بعد أيام معدودات من شهر ذي الحجة يقبل على الأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك أعاده الله على جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات ويقبل مع ليلة يوم عرفة وصباح اليوم الأول للعيد، الذكرى الأولى لوفاة صاحب السماحة الشيخ محمد دالي بلطة رحمه الله وطيب ثراه ومثواه.
وبهذه المناسبة نقول إن الرجال الكبار العظام، وإنْ غيبهم الموت تبقى أعمالهم الصالحة وأثارهم الحسنة حية في القلوب والعقول رغم مرور الأيام والسنوات تبقى تنادي: أيها الناس هذه أثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا ماذا عساكم أن تقولوا؟
ومن هؤلاء الرجال الكبار في مدينة صيدا سماحة المفتي الشيخ محمد دالي بلطة رحمه الله. لأن أعمال هذا التقي النقي الصالحة ومآثره الطيبة وسيرته الحسنة ودوره البناء في كل المناصب والمراكز التي شغلها في حياته، جعلت منه أحدوثة حسنة وريحانة عطرة متجددة تذكرنا دائماً بشخصه الكريم، كما تذكرنا بأجمل صفاته الخلقية وميزاته العلمية والدينية والفقهية والأدبية وقد سجلها له التاريخ في صفحاته البيضاء الناصعة لتبقى خالدة خلود الكبار مدى الدهر والزمان.
لا شك أن لبنان عموماً والجنوب وصيدا خصوصاً قد خسرت بوفاته ابناً باراً وهذه خسارة كبيرة لا تعوض، إنما نحن في ثانوية الإيمان ربما نكون أكثر الناس تأثراً وشعوراً بخسارته وفراقه لما كان له من دور بناء وأياد بيضاء على الثانوية منذ تأسيسها وحتى آخر يوم من حياته.
إن صيدا الوفية لابنائها ورجالاتها البررة الصالحين وتقديراً منها لعطاءآتهم الخيرة ودورهم البناء في المدينة والمجتمع الصيداوي، وبهذه المناسبة التكريمية يتقدم المركز الثقافي الإسلامي الخيري بالشكر من بلدية صيدا لتلبية طلبه بتسمية أحد شوارع صيدا باسم سماحة المفتي، وقد تقرر أن يتم ذلك في يوم الاستقلال، وبذلك يكون سماحة المفتي أحد رجالات لبنان الذي يستحق هذه التسمية وليبقى هذا الرجل مكرماً بعد مماته كما كان مكرماً في حياته.
وفي الختام إذا كان عمل ابن آدم ينقطع بعد وفاته كما يقول الرسول (ص) إلا من علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له فإن عزاءنا أن هذه الأمور الثلاثة تنطبق عليه. علمه في ثانوية الإيمان وصدقته الجارية كونه عضواً مؤسساً لمدارس الإيمان كما أن أولاده وعائلته سيستمرون بالدعاء له مع كل صلاة. رحمات الله تترى عليك يا صاحب السماحة برحمات غواد رائحات إذ ستبقى ذكراك حية في قلوبنا وعقولنا تتجدد مع تجدد كل يوم في عرفة وعيد الأضحى من كل عام.

* مدير مدراس الإيمان في صيدا
المصدر: جنوبيات