تسلم وزير التربية والتعليم العالي الجديد حسن منيمنة الوزارة من الوزيرة بهية الحريري في احتفال أقيم في قاعة المحاضرات في الوزارة، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى فياض، المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب، مديرة مشروع الإنماء التربوي الدكتورة ندى منيمنة، رؤساء الجامعات وممثليها ورؤساء مؤسسات التعليم العالي الخاص ومديري كليات في الجامعة اللبنانية، وممثلي اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، ومديري التعليم الإبتدائي والثانوي ورؤساء المناطق التربوية ومديري الادارات في الوزارة والمركز التربوي والتعليم المهني والتعليم العالي، وممثلي روابط المعلمين في الثانوي والأساسي الرسمي ونقابة المعلمين في القطاع الخاص وجمع من التربويين والموظفين.

الوزيرة الحريري
بعد النشيد الوطني وكلمة تعريف وتقديم من المسؤولة عن مكون تنمية القيادة في مشروع الإنماء التربوي إلهام قماطي تحدثت فيها عن المسيرة التربوية لكل من الوزيرين الحريري ومنيمنة، ألقت الوزيرة الحريري كلمة قالت فيها:

"قبل عام ونيف حين وقفنا هنا لنتحمل مسؤولياتنا في وزارة التربية والتعليم العالي في الحكومة السابقة، أحسست يومها أنني أدخل المدرسة لأول مرة في حياتي، وأن كل ما أعرفه وتعلمته في السنين الطويلة، والمشاركة في نهضة تربوية عبر مسيرة النهوض والبناء مع قائد آمن بالعلم والمعرفة سبيلا للخلاص، ومن خلال حياتي التشريعية على مدى سنين طوال، كله تلاشى يوم تحملت مسؤولية وزارة التربية والتعليم العالي. أحسست أن النجاح لا يمكن أن يكون بفرد دون سواه، وأن العملية التربوية معنية بأمن الإنسان وسلامة المجتمع وتقدمه واستقراره، لأن الحروب والأزمات تتولد أولا في عقول البشر، وفي عقول البشر تبنى حصون السلام. هذا ما جاء في الديباجة التأسيسية لمنظمة الأونيسكو، وهنا أدركت أن كل الوطن مسؤول مسؤولية كاملة عن العملية التربوية بما هي قضية وطنية. وإذا كانت الجيوش والقوى الأمنية معنية بالدفاع عن أرض الوطن والسلامة العامة، فإن وزارة التربية والتعليم، بإداراتها ومديريها ومعلماتها ومعلميها، هي المسؤولة عن أمن الإنسان في حاضره ومستقبله، ومن خلالها نستطيع أن نحكم في أي اتجاه تسير المجتمعات والأوطان. إن هذه اللحظة هي لحظة للمسؤولية ولحظة صدق مع النفس ومع رفاق الطريق، إداريين ومعلمين ومسؤولين كبارا".

أضافت: "في عام ونيف من مسؤوليتنا عن هذه القضية الكبرى التي لم ننجح في جعلها قضية الوطن، كل الوطن، سعيت منذ اللحظة الأولى لحكومتنا الى الدعوة لجلسة خاصة بالتعليم في لبنان في مجلس الوزراء، لنقدم فيها التعليم وشؤونه وشجونه، لأن كل وزارة في لبنان معنية مباشرة بالتربية والتعليم، وكذلك القطاع الخاص بكل مكوناته المالية والصناعية والتجارية والزراعية معني في تقدمه وازدهاره بالكفاءات البشرية التي تتخرج في مدارسنا وجامعاتنا، وكان من الضروري أن نضع الجميع أمام مسؤولياتهم وحاجاتهم من التعليم، وحاجات التعليم الجيد لدعمهم واحتضانهم".

وتابعت: "لقد جاهد كل العاملين في التربية والتعليم في لبنان، كل بحسب قدرته وإمكاناته، وحاولنا بكل قوتنا أن ننأى بمسؤوليتنا عن الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والتي تتأثر فيها إداراتنا، وحاولنا أيضا أن يكون حزبنا هو مصلحة الطلاب وهيئاتهم التعليمية ومستقبل الوطن، كل الوطن".

وقالت: "إنني أرحب بك يا معالي الوزير بين إخوانك وزملائك، أنت الذي اتخذت من التعليم قضية وساهمت في مسيرة نهضته وهمومه، وإنك محل ثقتنا بخبرتك ومناقبيتك ومسؤوليتك العالية. التعليم ليس وديعة نسلمها ولا سلطة نتداولها، إنما هو قضية جامعة ومسؤولية مشتركة. وإننا سنقف معك وإلى جانبك من أجل النهوض بالتعليم في لبنان، وبكل مكوناته الإدارية والتعليمية والتقنية والعمرانية والبحثية، وكلي ثقة بأنكم سوف تعطون هذه القضية كل ما تستطيعون.
ويسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير من كل أصحاب السعادة، رؤساء ومديرين عامين ومديري تعليم، ومن كل الهيئات التربوية وروابطها واتحاداتها والتجمعات التربوية على حسن تعاونهم ومسؤوليتهم خلال مسيرتنا القصيرة التي أتمنى أن نكون قد شاركنا بشيء من المسؤولية، وأن نكون قد ساهمنا بما يمليه علينا الواجب تجاه بناتنا وأبنائنا ووطننا الحبيب لبنان".

الوزير منيمنة
ثم قال الوزير منيمنة: "عندما أنظر الى الوجوه الكريمة الحاضرة هنا اليوم أجد أنني أعرف الغالبية العظمى منها، فأنا ابن المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، وقد عملت منذ التلمذة في الحقل الطالبي ثم في إدارة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، وأعرف خفايا الجو التعليمي ومفاصله وزواريبه. وعلى الرغم من كل المشاكل فإننا قادرون على التطوير بجهد مشترك منا جميعا. وإنني أمد يدي لكل الناس وسنتعامل مع القضايا بعقلانية حقيقية".

وأضاف: "يشرفني أن أتسلم مهمات هذه الوزارة من تربوية قديرة ومربية أجيال على مدى سنوات كثيرة، أعطت الكثير من جهدها لبناء سياسة تربوية حديثة من خلال عملها في الحقل التربوي كناشطة ومناضلة ومقررة في اللجان التربوية مرورا بتجربتها الغنية في وزارة التربية. وفي هذه المناسبة، أستغل الفرصة لنشكرك على جهودك الجبارة في عملك على ضبط العمل التربوي وتطويره، وعلى هذا التاريخ العريق في التربية والتعليم، وخصوصا أنك تأتين من مدرسته يا شقيقة الشهيد الرئيس رفيق الحريري.
وما نحن سوى على خط أحلامه التربوية والتعليمية، حيث اعتبر أن يكون للعلم دولة، لذلك علم أفواجا تلو أفواج، فكان الزارع لأجيال تنمو في لبنان والعالم.
إن وزارة التربية، لن تكون من حق الوزير بل هي وزارة لكل اللبنانيين، وزارة لا طائفية، لا مذهبية، ولا مسيسة، هي وزارة لكل طلاب ومعلمي لبنان، وأبوابها مشرعة للجميع.
نحن هنا لنصغي الى جميع الآراء المختلفة، فالاختلاف ثروة لبنان، وكل همنا هو استكمال بناء سياسة تربوية حقيقية، تؤمن بتربية حديثة ومتطورة، لأجيال تتطلع الى الأمام لتكون سلما للمتفوقين.

إن ما نسعى إليه هو مستقبل طلابنا، ليتقدموا ويحققوا أحلامهم، بعيدا عن كوابيس التفرقة وكل الأمراض الاجتماعية نحو لبنانية حضارية معاصرة ومستمرة.
همنا سياسة تربوية مبنية على قيم السلم الأهلي، والعيش المشترك، والاعتراف بثقافة الآخر، وحق الاختلاف، وسنسعى بكل قوة لنكون على قدر المسؤولية والمهمات التي منحنا إياها دولة الرئيس سعد الحريري. وكما قال، إن هذه الحكومة نأمل أن تكون فرصة لبنان لتجديد الثقة بالدولة ومؤسساتها لنقدم من خلالها نموذجا متقدما للحكم والمسؤولية.
ونحن على هذا العهد والوعد، سنسعى أيضا لتكون وزارة التربية نموذجا مصغرا لحكومة الوفاق التربوي الوطني.
معالي الوزيرة الحريري، مرة أخرى نشكرك على جهودك، ولن نوفرك للاستعانة بخبراتك لأننا سنتابع معا الحلم التربوي للشهيد رفيق الحريري الذي قال العلم أولا".

ثم أقيم كوكتيل في المناسبة، واستقبل بعده الوزير منيمنة رؤساء الجامعات وكبار الموظفين، وعقد اجتماعا إداريا مع المدير العام للتربية فادي يرق اطلع خلاله على تفاصيل الملفات والقضايا التربوية.
وكان الوزيران الحريري ومنيمنة عقدا خلوة استمرت ساعة كاملة قبيل التسليم والتسلم عرضا خلالها مختلف المشاريع والقضايا التربوية الراهنة والمستقبلية.