×

بلدية صيدا تضع اللمسات الأخيرة على سوق الخضار الجديد ... البائعون: نرفض القرار

التصنيف: إقتصاد

2011-11-30  09:15 ص  1031

 

 

ثريا زعيتر :
تتداخل أصوات باعة الخضار وأصحاب البسطات في أسواق صيدا التجارية صباح كل يوم مع هدير السيارات وحركة الموظفين والمواطنين، يبحثون عن قوت يومهم على عربات متنقلة، فيما البلدية تسعى الى تنظيم الفوضى دون قطع أرزاقهم بعدما وضعت اللمسات الأخيرة على عملية تنظيم السوق التجاري، وقررت إزالة عربات الخضار والبسطات والباعة المتجولين من أسواق المدينة الداخلية، الذين يصل عددهم إلى نحو 300 شخص في الأيام القليلة المقبلة، بعدما شارفت على الانتهاء من انشاء سوق خضار خاص بهم في <محلة سهل الصباغ> قرب مركز <سبينس> التجاري··
لكن هذا القرار البلدي، الذي تأجل تنفيذه مع بدء شهر رمضان المبارك، لا يحظى بموافقة هؤلاء، إذ يعتبرون أن الخطوة هي لقطع أرزاقهم، إذ سينقلون الى ما يشبه <المنفى> أو <المقبرة> العالية الجدران، في إشارة الى أسوار السوق، وأن الحل برأيهم يكمن بإنشاء سوق مركزي يجمعهم مع أصحاب عربات الخضار في سوق خضار صيدا قبالة جبانة المدينة القديمة··
<لــواء صيدا والجنوب>، واكب التحضيرات البلدية الجارية لتنفيذ هذا القرار واعتراض الباعة المتجولين، وجال في السوق التجاري واستطلع آراء المعنيين··
قرار واتفاق يُشيّد سوق الخضار الجديد الكائن في محلة <سهل الصباغ> قرب مركز <سبينس> على مساحة نحو 800 متر مربع بإرتفاع 5 أمتار، وهو مؤلف بكامله من القواعد الحديدية، وهذه المساحة سيتم تخصيصها لإستيعاب نحو 100-110 من أصحاب العربات، ولا سيما من ذوي الدخل المحدود لبنانيين وفلسطينيين، الذين يعتاشون من بيع الخضار والفواكه وطبقاً لمواصفات حددتها البلدية·
وقد جاء انشاؤه على خلفية قرار اتخذه المجلس البلدي لمدينة صيدا تنظيم الفوضى عبر إزالة عربات الخضار والبسطات والباعة المتجولين من أسواق مدينة صيدا الداخلية، وتحديداً: الشاكرية، الأوقاف، المطران وفخر الدين وسواها، وذلك قبل 3 أشهر تقريباً، على أن ينفذ أول أيام شهر رمضان المبارك الماضي، ولكن حركة احتجاج هؤلاء ونزولهم الى الشارع واضرامهم النار بالإطارات المطاطية، ودخول <وسطاء> على خط المعالجة، دفع البلدية الى تأجيل التنفيذ والبحث عن بديل تفادياً لقطع أرزاقهم في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وحلول شهر الرحمة والمغفرة، فتم الاتفاق على انشاء سوق خضار خاص بهم في <سهل الصباغ> قرب مركز <سبينس>، حيث باشرت على الفور عملية انشائه على مرحلتين:
- الأولى: بصب القواعد الإسمنتية للسوق·
- والثانية: تشمل تثبيت القواعد الحديدية والسقف المعدني من قبل المتعهد المهندس جمال الغوش وتنفيذ يوسف أبو حمود، حيث انتشر عشرات العمال في إطار تسريع الخطوات التنفيذية لإنجاز السوق الجديد الذي بات على قاب قوسين او أدنى من نهايته·
إعتراض الباعة ومع اقتراب مهلة التنفيذ، بدأ أصحاب البسطات يعترضون على القرار، لأنهم يعتبرون أن موقع المكان الجديد غير ملائم لعملهم، كما أنه لا يتسع لجميع البائعين، اذ انه يستوعب نحو 98 عربة، بينما يفوق عددهم الـ 300، ما يحرم الكثير منهم من مصدر رزقه·
 ويقول البائع محمود الشامية، الذي يقف قرب بسطة لبيع الخضار والفواكه في شارع الأوقاف بانتظار زبون: <بالكاد نؤمّن قوت يومنا في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية الخانقة، لم يعد الناس يشترون الخضار والفواكه كما السابق، لقد باتت عندهم من الكماليات، هنا وسط الحركة والحال جامد فكيف إذا تم نقلنا الى السوق الجديد، الذي نعتبره مثل <الجبانة> بجدران عالية لا نرى فيه أشعة الشمس ولا الرزق·· نحن مع القانون وضد الفوضى، ولكننا بالتأكيد ضد قطع أرزاقنا، لأنه مثل قطع الأعناق>·
 وأكد البائع نايف مصطفى، الذي كان ينهمك في توضيب الفواكه على عربته المتوقفة في شارع <الشاكرية> بعد رحلة تجوال طويلة <لن نقبل بالقرار البلدي، وقبل ازالتنا عليهم إزالة مكب النفايات، هناك الضرر على الناس، أما هنا فنحن نسترزق من البيع لنعيش، وندعو بلدية صيدا الى وقفة جادة وانشاء سوق مركزي يجمع كل الباعة وأصحاب البسطات كي يكون مقصوداً من الناس>·
 بينما يصف البائع أبو أحمد حسين السوق الجديد بأنه مثل <المنفى> لا يعرفه أحد، متسائلاً: <كيف يُمكن أن يتم وضعنا قرب مركز تجاري، وهو يبيع الفواكه والخضار بأقل من أسعارنا، فمن الطبيعي أن تتوجه الناس إليه بدلاً من المجيء إلينا، إن نقلنا الى هناك، يعني بكل بساطة قطع أرزاقنا، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة>·
السعودي  بالمقابل أوضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي <أن إنشاء السوق لا يهدف الى قطع أرزاق·· ونحن منذ نحو سنة ونصف السنة سعينا لإيجاد مكان لإستيعاب عربات بيع الخضار المنتشرة بشكل عشوائي في سوق صيدا التجاري، ولا سيما في محلة الشاكرية وبجانب جدار مقبرة صيدا القديمة>·
وأضاف: لقد تم تأمين المكان في محلة سهل الصباغ، ونشكر وزارة الأشغال العامة لتأمينه، وحالياً أضحى السوق بحالة جهوزية لإستيعاب عربات الخضار وتأمين الإنتقال إليه وإفتتاحه·
وختم السعودي: نحن في بلدية صيدا سبق وأعلنا إننا لا نريد قطع رزق أحد، وأنه لن يتم نقل عربات الخضار من الأمكنة التي تتواجد فيها حالياً إلا بعد إيجاد البديل، وها هو البديل أصبح متوفراً، وسوف نضع أصحاب العربات في السوق الجديد·
··· ويبقى السؤال: هل ستنجح بلدية صيدا بالتفاهم مع بائعي الخضار، وإيجاد الحل المناسب لهم، وتنظيم السوق التجاري في الوقت ذاته؟
الأمر رهن بالأيام القليلة المقبلة!

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا