×

سباحة وسط النفايات.. وقرار اقفال المكب ينتظر

التصنيف: Old Archive

2009-11-16  07:54 ص  1041

 

 

محمد دهشة
 
لا يعبأ الحاج أحمد البابا كثيرا بأكوام النفايات التي تراكمت على الشاطىء الصيداوي بعدما هدأت العاصفة الاخيرة المصحوبة بالرياح القوية، حيث لفظ البحر أثقاله من الاوساخ والاطارات المطاطية واكياس النايلون في منظر مقزز.. قصد "المسبح الشعبي" مع عدد من رفاقه ليمارسوا هواية السباحة كلما سنحت لهم الفرصة وظروف عملهم.
ويؤكد البابا أن مياه البحر نظيفة رغم كل الضجة التي تثار حول تلوثها بسبب وجود نفايات أثر الانهيارات المتتالية في مكب صيدا والتي انتشرت اوساخه على مسافة كبيرة من الشاطى، قبل ان يردف بلغة الواثق "بعد العاصفة لفظ البحر أوساخه والمياه نظيفة.. وعلى كل الاحوال ملوحة البحر تقتل الجراثيم وتحافظ على جسد الانسان وتقيه كل الامراض".
واضاف: انني لا اخشى السباحة في المياه، فقد اعتدت عليها وكلما سنحت الفرصة لي وجدت قدمي تسيران بي الى هنا، ايام الجمعة والاحد وكل عطلة اذ اعمل في معمل صفا"، متمنيا ان تتوحد جهود المسؤولين القوى الصيداوية من أجل اجتتاث "جبل" النفايات عن صدر المدينة التي ضاقت به ذرعا ومرضا للناس وتلوثا للبيئة.
بيد ان رفيقه "ابو بشار" الحاج يخالفه الرأي، ويعتبر ان انهيار النفايات في البحر تؤدي لا محالة الى تلوثه، وان ذلك يستوجب تحركا فعالا من المسؤولين لانهاء هذه المشكلة البيئية المستعصية منذ عقود"، قبل ان يقر "ان السباحة على الشاطىء لا مفر منها، هنا "المسبح الشعبي" يبعد عن مصدر التلوث قليلا، فضلا عن ان مياه البحر نظيفة وترى بالعين المجردة".
اقفال المكب
ويعتبر أبناء المدينة انه آن الاوان لاقفال المكب الذي يعاني التشققات والحرائق والخسوفات والانهيارات صيفا وشتاء، وبات غير قادر على استيعاب المزيد من النفايات، ولكن المشكلة او ما يؤخر اتخاذ قرار رسمي بلدي باقفاله هو عدم وجود مطمر مؤقت لرمي النفايات بعد رفض قرى منطقة صيدا وجود مطمر فيها.
ورغم الاختلاف السياسي بين القوى الصيداوي، الا انها أولت الموضوع جل اهتمامها، نجحت رصد 45 مليون دولار اميركي للمعالجة، 5 منها هبة مؤسسة "الوليد بن طلال الانسانية" المقدمة الى البلدية منذ سنوات، 20 مليون هبة سعودية ومثلها 20 مليون من موازنة الدولة لاقامة حاجز مائي، واتفقت على ضرورة وضع نهاية للمكب وفق خطة تسير بالتوازي بين الاقفال وانشاء مطمر صحي أو أكثر في اماكن تراعي المعايير الجغرافية الصحية والبيئية واستكمال مشروعي محطة التكرير ومعمل النفايات الحديث وتسريع انشاء الحاجز البحري للمنطقة المحيطة بالمكب ومعالجته عن طريق الفرز.
صراحة البزري
ولم يجد رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري غضاضة، بأن يكون صريحا حين تفقد الشاطىء الذي تلوث بالنفايات نتيجة لانهيار جزء من المكب بفعل الأنواء البحرية والعاصفة التي ضربت المدينة، معتبرا "إن هذه المشكلة المستمرة واستمرار التلوث البيئي سببه التأخر في أعمال معالجة المكب وعدم إغلاقه فورا".
وإذ اعلن الدكتور البزري "تأييدنا لكافة الجهود التي تريد أن تحل هذه المشكلة واستعدادنا للتعاون معها"، إلا انه أكد "أن صيدا لا تستطيع الانتظار مدة 4 سنوات لإنهاء أعمال الردم او الدراسات المرتبطة بهذه الأعمال"، داعيا الى "إيجاد مكان فوري للتخلص من نفايات صيدا، وعلينا العمل سريعا على محاسبة المتأخرين في مركز معالجة النفايات في سينيق، ونقول باسم أهالي وسكان المدينة، إن صيدا التي تحملت نفايات الجميع وستتحمل الصرف الصحي للجميع، الكل يتفرج عليها ويغض الطرف عن مشاكلها البيئية التي تحدث بشكل يومي،  وكأنهم غير معنيين لما يحدث في صيدا، فصيدا الآن متروكة لوحدها دون أن يكون هناك أي جهد للمشاركة بتحمل الأعباء البيئية معها.
 
قرار الاقفال
تدرس بلدية صيدا جديا إمكانية إقفال المكب فورا، وهي تؤكد على لسان رئيسها الدكتور البزري ضرورة تدخل السلطات الرسمية ومحافظة الجنوب وقوى الأمن الداخلي ووزارة الاشغال لمنع تهريب مزيد من النفايات الى مكب نفايات صيدا وشاطىء المدينة حتى لا نقع في المحظور الذي نعاني منه بشكل يومي.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا