×

ندوة لمؤسسة الحريري في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

التصنيف: تقارير

2011-11-30  12:21 م  1141

 

 

بهية الحريري :
التّضامن مع الشّعب الفلسطيني همّ يومي مزروع في القلب والوجدان
المطران حداد:
الخوف من المسلمين طعن في الإسلام .. ومن المسيحيين طعن في المسيحية
هاني فحص:
فلسطين التي تألقت في اليونسكو هي فلسطين التي وصلت الى وعي الشعوب
طارق متري:
لتحفيز الشراكة الإسلامية –المسيحية دفاعاً عن القدس ونصرة لأهلها
طارق العلمي :
لا خيار امامنا الا إلغاء الاستثناء الاسرائيلي من تطبيق القرارات الدولية
سلوى السنيورة :
عضوية فلسطين باليونسكو إزالة لظلم تاريخي ومعبر للإسهام بصنع السلام العالمي
صبري صيدم:
حسمنا معركة التاريخ .. وقريبا سنحسم معركة الجغرافيا بعضوية أممية كاملة
 
 
 
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، نظمت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ندوة بعنوان " التراث المسيحي – الإسلامي في عهدة الدولة الفلسطينية في اليونيسكو "، وذلك في قاعة ثانوية رفيق الحريري في صيدا.
شارك في الندوة : راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد ، العلامة السيد هاني فحص ، ممثل الأمين التنفيذي للإسكوا رئيس قسم النزاعات والقضايا الناشئة فيها طارق العلمي ، امين عام اللجنة الوطنية لليونسكو سلوى السنيورة بعاصيري ، الوزير السابق الدكتور طارق متري ، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الوزير في السلطة الفلسطينية صبري صيدم وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة النائب بهية الحريري .
تقدم حضور الندوة: مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ، ممثل المطران الياس كفوري الأرشمندريت ميشال ابو حيدر ، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري، ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في لبنان السفير أشرف دبور والقنصل في السفارة محمود الاسدي،  امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ، عضو المجلس الوطني الفسلطيني صلاح اليوسف ، عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمن جبريل، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود ، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب وعضو قيادة الجماعة في الجنوب محمد زعتري ، رئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري ونائبه السيد ياسر ابراهيم،عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ابو النايف وعضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية ابو وائل كليب، ومسؤول حزب الشعب الفلسطيني في منطقة صيدا غسان ايوب ، وممثل حركة حماس مسؤولها في صيدا وسام الحسن، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، السفير عبد المولى الصلح، رئيسة منطقة الجنوب التربوية سمية حنينة، ورئيس مركز التنمية والحوار اميل اسكندر، والسيد عدنان الزيباوي وعدد من اعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا وممثلون عن اللجان الشعبية الفلسطينية والهيئات الأهلية في صيدا والجوار وجمع من ابناء المدينة ومنطقتها ومخيماتها.
الحريري
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني ، تحدثت سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة النائب بهية الحريري فقالت: ان هذا اليوم في صيدا له معنى آخر، لأن هذا اليوم التضامني العالمي مع الشعب الفلسطيني بحضور هذه الفاعليات يؤكد ان صيدا وفلسطين ، هما قلب واحد وقضية واحدة . فلسطين .. الكلمة الأهم .. والأعظم .. والأكبر .. والأكثر حضوراً .. وتداولاً وانتماءً وحباً وعداءاً ونكباتٍ وانتصاراتٍ ، وإرادةً وعزماً وأحلاماً وآلاماً وثقةً بالذات .. وضرباً للطموحات .. إنّها فلسطين.. الكلمة التي تختصر تاريخَنا العربي الحديث منذ أن تبلورت إرادات الإستقلال .. والتّغيير .. والنّهوض .. وبناء الدولة الحديثة .. بعد أن شرب العالم الكبير مرّ عدوانه .. وغطرسته .. واستعماره .. وأحرق ذاته ومدنه في الحرب العالمية الثانية ، لم تكتمل يومها فرحة شعوبنا باستقلالها حتى وقع جرحٌ عميق في قلبها ووجدانها .. في التّاسع والعشرين من تشرين الثاني من العام 1947، منذ أن أقرّ العالم في ذلك اليوم تقسيم فلسطين إلى دولتين .. بموجب القرار رقم 181 .. وبدأت مسيرة الهجرة في الشّتات والقهر في الأرض.. والإعتداء على المقدّسات .. وتوالت الحروب وسارت قوافل الشّهداء.. واحتلت الأرض والمدن .. فجُرح فلسطين الدامي مع مواكب الإستقلال يلتئم في هذه الأيام مع إعلان فلسطين دولةً كاملة العضوية في اليونيسكو بتأييد من مئة وسبع دول .. ليكون يوم الحادي والثلاثين من تشرين الأول من العام 2011 أولى ثمرات الرّبيع العربي الذي يصنعه شباب العرب في كلّ السّاحات.. تأكيداً على الإستقلال والحرية والعدالة .. واحترام حقوق الإنسان .. وإطلاق عجلة الحياة الديمقراطية المستدامة التي لا يختصرها أحدٌ .. ولا يلغي مفاعيلَها أحدٌ .. ولا يضطهد إراداتها أحدٌ ، ولا ينفرد بمقدّراتها أحدٌ .. إنّه زمن كلّ الأفراد العرب .. وكلّ الأفكار العربية .. إنّه زمن السّعي نحو الأفضل .. إنّه زمن ما ينفع النّاس ، عموم النّاس .. إنّه الزمن الذي يقرّر فيه النّاس كلّ الناس ، ما هو الخطأ  وما هو الصواب .. فهنيئاً للشّعب الفلسطيني الشّقيق الذي عشنا وإيّاه أيام المر وأيام الجهاد .. وصنعنا معاً أحلام النصر والتّحرير والعودة .. وإنّنا إذ نرحب بكم جميعاً ليس للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني .. بل لتشهدوا في صيدا كيف يكون التّضامن مع الشّعب الفلسطيني .. هماً يومياً مزروعاً في القلب والوجدان .. له مكان الصدارة في كلّ شأنٍ واهتمام .. حتى بلوغهم شطّ الأمان في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشّريف .. حاضنة المسيحية والإسلام.. منذ بزوغ فجر المسيحية والإسلام .. وهي منارة كلّ المسيحيين والمسلمين في كلّ مكان وفي كلّ زمان .. ولتكون فلسطين دولةً .. أرضاً مقدسة .. وشعباً عظيم ..
طارق العلمي
وألقى ممثل الأمين التنفيذي للإسكوا رئيس قسم النزاعات والقضايا الناشئة فيها طارق العلمي كلمة قال فيها:اشكر لكم حضوركم جميعا اليوم لمشاركتنا في احياء هذه المناسبة السنوية وفي التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني واخص بالشكر مؤسسة الحريري وعلى راسها السيدة الحريري صاحبة المبادرة لإقامة هذا النشاط. فمنذ عام 1977 والأمم المتحدة تحيي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ، لكن احتفالنا اليوم له طابع مختلف مع التحولات الهائلة التي شهدتها المنطقة العربية والعالم أجمع. هذه السنة اختلف الوضع ، فقد رأينا شعوبا عربية تطبق حقها في تقرر المصير، في ظل غياب الآليات الديمقراطية والتمثيل الصحيح والحرمان الاقتصادي وتفشي البطالة والفقر . ورأينا العالم يدعم هذه الشعوب في تقرير مصيرها وصولا الى حد الدعم العسكري . لكن مع كل هذه التحولات، تبقى ازدواجية المعايير واقعاً لا يتغير بالنسبة للشعب الفلسطيني وكافة حقوقه ، بما فيها حق هذا الشعب في تقرير مصيره .وعلى الرغم من السعي المستمر وبكافة الشكال منذ عام 1948 للتحرر وتحصيل الحقوق الأساسية والبديهية التي تضمنها المعايير والأعراف والقوانين الدولية ، بل والتي تؤكدها عشرات ومئات القرارات الصادرة عن اكثر من هيئة اممية ودولية ،لم يقابل سعي الشعب الفلسطيني هذا بالدعم الدولي الذي لاقته او تلاقيه شعوب اخرى في منطقتنا اليوم ، بل وعلى العكس ، جابهه الكثيرون بالتشويه والتضليل والشجب من الناحية السياسية وبتبريد القمع والقتل والهدم والحصار ، أو غض النظر عنه في احسن الحوال . فماذا عسانا نقول – كمجتمع دولي- لشاب او شابة فلسطينية ينشدون الحرية وتقرير المصير ؟. ماذا نقول لعائلة فلسطينية فقدت كل شيء ولم تلق حتى تعاطفاً؟ . ماذا نقول للاجئين الذين يمنعون من العودة الى اراضيهم وبيوتهم ن لنهم ينتمون الى ديانات لا ينطبق عليها حق العودة في القانون الاسرائيلي ؟. هل نقول لهم انهم يختلفون عن سائر العرب وسائر العالم وان حقوقهم وحياتهم لا تتساوى مع باقي الشعوب ؟. هل نقول لهم ان التمييز العرقي والديني مقبول في حالتهم فقط؟ هل نقول لهم انهم الإستثناء؟.
واضاف: كان عام 2011 مختلفا. فبدا واضحا خلال هذا العام ان القبول والصمت الدوليين تجاه الاستثناء الاسرائيلي قد بدأ فعليا بالإنحسار – في عدد كبير من الدول .فبدأت الأصوات والحملات في مختلف ارجاء العالم تهتف أن هذا الاستثناء غير مقبول ، وبدأ يرتفع منسوب القلق لدى بعض الأوساط من عزلة دولية لإسرائيل . الا ان النظام الاسرائيلي لا يابه بأي من هذه التحذيرات والادانات ، بل ويقابلها بتصعيد الانتهاكات وتمرير القوانين التي يصفها البعض أنها عنصرية. السياسات الاسرائيلية في فلسطين تستمر في انتهاك القوانين والأعراف الانسانية ، وقد وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الانسان في الأرض الفلسطينية المحتلة هذه السياسات بالتطهير العرقي والفصل العنصري والاجرام والاستعمار .
 واستعرض العلمي الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وفرض اسرائيل حصارا مباشرا غير اخلاقي وغير قانوني على مليون و700 ألف فلسطيني في قطاع غزة .. وكيف ان النظام الاسرائيلي يدين كل من يحاول كسر هذا الحصار ويصادر المساعدات الانسانية ويعتقل النشطاء وينكل بهم .. وقال : كيف لا وهذا النظام يضاعف من وتيرة الاستعمار غير الشرعي بحجة حقوق تاريخية لفئة على حساب فئة أخرى . كيف لا وهذا النظام يسجن طفلا فلسطينيا لرشقه دبابة بالحجر ، ويغض النظر عن اعتداءات مسلحة لمستعمريه على البشر والأرزاق والمدارس والأماكن المقدسة . كل هذا ويبقى جندي وضابط الاحتلال فوق المحاسبة عندما يقتل المدنيين على الأرض ومن الجو وكلاهما تحت الاحتلال . ويجرؤ النظام الاسرائيلي على ادانة المحاولات الفلسكينية لنيل الاعتراف الأممي بدولتهم ، كونها خطوة أحادية الجانب تقابل بقطع التمويل وفرض العقوبات ، كما مؤخرا في اليونسكو . وكأن بقاء الاحتلال وبناء المستعمرات على ارض محتلة وتمرير القوانين العنصرية والضغط على مراكز القرار في العالم ، كلها خطوات متفق عليها مع الطرف الفلسطيني .. وكان ضم القدس وتقطيع اوصال المناطق الفلسطينية ومنع المرضى من الوصول الى مراكز العلاج والطلاب الى مدارسهم ليست خطوات أحادية . وكأن فرض السلع الاسرائيلية على المواطن الفلسطيني ثم الحجر على عوائد السلطة الفلسطينية من الضرائب على هذه السلع كعقاب سياسي بين التارة والأخرى أمر مشروع . وفوق هذا كله يعتبر النظام الاسرائيلي أن قرارات الأمم المتحدة من مجلس الأمن والجمعية العامة هي الزامية لغيره واختيارية له . ويتحدث عن دول مارقة وهو اكثر من خرق قرارات صادرة عن الأمم المتحدة .. الخيار امامنا واضح ، بل لا خيار امامنا كامم متحدة وكمجتمع دولي وكحضارة انسانية الا ان نسعى جميعا وبشتى الوسائل لإلغاء هذا الاستثناء الاسرائيلي ليكون الجميع تحت القانون ولينال كل ذي حق حقه . وحينها فقط يحل السلام على الأرض المقدسة وفي منطقتنا .
وخلص للقول: عام 1977 وفي الذكرى الثلاثين لصدور القرار 181 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 29 تشرين الثاني من كل سنة يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، واليوم بعد 64 عاما من بداية المعاناة وفي عام التغيير لم ييأس الشعب الفلسطيني من حتمية نيل حقوقه ولا يزال يتمسك بكل هذه الحقوق ، بل ويحاول هذا الشعب مع الجيل الثالث بشتى الوسائل القديم منها والجديد المبتكر تحصيل حقوقه بيده. وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ، لا بد من وقفة اجلال لهذا الاصرار ولهذا الصمود . واقول لهم ان التغيير قادم وان الحقوق الفلسطينية ستتحقق بفضل الجهود التي تبذل على ارض فلسطين وفي سائر العالم ولا افرط بالتفاؤل حين اقول ان يوم الحق الفلسطيني يقترب بسرعة وكل جهد يبذل انما يعجل بقدومه .
 
سلوى السنيورة
وتحدثت امين عام اللجنة الوطنية لليونسكو سلوى السنيورة بعاصيري فقالت : إن قضية الشعب الفلسطيني قضية استحقت تضامناً عالمياً لأن التضامن بما هو عليه من قيمة اخلاقية جامعة ، لا يستمد مبرراته من تعصب هنا أو عصبية هناك . فهذان الامران يقعان على طرفي نقيض من مفهوم التضامن لكونهما يحملان مضامين إقصائية لمن هو خارج العشيرة والفئة والفريق . في حين أن جوهر التضامن هو الرحابة التي تشع قوة فاعلة ومؤثرة في الإرادة الجمعية للكيانات والشعوب ، وحيث أن دور التضامن هو تقديم إجابات لمسائل شائكة بغية إحداث تغيير إيجابي يصب في خدمة حقوق الإنسان وفي صونها بعناصرها الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، بما هي حقوق متلازمة ومتكاملة تفضي إلى ديمقراطية الشعوب واستقرارها وأمنها وسلامها . وانطلاقاً من فهم كهذا تجعل اليونيسكو من التضامن هدفاً محورياً يقع في صلب رسالتها والغايات ، فتدرجه في ميثاقها التأسيسي بما ينص على "أن السلم الثابت والمخلص يقوم على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر " . ولأنه هدف محوري تقارب اليونيسكو التضامن على انه مسار إنساني لا يمكن اعتباره محتم الحدوث ، بل هو - كما السلام - عملية يتطلب استمراراها دوام التدبر واليقظة والمشاركة ، سيما في زمن تزداد فيه وتيرة التواصل والاتصال ، مما يجعل التنوع والتعدد بمختلف أشكالهما في تجاور واحتكاك ، وفي كثير من الأحيان ، ما قبل الإدراك الواعي بأبعادهما والبصر المستنير بسبل التعامل معهما ... وبتاريخ 31 تشرين الأول الماضي كانت صدقية اليونيسكو أمام إختبار حقيقي ، ولكنها عبرته بنجاح مع كل محاذيره والمفاعيل . ترجمت مضامين التضامن إلى ممارسة صريحة ، والتفتت إلى قضية لم يعد جائزاً أن لا تحتل الصدارة في العناوين والأولويات وأن لا يعبر عنها صراحة في المواقف والالتزامات . قضية شعب أصيل هجّر بالقوة والعنف من أرض، ما كانت يوماً إلا أرض الجذور والأجداد ، ومهد الرسالات السماوية السمحة، والفضاء الرحب للتنوع والانفتاح ، والحاضن لحوار الأديان وتفاعلها ، والشاهد على ثراء التراث الثقافي المسيحي الإسلامي ، بتعبيراته الفكرية والمادية والشفهية والرقمية .
واضافت: نعم لقد اختار الشعب الفلسطيني مسارب عدة للدفاع عن قضيته إلا أنه وجد في المحصلة ان السبيل الأفضل هو السعي للفوز بالتضامن الإنساني مع حقوقه ، ومن أعلى المنابر الدولية . طرح أحقيته بدولة كاملة العضوية في اليونيسكو ، بإعتبار ان اليونيسكو هي الرمز لكل ما يسعى الفلسطيني أن يستظل بفيئه ، الفكر الحر والمساواة والديمقراطية والعدالة والإنصاف . وبإعتبار ان اليونيسكو هي الحاضنة للتراث العالمي كإرث إنساني يشهد على إسهامات الشعوب وحضاراتها ، ويوثق في الوقت عينه لأصولها والمرجعيات . . دافع عن مطلبه قائلاً أن طلب العضوية ليس تحدياً لأحد بل هو إزالة للظلم التاريخي الذي لحق به ، وهو تعبير عن الإلتزام بقيم اليونيسكو ، ومعبر للإسهام في صنع السلام العالمي ، وهو أيضاً ضمانة لحماية التراث المسيحي الإسلامي من التدمير والتشويه وتزييف الحقائق .. لقد استعان الشعب الفلسطيني بلغة الوجدان الإنساني ليخاطب الدول الأعضاء في اليونيسكو ، مذكراً بدوره المأمول في إطار دولة كاملة العضوية في اليونيسكو . دولة تلتزم بقيم اليونيسكو ومبادئها . ودولة تصون التراث المسيحي-الإسلامي في فلسطين بما هو عليه من إرث إنساني مشترك مهدد بالاستباحة والضياع . ومن باب التضامن الصادق تجاوبت الأغلبية الساحقة للأعضاء مع الطلب المحق . إنه التضامن إذاً ولئن بدا عصياً لبعض الوقت ، سيبقى الطريق الأجدى للحق والحقيقة وللعيش معاً بسلام .
المطران حداد
وتحدث المطران ايلي حداد فقال : انها ساعة مباركة في كل مرة نجتمع فيها للحديث عن فلسطين والأراضي المقدسة ، ففي كل ابعاد الحديث محطة توجهنا الى الله،  الى تلك البقعة السماوية على الأرض ، الى القدس مدينة السلام والمحبة .. في حديثنا عن القدس اتطلع الى اخوتنا الفلسطينيين الذين عانوا الأمرين من تخطيط بني اليهود لإقصائهم عن وطنهم الأم . القضية المقدسة لا بل اصبحت القضية الأكثر قدسية في العالم . نتطلع اليوم بشغف الى قرار اليونسكو ونعتبره نقطة تحول في مسار التاريخ القديم والحديث ، فهل ينطوي هذا القرار على وعي عالمي بشأن شعب عانى ما عاناه من ظلم وتحد وتهجير ومن ابشع انواع العداء البشري . وكم نرجو أن يكون هذا القرار فاتحة لقرارات مشابهة على أعلى الصعد الدولية . وان قمة الحديث عن فلسطين يمر بالقدس ، هناك موقع التراث العريق في القدم المسيحي والاسلامي . انها لوحة في التاريخ والجغرافيا ، لكنها لوحة في تراث عميق كتب خطوط الحضارة الشرق اوسطية خاصة والحضارات العالمية عامة .. ما يهمنا من التراث ليس فقط المواقع الجغرافية على اهميتها، لكن أهم منها ايمان من عاش فيها وكتب التاريخ في الجغرافيا . انها الحضارة الحقيقية وهي شرق اوسطية بامتياز ، فالمسيحية وحدها حضارة والاسلام وحده حضارة والمسيحية والاسلام معا حضارة تعكس الماضي بكل أبعاده ، ولكنها تعكس ايضا لوحة المستقبل ، لوحة محورها الدين في خدمة المجتمعات والعيش المشترك والمسؤولية المشتركة والتطور والنمو على كل الأصعدة .
واضاف: لقد حاول الكيان الصهيوني ان يشوه طابع هذه الحضارات الثلاث وبخاصة تلك المشتركة بين المسيحية والاسلام . وحاول أن يُفهم العالم أن الأديان هي مصدر عنف ويهدد السلام العالمي . الا ان جذور الحضارات تكمن في مستقبلها ، هذا ما قاله العالم الاجتماعي "دوركييم" . الحضارات لا تموت بل يموت كل من يريد محوها . الدين لا يمكن أن يهدد السلام لأن كل ما فيه سلام وهو مؤسس حضارة السلام . العالم اليوم هو بأمس الحاجة الى حضارة السلام . حيث لا حرب ولا عنف ولا تسلط ، بل حوار وتعال ومحبة . هذه عناوين المسيحية والاسلام ..
وقال: لا يمكننا ان ننمي فلسفة الخوف من الآخر المختلف عني ديناً وحضارة ، والحديث اليوم عن خوف الطوائف من بعضها في هذا الزمن العربي المتأجج ، الخائف هو المستعد أن يخيف الآخر اذا تحكم بالسلطة . والحديث ان المسيحيين خائفون انما هو نسف لهذه الأجيال الغابرة من العيش معاً. المسيحيون ليسوا خائفين ، وثقتهم بالإسلام كبيرة ومسندة على معرفة عميقة بالاسلام والمسلمين . وأن أخاف من مسلم فهذا طعن للإسلام وكأنه ديانة عنف . والخوف من المسيحيين طعن في المسيحية . الخوف ممن يخيف . وكثر هم الذين يخيفون . وأكثر ما يخيفني أن نصدق هؤلاء فنقع في فخ الخوف من بعضنا . اثق بالمسلمين لأني اثق بالإسلام ، لا بل أحب الإسلام لأني أحببت المسلمين واراهن على الاسلام . فلتصمت كل الأصوات الخائفة لأن لا محل للخوف من بعضنا ، ولنُصمِت معا كل الأصوات المخوفة والمخونة بين صفوفنا. . المسيحية ليست حديثة على المنطقة ، انها مؤسسة لها وتستمر واياها مهما تقلبت الأنظمة والسياسات . مواقع القدس شاهدة ، معالم الثقافة العربية شاهدة ، التنوير في النهضة العربية شاهد ، ولكن الشاهد الأكبر هو تبني المسيحيين للقضية الفلسطينية شكلا ومضموناً. وها نحن اليوم نجدد العهد من هذا الصرح اللبناني بامتياز بأن نبقى المدافعين عن هذه القضية العادلة مهما كلف الثمن . وان نستغل المناسبات المحلية والدولية للحديث والشهادة والمطالبة بكل ما يؤول الى نجاح فلسطين ، وان يعمم قرار اليونسكو على اكبر الأصعدة وأشملها ويرى الشعب الفلسطيني دولته الحرة السيدة المستقلة .
العلامة هاني فحص
ثم تحدث العلامة السيد هاني فحص فقال: قبل ايام لاحظ بقلق عدد من الأصدقاء في قيادة حركة فتح أن فلسطين تكاد تكون غائبة او مغيبة عن الخطاب اليومي والسياسي لساحات التحرير وشوارع الشعوب في بلاد الربيع العربي الراهن والواعد.. من حق الفلسطيني أن لا يرى شيئا ولا أحداً الا بعين فلسطين ، ومن حقي وحقه عليّ أن أكون على مسافة منه ولو وهمية لأرى بعيني وأمنحه العين وما رأته من دون منة مني عليه لأني فلسطيني ايضا . لا بالعدوى ، بل بالوجع والرجاء الذي لطول معاناته ومعايشته يدخل في خارطة الجينات . لتصبح فلسطين خارطة العرب من اقصى الماء الى اقصى الهواء .. من حقي أن ارسم المعادلة التالية : وهي أن كل الانقلابات العربية التي حدثت بعد النكسة قد جاهرت بأن فلسطين هي السبب والغاية للإنقلاب . ولم تنس الحرية في بياناتها الأولى ولا التقدم والوحدة ، ما آل الى مزيد من التخلف والى التفتيت الوطني بدل الوحدة القومية .. ثم عادت وسحبت الحرية من التعامل الإعلامي بعدما سحبتها من التداول العملي . وجاهرت بأن كل ما فعلته وتنوي فعله من منكرات هو من اجل فلسطين التي حولتها الى غطاء لموبقاتها , وهكذا تم رفع شعار " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " على حساب فلسطين لا لحسابها . وتعطل العقل والقلب واللسان والفن والأدب والزراعة وفسد الماء والهواء برائحة الشواء وأنين المطمورين أحياء في المقابر الجماعية .
واضاف: بعدما فُرّغت الجيوش بعدتها وعديدها للحاكم الغر والفذ ، ووضعت في امرة أولاده واصهاره من رتبة رقيب وما دون ، فان ارتفع اللقب كان مزوراً أو مجوفاً. وبنيت في موازاتها اجهزة الأمن المتصارعة على النفوذ والسلب والنهب وبميزانيات عملاقة. واذا كان الأمر قد تكلب احيانا خوض معارك محددة الأهداف سلفاً. حتى لو كانت قدراتها تتخطى هذه الأهداف ، فتحولت الإنتصارات العسكرية الحقيقية لجهة المقاتيلن والشهداء الى هزائم سياسية مكشوفة لجهة الحكام. لقد كانت اسرائيل منذ النكبة تبدي قلقا سطحيا من كل انقلاب ، ولا تلبث بعد ان تقرأ سيرة زعمائه او برامجهم وتكتشف تناقضاتهم ومطامعهم المتقابلة او المتقاطعة ، فتجنح الى الطمأنينة وترتاح لقدرة الخطابة العربية على ستر عورات الحكام(...). أما الآن ، فها هي اسرائيل وعلى لسان نتنياهو تتمنى عودة نظام حسني مبارك الى مصر ، معتبرا ن الثورات العربية زلازل وأنها تقوم على العداء للغرب واسرائيل بعدما شاهد تمرينا للشعب اليهودي على الاحتجاج متأثراً بالربيع العربي .. اما العداء للغرب فسببه اسرائيل .
وقال: ان أفضل وأدوم واصدق وأنبل اشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني هي هذا الكلام القليل الذي يشبه الصمت البليغ في المشهد العربي المستمر في تشكله ، الواعد المليء بالرجاء ، لأنه محكوم بالضمير والمعرفة والطموح الى مستقبل عربي مصري وليبي وتونسي و.. و.. ..ولن يكون مستقبلا حقيقيا عصريا واصيلا ما لم يكن عربيا في عمقه ومداه واحلامه . ولم تكن عروبة الانتماء ثقافة وذاكرة وحساسية حضارية ، هي جامعه ودافعه الى التواصل والتضامن والتكامل . وهنا تستريح فلسطين ولا تستعجل ولا تؤجل ، ويستريح شعبها المعني أولاً معنا لا من دوننا لأنه صاحب الحق الذي يتصل بحقوقنا . وهنا يكون الشباب قد اكتشفوا الشرط الفلسطيني لأوطانهم ومستقبلهم وحريتهم وتقدمهم واندماجهم في اوطانهم واقوامهم وفي ظل دولهم المدنية العصرية الجامعة لهم تحت سقف الحق والقانون ، مفتوحي العيون على فلسطين ، متحينين لنا مرة ثانية الفرصة بالمجاهرة بأن فلسطين هي قضية قضايانا وانها المكان والمعنى الذي تجتمع فيه اجيالنا الآتية وتشترك في تحرير مساحات المشترك بينها. ولأنهم ، اي شباب الربيع ، مشغولون بتحقيق شروطهم الوطنية ( الكيانية) من اجل اوطانهم متفرقة مجتمعة في العروبة والنهضة وفلسطين ، فإنهم وان قللوا من مفردتها في كلامهم اليومي ، فإننا نراها في حدقات عيونهم وقسمات وجوههم وثنايا أحلامهم التي تنطوي عليها.
وخلص للقول : ان فلسطين التي تألقت في اليونسكو هي فلسطين التي وصلت الى وعي الشعوب ووجدانها وحركة انتاج المعرفة لدى مبدعيها ومفكريها ، فاستجابت حكومات كثيرة متناغمة مع شعوبها وكابرت الديناصورات متفارقة مع شعوبها ، ولكنه انتصار ، وان لم يكن صغيرا ، فإن الانتصارات الصغيرة اذا تكاثرت تصبح انتصاراً كبيراً كما كان يردد الصبور أبو جهاد. وقد تزامن ذلك مع الخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس مؤشرا على أن فلسطين سوف تستكمل خطوة ابي عمار لتنتقل عاجلاً أم آجلاً من موقع المراقبة الى العضوية الكاملة بعدما صارت عضواً حساساً وفاعلاً في منظومة الثقافة الكونية . والسؤال : هل كان لهذا الانجاز ان يتم بهذه الصورة ولهذا الرجاء ان ينعقد وكانه آت لا محالة ، لولا ما فهمه العالم من معنى فلسطين في حركة الشباب العربي نحو الحرية ؟. ثم اليس هذا الاقبال الحر على الانتخابات في مصر علامة على مستقبل مصري حاضن للقضية بالديمقراطية ؟.
د.طارق متري
وتحدث الوزير السابق الدكتور طارق متري فقال: يضفي انضمام فلسطين إلى عضوية اليونيسكو في تشرين الأول الماضي معنى متجدداً للمواجهة الثقافية والأخلاقية مع مغتصبي حقوق الشعب الفلسطيني ومؤيديهم ومعهم الساكتين على الظلم بذرائع متنوعة . ولا تحتاج إلى التاكيد الدلالة الرمزية لهذا الانضمام إلى ومعها إضافته التراكمية إلى عملية الإنتقال من الإعتراف الدولي بحقوق غير قابلة للتصرف إلى الإعتراف بالحق في دولة مستقلة. وفي هذا الانضمام ، وعلى وجه أخص ، اقدار لفلسطين لجهة إدراج مواقع لها على لائحة التراث العالمي ، والمقترح منها تسعة عشر بدءا من مدينة بيت لحم . ويستتبع ذلك مسؤولية دولية في حماية هذه المواقع والعناية بالحفاظ عليها او ترميمها . ورغم ان الاضطلاع الأممي بهذه المسؤولية سيصطدم من دون ادنى شك بمعارضة إسرائيلية "ميدانية" إذا جاز التعبير ، فإنه يفتح الباب امام بعض التغيير في موازين القوى المعنوية والقانونية والسياسية انطلاقاً من ابراز العلاقة الوثيقة بين فلسطينية التراث الفلسطيني وكونيته بآن معاً (....) . لن اتابع في هذه المداخلة القصيرة مناقشة مظاهر تعثر عمل اليونيسكو وأسبابه ، يكفي التذكير بما هو معروف لجهة تداخل المسائل القانونية والمصالح السياسية والإمكانات المالية في عمل اليونيسكو مما يقتضي خطة منسجمة على الصعد الثلاثة . ويتطلب ذلك وعياً لا تشوش فيه لضرورة الإستناد إلى مجموعة من الركائز سأكتفي بذكر بعضها :أولها التأليف بين هويات القدس المتعددة ، فهي إسلامية ومسيحية وفلسطينية وعربية وعالمية في آن معاً. فلا يطغى إبراز إسلاميتها على رسوخ شخصيتها المسيحية . ولا يجنح التشديد على عروبتها إلى تجاوز فلسطينيتها. ولا تنسينا محليتها أنها تراث للبشرية جمعاء . وثانيها الجهر بإستحالة فصل القدس عن فلسطين ومقدساتها ، عن الشعب الذي يعيش فيها أو يتحدر منها . ولا بد من التشديد المستمر على وصل القدس بفلسطين وهي منها بمنزلة القلب ، والتذكير بأن المقدسات تستمر حية بالمقدسيين الذين يقيمون فيها عبادة لله ، فلا تغدو متاحف فيما هي بيوت للدعاء . فبين وقت وآخر يظهر ميل بعض الجهات الدولية والمؤسسات الدينية إلى تداول صيغ للحفاظ على الوضع القائم للأماكن الدينية ، وضمان حريات العبادة والانتقال .وثالثها استنهاض الهمم العربية انطلاقاً من المعرفة الحقيقية والدقيقة بما يصيب المدينة المقدسة وأهلها والتي هي المدخل لعمل تضامني حقيقي لا يتوقف عند عاطفة تحركها هواجس تجمل الأشياء عوض الاهتمام بتفاصيلها . ورابعها وضع تصور العمل المشترك بين المسلمين والمسيحيين ، في العالم العربي وخارجه، يضيق المجال للإحاطة بكل ما يحفز الشراكة الإسلامية –المسيحية ، دفاعاً عن القدس ونصرة لأهلها . وفي كل حال ، لا يخفى معظمه على أحد أياً كان من أمر التردد أو التقاعس .
وأضاف: حسبنا الحديث ، في هذا المضمار عن أهمية التعامل مع القدس وفلسطين والدعوة إلى النظر إليها بوصفها قضية كونية . فاليوم تتواصل أمام أنظارنا عولمة متصاعدة للصراع على القدس وفلسطين وهي تستدعي مقاربة تتشكل حول القيم الكونية في وجه منطق القطيعة الدامي . فمنطق الحدود الدامية بين الحضارات والأديان ، سافرا كان ام مضمراً يغذي التفوق والتوسع الإسرائيليين على نحو لم يكن متوقعاً لأعوام خلت . لم تعد إسرائيل تجد أي حرج في تقديم ما تنزله بالشعب الفلسطيني بصورة حرب بين الحضارة التي تسميها ومعها أصدقاء غربيون مسيحية- يهودية وما تصفه بإرهاب الإسلام ... إزاء عولمة الصراع هذه ، نشهد في العالم اليوم تصاعداً تدريجياً لإتجاهات في الرأي العام تناصر القضية الفلسطينية من حيث هي قضية كونية ، فهناك أيضاً الذين يقولون بإحترام الشرعية القائمة على القانون الدولي ويرون فيها إمكاناً لكبح غطرسة القوة الاحادية، والحقيقة هي أننا أمام ما يشبه المفارقة داخل الرأي العام الغربي . يزداد التعلق بالشرعية الدولية رغم إضعاف الأمم المتحدة أو إخفاقها . فصحيح ان ثمانية وثلاثين قراراً متعلقا بفلسطين وصادراً عن مجلس الأمن لم تنفذ . إلا ان تراكم هذه القرارات يجعل من فلسطين محكاً للتوازن والإنصاف في العلاقات الدولية .. أكثر من ذلك ، هناك تراجع على ما كانت تحسبه إسرائيل شرعيتها الأخلاقية والتي لم تعد تقول بها ، بالشفاه اكثر من القلوب ، سوى الولايات المتحدة بعد ان لوى ذراع رئيسها في الكونغرس وفي إنتخابات فرعية واقلية من الدول تسير في ركابهما .ومن نافل القول انه إذا صارت مقارعة إسرائيل على الصعيد الأخلاقي قضية كونية فإنها تستحق أن تستعاد بوصفها قضية لبنانية . ولا يعفي العداء اللبناني لإسرائيل والدعوة المستمرة بالتصدي لها بالمقاومة من هذه المسؤولية . في الماضي ، كان لبنان بكل فئاته واتجاهاته السياسية ذا دور بارز في مواجهة إسرائيل على الصعيدين الثقافي والأخلاقي . اما اليوم ، وفيما تبدو العدوات الماضية ماضية بحق ، فإن العمل على شفاء الذاكرتين اللبنانية والفلسطينية عن طريق الحوار والتعاون يفتح المسالك أمام أدوار لبنانية قديمة وجديدة . غير ان طغيان الخوف والتخويف من التوطين ، وفيه قدر كبير من الافتعال ، يضع العوائق أمام تلك المسالك . والقول برفض التوطين وهو ما يؤكد اللبنانيون كلهم اجماعهم عليه ، لا يظهر عند البعض الا بالحماسة اللفظية لحق العودة والنكران الفعلي لحقوق فلسطينيي لبنان الأساسية . لذلك فإن وضع قضية التوطين في نصابها ، من دون تهوين بالطبع لكن من غير تهويل، ضرورة لتجديد قدرة لبنان على استئناف دوره بعد طول تعثر ، ورغم حسبان البعض أننا امام افتراض يخلو من الواقعية فإن التشديد على موقع خاص للبنان في "الأكثرية الأخلاقية" من أجل فلسطين هو من شروط وفاء هذا البلد لذاته .
كلمة دولة فلسطين
كلمة دولة فلسطين القاها مستشار الرئيس محمود عباس ابو مازن الوزير صبري صيدم فقال: اقول صراحة أنكم لو شققتم على قلوب اللبنانيين لوجدم فلسطين داخلها ، اولها وآخرها ... اشكركم بأن اخترتم صيدا لتستضيف اليوم الحدث الثاني في لبنان وربما الثالث والرابع والخامس وفي كل لبنان ، تذكارا لهذا اليوم ، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ، وان كنت قد قلت هذا الصباح بأننا نريد المزيد من ايام التحرير والمزيد من ايام الكرامة ، واننا بحاجة لنحتفي بيوم الاستقلال ، نحترم التضامن لكننا نريد الاستقلال ، ونحترم التضامن لكننا نريد اياما نتحدث فيها عن اعادة الاعمار . وأُكبر بالسيدة الفاضلة بهية الحريري ما قالته من قبل ، بأن لبنان شارك الفلسطينيين في آلامهم وأحلامهم. وان شاء الله ستستمر المسيرة حتى تشاركونا في بناء فلسطين وتطويرها ورفعتها . وأُكبر في هذه المؤسسة الأبية أن اختارت أن تطبع هذا الكتيب حتى بادلت زميلي الأخ اشرف دبور فقلت له ربما مؤسسة الحريري قد سبقت وزارة السياحة الفلسطينية في طباعة هذا الكتاب . وأشكركم بأن ذكرتم وذكرتمونا بالعشرين موقعا يجب أن يتم ادراجها وسنخوض مجتمعين معركة اليونسكو من اجلها.. لكنهم افردتم الجزء الأخير من هذا الكتيب حتى تذكروا وتذكروا الجميع بالمواقع التاريخية المسيحية والاسلامية في القدس لأننا بالفعل كما النشيد اللبناني كلنا للوطن .واقول صراحة انه عندما تسقط العاصمة يسقط الوطن ، لذلك يجب أن لا تسقط القدس حتى لا يسقط الوطن .
واضاف: نحن كفلسطينيين نعتبر أننا قد حسمنا معركة تاريخ ومعركة الفكر والثقافة بأن فزنا بعضوية اليونسكو ، لكننا بهمة لبنان ان شاء الله قريبا سنحسم معركة الجغرافيا عندما نحظى بعضوية فلسطين دولة كاملة السيادة في الأمم المتحدة ...امام عظمة الشعب اللبناني ، اقول اننا نريد مدرسة رفيق الحريري في فلسطين ونريد مدرسة لبنان في فلسطين حتى نوطن حب لبنان فينا ونوطن العروبة فينا ونوطن الأصالة فينا . اشعر بالاعتزاز بأننا في صرح علمي وأن لبنان يعلمنا المعرفة كما يعلمنا النضال ، ويعلمنا الانجاز كما يعلمنا الكرامة .. واقول بصراحة اننا لن نستطيع أن نحرر فلسطين اذا لم نستطع أن ننجز علمياً ومعرفياً ، لذلك يقارعنا الاحتلال ، ولذلك حاول حجب عضويتنا في اليونسكو ، وسيحاول تكميم أفواهنا وقطع حبل الوريد عنا. وهذا الاحتلال يحتاج دائما الى المقارعة .. وهكذا ذهبنا الى الأمم المتحدة ، لم نحضر قوات التحالف من أي حدب أو صوب ولم نختر أيا من فصول السنة ، لا الربيع ولا الخريف ولا غيرها من فصول السنة التي نشهدها اليوم .. يجب أن نشد العزم بإذن الله ، وعقدنا العزم ، والحمدلله تمت المصالحة لكنها تحتاج الى استكمال ، ولا اعلم في التاريخ عن امة انتصرت وهي ممزقة ، فادعوا لنا بلم الشمل وقفوا الى جانبنا وادعوا للشعب الفلسطيني بالوحدة والاتحاد.
ثم اهدى الوزير صيدم الى الحريري مجسما لمقعد فلسطين في الأمم المتحدة على غصن من زيتون القدس.
مؤسسة الحريري تصدر كتيبا خاصا عن فلسطين
ووزع خلال الندوة كتيب اعدته مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالمناسبة يحمل عنوان الندوة نفسها " ويتضمن : تهنئة من مؤسسة الحريري للشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب المسيحية والاسلامية في العالم بالدولة الفلسطينية في اليونسكو ، وشكر وتقدير من المؤسسة للدول الداعمة للحق الفلسطيني ولمنظمة اليونسكو .
كما يتضمن الكتيب اعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني بموجب القرار 32/40 ب المؤرخ 2 كانون الأول 1977 ، والقرار 34/65 د المؤرخ 12 كانون الأول 1979 ، والقرارات اللاحقة التي اتخذتها الجمعية العامة بشأن قضية فلسطين .
ثم يضيء الكتيب على موضوع انضمام دولة فلسطين لمنظمة اليونسكو بناء القرار الذي صدر عن الأونيسكو في 31 تشرين الأول 2011 في مؤتمرها العام الـ36 في باريس ومشروع القرار الذي قدم في 29 تشرين ألأول 2011 واسماء الدول التي قدمته والدول التي صوتت لصالحه والدول التي صوتت ضده والدول التي امتنعت . ويتطرق الكتيب الى الميثاق التأسيسي لليونسكو وشعارها " في عقول البشر تبنى حصون السلام" وعدد الدول الأعضاء فيها ، وطبيعة رسالتها الثقافية والتربوية والإنسانية والاجتماعية في العالم.
ثم يعرض الكتيب لائحة بالمواقع والأثرية والتراثية الاسلامية والمسيحية في دولة فلسطين والمواقع التاريخية الإسلامية والمسيحية في القدس ، والمقترح حمايتها من قبل اليونسكو وادراج بعضها على لائحة التراث العالمي .
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا