تنامي ظاهرة الجمعيات الاهلية الفلسطينية.. بديل ام رديف
التصنيف: سياسة
2009-11-17 09:33 م 785
محمد دهشة
تتوغل الجمعيات الفلسطينية في عمق النسيج الاجتماعي لتقدم نموذجا جديدا في التجربة الفلسطينية المدنية والشعبية بعدما تنامت ظاهرة تأسيسها في السنوات القليلة الماضية حيث بلغ عددها في مخيم عين الحلوة فقط أكثر عن 30 جمعية ومؤسسة مدنية وأهلية.. لتطرح تساؤلات جدية هل باتت بديلا أو رديفا عن "اللجان الشعبية" او بعض الفصائل الفلسطينية.
وقد ساهم التدني الحاد في خدمات وكالة "الاونروا" وتراجع تقديمات "منظمة التحرير" والفصائل الاخرى في ظل الازمة الاقتصادية المعيشية، فضلا عن أفول نفوذ بعض الجمعيات الفلسطينية القديمة الى بروز نجم هذه الجمعيات الجديدة التي رفعت شعار خدمة ابناء المخيمات دون تمييز وبعيدا عن الانتماء السياسي، مقدمة نموذجا مختلفا لا يقتصر فقط على تقديم يد العون والمساعدة وانما على العمل على تنمية قدرات المجتمع من خلال التنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق بالشرائح الشابة والمهمشة وتحديدا النساء والاطفال.
وقبل عقود من الزمن، كانت "المنظمة"عبر مؤسساتها المتنوعة تتولى رعاية الفلسطينيين في لبنان وتقدم لهم الخدماتالصحية الاجتماعية والتربوية وقد شكلت مؤسسات "صامد، غسان كنفاني، الهلال الاحمر الفلسطيني، أسر الشهداء والاسرى والجرحى" علامة فارقة في الاهتمام، لكن في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 حصلت نقطة التحول الجذري وبدأت هذه الخدمات تتراجع تدريجيا الى حد وقف غالبيتها بسبب الازمة المالية الحادة التي عصفت والتي ظهرت جليا بداية التسعينيات بعد حرب الخليج لتتكامل مع توقيع اتفاق السلام "اوسلو" واتجاه المجتمع الدولي نحو الداخل الفلسطيني لبناء السلطة ومستلزماتها، ما زاد من معاناة اللاجئين بدلا من تحسين اوضاعهم.
حرمان.. وأمان
في هذا الوقت، كان لبنان يخطو خطوات سريعة باتجاه وقف الحرب الاهلية بعد اتفاق "الطائف" وتعزيز السلم الاهلي وحل الميليشيات والحفاظ على الامن دون ان يلتفت كثيرا الى الفلسطينيين من الناحية السياسية لجهة منحهم حقوقهم الاجتماعية والمدنية وبقي التعاطي معهم من العنوان الامني فقط، على وقع تقليص حاد في خدمات "الاونروا" التي يعتبرها الفلسطينيون شاهدا على لجوئهم.
هذه التطورات السياسية، وفرت الارضية الخصبة لنمو الجمعيات الاهلية الفلسطينية داخل المخيمات تحديدا، قابلها تشجيع لبناني على العمل كشبكة "أمان" تتكامل مع دور "اللجان الشعبية" و"القوى الفلسطينية" وخاصة بعد وقوع الكثير من المشاكل الامنية، وبهدف تحديد احتياجات المجتمع وفق دراسات علمية وازالة حواجز الخوف من الماضي الفلسطيني الذي عرف بعنوان واحد ووحيد ـ المجتمع العسكري والسلاح، ليتوج قبل سنوات قليلة بانشاء "اللجنة المدنية اللبنانية ـ الفلسطينية" التي ترأسها النائبة بهية الحريري.
عصام الحلبي
اليوم داخل عين الحلوة وحده، تبذل اكثر من 30 جمعية ومؤسسة جهودا جبارة لتغيير الواقع ومحاولة تخفيف المعاناة، مستفيدة من العلاقات مع المؤسسات والشبكات الاهلية المحلية اللبنانية والعربية والدولية التي وصلت متأخرة الى قناعة مؤداها ان مساعدة اللاجئين وتقديم يد العون لهم لا يعني التوطين بأي حال من الاحوال من جهة، وان ترك الامور على حالها من البؤس والحرمان دون تخفيفها، لن يؤدي الى الامن والاستقرار في المنطقة بل على العكس ستتحول المخيمات الى عقبة كؤود اما عملية السلام.
ويقول رئيس الرابطة الفلسطينية "راجع" عصام الحلبي ان الجمعيات والمؤسسات الاهلية الفلسطينية تشكل اليوم رديفا اساسيا ومكملا لعمل اللجان الشعبية وليس بديلا عنها وهي تعمل بلا كلل او ملل على تقديم الخدمات اليومية الحياتية، والفارق ان "اللجان" عبارة عن ائتلاف وتمثيل فصائلي وحزبي، بينما "الجمعيات" في واقع الحال اكثر استقلالية، حيث انها لا تسيطر عليها وجوه حزبية او فصائلية على الرغم من وجود قيادات وافراد ينتمون الى تيارات سياسية وفصائلية في هيئاتها الادارية والقيادية ولكن العامل الديمقراطي المتمثل في عقد جمعيات عمومية وانتخابات لهيئاتها يحد وبشكل كبير من النفوذ الحزبي فيها.
ويؤكد "ان الجمعيات الأهلية تتسم علاقتها بالدور المكمل للجان في خدمة اللاجئين، لا يوجد اي تعارض في مهامهما، مجالات العمل متشابهة في كثير من القضايا، وما يميزها انها تخدم ابناء المخيمات على طريق تنفيذ برامج تنمية قدرات المجتمع النوعية من خلال التنمية المستدامة للشرائح الشابة في المجتمع وتامين الحماية والتمكين للشرائح المهمشة"، مشيرا الى ان معظم هذه الجمعيات تتلقى دعما محليا او عربيا او دوليا عن طريق أفراد أو مؤسسات أو مساعدات وتمويل من المغتربين الفلسطينيين او العرب أحيانا.
وليد درباس
ويصف الناشط الاجتماعي في المجال الأهلي وليد درباس "ظاهـرة توالـد العديد من الجمعيات والمؤسسات أقرب لـ "طفرة" غير مسبوقة لدرجـة بات تناميها يأتي على حساب تراجع ظاهرة المد الثوري المسلح، ويترافق ذلك بتسجيل حيز غير قليل من أهالي المخيمات عدم إرتياحهم للولادة القيسرية لبعض هذه الجمعيات بسبب من الخلفية الذهنية الحزبية لتسيسها، في وقت يسجل فيه آخـرون إرتياحهم وأحيانا مصحوباَ بالتقدير والشكـر لدور هذه الجمعيات وحتى للأفـراد الناشطين في المجتمع المحلي، جـراء ما يلمسونه من تواصل عبر أشكال عدة وما تقدمه من الخدمات المعنوية والمادية، وإن بحدود متواضعة تتوافق والامكانيات المتوفرة.
واعرب درباس عن ارتياحه لدورالجمعيات ما تبذله من مساعي مع السلطات اللبنانية، فتحثها في كثير من الاحيان وتذكرها بتعهداتها حيال المواثيق والقوانين الدولية وتطالبها بالعمل على إنصاف الفلسطينيين لجهة حقوقهم الإنسانية، ناهيك عن حمل هذه المعاناة ونقلها لمختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
أخبار ذات صلة
ولي العهد السعودي يجري اتصالا هاتفيا بترامب
2025-01-23 06:03 ص 23
أول خلاف بين ماسك وترامب.. لماذا شكك في مشروع الـ500 مليار؟
2025-01-23 06:00 ص 25
وزير الخارجية السعودي في لبنان لأول مرة منذ 15 عاما
2025-01-22 07:58 م 40
بهية الحريري تنقل باسم الرئيس الحريري التهاني الى رئيس الجمهورية
2025-01-21 07:36 م 45
لم أعد أي جهة"... سلام: وزارة المال ليست حكراً لأحد
2025-01-21 07:34 م 47
أسامة سعد في الذكرى 40 لمحاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية المناضل الراحل مصطفى سعد:
2025-01-21 05:29 م 51
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة
2024-12-19 01:42 م
حبلي زار السعودي وتم التباحث في شؤون المدينة