×

جنبلاط: اتّخذت قرار الذهاب إلى سوريا، لكن ماذا يطلبون؟

التصنيف: سياسة

2009-11-11  05:39 ص  1148

 

ما قاله سابقاً النائب وليد جنبلاط، أعاد تأكيده بعد تأليف الحكومة: «أنا في الأكثرية، لكنني أميّز نفسي عن قوى 14 آذار». أخذ من اتفاق الطائف عنوانين كبيرين: اتفاق الهدنة والعلاقات المميّزة مع سوريا. أما اتفاق الدوحة، فبات أمراً واقعاً مفروضاً على اتفاق الطائف

نقولا ناصيف
ارتياح الزعيم الدرزي إلى تأليف الحكومة لا يوازيه إلا قلقه ممّا يحيط بلبنان. لا هو مع قوى 14 آذار، ولا مع قوى 8 آذار. واقترابه من حزب الله لا يجعله داخل هذا التحالف. يقول إنه يشرح لقواعده الحزبية هذا التمايز، وإنه لم يعد في قوى 14 آذار: «مع هذه الحكومة يجب أن نخرج من الخنادق القديمة والشعارات الكبيرة الفضفاضة. لن أقبل بأن أكون مع هذا الفريق أو ذاك، أو أنحاز إلى أحدهما دون الآخر. أتخذ موقفي في كل موضوع يطرح على حدة في مجلس الوزراء. استعدنا السيادة والاستقلال. والحرّية نمارسها بمقدار كبير». المشكلة الآن في نظره ليست موقع قوى 8 أو 14 آذار، بل سبل الخروج من التشنّج المذهبي. لذا يؤكد لقواعده الحزبية تراث الحزب وموقعه الطبيعي في العروبة: «سوريا هي العمق الطبيعي. الآن نتكلم بحرّية عن العلاقات المميّزة. لا علاقة لي بما يجري في سوريا، ولا بخصوصيات النظام، بل التشديد على جغرافيتنا السياسية. أنا ضد تحييد لبنان. لا يمكن تحييده أبداً».
عندما يُسأل عن الحكومة الجديدة، يبدي إعجابه بشربل نحاس وفادي عبود، وزيري العماد ميشال عون، ويصفهما بأنهما ممتازان، ويسعد أن يرى ثلاثة وزراء هم متخرّجو الجامعة اللبنانية كعلي الشامي وعدنان السيد حسين وحسن منيمنة، مما يؤهلهم للدفاع عن هذه الجامعة ومعالجة مشكلاتها في مواجهة التخلف والتراجع، يضيف.
لكن الأولوية الآن في رأيه هي للمطالب الاجتماعية والعمالية والنقابية. إشادته بوزيري عون لا تفتح الحوار مع العماد بينما تَقرَّب كثيراً من حزب الله وصَالحَ خصومه في الأحزاب الموالية لسوريا، وصَالحَ أخصامه في طائفته أيضاً. يقول: «لا شيء مع عون. أحكي معه في الوقت المناسب. كنا نتحدّث معاً أحياناً أيام طاولة الحوار. أكتفي الآن بحواره مع الحريري الذي أدى إلى نتائج إيجابية».
يقول في تقويم تأليف الحكومة الجديدة: «في التكليف الأول فشل الحريري لأن التوتر كان يطبق على الوضع ويتسبّب بتشنّج مذهبي. في التكليف الثاني نجح لأنه كان ترجمة ما كنت أقوله باستمرار عن معادلة س ـــــ س. استغرق ذلك بعض الوقت مذ اتخذ الرئيس بشار الأسد بضع خطوات عندما ذهب إلى جدّة، وقبل ذلك في قمّة الكويت التي أدت إلى مصالحة السعودية وسوريا والتواصل بينهما. قال لي الملك عبد الله مراراً إنه يتحسّر على أيام علاقته بالرئيس حافظ الأسد، ويأمل العودة إليها مع الرئيس بشّار. طبعاً حالت دون ذلك الظروف التي مرّ بها لبنان عام 2005. عندما حصلت المصالحة لم يرتح إليها المصري ولا يزال، وكذلك الأميركي. لكن الملك تجاوز الحواجز، ممّا انعكس نتائج إيجابية على لبنان. بلد غريب عجيب يحتاج كي ينتظم إلى لقاء سعودي ـــــ سوري، وكلام تركي ـــــ إيراني. إنه صورة الخارج. العلة الأساسية أن ليس في لبنان وطن بل جغرافيا. نحن الآن تحت وطأة العامل الطائفي، بل المذهبي الذي طغى عليه. كنا في الماضي نقول صراع يميني ـــــ يساري. اليوم الصراع مذهبي».
المعلومات المتوافرة لديه تحدّثت، في الأيام الأخيرة من تأليف الحكومة، عن اتصال يومي بين الملك عبد الله عبر ابنه الأمير عبد العزيز والرئيس السوري لتجاوز عقبات التأليف. اضطلع النائب سليمان فرنجية بدور مهم أيضاً بناءً على طلب سوري. ذهاب الوزير جبران باسيل إلى دمشق ساعد. يستخلص الزعيم الدرزي أن دمشق أدّت دوراً إيجابياً، وهو إنجاز للرئيس السوري على مشارف زيارته باريس. ليس ذلك موقف واشنطن إبان التكليف الأول، عندما ساهمت في العرقلة، ثم كان اتصال به من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، صديقه جيفري فيلتمان، قبل أن يتغيّر موقف واشنطن، وينضم إلى دعم تأليف حكومة الوحدة الوطنية. عندئذ لاحظ جنبلاط أن الإدارة الأميركية جمّدت تحرّك السفيرة ميشيل سيسون كي لا تستمر في العرقلة، فاعتكفت بعض الوقت.
هاجسه في مكان آخر: الوضع صعب ويتخبّط في المذهبية. المشكلة بين المسلمين، سنّة وشيعة، وليست بين مسلمين ومسيحيين. الأزمة الشيعية ـــــ الدرزية تراجعت كثيراً، وعملت بجدّ على تخليصها من رواسب 7 أيار. هل يجب أن ننتبه ونقول إن بيروت الغربية امتدت إلى عاليه وعرمون؟ أصبحنا جزءاً منها. كذلك الساحل».
نفوذ سوريا في لبنان مشروع... ضمن الاستقلال والسيادة
مرتاح أيضاً إلى المناخ الذي أشاعته حكومة الوحدة الوطنية، ويعتقد أن الأحسن كان أن «تصعد إلى فوق (قصر بعبدا) عوض أن تكون في عائشة بكّار». إلا أن عنوانها العريض يلتصق بالبيان الوزاري. يرى جنبلاط أن محاوره الرئيسية ثلاثة: احترام القرارات الدولية، الحقّ في المقاومة حتى التحرير واتفاق الهدنة مع إسرائيل. يقول: «أكثر من أي وقت مضى تأكد لي أن الهدنة قرار صائب»، لكنه يشير إلى أن على الحكومة الاعتماد على «شاطرين» في صوغ البيان الوزاري حيال ما اتفق عليه اللبنانيون، بما في ذلك العلاقات المميّزة مع سوريا: «نستطيع الآن أن نقول علاقات مميّزة لأنه لم تعد هناك إملاءات علينا. لكن حذار أن ننسى أننا في جغرافيا سياسية بين البحر وإسرائيل وسوريا. متى لم يكن لبنان منقسماً بين نفوذ سوري ونفوذ أميركي أو غربي أو إسرائيلي، منذ حلف بغداد عام 1955 إلى حرب 1958 إلى عام 1969 إلى حرب 1975، إلى عام 1982 ثم اتفاق 17 أيار؟ نفوذ سوريا في لبنان مشروع، ولكن ضمن الاستقلال والسيادة. حتى الاستقلال والسيادة نسبيان. ماذا أعطانا المجتمع الدولي حتى الآن؟ لم يعطنا الغجر حتى، ولم يسلّح الأميركي الجيش بالصواريخ والأسلحة المضادة للدروع».
يقول جنبلاط إن سلاح حزب الله يذهب إلى طاولة الحوار في الظروف المؤاتية «لكن هذا السلاح تتأكد لنا أهميته يوماً بعد آخر في ضوء التهديدات الإسرائيلية. لم تقبل إسرائيل مرة على مرّ تاريخها بلبنان عند حدودها. وطبعاً رفضت المقاومة الفلسطينية في مرحلة فتح لاند، والمقاومة اللبنانية، ومقاومة حزب الله. ولنعدّ التواريخ منذ عام 1969 إلى أعوام 1970 و1978 و1982 و1993 و1996 و2006».
موضوع زيارته لدمشق غير محسوم. كل ما في الأمر أن القرار اتخذ، وهو معلّق على أمرين: ذهاب الحريري إليها أولاً، ثم إنضاج ظروف زيارته هو لها. لكن ذهاب الحريري إليها لا يعجّل بزيارته بالضرورة.
يقول: «بعد كلامي عن بشّار ليس من السهل تجاوز الأمر. قلت الكثير ويحتاج الأمر إلى وقت لتجاوزه. لا بد من صوغ موقف معيّن يساعد. ربما زيارة الحريري تسهم في التحضير لزيارتي، ولكن ينبغي أن نعرف كيف يريدها السوريون؟ زيارة الحريري تساعد على صعيد العلاقات الداخلية وتخفف وطأة التشنج المذهبي. ومهما كانت التنازلات كبيرة فلا بد من تفادي فتنة مذهبية. طبعاً اتخذت قراري في الذهاب إلى دمشق. لكن، هم ماذا يطلبون؟ بعد أن يعود الحريري منها أرى الوسائل الملائمة في التعامل مع هذا الموضوع».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا