×

إختطفت في سن الـ15و حررت نفسها . بعد 52 عاماً

التصنيف: Old Archive

2009-11-11  05:36 ص  1435

 

 تكن س.س قد بلغت الخامسة عشرة من عمرها عندما قرر والدها المزارع البسيط إرسالها للعمل كخادمة بسبب ظروف الفقر التي كان يعانيها، حيث عملت لنحو 3 أشهر لدى سيدة فرنسية.
وبعد أن قررت تلك السيدة السفر الى فرنسا، حاولت س.س العودة الى بلدتها في قضاء جزين، فالتقت صدفة داخل محل كانت تسأل صاحبه عن وسيلة لنقلها الى بلدتها، بزوجين استبقياها عندهما للعمل لديهما بعد أن أعلماها أن عائلتها قد هجّرت من منزلها خلال أحداث العام 1952 وأن بلدتها قد هدمت بالكامل.
وطوال 52 عاماً حاولت س.س البحث عن عائلتها وهويتها المسلوبة منها، لتكتشف بعد هذه الأعوام الطويلة أن أولاد الزوجين اللذين توفيا لاحقاً قد عمدا الى حرمانها من حريتها، وتهديدها واغتصابها والاستعباد وحرمانها من مشاهدة عائلتها....
ولم تلتقِ س.س بأشقاء لها إلا قبل نحو عامين وبالصدفة حين حاولت الاستحصال على بيان قيد إفرادي، لكن العائلة التي عملت لديها طوال تلك السنوات استحصلت لها على جواز سفر مزور لتكتشف الحقيقة رغم مرور 52 عاماً عليها.
وكان قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي قد تولى التحقيق في القضية بناء على شكوى تقدمت بها س.س وأشقاؤها وشقيقاتها ضد ف.ع.أ وع.أ ون.ع وغ.ش وك.ش بجرائم الخطف والحرمان من الحرية والتهديد والاغتصاب والتهويل والاستعباد والإيذاء الجسدي والمعنوي والتهويل والتزوير الجنائي ومحاولة التزوير.
وأصدر القاضي العنيسي أمس قراراً أحال بموجبه المذكورين أمام محكمة الجنايات للمحاكمة طالباً لهم عقوبة السجن من 3 أعوام الى 15، بعدما اعتبر أن فعلهم يشكل جناية استغلال س.س لوضعها النفسي من كونها وحيدة في هذا العالم وحرمانها من مشاهدة عائلتها، وإرغامها تحت تأثير الضغط النفسي على العمل لديهم من دون أي أجر.
ويروي القرار أن س.س كانت تبلغ 15 عاماً من عمرها حيث أرسلها والدها للعمل لدى سيدة فرنسية وبعد نحو الشهر غادرت السيدة الفرنسية عند ابنتها فتوجهت س.س الى دكان للسؤال عن وسيلة نقل تقلها الى بلدتها فبادر صاحب الدكان الى مناداة والدة ف.ون.ع المرحومة س.ع التي استبقتها في منزلها بعد إبلاغ المخفر، إلا أنها مكثت فترة طويلة في منزلهم العائلي وقامت بخدمتهم وخافت من الهرب خوفاً من اتهامها بسرقة محتويات المنزل ولم تتقاض أي أتعاب لقاء عملها وكانت تخرج أحياناً بمفردها مشياً على الأقدام لزيارة صديقتها "أم علي" بمعدل مرة أو ثلاث مرات كل أسبوع وأنها انتقلت لنحو خمسة أعوام الى منزل و.ش عمة ف. ون. وعملت من دون مقابل ثم مكثت نحو عشرة أعوام في منزل ن.ع وعائلتها من دون أي بدل قبل أن تنتقل الى منزل ف.ع حيث مكثت لحين عودتها الى منزل شقيقها وهي لم تكن تحوز أوراقاً ثبوتية والمرحوم ف.ع نظم لها جواز سفر خلال عام 1982 وجرى الاعتناء بها لناحية استشفائها وأنه منذ نحو السنتين تقريباً حاول زوج ف.ع التحرش بها في غرفتها إلا أنها صدته، وأنه في صغرها كانت تصلي في الكنيسة وأن والد ف. ون. أبلغها أنه أرسل شخصاً الى بيصور للسؤال عن أهلها واتضح أن البلدة مهدمة بما فيها الكنيسة مما أفقدها الأمل في العثور على اهلها وأضافت ان ع.أ قام باغتصابها اربع مرات في مطبخ منزله وأخبرت ن.ع. بالأمر التي اخبرت بدورها ف.ع. بالأمر دون جدوى وأن احداً آخر لم يتعرض لها حتى بالضرب انما كان الجميع تقريبا يصرخ عليها ولو علمت ان اشقاءها احياء لتركت العمل لدى المدعى عليهم.
ونفت ف.ع. في متن افادتها الاستنطاقية كافة ما نسب اليها من جرائم مدلية انها كانت تبلغ حوالي العاشرة من العمر حينما عثر والداها على س.س في حرش بيروت وكانت تقول ان اهلها توفوا جراء الزلزال وأدخلاها الى المنزل بصفة "لاجئة" بمعنى ما بين اعتبارها من أحد الأولاد أو عاملة في المنزل. وقد بادر والدها الى ابلاغ المخفر وقد بقيت س.س. في المنزل الوالدي قبل انتقالها الى منزل عمتها و.ش. حوالي السبع سنوات لحين عودتها من الامارات العربية المتحدة خلال عام 2006 عندما سكنت س.س. في منزلها لغاية آذار 2007 وأنها رغبت في الاستحصال لها على بيان قيد افرادي باسم م.ج. وفقاً لجواز سفر قديم كان بحيازتها استحصل عليه المرحوم والدها. وتبعا لمناداتها "مريم" طوال اقامتها لديهم، الا ان المعاملة ارتجعت من ليبان بوست لعدم مطابقة الصور الشمسية على الاسم مما دفعها وشقيقتها ن. ع. الى مراجعة مأمور نفوس جزين ولاحقا عند قريب المدعية الذي تعرف عليها وبقيت لدى اهلها، ثم ادلت بافادة اولية لدى مخفر المحلة، واضافت ان المرحوم والدها هو من كان يهتم بالأوراق الخاصة بالمدعية وجزمت ان هذه الأخيرة لم تتعرض لأي سوء جسدي او نفسي ولم تحاول البحث عن اهلها وهي كانت تحتفظ ببيان قيد افرادي وجواز سفر قديمين باسم م.ج. زوجة ي.ش.
وتم استجواب ع.أ. في منزله لعدم قدرته على الحراك من فراشه لمعاناته، فنفى في متن افادته ما نسب اليه من جرائم موضحا انه عند دخوله الى منزل اهل زوجته كانت س.س. موجودة منذ فترة ولم تكن تعمل كخادمة وأبلغته زوجته انها "ضيفة في البيت" بعد ان عثر عليها والدها في محلة حرش بيروت وأنه في أواخر الثمانينات انتقلت س. س للعيش لدى عمة زوجته المرحومة و.ش. وابنتيها واستقر مع عائلته في الامارات العربية المتحدة وكانت زوجته تحول شهريا مبلغ 500 دولار اميركي للمدعية تقبضه غ.ش. وأنه عاد مع عائلته الى لبنان خلال عام 2006 وانتقلت المدعية للعيش معهم وقد اصبحت متقدمة في السن مريضة جدا وبقيت لحين عثورها على اهلها ولم تعمل لديه كخادمة واستمرت كضيفة في غرفة خاصة بها دون ان تتقاضى اي اجر ورغبة منه ومن زوجته في اجراء تأمين صحي لها اجريت معاملات لأوراق خاصة بها بالاستناد الى بيان قيد افرادي وجواز سفر قديمين لها باسم م.س. دون ان يطلع شخصيا عليهما، ونفى اقدامه على اغتصاب س.س. سيما انه مصاب بداء الشلل منذ عام 1996 وأنه كان مسموحا لـ س. س. بالخروج منفردة طوال فترة اقامتها لدى اهل زوجته ولديه ولدى آل ش، وأنه قبل عودته نهائيا الى لبنان عام 2006 كان يتردد مرارا الى لبنان. كما تم الاستماع الى افادات عدد من الشهود من مختار ومأمور نفوس وآخرين

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا