذلك مرة دون علمهم، بعد ان كان يعلم بالاشارات التي يضعونها حول مكان وجود البريد الميت.
وأضاف رداً على سؤال، ان الإسرائيليين كانوا يحملون حقائب مدرسية سوداء تحوي أموالاً وليس متفجرات، وكانوا يفتحونها أمامه.
وعندما سئل عما إذا تم فتح الحقائب أمامه في الزهراني أجاب: كلا.
وقررت المحكمة رفع الجلسة الى 15 كانون الثاني المقبل لسماع افادة المحامي شمس.
وكانت المحكمة قد ضمت في مستهل الجلسة مذكرة الدفوع الشكلية التي تقدم بها نعمة الى الاساس والذي طلب فيها ابطال التحقيقات الاولية مع موكله بسبب انتهاك سرية التحقيق عبر نشر مستندات سرية في الصحف.