"عاصمة الأخوة اللبنانية الفلسطينية التي كانت ولا زالت على مر عقود طويلة نموذجا للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق ، نجتمع اليوم لنحتفل معا في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونجدد التزامنا بهذه القضية العادلة . ففي مثل هذا اليوم سنة 1947 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين رقم 181. وبعد كفاح طويل استطاع الشعب الفلسطيني انتزاع حقه من الأمم المتحدة التي اعلنت سنة 1977 يوم 29 تشرين الثاني من كل عام يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني . فمسيرة فلسطين باتجاه الدولة بدأت مع أول انتصار انتزعته في الاعتراف بهذا اليوم كيوم تضامني لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني ، وتتوج هذه المسيرة اليوم بانتصار عربي كبير وهو الاعتراف بفلسطين كدولة في اليونسكو ، والنضال ما زال مستمرا لبناء دولة فلسطين.

ومنذ سنة 1947 كنا جميعا كلبنانيين وكابناء هذه المدينة نواكب هذه الأجيال التي ناضلت دون كلل من اجل القضية الفلسطينية ونشهد كل انتصارات ومواجهات هذا الشعب الذي لا يزال حتى اليوم متمسكا بالقضية وبالأرض . وأنا ابنة صيدا ، ابنة هذه البيئة التي تربت فيها ونشأت على ان تكون القضية الفلسطينية جزءا من حياتها اليومية ووعيها واحلامها . كان لي الفرصة والحظ ان اواكب اهم حدث فلسطيني عربي ، فقد مثلت الشباب اللبناني في منتدى الشباب السابع في اليونسكو ( الشباب يحدث التغيير ) حيث واكبت ولادة الدولة الفلسطينية في اليونسكو ، فعدت الى صيدا بالتزام وشغف أكبر تجاه قضيتي وقضية كل شاب عربي مؤمن بالتغيير . وكانت مؤسسة الحريري أول من احتضن احلامي وحماستي لتوجيه افكاري وترجمتها على ارض الواقع ، وهذه احدى الفرص التي تمنحها مؤسسة الحريري لآلاف الشباب الذين وصلوا ويشاركون في صناعة القرار ليكونوا جزءا من ارادة التغيير والتقدم . ولنأخذ من الشعب الفلسطيني الشقيق مثالا ونموذجا لتمسكه بأرضه وحقه واقامة دولته ، من الشتات والقتل والتهجير والدمار . وانني اتوجه من شباب مدينتنا لأقول لهم : ان لمدينتنا علينا حقاً، أن ننهض بها ونحافظ على مكانتها الوطنية والعربية الرفيعة التي اسس لها واستشهد من اجلها رجالات صيدا وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري . وانني اشعر بمسؤولية كبيرة وكبيرة جداً اذ شرفتني مؤسسة الحريري بأن اتحمل مسؤولية ادارة هذه الجلسة المميزة للإحتفال بوضع التراث العالمي المسيحي والاسلامي برعاية دولة فلسطين في اليونسكو" .