في كل وسائل الاعلام تقريباً هناك ما يظهر للعلن أمام الجمهور، وهناك ما يظل خفياً خلف الكواليس في انتظار شرارة الانفجار التي من شأنها ان تجعله قيد التداول وان في خانة الشائعات. التوقيت والاسلوب مهمان جداً، ومهما حاولت الرواية الرسمية "روتشة" الخبر، الا ان المثل القائل "لا دخان من دون نار" يظل الحلقة الأقوى .
قناة "أو تي في" البرتقالية تحت المجهر اليوم. استقالات من هنا وهناك، توقيف برامج، انذار وصرف موظفين، اضطراب في مجلس الادارة... هذا ما تناقلته المعلومات من مصادر عدة.
يقلل رئيس مجلس إدارة القناة، روي الهاشم من شأن تزايد عدد الاستقالات في المحطة، واصفاً الموضوع بـ "الطبيعي الذي يحدث في أي مكان"، ويشير الى انها "تعود الى أسباب شخصية تتعلق بالسفر أو الزواج أو المرض، وليست أسباباً سياسية أو خلافية". يتابع: "من بين كل ما تم تداوله من شائعات مغرضة بحق المحطة وادارتها، بما في ذلك استحضار برامج مضى زمن على توقيفها واظهارها للرأي العام وكأنها توقفت في هذه الفترة، أريد التأكيد ان الخبر الصحيح الوحيد هو استقالة عضوي مجلس الادارة الياس أبو صعب وشربل حبيب بسبب خلاف في وجهات النظر في بعض الأمور الادارية، وهذا امر بديهي". ويكشف الهاشم عن انه في شهر تشرين الأول المقبل سيصار الى انتخاب مجلس ادارة جديد، وسيقرر المساهمون من هو المؤهل لإدارة المحطة".
يؤكد الهاشم بأن نسبة الاستقالات في المحطة ما زالت في مستوى منخفض، بما نسبته 7 في المئة سنوياً، فيما قد تتجاوز هذه النسبة في مؤسسات أخرى العشرين في المئة. ويرى ان المبالغة في هذا الأمر تعود الى "الحملة المبرمجة والخطة المدروسة ضد المحطة ومن خلالها ضد "التيار الوطني الحر"، وهي ليست المرة الأولى، فلطالما لاحقتنا الحملات المنظمة لمحاولة اضعافنا، ولكن عبثاً"، ويطمئن "من يعنيهم الامر الى ان وضع "أو تي في" سليم للغاية، وهناك فائض من الأموال محفوظ في البنك، والمحطة في صدد التوسع عبر شراء أرض جديدة ومعدات جديدة، مشيراً الى التزامها سداد رواتب موظفيها عند نهاية كل شهر من دون التأخر يوماً. التوازن المالي الذي خلقته المؤسسة كان كفيلاً بإنقاذها من متاهات عدة، ومن ثم التحضير لإطلاق خمسة برامج جديدة في الشهر الجاري".  
ينفي الهاشم ما ورد عن صرف متعمّد للموظفين الشيعة. ويعود الى "البداية، من الانذار الذي وجهه مدير الأخبار جوني منير الى شيرين ناصر، ثم قرار الفصل على خلفية عدم التزامها تنفيذ التقارير التي يطلبها منها. بالنسبة الى نورا زعيتر فقد وُجه اليها انذار بسبب تخلفها عن موعد تقديم نشرة الأخبار، "الا ان الأمور عولجت، ولم يأخذ الانذار أبعاداً أخرى". ويختم الرد على هذا الأمر بالقول إن "المحطة لا تأبه لطائفة العاملين فيها، ولم يزل موظفوها من طوائف عدة منذ انطلاقها الى اليوم".
وعن سبب عدم استمرار التعاون مع الفنان غسان الرحباني وبرنامج "غني مع غسان"، أوضح الهاشم أن الأسباب تتعلق بصغر الستوديو وعدم اتساعه لبرنامج الرحباني لأكثر من ستة أشهر افساحاً في المجال أمام برامج أخرى، وذلك بالتزامن مع ارتفاع كلفته وكلفة كل حلقة منه على حدة. ويتذكر ان غسان الرحباني "لم يتقبل الأمر، واضعاً إياه خارج إطار الأسباب المادية، فيما الحقيقة انه لا يوجد سبب آخر". واوضح ان "المحطة تتبع سياسة صرف معتدلة، ولم تخلق التوازن المالي الا مراعاةً لحجم السوق الاعلامية في لبنان". أضاف: "ما يقال عن تشغيلي سائقاً خاصاً تعرّض بالضرب لمديرة الانتاج السابقة جوسلين ابو فرحات، هو كلام غير دقيق، فلا الامكانات تسمح باستخدام سائق خاص، ولا أبو فرحات تعرضت يوماً للضرب".
أما عن صلة العماد ميشال عون بالمحطة، فأوضح الهاشم انه "بعيد بعض الشيء، لا يكترث للمشكلات الادارية الصغيرة إذ يكفيه ما في هذا البلد من قضايا شائكة تتطلب منه حلاً. يكتفي الجنرال بوضع المعنيين بالشأن السياسي داخل المحطة في أجواء مواقفه واتجاهاته، ومسار الأمور، ونظرته الى المستقبل كي يكونوا على صورة واضحة من موقفه الرسمي، الذي يعكس مواقف المحطة وهي التزام مبادئ التيار، وابقاء اللبنانيين على صلة بالفكر والمشروع العوني". وختم قائلاً بأن التيار لا يموّل المحطة، بل انها تقدم الهواء والنقل والتصوير منبراً له كرد جميل لما قدمه للبنان في الماضي، وما زال يقدمه، وسيظل كذلك مهما حاول المغرضون ذر الرماد في العيون".