عرمتى تتشح بالسواد وتستعد لاستقبال وداع أليم اليوم

التصنيف: إصدارات مركز هلال
2011-09-20 11:07 ص 2909
نزيه نقوزي- جريدة الانوار
|
||
إنشغل الرأي العام بالجريمة المأساوية والمروعة التي وقعت في البسطة التحتا وذهب ضحيتها سبعة أفراد من اسرة واحدة في البسطة، هم كل من الأم نوال يونس 55 عاما، وأبنائها هادي 25 عاماً، وأمين 23 عاماً، ومهى 20 عاماً ومنال 18 عاماً، وزهراء 15 عاماً وزاهر 15 عاماً. بإستثناء علي الحاج ديب الأب صاحب فرن للمناقيش.
وفي وقت لا تزال وقائع الجريمة غامضة، تم نقل الجثث في الثانية فجرا أمس الى المستشفى، ثم ختمت الشقة بناء لإشارة قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق بالشمع الأحمر، بعدما أنهى عناصر الأدلة الجنائية والشرطة القضائية معاينتها وكل ما يشكل أدلة قد توصل الى معرفة حقيقة ما حصل. في غضون ذلك، تواصل الأجهزة القضائية المختصة متابعة الخيوط المرتبطة بالجريمة، حيث تستمع الى إفادة كل من الوالد وبعض أقرباء العائلة وعدد من الجيران. وبينت التقارير الطبية التي انجزت من أجل تحديد ساعة الوفاة انه تم في البداية قتل الوالدة ومن ثم قتل ثلاثة من الأشقاء هم أمين ومهى وزاهر وبعد وقت محدد من مقتلهم تم قتل الشقيقتين زهراء ومنال. التحقيقات الأولية وفي هذا الإطار، اشارت التحقيقات الأولية الى فرضية ان يكون النجل الأكبر هادي الذي يعاني من مرض عصبي أقدم على قتل والدته وإخوته بإطلاق النار على وجههم ومن ثم إنتحر في وقت لاحق في غرفة ثانية مستخدما بندقية صيد بومب أكشن وجدت قرب جثته. الى ذلك، أفاد سكان الحي ان العائلة متدينة جدا ولم تظهر بوادر خلافات بين أفرادها او مع جهات من خارجها وأكدوا ان الأبن الأكبر يعاني من مرض التوحد. وأشار الأهالي الى ان الوالد كان في بلدته عرمتى يوم الأحد مصطحبا معه إثنين من أولاده وعندما عاد مساء اوصل الولدين الى المنزل ثم غادر ليعود قرابة الثامنة ليرى عائلته مقتولة. حالة ذهول وفي عرض لحال الذهول بين جيران الضحايا كتب الزميل محمد خليل السباعي يقول: ذهول، بكاء، حالات شرود، وجوه مسلوبة الارادة، علامات استفهام... كلها تطرح من هذا وذاك. هذه هي صورة المشهد الميداني، في اليوم الثاني، للجريمة - المجزرة التي حصلت في منطقة البسطة. فالوالد علي الحاج ديب ربّ الأسرة التي ذهبت بكاملها قتلا، تراه يتماسك أحيانا، ثم ينهار ويعود للبكاء والنحيب على فقدان الأحبة، وفلذات الأكباد. وفي المقابل لا تزال التساؤلات، تطرح بقوة حول ظروف وملابسات الجريمة التي طالت مساء أمس الأول، سبعة أفراد من عائلة واحدة، الجيران، في شارع عمر بن الخطّاب، يطرحون فرضيات وتساؤلات، فيما الأجهزة الأمنية والقضائية، تواصل التحقيقات باتجاه أكثر من فرضية بينها احتمال قيام الإبن الأكبر هادي بقتل أفراد عائلته لوحده. وبحسب الأقارب والجيران، فان الوالد عاد من بلدته عرمتى في قضاء جزين وبرفقته ابنتاه زهرا ١٥ عاما، ومنال ١٨ عاما من زيارة للأهل هناك. وفيما توجهت الفتاتان الى منزلهما، ذهب الوالد الى الفرن القريب جدا من مكان سكنه، ليعجن الطحين مع الخميرة، وهذا ما أخذ فترة من الوقت، تقارب الساعة الواحدة. وعندما عاد الى المنزل وجد أفراد عائلته قتلى، موزعين في غرف البيت. وبحسب افادات بعض الجيران، فانهم سمعوا اطلاق نار متقطعا، وكانت ناتجة عن الطلقات الصادرة عن سلاح من نوع بومب أكشن، الذي وجد في مسرح الجريمة، تمر بين الطلقة والأخرى فترة ٧ دقائق تقريبا وطرحوا تساؤلات حول كيفية احكام القاتل قبضته على المغدورين، وهل يعقل ان لا يتمكن أي منهم من الفرار، أو حتى الصراخ طلبا للنجدة، خصوصا ان أعمارهم ليست في مرحلة الطفولة، بل في مرحلة الشباب. في المقابل، كانت الأجواء المحيطة بالمنزل العائلي، مشوبة بالذهول والحذر والحسرة وطرح التساؤلات، فيما أقفل باب المنزل، ومنع الدخول اليه للحفاظ على مسرح الجريمة، واستكمال رفع البصمات والأدلة الحسية من قبل عناصر الشرطة القضائية، والمباحث الجنائية. وقد بدأ أقارب ضحايا العائلة المنكوبة، من آل الحاج ديب وآل يونس، باجراء الترتيبات اللازمة لنقل الجثث الى بلدتهم عرمتى واجراء مراسم الدفن الجماعي، في جبانة البلدة الجديدة، التي افتتحت مؤخراً، ومن المقرر أن تجري مراسم الدفن، واقامة الصلاة على أرواحهم اليوم الثلاثاء، بعد سماح الجهات القضائية المختصة بتسليم الجثث الموجودة في مشرحة وبراد مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بئر حسن، بعدما انجز الاطباء الشرعيون مهماتهم في معرفة نوع السلاح ومسافة اطلاق النار على الجثث، وكيفية توزيعها في الغرف، والوضعية التي كانت فيها. رئيس البلدية وفي هذا السياق، تحدث رئيس بلدية عرمتى أسعد يوسف منصور، وقال: المطلوب التوسع في التحقيق القضائي والأمني، وعدم بقائه محصوراً في فرضية واحدة بأن الابن الأكبر هادي، المصاب بمرض التوحد منذ صغره ارتكب الجريمة. وفي المقابل يجب أن تأخذ التحقيقات القضائية والأمنية مجراها الطبيعي، من أجل التوصل الى النتيجة المتوخاة لكشف ملابسات الجريمة - المجزرة، ومعرفة الحقيقة كاملة. وأضاف منصور: ان الوالد علي، يسكن في منطقة رأس النبع - البسطة منذ فترة طويلة، ويعمل في فرن يملكه بالقرب من منزله يبيع فيه المناقيش والمعجنات على أنواعها، وصيته مع افراد العائلة حسن وايجابي في علاقاته مع الأهل والجيران. والوالدة نوال متعلمة ومثقفة وتحمل الاجازة التعليمية في الرياضيات منذ اكثر من ٣٠ عاماً. وعلاقات من المحبة والوئام والتماسك والتضامن العائلي، تسود بين افراد العائلة. وختم: هناك تساؤل آخر مطروح حول اختفاء ناطور المبنى، الذي تقطن فيه الاسرة، كما نقل الينا، وعلى كل حال، كلنا ثقة بالقضاء اللبناني، والأجهزة الأمنية المختصة ونريد معرفة الحقيقة كاملة، دون زيادة أو نقصان. في عرمتى أما الوضع في عرمتى مسقط رأس رب العائلة، فقد كتب عنه الزميل نزيه نقوزي قائلاً: اتشحت بلدة عرمتى، قرية العائلة المفجوعة بالسواد امس وخلت شوارعها من أية حركة بعد اعلان الحداد واقفال المحلات. عند مدخل البلدة، يرتفع مبنى من طبقتين كان الوالد على الحاج ديب قد تفقده امس الاول حين زار بلدته والتقى افراد العائلة. الطرقات حتى مسجد البلدة كانت خالية من الحركة، الا من شبان كانوا يرفعون لافتات التعازي على الجدار المواجه لمنزل والد علي، فيما تم تركيب قاعة مواجهة للمنزل وضعت فيها الكراسي لتقبّل التعازي. في منزل والد علي، كان أفراد العائلة ينتحبون، والد علي تحدث إلينا عن تلقّيه نبأ الكارثة والدموع تنهمر من عينيه قائلاً: كارثة كبيرة اصابتنا. الله يكشف الحقيقة ويرحم الجميع. اما زوجة شقيق علي، فقالت انها فاجعة لم نكن ننتظرها، الله يحرق قلوب الفاعلين. ومن وسط عرمتى انتقلنا الى أطراف البلدة الشمالية حيث مقبرة جديدة تشاد هناك كان العمال يعملون على حفر قبر جماعي لدفن الضحايا جميعاً فيه. أحد المواطنين قال: انها فاجعة كبيرة أصابتنا، اصابت القرية بكاملها. لا أحد يمكن ان يصدّق ما حدث. علي وعائلته جماعة طيبين، واحوالهم المادية ميسورة، وهو يعمل على بناء منزل عائلي له عند مدخل البلدة، وزوجته ذات حسب طيب، وهي كانت تعمل مدرّسة. حقيقة فاجعة كبيرة حلّت بعرمتى ونأمل ان تكشف حقيقتها. غادرنا عرمتى على أصوات تلاوة القرآن الكريم، والاستعدادات الجارية لإقامة مراسم الدفن الجماعي للعائلة بعد صلاة ظهر اليوم الثلاثاء. على صعيد آخر، اعلنت الجمعية اللبنانية للاوتزم - التوحد في بيان عن اسفها الشديد للجريمة التي ارتكبت في راس النبع وما نتج عنها من كارثة مأسوية، الا انها استنكرت ما ورد في الاعلام عن احتمال ان يكون مرتكب الجريمة يعاني من حالة التوحد، مشيرة الى ان الاعاقة لم تكن يوما سببا لارتكاب جريمة. واوضحت الجمعية ان الشخص الذي يعاني من التوحد ليس بمقدوره ان يستعمل نوع السلاح الذي استخدم في الجريمة، اذ ان نوع السلاح هذا يتطلب مهارة عالية في استخدامه.كما ان الشخص الذي يعاني من التوحد ليس بمقدوره ان يقوم بعملية الانتحار |
أخبار ذات صلة
صدمت سيارة دراجة نارية عند دوار الأميركان في صيدا،
2025-03-07 03:57 م 945
توتر على طريق المطار... قنابل بين الجيش والمحتجين
2025-02-15 05:08 م 193
أمنيون وموظفون جدد إلى التحقيق في قضية المرفأ.. الجديد تكشف التفاصيل.*
2025-01-17 06:10 ص 200
جريمة مروّعة.. قتل صاحب المعرض وسرق السيارة!*
2025-01-15 06:00 ص 337
*فضيحة في المطار: تهريب لصالح "الحزب" عبر فريق جمركي*
2025-01-04 11:25 ص 317
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أصحاب الموتورات نار جهنم و أبواب السجون والمخافر باتت مشرّعة لكل مخالف،
2025-06-12 09:44 ص

الساكت عن الحق شيطان أخرس" في صيدا
2025-06-10 02:42 م

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم