برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ، اختتمت في خان الافرنج في صيدا الدورة التدريبية التي نظمها المكتب الاقليمي لليونسكو في بيروت واللجنة الوطنية لليونيسكو لمعلمي مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار على استخدام الإصدار الثاني لـ"حقيبة التراث العالمي بين أيد شابة " وشارك فيها 27 معلماً ومعلمة من 17 مدرسة رسمية وخاصة من مدارس الشبكة .

وقامت الحريري بتوزيع شهادات المشاركة على المعلمين والمعلمات الذين شاركوا في الدورة بحضور ممثل المكتب الإقليمي لليونيسكو في بيروت مدير البرامج الثقافية جوزيف كريدي، وعدد من مدراء مدارس الشبكة ومنسق أنشطة الشبكة نبيل بواب.

وحاورت الحريري المشاركين ، فتوقفت عند أهميتها وخصوصية انعقادها في صيدا التي تختزن التراث بكل مقوماته وعراقته ، حيث اعتبرت هذه المدينة هي مدينة منفتحة ولم تكن في حياتها مدينة منغلقة ، وكما تأثرت بحضارات الآخرين أثرت فيها ، وأن هذا دليل كم نحن قادرون أن نعكس هذه الخصوصية . وقالت: اذا اردنا أن نتحدث عن المواطنة فهذه هي المواطنة ، المواطنة لا تأتي عن طريق التلقين بل عن طريق المراكمة على ما قام به من سبقنا ، وبأن نفتخر بمحطات مضيئة مرت بتاريخنا ، وهذه أمور لا يمكن أن نكتشفها اذا لم ننفتح على حقبات ما قبلنا لنستطيع أن نحفظها لمن سيأتي بعدنا . وربما هذه الورشة ليست كافية ولكن لنفكر كيف نعكس هذا المنتج الذي بين أيدينا من خلال الكتب الموجودة وكيف ندخلها الى الصف من خلال المنهج . وبعد الدورة ستكون هناك خطوات عملية بتمارين تطبيقية في معلم اثري وهذا امر مهم ، والأهداف التي ستوضع هي نفسها ستكون ضمن أنشطتكم خلال السنة . وان شاء الله في نهاية العام يكون لدينا معرض يظهر الإنتاج الذي قمتم به . وهكذا نكون على سكة الحداثة كيف نتعلم من التاريخ وكيف نضيف عليه . المهم بعد هذه الورشة هو الإستدامة بآليات مستمرة ، مع تقييم مستمر للعمل .

ورأت الحريري أن المعرفة بالمعلم الأثري تعني الانتماء وتعزز المواطنية وأن الأستاذ لا يجب أن يتحول الى ملقن ولا يجب ان يتحول الطالب الى متلقن . وقالت: فلنتحمل هذه المسؤولية ولنحول المواد الجامدة في الكتب الموجودة الى حيوية تبقى مع الأولاد كما تبقى معكم .

وتطرقت الحريري الى موضوع الاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بالتراث ، فقالت اننا عندما نسعى ليكون هناك اعتراف بمعلم معين في التراث العالمي ، فهذا لكي نحافظ عليه من ناحية ومن ناحية ثانية لنصبح جزءا من هذه المعالم المنتشرة في كل العالم . وهذا الشيء يجب أن نعكسه ضمن المعرفة في المواد التعلمية الموجودة لديكم.

وكانت الدورة افتتحت برعاية الحريري ممثلة برئيسة منطقة الجنوب التربوية جمال بغدادي ومشاركة جوزيف كريدي، وأمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو سلوى بعاصيري السنيورة ، وبحضور عدد من مدراء مدارس الشبكة المدرسية والمستشارة التربوية للشبكة نيكول عيد ابو حيدر .

واستهل الافتتاح بكلمة ممثل المكتب الاقليمي لليونسكو في بيروت جوزيف كريدي جوزيف كريدي الذي عرض لتاريخ اقرار الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي من قبل اليونسكو في العام 1972 والتي اشار الى أنها جاءت من الرغبة في حماية تراثنا حتى نستطيع أن ننقله سليما الى أجيال المستقبل، وحتى ننجح في ذلك لا بد من معرفة الاتفاقية على نطاق واسع . وقال: إن أهمية إدخال التراث العالمي في البرامج التربوية على نطاق العالم ، يتم التأكيد عليها في القسم السادس- المادة 27 من الاتفاقية والتي تدعو جميع الدول الأطراف إلى السعي بكل الوسائل المناسبة، خاصة بمناهج التربية والإعلام على تعزيز حترام وتعلق شعوبها بالتراث الثقافي والطبيعي . وإن دور المعلمين ذو أهمية حاسمة لتربية التراث العالمي وبمشاركتهم تستطيع اليونيسكو أن تنقل على أفضل وجه  رسالة إتفاقية التراث العالمي لملايين الشبان اللذين سيشملون صانعي السياسة والقرارات في المستقبل . لذلك فإن الملف الموجه للأساتذة في المقام الأول ، يرمي إلى حفز خيال وإبداع المعلمين والطلاب حتى يزيدوا من إثراء النهج البيداغوجي لحفظ وصون التراث . إن التربية مسعى على مدى الحياة يشمل العقل واليدين . من هنا كان عنوان الملف التراث العالمي بين أيد شابة : لنعرف ونهتم ونعمل ، ولأن أفضل تعلم هو التعلم بوسطة المثال ، فإن الملف هو بمثابة دعوة للمعلمين من مختلف التخصصات لكي يشركوا طلابهم بمعارفهم على شكل رحلة عبر تراث العالم الثقافي والطبيعي الرائع . وهذه الرحلة لن تؤدي فقط إلى مساعدة الشبان على تقدير الإرث العظيم للماضي، بل ستعلمهم فوق كل ذلك أن يشاركوا بنشاط في حمايته ، وهم بقيامهم بهذا سيساهمون في بناء مستقبل مشترك أفضل .

ثم ألقت سلوى بعاصيري السنيورة كلمة اللجنة الوطنية لليونسكو فشددت على أهمية التوجه بهذه الدورات إلى منطقة زاهرة بالمواقع التراثية والأثرية ألا وهي منطقة الجنوب وعاصمتها صيدا مدينة التاريخ العريق والتراث الجامع للعديد من الحضارات. وقالت : ان ما يعطي هذه الدورات دفعاً قوياً هو التعاون الوثيق والتنسيق الكامل مع شبكة مدارس صيدا والجوار، وهي الشبكة التي أنشأتها معالي السيدة بهية الحريري لتكون أداة فاعلة ومحركة للجسم الطلابي وللجسم التعليمي في أكثر من ميدان وعلى أكثر من صعيد ،ولتكون سباقة في كل ما يعزز قضايا التربية والتنمية وتقدم الإنسان، فرداً كان أم جماعة . وتحقيقاً للغاية المرجوة هذه تعالج الدورة خمسة محاور تندرج في التعريف بإتفاقية اليونيسكو لحماية التراث العالمي الصادرة عام 1972، وفي تبيان علاقة التراث العالمي بالهوية والبيئة وثقافة السلام، وتؤكد الدورة في هذا كله على أن المواقع الـ 890 المسجلة على لائحة التراث العالمي والعائدة إلى 186 دولة عضو في المنظمة ، من بينها ثمانية عشر موقعاً للدول العربية مجتمعة ، يحظى لبنان بستة منها ، إنما تسجل هذه المواقع إرثاً إنسانياً مشتركاً لجميع أبناء البشر . يقوم على مبادئ حفظ الكرامة الإنسانية ونبذ العنف والإلتزام بقيم الحرية والعدل والتضامن الدولي وتشاطر المعرفة والإزدهار . كما تؤكد هذه الدورة أيضاً على أن الحفاظ على التراث الوطني والعالمي هو الضامن الحقيقي لكي يبقى التراث حاملاً لمعالم الإرث الإنساني وشاهداً على عظمته وحافزاً على تعزيزه . ومن منظور كهذا يصبح الحفاظ على التراث حاجةً قائمة وملحة في ظل ما نشهده من نشاطات إقتصادية وسياحية وغيرها ، غير مدروسة التأثير والأبعاد ، باتت تعتبر مسؤولة عن التغيرات المناخية المهددة لمواقع التراث العامي ، بصرف النظر عن أمكنة تواجد تلك المواقع على الخريطة الجغرافية . ورأت أنه لا بد لهذه الدورة أن تشكل فرصة مؤاتية للتعرف على دور التراث في اثراء الحضارات الانسانية .

وألقت ممثلة راعية الدورة النائب الحريري جمال بغدادي كلمة اعتبرت فيها أن انعقاد هذه الدورة التدريبية في صيدا له أهمية كبرى لخصوصية هذه المدينة العريقة والمميزة بتاريخها والمنفتحة على الحاضر والمستقبل . وقالت: ان الاهتمام بالتراث هو السفر على اجنحة الماضي لإستحضار تقاليد وعادات شكلت في حقبة زمنية نمط عيش. وان التطور العالمي الذي نشهده اليوم لم يستطع ان يغير من اهمية التراث في حياة الشعوب بصورة عامة وبصورة خاصة في بلادنا، فنحن ما زلنا وسنبقى نعتز ونفتخر بحضارتنا وبتراثنا العظيم . وان اجيالنا اليوم تتعرض لمغريات ومثيرات وحوافز ومنبهات كثيرة بحيث لا تعد ولا تحصى تأخذ العقول وتستحوذ على الألباب ومنها التطور الذي أصاب قطاع الاتصالات فأصبح الشباب وراء الكمبيوتر قادرين على تخطي المكان والزمان والخروج من الضوابط الاجتماعية والدخول في الذاتية، وهنا يبرز دورنا التوجيهي في الكشف عن أهمية التراث في حياة الشباب . وإن لهذه الدورة أهمية كبيرة حيث الحياة المتبدلة الأنماط والمتسارعة الأحداث ، تضع أمام أجيالنا حقيقة حول تراثنا الوطني الذي يعتبر جزءاً مهماً من التراث العالمي ، بعدما تحول الإنسان إلى ما يشبه الآلات الصناعية الغارقة في العمل المبرمج بعيداً عن التواصل البشري الحقيقي . متمنية لهذه الدورة النجاح للوصول إلى الأهداف التي نظمت من أجلها .

ثم استؤنفت أعمال الدورة والتي توزعت على خمسة محاور هي : "اتفاقية التراث العالمي" وحاضر فيه جوزيف كريدي والدكتور مصباح رجب . و" التراث العالمي والهوية" وحاضرت فيه الدكتورة ياسمين معكرون بوعساف. و"التراث العالمي والسياحة " وحاضر فيه الدكتورة معكرون بوعساف والدكتور رجب ، و"التراث العالمي والبيئة " وحاضر فيه الدكتور مصباح رجب ، و"التراث العالمي وثقافة السلام " وحاضر فيه الدكتور جان ياسمين .

وتخلل اليوم الأول نشاط تطبيقي فيما تضمنت أعمال اليوم الثاني زيارة ميدانية لقلعة صيدا البحرية ، وفي الختام جرى ملء استمارات تقييم وتشكيل لجنة متابعة لصياغة توصيات . وفيما يلي اسماء المدارس المشاركة:" ثانوية صيدا الرسمية الأولى للبنات ، ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات، ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية ، ثانوية حارة صيدا الرسمية ، ثانوية الغازية الرسمية، ثانوية لبعا الرسمية ، ثانوية رفيق الحريري، مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري، مدرسة صيدون الوطنية ، مدرسة الفنون الانجيلية ، ثانوية الايمان الحديثة ، ثانوية حسام الدين الحريري ، ثانوية المقاصد الاسلامية ، ثانوية القلعة ، ثانوية الأفق الجديد ،ثانوية الجنان وثانوية صيدا انترناشيونال سكول ".