×

تبشر به لدرجة انها واثقة جداً في ان ظهور المسيح في مدينة صور

التصنيف: Old Archive

2009-11-15  10:10 م  1567

 

تجوب الشوارع وتتحدث الى الناس بلغة انكليزية مكسرة وتدعوهم الى الايمان بالمسيح المخلص الذي سوف يظهر قريباً جداً في هذه المنطقة ليقتل اعداء الله ويطهر ارض كنعان تمهيداً لاقامة دولة العدل الكبرى التي يسودها الخير والسلام .

انها امرأة في اوائل الخمسينيات من العمر، شقراء نحيفة ترتدي ثياباً متواضعة وتحمل بيدها كيساً فيه بعض اغراضها الخاصة وتتأبط في اليد الاخرى انجيلاً باللغة الالمانية غلافه الخارجي ممزق وصفحاته مترهلة لكثرة ما تم تقليبها، وتقبض في كفها على حجر مدبب من جهة ومسطح من الجهة الاخرى تعمد الى " استخارته " كلما طرحتَ عليها امراً او سؤالاً مفصلياً لتتبين حسن النية من سوئها.

تبدو مؤمنة تماماً بما تبشر به لدرجة انها واثقة جداً في ان ظهور المسيح المخلص في هذه الارض لن يستغرق طويلاً، وهو قد يحدث في اي وقت اعتباراً من هذه اللحظة، ولهذا فهي قد جاءت من المانيا الى صور لانتظاره و "الجهاد معه" كما تقول ...

موقع يا صور الذي التقى هذه السيدة التي رفضت بداية الافصاح عن اسمها الحقيقي ثم قبلت لاحقاً ان تبوح بالاسم الاول فقط كما ترددت كثيراً قبل ان توافق على التقاط الصور لها، ارادت من خلال اللقاء الصحفي ان توصل رسالة الى اهالي المنطقة كي يستعدوا لاستقبال المخلص بقلوب طاهرة ونوايا صادقة، فالمهم هو الله كما تقول، اما الامور الشخصية المتعلقة بها فهي غير ذات اهمية.

تبدأ ريناتا حديثها بالاصرار وقبل كل شيئ على التبشير بكلمة الله، وتطيل في الشرح والكلام الديني مستعينة بالانجيل لتقتطف منه ايات ونبؤات تترجمها الى الانكليزية وتستشهد بها على صدق رسالتها.

تقول ان الله هو الكلمة، والكون كله هو الله، وان الله عندما اراد ان يخلق الكون خلقه بلمح البصر، وان الكلمة اصبحت لاحقاً انساناً اسمه عيسى المسيح الذي اخذ روح الله المقدسة فأصبح مثله.

وتتابع حديثها عن آدم وحواء وعن الانبياء حتى تصل الى النبي ابراهيم فتقول ان الله اورثه ارض كنعان بمن فيها ومن بعد ابراهيم الى ابنه اسحق بينما تعتبر ان الله غضب على اسماعيل فأبعده ولم يورثه شيئاً !!

وتصل ريناتا الى استنتاج ان اولاد اسحق الاثنا عشر وذريتهم سوف يرثون ارض كنعان، والمسيح هو من ذرية ابراهيم عبر اسحق وهو مخلص البشرية كلها .

وبعد ان تعرض نظريتها الدينية بكثير من الاطالة والتفصيل، تبدأ بالاجابة عن اسئلتنا حول سبب مجيئها الى لبنان وماذا تفعل هنا فتقول:
انا اسمي ريناتا ساتا، عمري خمسون سنة، احمل الجنسية الالمانية، طلقت زوجي منذ اكثر من عشرين سنة بعدما رغبت في التفرغ لرسالة المسيح المخلص، كنت اقيم في مدينة دوسلدورف في المانيا.

عندما اصبح عمري 25 سنة اهتديت الى طريق الصواب وقررت العمل بكل طاقتي لنشر كلمة الله وكلمة الحق، ولهذا فلقد اعتزلت الدنيا فطلقت زوجي وتركت عملي وبدأت في اداء رسالتي,
وتتابع: نفسي لا تهمني ولا مظهري الخارجي بل اهتم لروحي فقط، وانا استعد لاستقبال المخلص بقلب طاهر.

ثم تقول: انا اؤمن بالله وبالمسيح ولا اؤمن بالكنيسة فالطريق الى الله لا تحتاج الى وسيط.

وعن قصة مجيئها الى لبنان، وتحديداً مدينة صور قالت:
نبؤة قزحيا في الانجيل تقول ان المسيح سوف يظهر في آخر الزمان لكي يخلص البشرية وينصر المستضعفين والمظلومين ويقتل الاشرار، وتعطي النبؤة بعض الاشارات على ظهور المسيح.

ولقد ترآى لي مؤخراً ان عدداً كبيراً من هذه الاشارات بدأ يتحقق منها تفشي الفساد الديني والاخلاقي والحروب واضطهاد الناس والظلم وانتشار الفقر والمرض والكوارث الطبيعية وغيرها، فأيقنت ان ظهور المسيح بات وشيكاً جداً فجئت لاستقباله.
وتضيف: النبؤة تقول ان المسيح سوف يظهر في ارض كنعان، وارض كنعان تقع بين صيدا شمالاً وغزة جنوباً لكي الارجح ان ظهور المسيح سوف يكون جنوب النهر ( الليطاني) وانه سوف يبدأ اولاً بتطهير المنطقة بين صيدا وصور ( صيدونيا وصور ) من الاشرار، ثم ينطلق من ارض كنعان مع اتباعه ومؤيديه ليقتل كل الاشرار في العالم وينشر الخير والايمان والسلام على الارض.

وتؤكد ريناتا ان هزة ارضية كبرى سوف تضرب المنطقة لكنها لن تقتل الا الاشرار اصحاب القلوب السوداء، اما اصحاب القلوب البيضاء فيبقون في امان ويخلصهم المسيح ويقودهم لاحقاً الى الجنة.

وعن كيفية مجيئها الى صور قالت:
الله ارشدني الى صور وقد جئت اليها براً، لم استخدم الطائرة اطلاقاً، لقد استخدمت القطار في اوروبا حتى وصلت الى تركيا ثم من تركيا الى سوريا بالباص، ومن سوريا الى لبنان بالسيارة حتى وصلت الى صور ومضى لي في مدينة صور اكثر من شهرين.
وعن كيفية تأمين معيشتها قالت: لا اهتم لنفسي انا اؤمن بالله وهو يتدبر اموري، ولا املك اموالاً واعيش في صور على كرم بعض المحسنين واصحاب القلوب الطاهرة، وهؤلاء يقدمون لي الطعام والشراب والمأوى ومكان لانام فيه، وانا اؤمن ان انتظاري لن يطول وان المسيح سوف يظهر قريباً.

نختم بسؤالها عما اذا كانت تؤمن بالاسلام فلا تتردد بالاجابة نفياً، فيمتعض مستضيفها، ويتدخل قائلاً ان المسيحي الحقيقي يؤمن بالاسلام كما يؤمن المسلم الحقيقي بالمسيحية، لان الاديان السماوية تكمل بعضها.

نودعها متمنين لها ان لا يطول انتظارها كثيراً في صور، فتجيبنا بثقة: اطمئنوا، الامر بات قريباً جداً ....

تحقيق: زينب صالح - تصوير: فادي اندس
موقع يا صور - www.yasour.org
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا