×

حلم الصيداويين يتحوّل إلى حقيقة بعد خلافات سياسية وعرقلة إدارية

التصنيف: إقتصاد

2011-10-19  09:29 ص  1056

 

ثريا زعيتر
ينتظر أبناء مدينة صيدا بفارغ الصبر أن يتحقق حلمهم في إنشاء الحديقة العامة في صيدا في محلة الوسطاني في صيدا بمحاذاة قصر العدل الجديد، والتي ستحمل إسم <حديقة الملك عبد الله بن عبد العزيز> عربون وفاء وتقدير للمملكة العربية السعودية، التي ساعدت لبنان كثيراً ومدت أياديها البيضاء لدعم الكثير من المشاريع الاقتصادية والانمائية والخدماتية في صيدا، ولا سيما الهبة المالية لإنشاء الحاجز المائي بقيمة نحو 20 مليون دولار أميركي··
عادت الحديقة العامة الى واجهة الاهتمام السياسي والشعبي الصيداوي، حيث أعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أن حجر الأساس سيوضع لها في حفل سيقام الخميس 27 تشرين الأول الجاري، الى جانب حجر الأساس للحاجز البحري للمدينة، والذي يعتبر الخطوة الأولى على طريق معالجة مشكلة مكب النفايات، وذلك بحضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزير البيئة ناظم الخوري، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، وكل من نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري وشخصيات وفاعليات مختلفة··
<لـواء صيدا والجنوب> يتوقف عند تفاصيل الحديقة العامة، وأهميتها بعد خلافات سياسية حالت دون انشائها لفترة طويلة من الزمن، وبالتالي حرمان المدينة وأبنائها من التمتع بمتنفس حيوي ومساحة خضراء أمام زحف الاسمنت··
تفاصيل الحديقة
تقع الحديقة العامة في محلة الوسطاني العقار رقم 1587 على مساحة 22 ألف متر مربع قرب قصر العدل الجديد عند المدخل الشمالي للمدينة، وتعتبر الأولى في المدينة، وكلفة انشائها ستبلغ نحو 350 ألف دولار أميركي، وقد كان مقرراً في الأساس أن ينفذ المشروع عبر <مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى> من أموال <الصندوق البلدي المستقل>، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق، فتأجّل انشاء الحديقة الى عدة سنوات إضافية قبل أن يبرم اتفاق بين <مؤسسة الحريري> والبلدية الأسبق لمدينة صيدا برئاسة المهندس هلال قبرصلي لتنفيذها، إلا أن المديرية العامة للتنظيم المدني أعادت الملف الخاص بهذه الحديقة إلى بلدية صيدا السابقة برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري، إثر تحفظها على بعض المواصفات المتعلقة بإقامة المنشآت، وكيفية إستثمارها، على إعتبار أن قانون الضم والفرز في تلك المحلة، لا يسمح بمثل هذه المنشآت واستثمارها وفق ما هو مقترح، فضلاً عن طريقة إدارتها·
اعتراض ومتابعة
ويؤكد مطلعون إن بلدية صيدا برئاسة البزري، عبّرت عن التزامها بتنفيذ الاتفاق أكثر من مرة، وأرسلت كتاباً الى <مؤسسة الحريري للتنمية البشرية> المستدامة يبلغها فيه بإعادة الملف ويطلب مندوباً لمتابعة الملف مع لجان البلدية الخاصة، فكلفت الأخيرة المهندس وسيم البابا بالأمر قبل أن تقدم الى رئاسة مجلس الوزراء كتاباً رسمياً، تطلب فيه قبول الهبة التي سبق وتقدمت بها المؤسسة لإنشاء وتأهيل الحديقة، بناءً على اتفاق جرى بين المؤسسة وبلدية صيدا الأسبق·
وأبدت المؤسسة في الكتاب الموجّه الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ? آنذاك - رغبتها في تأهيل الحديقة العامة في منطقة الوسطاني في مدينة صيدا بموجب اتفاق جرى بينها وبين بلدية صيدا بتاريخ 14 نيسان 2004، مشيرة الى أن <المشروع أصبح جاهزاً للتنفيذ بعدما أعدت الدراسات والخرائط اللازمة والتي وضعت وانجزت نتيجة عدة اجتماعات عقدت بين بلدية صيدا والمؤسسة>، طالبة عرض هذا الموضوع على جلسة لمجلس الوزراء وحسب الكتاب الموجّه من المؤسسة والذي سجل في رئاسة مجلس الوزراء فإن <البلدية وافقت على قبول الهبة، وحتى تستطيع المؤسسة المباشرة بتنفيذ المشروع يقتضي ذلك قبول الهبة المقدمة منها لتأهيل الحديقة العامة>·
إلتزام وموافقة
ووفق هؤلاء فإن بلدية صيدا برئاسة البزري قامت بالطلب من <مؤسسة الحريري> إجراء عقد تفاهم جديد بينها وبين البلدية من أجل تأهيل الحديقة العامة، ووافقت <مؤسسة الحريري> على هذا الطلب، إلا أنها بقيت 4 سنوات دون أن تقدم أي مقترح لبلدية صيدا لإعادة تأهيل هذه الحديقة، ما جعل البلدية تتصل بجهات وأطراف أخرى من أجل تأهيل هذه الحديقة، وقامت باستدراج وتأمين عدة عروض وأفكار من أجل إنشاء هذه الحديقة دون عامل استثماري، على أن تبقى طبيعة إدارتها والإشراف عليها لصالح بلدية صيدا لا لصالح مؤسسة أخرى، وقيل يومها في الصالونات العائلية الصيداوية أن <مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية> أعربت عن رغبتها بتنفيذ الحديقة في حال لم تباشر بها <مؤسسة الحريري>، وفق هبة مالية غير مشروطة، وتردد أن الدعم سيكون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسيطلق عليها اسم <حديقةإيران>، بيد انه لم يحصل شيء··
فيما قالت مصادر <مؤسسة الحريري> إن بلدية صيدا السابقة برئاسة البزري عرقلت التنفيذ، ووضعت شروطاً غير المتفق عليها سابقاً، في محاولة لوضع اليد عليها لمصلحة التحالف السياسي الثنائي سعد - البزري·
الحريري والسعودي أما اليوم، فقد حسمت بلدية صيدا برئاسة المهندس السعودي القرار بانشاء الحديقة، وأزالت كل العراقيل وفق ما التزمت به في البرنامح الانتخابي، وفيما تابعت النائب الحريري كافة التفاصيل المتعلقة بوضع حجر الأساس كي تصبح الحديقة العامة حلماً واقعاً في المدينة، واطلعت من المهندس محمد حلاوي بحضور المهندس شهاب على التصميم النهائي عليها، بعد حسم أنها ستحمل إسم <حديقة الملك عبد الله بن عبد العزيز>، عربون وفاء وتقدير·
وكان السعودي قد ترأس اجتماعاً تنسيقياً للحدث الصيداوي المرتقب الخميس 27 تشرين الأول الجاري لوضع حجر الأساس للحاجز البحري والحديقة، وذلك بحضور ممثل النائب الحريري نبيل البواب، ممثل <مجلس الإنماء والإعمار> الدكتور نادر سراج، ممثل <شركة خوري للمقاولات> المهندس داني خوري ومدير المشروع في منطقة صيدا (شركة خوري) المهندس بسام كجك، وقد جرى اللقاء للتباحث في آلية التحضيرات اللوجستية والبروتوكولية للإحتفال·
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا