×

محمد السعودي: التباطؤ في عدم تأهيل القلعة سببه الإدارات المهريِّة

التصنيف: تقارير

2011-09-07  09:47 ص  787

 

ثريا حسن زعيتر: خلف بوابة حديدية يعلوها الصدأ تنتظر قلعة صيدا البرية أن تمتد إليها يد الدولة لتنفض عنها غبار النسيان والاهمال، وتعيد إليها رونقها بالتأهيل والترميم، ضمن مشروع الإرث الثقافي، الذي بوشر تنفيذه منذ سنوات، وتوقف امتداده عند أسوارها التي تخفي خلفها الكثير من النداءات للحفاظ على تاريخ المدينة وتراثها وبطولاتها كشاهد على عظمتها··

ومشروع تأهيل القلعة البرية، كان من المفترض أن يشق طريقه للتنفيذ منذ سنوات إلا أنه تعذر لأسباب عديدة، وهو يسير ببطء تحت رعاية <مجلس الإنماء والإعمار> بعدما قدّمت <الوكالة الإيطالية> هبه قيمتها 849 ألف دولار أميركي من أجل تأهيلها وتدعيم المعلم فيها، وخلق مسارات داخلها، وتأمين سلامة الزوار وتجهيزها بلوحات إرشادية· وقد أنجزت شركة إستشارية إيطالية المرحلة الثالثة والأخيرة وسلمته الى <مجلس الإنماء والإعمار> في 30 تشرين الثاني عام 2010، وتم احالته الى المديرية العامة للآثار، فوافقت عليه على أن تجري عملية التلزيم··

<لـواء صيدا والجنوب> جال في قلعة صيدا البرية المنسية، وعاد بهذه المشاهدات الميدانية··

 

تاريخ القلعة

تقع القلعة البرية - قلعة القديس لويس في محلة البوابة الفوقا، على تلة تشرف على المدينة القديمة، وتطل على البحر، وهي تشكل أحد حدود المدينة الجغرافية جنوباً الى جانب القلعة البحرية شمالاً·

والقلعة البرية قديمة العهد، طبيعية تعود إلى العصور الفينيقية الأولى، رممها اليونان?والرومان والعرب، وأقاموا فيها مراكز للمراقبة والدفاع، وقد تهدمت بتأثير الحروب?والزلازل· ولما احتل الصليبيون صيدا، عمدوا إلى ترميمها وإقامة سور حولها ليقيها?الهجمات، وأشهر من تولى تحصينها لويس التاسع ملك فرنسا الذي اتخذ مركزاً?له في حصنها أثناء إقامته في صيدا بين سنة (1250-1254م)

· وفي 17 نيسان 2003 صدر اتفاق الموافقة على قرض من <البنك الدولي> لـ <مشروع حماية الإرث الثقافي وانماء السياحة> لخمس مدن لبنانية هي: صيدا وصور وجبيل وطرابلس وبعلبك، بتكلفة بلغت 62 مليون دولار وتستغرق مدة تنفيذه خمس سنوات ويقسم الى مرحلتين: تحضيرية وتنفيذية، أما الجهات المعنية فهي محلياً: <مجلس الإنماء والإعمار>، المديرية العامة للآثار، المديرية العامة للتنظيم المدني، وبلديات المدن الخمس· ودولياً: <البنك الدولي> و<الأونيسكو>· أما الجهات المموّلة فهي: البنك الدولي وإيطاليا و<الوكالة الفرنسية للانماء AFD> ولبنان من موازنات <مجلس الإنماء والأعمار> والبلديات المعنية ويشمل من بينها القلعة البرية·

ذكريات وإهمال

{ قبالة سور القلعة، يجلس أبو محمد الدنب ويتحسر على ما آل إليه حال القلعة البرية، التي كان ينطلق منها مدفع رمضان غروب كل يوم إيذانا بالافطار، في إشارة الى الحركة والحيوية التي كانت تشهدها، بينما اليوم تحوّلت الى كومة من الأحجار القديمة والأعشاب اليابسة لا حياة فيها·

ويقول: ترمز هذه القلعة الى تاريخ المدينة وبطولاتها، وهي تستحق كل الاهتمام لو كانت في أي دولة أخرى لما كان حالها مثل الآن:

مهجورة·· منسية·· متداعية، والأنكى من ذلك أنها أصبحت مكباً للنفايات·

ويختصر كلام <أبو محمد> واقع القلعة اليوم التي تبدو هيكلاً فارغاً من المضمون، وقد تداعى السور الذي يحميها وبات مفتوحاً أمام الجميع، فيما تحوّّل الطرف الشرقي الجنوبي الى <مزبلة> صغيرة>، بينما في الوسط تتراكم أعمدة الآثار كشاهد على الإهمال، ويعلوها في كل مكان الأعشاب اليابسة التي تنذر بحريق في أي لحظة·

أما في وسطها فبوابتها الحديدية الرئيسية مقفلة بالأصفاد يعلوها الصدأ وكأنها تستغيث لتغيير حالها، فيما واجهة القلعة وبرجها على حاله من الإهمال، ورغم تشقق حجارتها وظهور الأعشاب بينها، إلا أنها ما زالت شاهدة على عظمة المدينة وتاريخها، يحرسها سور حديدي جديد ذو أسنان حادة، وضع على عجل قبل سنوات، ويجاور مكتب آثار صيدا·

السعودي: إدارات مهريِّة

{ ويؤكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي <ان مشروع تأهيل القلعة بهبة إيطالية بات في مرحلته الأخيرة، فالدراسة جاهزة، والمديرية العامة للآثار وافقت عليها، ومن المفترض استدراج عروض للتلزيم تمهيدا لبدء التنفيذ، وهذا ما لم يحصل حتى الآن>·

وإذ رفض السعودي التعليق على النوايا غير الحسنة في التباطؤ بتنفيذ هذا المشروع، وقال: لا أستطيع التعليق بأن الأمر مقصود، لأنها تدخل في النوايا، وهناك أشياء كثيرة لا نرضى عنها مثل الحاجز البحري لمكب النفايات، فقد وقّعنا العقد منذ نهاية العام 2010 وحتى الآن لم نحصل على أمر المباشرة، هل نقول أن الأمر مقصود أم أن الإدارات <مهرية>، وكذلك الأمر بالنسبة الى طريق السلطانية·

وأكد السعودي <أن آثار صيدا تستحق كل الاهتمام، ولكن للأسف الإهمال موجود في كل المجالات، ونحن نعمل قدر المستطاع، وفي سلم أولوياتنا إزالة جبل النفايات، وتأهيل القلعة البرية، وفق ما جاء في البرنامج الانتخابي، وأقول على الملأ إذا لم أستطع حله لن أبقى على هذا الكرسي>·

 

نفق بين القلعتين

ما زال كبار السن من الصيداويين يتناقلون روايات عن النفق الموصل بين القلعتين البرية والبحرية، والذي يبلغ طوله تقريباً 300 متر وارتفاعه متران ونصف المتر، والنفق المتفرع عنه أو النفق الطبي الموصل الى معبد أشمون، والذي يبلغ طوله 2500 متر وارتفاعه متران ونصف المتر، وهذا ما كشفه تقرير أعده الباحث الأثري سامي فرحات، عضو <الجمعية اللبنانية للدراسات التراثية والأثرية> حول المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة صيدا

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا